الإنتخابات الأميريكية .. ولغز المستقبل

17 Sep 2016

الإنتخابات الأميريكية .. ولغز المستقبل .. !!

————————————–

طبعاً وبدون ادنى شك .. وفى ظل عالمٍ يغلى .. وصراعٍ عالمىٍ على فرض النفوذ .. وتحديات تواجه الأجهزة الأمنية والمخابراتية فى كل دول العالم بلا إستثناء .. ونظامٍ عالمىٍ جديدٍ يتشكل على خلفية حرب إقتصادية وامنية شاملة ، ومعارك طحن عظام .. تأتى الإنتخابات الأميريكية كنقطة إلتقاء لكل ما تم ذكره .. بإعتبار الولايات المتحدة الأميريكية هى أكبر دولة فى العالم ، وتمثل سياساتها التى تنتهجها مع كل إنتخابات رئاسية ، تغيريات تقلب كل الموازين والأعراف والعلاقات الدولية فى العالم اجمع …

الكلام ده كلام جميل جداً …. لكن الإنتخابات المرة دى غير كل مرة .. وخصوصاً إن كل المراقبين والمحللين (المحايدين طبعاً) والمتعمقين فى تاثيرات الإنتخابات دى ، واللى بيحللوا شخصيات المرشحين الرئاسيين ، بيجمعوا على إن كلا الإختيارين سواء هيلارى كلينتون أو دونالد ترامب هما إختيارين أحلاهما مر !! .. وكل واحد من المحللين دوول طبعاً بــ يصيغ الموضوع من وجهة نظره .. وكل واحد برضوا بــ يتوقع بناء على بعض المعطيات ، مين هو الفائز فى السباق الإنتخابى .. لكن فاتهم شئ مهم جداً وهو إن الإنتخابات الأميريكية وبالذات الإنتخابات القادمة هى عبارة عن توجهات سياسية بالمقام الأول ، وعمر ما كان الصندوق هو الفيصل فيها ، ولكن الرؤية السياسية للمرحلة القادمة هى الفيصل فيها .. ولو فرضنا مجرد فرض خروج الرئيس الأميريكى المنتخب عن السياق ، بــ يكون التصرف السريع هو التخلص من هذا الرئيس سواء بطريقة عنيفة (Aggressive Change) زى ماحصل مع الرئيس الأميريكى جون كينيدى .. ، او على طريقة الـ (Soft Change) زى ما حصل مع الرئيس الأميريكى بيل كلينتون 😉

وقبل ما تعترض أو تتكلم عن الحرية الأميريكية ، والديموقراطية ، وصوانى البتنجان بالمهلبية فى ارض العم سام .. وتتهمنا بإن كلامنا فيه مغالطات ، وإنه مافيش تزوير فى الإنتخابات لأن التصويت بــ يبقى اليكترونى ، و ….. وكدزة … أحب اقول لحضرتك إن اسهل تزوير هو التزوير الأليكترونى .. ومع ذلك مش هو ده اللى إحنا نقصده خالص .. لكننا نقصد تزوير الوعى الجماهيرى ، وتضليل الأصوات الناخبة ، زى ما حصل فى مصر فى 2012 وكانت الإنتخابات فى مجملها بكامل إرادة كثير من المصريين !!! …. طب مش عاجبك مصر كمثال علشان مصر كخة !!؟؟ =D .. ماشى .. بلاها مصر يا سيدى .. التصويت اللى حصل فى إنجلترا على الخروج من الإتحاد الأوروبى .. واللى الغالبية من المثقفين والكتاب والمحللين فى إنجلترا وعلى مستوى العالم قالوا إنه تم تزوير وعى المواطن الإنجليزى ، ودفعه دفعاً للتصويت لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبى بغرض محدد ، إتكلمنا عنه على صفحتنا فى عدة مقالات فى وقتها …. يعنى التزوير مش شرط يكون فى الدفاتر حضرتك =D =D

تعالوا بقى نشوف الإنتخابات الأميريكية القادمة .. وخلونا نتفق على شئ مهم جدا …. إن كل ما يتم تداوله عن كلا المرشحين الرئاسيين .. هو جزء من الدعاية الإيجابية والسلبية .. وبالتالى هو جزء من عملية تزييف الوعى سواء كان فى الداخل الأميريكى ، أو حتى على مستوى العالم … لكن الحاجة الأمهم اللى لازم نتفق عليها هى إن الوصول بالإنتخابات للمرحلة الأخيرة اللى فيها إتنين مرشحين فقط بــ يتنافسوا على رئاسة اكبر دولة فى العالم ، ده معناه إن الصراع بيكون قوى ، وإن شخص منهم هو اللى هــ يكسب .. وإن كل مرشح من الإثنين يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة تتحكم فيها وتوجهها مجموعة من الشركات والكيانات الإقتصادية الكبرى وشبكات المصالح اللى بــ تدير أميريكا من خلف الستار ، وبتتحكم بشكل كبير فى صناعة القرار الأميريكى ، وبناءً عليه فى السياسات الأميريكية الدولية .. وبالتالى فــ تصوير واحد من المرشحين إنه أهبل ومندفع وبيهرتل ، وبيطلع يقول كلام مش مدروس .. الكلام ده كله جزء من عملية تزييف الوعى ، زى ما قولنا سواء كان فى الداخل الأميريكى ، أو حتى على مستوى العالم !!

وخلّوا بالكم إن الخريطة الإنتخابية والتقسيمات المجتمعية والديموجرافية فى اميريكا صعبة جداً .. لأن المجتمع الأميريكى مجتمع منقسم بشدة ما بين عرقى ، و ديني ، و مذهبي ، و فكري ، ومراكز نفوذ ، وتحكمات إقتصادية و .. و رؤى سياسية مستقبلية … واللى بينجح فى إرضاء اكبر قدر ممكن من الفئات دى ، هو اللى فى النهاية بيفوز فى الإنتخابات الأميريكية .. يعنى اللعبة بتكون لعبة إستقطاب مش أكثر ، بيتم فيها إستغلال المواطن الأميريكى البسيط ، واللى هو مواطن مايفرقش حاجة عن المواطن المصري لأن كل اللى يهمه هو لقمة العيش ..

كلينتون معتمدة على الحزب بتاعها اللى بيدعمها بشكل كبير .. وبتلعب على مشاعر الأميريكيين من اصول افريقية (السود) ، وأصول آسيوية إعتماداً على إنها من نفس حزب أوباما وهو الحزب الديموقراطى .. وكمان بتداعب مشاعر اصحاب القضايا الحقوقية زى الشواذ وبتوع زواج المثليين .. وبتستخدم زوجها الرئيس الأميريكى السابق “بيل كلينتون” علشان تجتذب كل مؤيديه .. لكن الأهم والأخطر إنها بتداعب أحلام وخيالات التنظيمات الإسلامية وبالذات الإخوان .. اللى مسيطرين على جميعات كتيرة مسيطرة على الشارع الأميريكى المسلم .. وخصوصاً إن كلينتون كانت واحدة من أهم الداعمين للتنظيم الدولى ولوصول الإخوان لسدة الحكم فى مصر .. وكمان داعمة للتنظيمات الإرهابية على مستوى العالم من أول القاعدة لداعش لجبهة النصرة اللى هم خرجوا اصلا من رحم الإخوان .. ووصل الوضع إن ذراع كلينتون اليمنى فى الحملة الإنتخابية و مستشارتها “هوما عابدين” المسلمة الباكستانية هى أحد الكوادر الإخوانية النشطة وعضوة التنظيم الدولي للاخوان المسلمين .. أما بالنسبة لــ “دونالد ترامب”  فإعتماده الرئيسى على المواطنين البيض الأميريكيين والعنصريين سواء دينيا أو عرقياً .. بالإضافة لكثير من المثقفين وأصحاب الأراء السياسية الواضحة واللى شايفين إن الدور الأميريكى تراجع بشدة على مستوى العالم بسبب سياسة الإدارة الأميريكية تجاه الروس ومصر وسوء إدارة ملف التعامل مع التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم ..

طيب .. برضوا مافهمناش … مين اللى ممكن يكون الحصان الرابح والرهان الكسبان فى الإنتخابات الأميريكية القادمة اللى فاضل عليها اقل من شهرين !!؟؟

شوفوا بقى … النقطة دى جوهرية جداً ومحورية جداً .. لأن الإجابة عليها مش ممكن ابداً تكون إجابة مباشرة .. عارفين لييه !!؟ .. لإن ده يعتمد على رؤية السياسة الأميريكية فى خلال العقد القادم من عمر العالم عند صنّاع القرار الأميريكى …. (((صنّاع القرار الحقيقيين))) 🙂 … بمعنى إن الإختيار بين كلا المرشحين زى ماقولنا قبل كدة هو الإختيار بين السيئ والأسوء لتنفيذ السياسة الأميريكية المزمع إتباعها فى المرحلة القادمة وخصوصاً بالنسبة للشرق الأوسط !!! .. وإن كنا نحن كصفحة كلام فى الصميم عندنا ترجيح .. بس مش هــ نقول لكم عليه دلوقتى 🙂 

بالنسبة لهيلارى كلينتون ، فــ سياستها هــ تكون إستكمال لسياسات باراك اوباما والحزب الديموقراطى بالإستمرار فى دعم الجماعات الإرهابية وأطياف التأسلم السياسى من تحت الترابيزة وإستخدامهم فى خلخلة وزعزعة الأمن والإستقرار فى دول المنطقة ، واى دولة تفكر ترفع راسها امام أميريكا أو إسرائيل .. فى حين إن الشكل العام هو إرتداء ثوب البراءة وإعلان حالة الإستنفار ضد الإرهاب الدولى .. ووقت الجد نشيل القناع وندعمه بمنتهى التبجح ، زى مابيحصل فى سوريا .. وزى ما حصل فى ليبيا بعد إستيلاء قوات حفتر على مصافى البترول الليبى !!

أما دونالد ترامب فسياسته هــ تكون قائمة على قطع علاقة أميريكا بتنظميات الاسلام السياسي ، ورفض سياسة إستخدام التنظيمات دى فى تغيير أو إسقاط الانظمة بإعتبار إنها سياسية فاشلة .. و دى حاجة هو قالها بمنتهى الصراحة .. بل بالعكس ده راح لأبعد من كدة لما قال إن أميريكا هى اللى صنعت داعش على يد باراك اوباما و هيلاري كلنتون .. وقال إن ده سيتم التوقف عنه بمجرد جلوسه على كرسى الرئاسة !! .. ويمكن هو ده سر تأوهات احفاد البنا ومراكيبهم ، ودعمهم الجنونى لهيلارى كلينتون على حساب دونالد ترامب واللى بيحاولوا يشوهوه بأى شكل .. ومن أهم الأسماء اللى بتدعم كلينتون المدعو “باسم يوسف” ، وصاحبة الباع الطويل فى التثوّر اللا إرادى المدعوة “جميلة إسماعيل” 🙂 🙂 .. واللى بيحاولوا سواء هم أو الكوادر والمؤسسات الإخوانية والأبواق الإعلامية التابعة للتنظيم الدولى إنهم يصوروا “دونالد ترامب” على إنه معتوه وأهوج ومايفرقش حاجة عن توفيق عكاشة =D … لكن الأكيد إن السياسة الأميريكية فى عهده ، هــ تاخد شكل تانى مغاير للوضع الحالى .. وإن كان هــ يسير فى نفس الطريق وهو ضمان أمن إسرائيل بالطبع .. !!

وطبعا بغض النظر عن الوعكة الصحية اللى أصابت كلينتون .. والحديث المضحك اللى إنتشر عن تاجيل الإنتخابات الأميريكية ، أو الدفع بمرشح بديل وهو بيرني ساندرز .. و حالة التوهان اللى إحنا فيها دى دلوقتى  .. فإحنا بس بنحب نفكركم باللى كنا ذكرناه من فترة طويلة وبالتحديد فى ديسمبر 2014 .. واللى ورد على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسى ، والرئيس الروسى بوتين ، و وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل ، والشيخ خليفة بن زايد حاكم الإمارات لما صرّحوا وقالوا بمعانى متقاربة ، إنهم جاهزين لمواجهة اللى بيحصل  ومستعيدن له وبيشتغلوا عليه حتى ولو إستغرق سنتين .. والكلام ده كان مع بداية إنهيار سعر البترول وتوحش داعش فى المنطقة وتصاعد حدة الأزمات السياسية ، وتزايد الضغط على مصر وروسيا والسعودية .. وطبعا مش محتاجين نقول إن السنتين دوول ينتهوا مع نهاية 2016 يعنى بنهاية الإنتخابات الأميريكية القادمة 🙂

طيب .. هل هــ يحصل فعلا تغيير .. والّا هــ يبقى فيه مستجدات !؟

هو ده اللى إحنا هــ نشوفه فى الشهور القادمة … والأيام مافيش أقرب منها .. وخصوصاً إن كلا المرشحين طلبوا إنهم يقابلوا الرئيس السيسى على هامش زيارته للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم 😉 🙂 

واكيد هــ يكون للحديث بقية … بس خلّيكوا فاكرين المقال ده كويس  🙂 🙂  

لمتابعة تعليقاتكم