أوراق الخريف تبدأ فى التساقط

31 Jan 2016

أوراق الخريف تبدأ فى التساقط .. !!

———————————

بعد مرور سنوات مش كتيرة ، وبغض النظر عن الكذبة الكبيرة بتاعة العالم الحر ، و الديموكراسى ، والحريات ، وحكوك الإنسان ، واللى شوفناها بــ يتم دهسها تحت الأقدام مع أول تهديد _مهما كان حجمه_ لدول العالم الحر المزعوم .. ومش كدة وبس ، لكن كمان بــ يتم تكميم الأفواه إذا تعارض الكلام مع توجهات دول الغرب .. وأعتقد إن كلنا شوفنا وفهمنا إزاى بيتم توجيه الرأى العام العالمى عن طريق شبكة الميديا بكل وسائلها من مواقع إخبارية ، وصحف إليكترونية وجرائد مطبوعة .. وعلشان كدة  أصبح كثيييير مننا على يقين إن الصحافة العالمية هى صحافة موجهة ومسيّسة ، تخدم التوجهات السياسية ومصادر التمويل .. وكل ده بغض النظر عن الحق والعدل والإنسانية ومصالح الشعوب ، اللى أصبحت مجرد عبارات ومسميات للإستهلاك ، وعلشان بس يلمّوا بيها الشعوب من على القهوة على طريقة “سان تان تان ضنّوا” بتاعة سعيد صالح فى مسرحية مدرسة المشاغبين =D =D

ومع إقتناعنا بالتسييس التام للصحف الغربية ، هــ نلاقى إن صحيفة الــ “واشنطون بوست” كأحد الصحف الأميريكية العريقة ، بتفجر مفاجئة من خلال مجموعة من المقالات بعد مرور خمس سنوات على 25 يناير 2011 كان أهمها مقال للكاتب “ديفيد إجناشيوس” واللى صدر من 3 أيام ، وكان بيهاجم فيها تخلّى الرئيس الأميريكى “باراك أوباما” عن الرئيس المصرى حسنى مبارك ، وبيعتبر إن ده كان خطأ كبير جداً ، ومقامرة مش فى محلها على إن تصاعد ثورات الربيع العربى فى المنطقة ، هــ يؤدى إلى إسقاط الأنظمة ، وهــ يؤدى لحدوث تحول سياسى مستقر !!!!

الغريب فى كلام “ديفيد إجناشيوس” إنه إتكلم باسلوب غير مباشر عن السياسات اللى إتبعتها الولايات المتحدة الأميريكية واللى ساعدت على تنامى الإضرابات فى منطقة الشرق الأوسط بداية من سنة 2001 .. و ده يرجعنا لسلسلة مقالات صفحة كلام فى الصميم اللى نشرناها من كام أسبوع بعنوان “قراءة متعمقة فى أصل مخطط التقسيم وصولا لــ 2011” .. وبعدها إعادة نشر مقلات “أصل الحدوتة فى ثورة مصر الحروسة” واللى نشرناهم لأول مرة من أكثر من سنة .. لكن الأهم والأغرب كان كلام الكاتب عن هيلارى كلينتون .. و ده اللى هــ نعرفه دلوقتى !!

“ديفيد إجناشيوس” قال إن أوباما كان من المؤيدين للمحتجين المطالبين برحيل مبارك ، وخصوصاً لما طلع فى خطابه الشهير يوم واحد فبراير وطالب الرئيس مبارك بالرحيل الفورى .. وإعتبر  إن ده كان من أكبر الأخطاء المثيرة للجدل ، و اللى وقعت فيها الإدارة الأميريكية خلال فترة رئاسة أوباما .. بالرغم من إعتراض هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية وقتها .. واللى كاتب المقال شايف إنها كانت على حق ، وإنها كانت صاحبة الرؤية الأصح فى الوقت ده .. وإن لو كان تم الأخذ برأيها ، كان هــ يبقى موقف الولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى اقوى بكتير من وضعها النهاردة .. وإن النهج اللى سارت عليه الإدارة الأميريكية لازم يتم مراجعته !! 🙂   

طبعا مش عايزين نستطرد فى اللى قاله الكاتب عن هيلارى كلينتون ، واللى عملته ، والرسائل اللى بعتتها لأوباما ، والكلام اللى قالته فى مذكراتها .. لكنه قال بناء على حوار أجراه مع “فرانك ويزنر” الدبلوماسى و السفير السابق فى مصر واللى أرسله أوباما برسالة للرئيس مبارك تطالبه بالرحين .. إنه كان من الأفضل الحديث مع مبارك عن تغيير تدريجى للسلطة بدل الدفع للرحيل المفاجئ  !!!

ولما نفكر شوية كدة ، هــ نلاقى إن الكلام ده مش طبيعى ومش منطقى إنه يخرج من صحيفة بقامة ومكانة الــ “واشنطون بوست” الأميريكية .. وإوعى حد يقولّى إن ده عادى و دى حرية رأى ، لأن فى الأوقات والأحداث المفصلية اللى بيمر بيها العالم كله النهاردة ، مش ممكن يكون فيه شئ متساب للصدفة او لحرية الرأى فى منبر زى ده ، وخصوصاً لو إحنا بنتكلم عن أحداث كبيرة فيها نظام عالمى بينهار ودول بتتفكك ، ونظام عالمى جديد بيتشكّل ، وإعادة تكوين تكتلات سياسية ، وإقتصادية على مستوى العالم ، وإنتشار تهديدات إرهابية دولية ، وتهديد منظومة البترول العالمية ، وتغيير فى خريطة الغاز والطاقة ، وتغيرات عالمية على المستوى الأمنى والعسكرى ، وصراعات بين مافيا الشركات العالمية لتجارة السلاح … ألخ ألخ ألخ ..

اللى بيحصل ده مالوش غير معنى واحد ، وهو إن عجلة التلميع لأشخاص بعينهم علشان الإنتخابات الأميريكية القادمة خلاص بدأت .. وإن المخطط الصهيو أميريكى واللى إتصرف عليه مليارات ، ماحققش النتائج المرجوة منه ، سواء كان بالنسبة للمنطقة بشكل عام ، أو فى لـمصر بشكل خاص … ومش كدة وبس .. لكن مصر نفسها إنتفضت كما تنتفض العنقاء من الرماد ، وعادت بسرعة كبيرة بوضع عسكرى قوى ، وعلاقات سياسية متميزة ومتشعبة ، أدى لتقليص دور الولايات المتحدة الأميريكية فى المنطقة وفى مصر .. وبالتالى فالمحصلة النهائية للمخطط كانت خسارة مش مكسب … وعلشان كدة ، لازم يبقى فيه حد يحاسب على المشاريب !!

والسؤال اللى بيطرح نفسه هنا .. هل بدأ العد التنازلى لتساقط اوراق الخريف واحدة بعد الأخرى .. وهل هــ يبتدى كل واحد مسئول يحاسب على المشاريب بتاعته !!؟؟ .. وخصوصاً زى ما أشرنا وإتكلمنا فى بعض مقلات صفحتنا فى بداية و منتصف سنة 2015 عن فقدان أميريكا لأعصابها وتراجع الدور الأميريكى وسياسة التلطيش اللى بتتبعها أميريكا لتحقيق اى مكسب أو حتى محاولة قلب الترابيزة !!! .. لكن السؤال الأهم هو .. هل اللى بيحصل ده هو عملية تجهيز و تلميع لهيلارى كلينتون تمهيداً لفوزها فى الإنتخابات الرئاسية القادمة !!؟؟ 😉 .

الأيام القريبة اللى جاية هــ تجاوب عن السؤال ده .. لكن الشئ المهم اللى لازم ندركه ، إنه لولا 30 يونيو ، كان زمان أوباما إتبنى له تماثيل من دهب .. لأن 30 يونيو كانت هى وبكل تاكيد ، القنبلة اللى أوقفت أحلام الخراب على حساب جثث شعوب المنطقة 🙂 🙂

لمتابعة تعليقاتكم