أميريكا تفقد أعصابها

13 Feb 2015

أميريكا تفقد أعصابها .. !!

——————————

تصريحات أوباما الأخيرة اللى بــ تمثل السياسة الأمريكية الخارجية واللى كانت أقرب ما تكون إلى الوقاحة منها إلى السياسة .. بــ توضح حاجتين مهمين جداً للشخص المتأنى والمحلل والغير منساق لأى إتجاه سواء يمين أو شمال:

الحاجة الأولى هى إن أميريكا بتكشف وجهها القبيح المتعالى والمفرط فى النرجسية السياسية ، و التأكيد على فكرة سياسة القطب الأوحد والبلطجة الدولية بمبدأ “أااه هى كدة وإذا كان عاجب” !!!

لكن الحاجة الثانية والأهم ، هى إنها كشفت بوضوح إن أميريكا بدأت تتخلى عن إبتسامة الذئب ، وشغل سياسة الثعالب ورسم دور حامى حمى الحق والعدل ، فى الوقت اللى بتتلاعب فيه بــ مصائر شعوب بأكملها .. وده مالوش غير تفسير واحد فقط وهو إن أميريكا فعلا إبتدت تفقد أعصابها !!! 🙂

طيب تعالوا كدة نسترجع مع بعض بإختصار جزء من تصريحات الأخ أوباما العبقرى لما قال

– أميريكا مستعدة لـ”لي ذراع” الدول التي لا تنفذ ما تطلبه الولايات المتحدة منها تنفيذه !

– السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ساعدت على تحقيق الاستقرار في العالم …

– الإخوان المسلمون ليس تنظيما إرهابياً ويتعين على مصر دمجهم فى الحياة السياسية

– الولايات المتحدة أصبحت القوة الأكبر في العالم، ولا يوجد أي طرف يمكنه مهاجمتها والتغلب عليها .. وإن أقرب المنافسين هي روسيا بترسانتها النووية .. و إن العقوبات المفروضة على روسيا هدفها إضعاف الاقتصاد الروسي

لا يا شيخ .. 🙂

طبعا سيبكوا خالص من تصريحات جين ساكى المتحدثة بإسم الخارجية الأميريكية لما قالت إننا شركاء مع مصر فى مكافحة الإرهاب وإن أميريكا ماعندهاش مشكلة خالص فى التقارب المصرى الروسى وإنها موافقة عليه .. ده على أساس إن ماما أميريكا أعطتنا الإذن بكدة … لأن تصريحات أوباما الأخيرة مالهاش معنى غير إنها رسائل مباشرة رداً على كلام الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى مع الرئيس بوتين لما قال إن فيه شراكة مصرية روسية فى مواجهة الإرهاب ..

و هــ نلاقى إن التحركات المصرية على الأرض ، والتكتلات الإقليمية اللى بتحصل ، وتراجع بعض الدول عن مواقفها وتصرفها بشكل منفرد ، زى ما شرحنا فى مقالنا السابق “النظام العالمى-كرسى فى الكلوب” ، كل ده بدأ يأسس لتغيير جذرى فى النظام العالمى الجديد .. وده مش ممكن يعجب أميريكا بطبيعة الحال ، هى و اللى مستخبى وراها ، أو لو شئنا الدقة مشغّلها لحسابه 🙂

وده يفسر لنا سياسة التلطيش الغير مبررة فى كل إتجاه فى الفترة اللى فاتت واللى لسة مستمرة لغاية دلوقتى ، واللى بــ تعجل بالسقوط على المستوى الإستراتيجى ، لأن أميريكا بــ تستنفذ كل الحلول الممكنة والداعمة لسياستها بحرق كل الكروت مرة واحدة .. ومش فاضل لها دلوقتى غير إن قيادتها السياسية تطلع وتقول وكأنها بتفكر العالم كله .. إحنا كبار ، إحنا أقوى دولة فى العالم ، اللى مش هــ يسمع الكلام هــ نفرمه ، إحنا هــ نورّيكم .. !! =D =D 

وقال إييه .. سى الأستاذ أوباما طالع بيطمئن الناس ويقول وكأنه لسة ممسك بمفاتيح اللعبة فى إيدييه بإن القلق اللى عند الناس ده قلق مشروع بسبب قوى الفوضى كما فى سوريا والعراق ، و إن عوامل القلق أيضا مصدرها “استمرار تقويض الوظائف الأساسية للدولة في أماكن زى اليمن، وهو ما يبعث على مزيد من القلق مقارنة بما كان الوضع عليه تحت النظام القديم” السابق للربيع العربي !!!

يا رااااااجل !!!! .. طب وهو مين اللى عمل الربيع العربى يا عم الحاج !!؟؟ .. مين المتسبب فى الفوضى الحالية اللى إنت بتكمّل بيها مخطط القيادة الأميريكية السابقة عن مؤامرة الفوضى الخلاقة !!؟؟ .. و الرسالة اللى بتبعثها كتائب إعدام داعش وهى بتعدم الأبرياء بعد ما بتلبسهم الزى البرتقالى .. نفس الزى واللون المستعمل فى السجون الأميريكية وفى معتقل جوانتانامو !!؟؟؟ .. وداعش جابت الزى والألوان منيين ؟؟ .. هل ده رسالة خفية إن اللى مش هــ يسمع الكلام ، رجالتنا هــ يعملوا فيه كدة !!؟؟؟

بس معلش .. السقوط المدوى خلاص أصبح وشيك .. لكن عايز أقول حاجة علشان لازم نوضح مفهوم معين !!

أميريكا دولة كبيرة شئنا أم أبينا .. والحديث عن هزيمة أميريكا ، والكلام الهزلى اللى بتروج له وسائل الإعلام المتخلفة بتاعتنا مش صحيح .. أميريكا تقريباً (ومهمة قوى حكاية تقريباً دى) هى القطب الأوحد فى العالم ، وهناك سيطرة عسكرية فى أماكن كثيرة من العالم .. وكمان الدولار الأميريكى مسيطر إقتصادياً على العالم .. يعنى بإختصار ، إنهيار اميريكا مش ممكن يحصل بين يوم وليلة ومش ممكن يتم قبل سنين .. وده مش هــ يتم إلا من خلال حاجتين:

– أولا .. إعادة تشكيل توازنات القوى الدولية والإقليمية اللى يخلى أميريكا تفكر ألف مرة قبل ما تستخدم لغة القوة .. وواحدة واحدة يبدأ إنحسار النفوذ الأميريكى من مناطق نفوذها وخصوصاً لما يتخلى عنها حلفائها ..

– ثانيا .. اللعب اللإقتصادى بالسعى لتحجيم الدولار عن طريق الإتفاقيات التجارية الدولية بين القوى اللإقتصادية العالمية ، واللى بيتم فعلياً دلوقتى زى إتفاقية البريكس مثلا .. لكنه ماشى ببطء لأن أى فعل عنيف تجاه الدولار هــ يخلى رد الفعل الأميريكى ممكن يتطور لعمل جنونى وهــ تبقى ساعتها حرب عالمية مهلكة بدبابات وطيارات وصواريخ أسوأ من أسوأ كوابيسنا .. و لإن الإنهيار المفاجئ للدولار ، ممكن يؤدى لأزمة إقتصادية طاحنة هــ تتسبب فى إنهيار دول بأكملها.

وعلى فكرة ، موقع جريدة النيويورك بوست الأميريكية قال بالمعنى الحرفى تعليقاً على زيارة بوتين الأخيرة لمصر … “بينما يُطيح الهواء بفريق أوباما، يسير الرئيس الروسي على خطة جيدة نحو تغيير اتجاه السياسة الأمريكية التي استمرت منذ عقود في الشرق الأوسط، وتغيير ضفتها في اتجاهه” .. !!! 🙂 🙂 🙂

و ده يفسر الجنون الحالى اللى عند الإدارة الأميريكية  ، لأنهم شايفين الوضع رايح على سكة مش فى مصلحتهم على المدى البعيد ، وبإستخدام نفس أسلوبهم .. أسلوب إبتسامة الذئب ، والحرب الباردة والنفس الطويل ..

وخليكم فاكرين دايما إن نقطة الإنطلاق كانت 30 يونيو

وبداية تغير المخطط العالمى والفوضى الخلاقة كان من هنا …

من مصر .. 🙂

لمتابعة تعليقاتكم