هل إنضمت مصر لحلف الناتو

18 Mar 2017

هل إنضمت مصر لحلف الناتو … !!؟؟

————————————

سؤال طرح نفسه على لسان العديد من الأصدقاء ، منهم اللى أرسل لنا رسائل يستفسر عن الموضوع .. ومنهم اللى أبدى إنزعاجه وغضبه من اللى حصل .. ومنهم اللى بيحاول يربط بين ما يتم نشره ، وبين قناعاته وإيمانه بتوجهات مصر من خلال رؤية دولة 3 يوليو الجديدة … وطبعا كالعادة ، السبب فى كل اللخبطة اللى حاصلة دى هى مانشيتات وعناوين الصحف سواء فى المواقع الإخبارية المشمومة أو الجرائد الصفراء أو حتى على صفحات الفيسبوك اللى كان العنوان الأبرز فيها هو “عاجل: إنضمام مصر إلى حلف الناتو” 🙂 … وعلشان كدة إحنا هــ نشرح الموضوع ده .. لكن لازم نقول فى البداية ، قولا واحداً ….. مصر لم ولن تنضم إلى حلف الناتو .. !! 🙂

طب أومّال إييه الحكاية ؟؟

فى البداية لازم نقول إن حلف الناتو (NATO) هو إختصار لفظى لما يعرف بــ حلف شمال الأطلسى (North Atlantic Treaty Organization) …  وهي منظمة تأسست عام 1949 م , وتهدف بشكل أساسي إلى حماية حرية الدول الأعضاء من خلال مشاركة جميع دول الأعضاء بالقوى والمعدات العسكرية مما يساعد على تحقيق تنظيم عسكري لهذا الحلف ,وقد استخدمت عاصمة بلجيكا بروكسل مقرا لقيادته , وتم عمل هذا الحلف بناءا علي معاهدة شمال الأطلسي . وقد تم التوقيع على المعاهدة في واشنطن في 4 ابريل 1949 م , وقد اعتمدت اللغة الانجليزية والفرنسيه لغة رسمية لهذا الحلف ، وقد تكون هناك دول ذات علاقة ممتازة مع حلف الناتو ولكنها ليست جزءا رسمي من الحلف تسمى حليف رئيسي لحلف الناتو . وتشكل حلف الناتو من اثنا عشر دولة تضم الدول التالية : بلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وايسلندا و إيطاليا و لوكسمبورغ وهولندا , النرويج , البرتغال , انجلترا و الولايات المتحدة الأمريكية , وأصبح عددها ثمانية وعشرون دولة عند انضمام الدول التالية : اليونان ,تر كيا , ألمانيا , إسبانيا , جمهورية التشيك , المجر , بولندا , بلغاريا , إستونيا لاتفيا , لتوانيا , رومانيا , سلوفاكيا , سلوفينيا .. وكانت أخر الدول إنضماماً لحلف الناتو هى ألبانيا و كرواتيا فى أبريل 2009

هى دى المعلومات العامة والبيانات التأسيسية للحلف واللى ممكن أى حد فينا يحصل عليها بمجرد بحث بسيط على شبكة الإنترنت ….

طب إيية بقى حكاية إنضمام مصر لحلف الناتو دى ؟؟

والحقيقة إن مصر لم تنضم لحلف الناتو برغم كل الكلام اللى بيتقال .. لكن الموضوع ومافيه هو إن مصر وبالقرار الجمهورى 116 لسنة 2017 أصبح لها بعثة ديبلوماسية داخل حلف الناتو بناء على طلب الحلف نفسه .. وقرار دخول مصر كممثل دبلوماسي في الناتو كان لعدة أسباب من أهمها الملف الليبى اللى أصبح صداع فى رأس معظم دول الحلف ، ولإيمان دول الحلف بإن مصر تمتلك مفاتيح كتيرة فى الملف ده …

ولما كنا بنقول زمان إن مصر تتنامى عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً ، ماحدش كان بيصدقنا .. والنهاردة جاء اليوم اللى حلف الناتو بجلالة قدرة يعترف رسمياً بمصر كقوة إقليمية مؤثرة فى العديد من الملفات .. ويطلب بنفسه إن مصر تنضم له بدايةً كشريك ديبلوماسى ويطلب تواجد بعثة ديبلوماسية مصرية فى مقر الحلف فى بروكسل ، على رأسها سفير مصر فى بلجيكا .. كما تقرر اعتماد سفارة بلجيكا بالقاهرة كنقطة اتصال في مصر .. ومش كدة وبس .. لكن الحلف قرر كمان إنه يقدم لمصر العديد من الامتيازات على رأسها مد القوات البحرية المصرية بمعدات وأسلحة جديدة لمكافحة الهجرة غير الشرعية ، بالإضافة إلى بحث الرؤية المصرية في الأزمة الليبية وتأمين السواحل الأوروبية بالمشاركة مع مصر .. و ده على قد ما هو مفيد لدول أوروبا .. لكنه فى نفس الوقت بيطلق العنان للقوات البحرية المصرية إنها تصول وتجول فى البحر المتوسط ، وتبسط أجنحتها وتفرض سيطرتها على مساحة كبيرة .. وتكون مصر على دراية كاملة بكل التحركات العسكرية اللى بتجرى فى المنطقة لإنها هــ تكون طول الوقت فى قلب الحدث 🙂

قرار إنضمام مصر ديبلوماسياً لحلف الــ (NATO) بــ يعطى مكاسب كتيرة لمصر، أهمها إنه بيعطى صلاحيات رسمية واسعة لمصر لطرح رؤيتها الإستراتيجية فيما يخص المخاطر المتعلقة بالتهديدات الخاصة بالأمن القومي العالمي والعربي .. وكمان بــ يمنح مصر صفة المشاركة في وضع تصوراتها بشكل رسمي على مائدة إجتماعات الناتو .. بالإضافة لإن وجود كرسى لمصر داخل الناتو مع قوة مصر الديبلوماسية وتأثيرها الإقليمى ، هــ يوفر دعم كبير لموقف مصر فى مواجهتها للإرهاب ومشاركتها في مواجهة أي تهديدات تتعلق بالسلم والأمن الدوليين .. ومش كدة وبس .. لكن هــ يسمح كمان بوجود تعاون بين دول الاتحاد الأوروبي ومصر داخل عدد من الدول الأفريقية وطرح رؤى مختلفة لحل الأزمات .. و ده معناه تمدد مضاعف لمصر داخل القارة الأفريقية ..

وبرغم كل ده لازم نؤكد على إن منصب مصر داخل الناتو هــ يكون دبلوماسي بحت ، ومهمتها الأساسية هــ تكون هى التعاون المعلوماتي مع دول حلف الناتو من خلال إجتماعات أمنية ثنائية مع أعضاء الحلف، بالأضافة الى اجتماعات مشتركة لبحث أزمات دول الجوار .. يعنى رؤية مصر للملف الليبى والسورى مثلا هــ تكون طول الوقت موضع مناقشات ..، لكن مش هــ يكون فيه أى تحرك عسكري لمصر مع دول حلف الناتو … ودورها هــ يكون استشارى ومعلوماتي … و ده يرجعنا لجملتنا اللى قولناها فى بداية المقال إن مصر لم ولن تنضم لحلف الناتو كعضو فاعل أبداً … لييه بقى !!؟؟

المشاركة فى حلف الناتو بعضوية رسمية كاملة يتعارض مع توجهات مصر من سنة 1954 برفض الإنزلاق فى فخ الأحلاف ، واللى بيترتب عليه إلتزامات محددة أهمها إنه لازم يكون للحلف قاعدة عسكرية على الأراضى المصرية .. و ده يتعارض تماما مع الأبجديات العسكرية المصرية ومع الأمن القومى المصرى .. وإلا كان عبد الناصر وافق زمان على طلب وجود قاعدة روسية فى مصر .. أو كان السادات ومبارك وافقوا على طلب وجود قواعد عسكرية أميريكية .. و ده طبعا ماحصلش .. والأهم من ده ، إن إنضمام مصر لحلف الناتو بشكل رسمى كعضو عامل وفاعل .. يتعارض مع إستقلالية القرار المصرى ، اللى إحنا بنكافح بقالنا كام سنة علشان نحافظ عليه ، وبندفع ثمن غالى جدا للتمسك بيه ..  لإن مصر لو أصبحت جزء من منظومة الحلف ، هــ تكون ملزمة بكل قرارات الحلف اللى بيتم التصويت عليها .. حتى لو كانت موجهة ضد دولة من الدول العربية .. و ده يتعارض برضوا مع وضعية مصر الإقليمية  .. أما لو حصل واصبح إنضمام مصر للناتوا أمر حتمى ، فــ ده مش هــ يكون فى القريب العاجل .. ومش هــ يكون غير بشروط مصر واللى تتوافق مع كل اللى ذكرناه من حيثيات.

وفى النهاية .. و زى ما ذكرنا فى مقالات كتيرة قبل كدة إن قوة مصر الإقتصادية القادمة ، والسياسية والعسكرية الحالية ، بــ تتعاظم مع الوقت .. وأصبحت طرف أصيل ومهم فى المعادلة الإقليمية والدولية ، والكل بيعمل لها حساب ، بموقعها الجيوسياسي الاستراتيجي كقوة محاربة للإرهاب وكمفتاح للاستقرار والتوازن في المنطقة وكسوق واعدة للاستثمار الأجنبي وكمركز اقليمي مستقبلي لتجارة وتداول الطاقة ، شاء ذلك من شاء وأبى من أبى .. وده ظهر بموضوح فى زيارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لمصر .. وهــ يظهر أكثر فى الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي للولايات المتحدة .. واللى هــ يثبت إن مصر بنظامها الحالى أصبحت أمر واقع ، أوجب على الجميع التعامل معاها ، وإحترامها 🙂

بس قولوا تحيا مصر … 🙂

لمتابعة تعليقاتكم