الإنتخابات الأميريكية … النتيجة …. والتداعيات 2

12 Nov 2016

الإنتخابات الأميريكية … النتيجة …. والتداعيات 2

———————————————

إتكلمنا فى المقال الأول عن السياسة الأميريكية ، ولييه المنطقة كانت مستنية سنتين من نهاية 2014 …. وإتكلمنا عن دونالد ترامب وهيلارى كلينتون كمرشحين للرئاسة ، والفارق بين الإثنين .. وهو نفس الفارق بين الحزب الجمهورى والديموقراطى …، وإييه اللى عملته مصر بشكل خاص ، وباقى دول العالم بشكل عام إستعداداً للحظة وصول رئيس جديد لرئاسة الولايات المتحدة الأميريكية .. وأخيراً إتكلمنا فى عجالة عن ملامح السياسة الأميريكية فى السنوات القادمة فى ظل شخصية زى دونالد ترامب ، بالتناغم مع سياسات الحزب الجمهورى المعروفة …. والنهاردة هــ نستكمل كلامنا عن أهم جزئية تهم الجميع ، وهى مستقبل علاقة الولايات المتحدة بمصر ، وجميع دول المنطقة ، بالإضافة لدول العالم اللى بتشكل النظام العالمى الجديد القادم ..

فى البداية .. لازم نؤكد على اللى قولناه فى المقال الأول إن السياسة الأميريكية على المدى البعيد ، سياسة واحدة لأن الهدف البعيد واحد ، .. والمخطط بــ يتم تسليمه من ناس لناس .. والفارق هو أليات التنفيذ .. وهل أليات التنفيذ دى نقدر نتعامل معاها ونتحرك من خلالها بأريحية ، والا لأ … وهو ده محور كلامنا فى مقال النهاردة … لأن مخطط التقسيم وإضعاف المنطقة والإستيلاء على ثرواتها مستمر .. لكن الفارق هو أليات التنفيذ ، والأولويات

بالنسبة لمصر ، فــ السياسة اللى إتبعتها الإدارة الأميريكية فى ظل رئاسة باراك أوباما والحزب الديموقراطى اثبتت فشلها .. وثبات مصر وقدرتها على المواجهة بنفسها وبمساعدة الدول الصديقة ، وتجاوز كل التحديات و الضغوط بتحركاتها السياسية وعلاقاتها القوية بكل الدول والمؤسسات الدولية .. والخطوات الإصلاحية وتنمية الموارد الإقتصادية ، وتنامى قوتها العسكرية كقوة إقليمية ودولية ، بالإضافة لمواجهة التنظيمات الإرهابية ، كل ده هــ يخلى الإدارة الأميريكية تنتهج مع مصر سياسة المهادنة والإحتواء .. بس مش هــ تكون حالة من الرضا الكامل ، لأن مصر كدة كدة جزء من المخطط … لكن على الأقل هــ يكون فيه فرصة لمصر لإلتقاط الأنفاس فى خلال الــ 4 سنوات اللى جايين ، واللى لازم ننتهزهم فى إننا نشتغل علشان مصر تبقى وأقوى ..

مصر بتاخد الهدنة دى وهى فى أشد الحاجة ليها لإلتقاط الأنفاس زى ماقولنا .. ولو نظرنا فى تاريخ العلاقات المصرية الأميريكية ، هــ نلاقى مصر اخدت هدنة قبل كدة فى عهد الرئيس جيمى كارتر والرئيس السادات .. وبعدها فى عهد الرئيس بيل كلينتون والرئيس حسنى مبارك .. وهى دى الفترات اللى مصر عملت فيها إنجازات سياسية وإقتصادية .. لكن أهم شئ نحب نلفت النظر له ، هو إننا لازم نبعد عن المبالغات الإعلامية ، والتهليل والتطبيل لعلاقة دونالد ترامب بالرئيس السيسى ، وموضوع المثل العلى وكل الكلام المختلق ده .. ونكون فاهمين إن ما يمكن أن تقدمه أميريكا لمصر يعتمد بشكل كبير على مدى قوة الموقف المصرى داخلياً وخارجياً ، .. وحجم تاثير الكروت اللى بــ تمتلكها مصر فى لعبة السياسة الدولية ..

العلاقات الأميريكية الإسرائيلية . هــ تشهد تطور كبير ، وخصوصاً بعد المغازلات السياسية اللى كان ترامب بيقولها ، لجذب أصوات اللوبى اليهودى … و ده شئ مش جديد ، لأن أهم أولويات أى إدارة أميريكية هو أمن وسلامة إسرائيل ، و ده هــ يأثر بشكل كبير على موقف القضية الفلسطينية .. وخصوصاً إن فترة حكم أوباما شهدت تراجع كبير فى موقف القضية .. وزيادة حجم الإستيطان ، وبدل ما الكلام كان على فلسطين والقدس ، اصبح الحديث فقط عن غزة .. بتواطؤ من منابر الإعلام الإخوانية القذرة ، وعلى رأسهم الجزيرة القطرية ، والقنوات التركية ، لأن هو ده اللى كان مطلوب منهم بالفعل !!!

الملف السورى هــ يشهد بعض التغيير ، لأن سياسة الحزب الجمهورى زى ما قولنا فى مقالنا اللى فات ، مش بتعتمد على التعامل مع تنظيمات .. وكمان تصريحات ترامب بتقول إن أميريكا لو تدخلت فى سوريا ، هــ يكون تدخلها ضد التنظيمات الإرهابية ، وإن أميريكا ماعندهاش إستعداد إنه يبقى هدفها إسقاط الأسد ، أو الدخول فى صراع او حرب بالوكالة مع روسيا .. و ده معناه إن الأوضاع على الأرض هــ تشهد تطورات إيجابية .. ويمكن هو ده اللى راعب الإخوان وأذيالهم الإرهابية فى سوريا ، واللى خلّى قناة الجزيرة تبدأ فى مهاجمة النظام الأميريكى القادم من دلوقتى ، واللى خلّى أردوغان يطلع يهاجم مصر بشكل غير مبرر ، ويحذرها من التدخل فى ليبيا ، يمكن على أساس إن الإرهابيين اصبح مالهمش ملاذ اخر غير ليبيا بعد تهدئة الجبهة السورية … وهو ده برضوا اللى خلّى معظم قيادات وأيقونات الإخوان تمسك سبح ، ويقولوا إنهم لازم يلجأوا الى الله 🙂 … طبعاً ونعم بالله 🙂

القيادة الأميريكية الجديدة مش هــ تلجأ للصدام مع روسيا … على الأقل فى البداية .. وخصوصاً إن أوروبا عندهم حالة هلع من أى تقارب روسى أميريكى ، ويمكن ده اللى خلى المستشارة الالمانية انجيلا ميريكل تخرج عن هدوئها ، وتحذر الإدارة الجديدة من أى نوع من أنواع تحسين العلاقات مع روسيا على حساب الإتحاد الأوروبى …

 بالنسبة لتركيا ، فالحديث عنهم مجرد تضييع وقت لأن الضرب فى الميت حرام 🙂

العقدة والمشكلة هــ تكون فى شكل العلاقات بين أميريكا والعملاق الصينى .. وخصوصاً إن الصين اصبحت تمتلك أوراق ضغط إقتصادية كبيرة على الولايات المتحدة .. وترامب كرجل أعمال ، هــ يرفض الوضع ده .. وماننسوش إن الصين اكبر مستثمر فى سندات أذون الخزانة الأميريكية ، فى ظل وضع أقتصادى اميريكى صعب ، بإعتراف دونالد ترامب نفسه ، واللى إستخدمه فى معركته الإنتخابية وإتهم إدارة باراك أوباما وكلينتون بإنهم السبب فى سوء الوضع الإقتصادى الأميريكى وتزايد عجز الموازنة وحجم الديون الكلية … وعلشان بس نعطى ملمح بسيط .. ياريت نرجع لتهديدات ترامب للشركات الأميريكية زى شركة “أبل” مثلا ، بالتوقف عن تصنيع منتجاتهم فى الصين وتوريد المنتجات دى للداخل الأميريكى ، وقال إنه هــ يعمل على إجبارهم على نقل أليات التصنيع لداخل أميريكا … يعنى المعركة القادمة هــ تكون معركة فرض عضلات وطحن عظام اقتصادية !! 😉

أما أخطر الملفات وعقدة العقد ، هــ يكونوا الملف الإيرانى والخليجى ، لأنه برغم تهديد دونالد ترامب بعدم الإعتراف بالإتفاق النووى الإيرانى .. إلا إن ده من قبيل الفرقعة الإنتخابية .. لأن ملف تأجيج الصراع السنى الشيعى هــ يفضل مستمر ، وهــ يتم إستخدام إيران كفزاعة لدول الخليح بأسلوب العصا والجزرة .. وبالذات مع السعودية !

إستنزاف خيرات الخليج هو خيار إستراتيجى لأميريكا ، وإوعوا تنسوا إن “قانون جاستا” واللى إتكلمنا عنه فى مقال منفصل قبل كدة هو سيف مسلّط على رقبة السعودية ، .. صحيح تم تمريره فى عهد أوباما .. لكن بأغلبية ساحقة من اصوات الجمهوريين فى الكونجرس اللى هو حزب دونالد ترامب .. وبالتالى فالقادم بالنسبة للسعودية ومعاها معظم دول الخليج مش هــ يكون سهل ، فى ظل إستمرار تدهور أسعار البترول العالمية .. وهــ يتم الضغط عليهم وإبتزازهم بالملف الإيرانى ، ومش هــ يبقى لهم حل غير إنهم يتحاموا فى مصر ، اللى هــ يكون وضعها إتغير تماما فى خلال السنتين اللى جايين

وأخيراً .. لازم نبقى فاهمين إن المؤامرة على الشرق الأوسط مستمرة حتى لو ترامب له رأى اخر ، لأن الموضوع ده تحكمه أليات أمنية لدولة كبرى من مخابرات وجيش وأمن قومى .. بالإضافة لشبكات مصالح كبرى أهمها تجارة السلاح .. و ده اللى هــ يخلى الوضع فى المنطقة بشكل عام مش أفضل بكتير .. لكنه هــ يكون على الأقل أفضل بالنسبة لمصر ، لحين التحضير للجولة القادمة .. وساعتها إحنا هــ نكون مستعدين تماماً .. لإن مصر هــ تكون إختلفت .. والمتغيرات العالمية هــ تكون إختلفت ، مع النظام العالمى الجديد اللى بيتشكل دلوقتى بالفعل .. مع الوضع فى الإعتبار إن الوضع الداخلى الأميريكى سواء على المستوى الإقتصادى أو الوضع المجتمعى فى أسوء حالاته .. وهــ يكون فيه تحديات كبرى تواجه الإدارة الجديدة ، واللى بيتطلب إنها تعمل على حلها قبل تفاقم الأوضاع أكثر ….

ويمكن قريّب يبقى للحديث بقية 🙂

لمتابعة تعليقاتكم