الجانب السلبى للحرب الإقتصادية الشاملة !!

03 May 2019

الجانب السلبى للحرب الإقتصادية الشاملة !!
——————————————-

بعد نشرنا مقالنا عن بداية الحرب الإقتصادية الشاملة ، كثير من أصدقائنا بعتوا يسألونا سواء من خلال رسائل بعتوهالنا أو من خلال تعليقات على المقال نفسه عن رد الفعل اللى ممكن يحصل نتيجة الحرب دى .. وكان ملخص الأسئلة:

  • – هل المعسكر الغربى ممكن يسكت على اللى بيحصل ده !!؟
    – هل ممكن يكون فيه إجراءات إقتصادية مقابلة !!؟؟
    – هل الرد هــ يكون عبارة عن حرب عسكرية ، وإلا مجرد حرب بالوكالة !!؟
    – هل مصر كدة إنضمت لحلف دولى مع طرف لمواجهة الطرف الأخر !!؟؟
    – إييه هــ يكون تأثير ده على العالم وعلينا ، وكيف يمكن مواجهة التطورات لو تصاعدت الأحداث !!؟

والحقيقة إنه مع التأكيد تانى وتالت ورابع .. على إن إنهيار الدولار على المدى القريب مش فى مصلحة أى حد .. حتى اشد الدول عداوة للولايات المتحدة الأميريكية … فــ الإجابة على كل الأسئلة دى ، لازم يكون من خلال رؤية ومتابعة للى بيحصل فى العالم ، و مراقبة تحركات كل الأطراف على الساحة الدولية والأقليمية … وكيفية إستخدام كل طرف للأدوات والكروت اللى بــ يمتلكها .. و ده اللى هــ نحاول نوضحه فى السطور التالية بأكبر قدر من التبسيط الغير مخل بالصورة الإجمالية ..

قولا واحداً … المعسكر الغربى طبعا مش هــ يسكت وبدأ بالفعل التحرك لمواجهة اللى بيحصل ده .. مش من دلوقتى لكن من فترة .. سواء كان التحرك ده على المستوى الإقتصادى أو السياسى أو العسكرى .. يعنى هــ نلاقى مثلا إن أميريكا بدأت تغير من توجهاتها الإقتصادية وبدأت تضغط على الشركات الكبرى وبالذات الشركات الأميريكية إنها تنقل نشاطاتها التصنيعية للداخل الأميريكى .. وقالها ترامب صراحةً .. مش المفروض إننا نصدر مواد خام ونرجع نستوردها تانى فى شكل سلع نهائية بأضعاف سعر المواد الخام …، ..

و مش كدة وبس .. لكن لأن أميريكا و حلفائها ، تؤمن بسياسة البلطجة .. بدأت من فترة تضغط على الدول الخليجية وبالذات السعودية ، بأسلوب سياسى إبتزازى لزيادة الإستثمارات فى أميريكا ، وإبرام صفقات تسليح ودعم أذون الخزانة الأميريكية بمبالغ مليارية .. وإنسحبت من الإتفاق النووى مع إيران وبدأت توقع عقوبات إقتصادية عليها علشان تدفعها لحماقات وزيادة فى التصعيد وبالتالى تزود من الضغط على الدول الخليجية فى إطار الإبتزاز السياسى والمادى … و من جهة أخرى .. بدأت تاخد إجراءات فى محاولة للتدخل العسكرى فى فنزويلا القريبة لمواجهة تنامى التواجد الروسى الصينى بتعاونهم مع الرئيس الفنوزويلى “مادورو” .. وطبعا التدخل الأميريكى كان بحجة المساعدة فى حل الأزمة الإقتصادية ، و من أجل السعى لفرض سياسات ديموقراطية بتدعيم الرئيس المناوئ واللى قام فى يوم الصبح بدرى من النوم وأعلن إنه رئيس فنزويلا فى مواجهة الرئيس الشرعى الحالى “مادورو” .. و الكلام ده كله بهدف السيطرة على الإحتياطات البترولية الضخمة اللى بــ تمتلكها فنزويلا كصاحبة اعلى إحتياطى بترولى فى العالم .. مما دعى روسيا للتهديد بالتدخل العسكرى فى فنزويلا لمواجهة التدخل الأميريكى وتصعيد الموضوع للأمم المتحدة.

بالنسبة للناحية العسكرية ، وفى مجال الحرب المباشرة ، وعلى عكس توجهات ترامب المعلنة سابقاً فى العمل على تقليل النفقات العسكرية … تم الموافقة فى موازنة سنة 20/19 على رفع المبلغ المخصص للإنفاق العسكرى الأميريكى إلى 700 مليار دولار ، واللى تعتبر أعلى ميزانية إنفاق عسكرى فى تاريخ أميريكا منذ إنشائها … الكلام ده رسالة للأطراف الأخرى ، إننا جاهزين للتحرك العسكرى ، لو إستدعت الأمور ذلك .. وفى نفس الوقت .. بدأت أميريكا تنسحب من الإتفاقات الدولية .. زى معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى المبرمة مع روسيا والصين ، واللى ذكرناه فى مقالنا السابق …

طب هل ده معناه إن أميريكا بتستعد لحرب عسكرية فى مواجهة الحرب الإقتصادية الشاملة !!؟؟؟ ….. برغم إن الشواهد بتقول كدة ، لكن ده مستبعد فى الوقت الحالى … طب لييه !!؟؟ .. لأن الإمكانيات العسكرية للطرف المقابل كمان إمكانيات جبارة … والتمويل هــ يكون تمويل لا متناهى … والمواجهة فى الحالة دى هــ تبقى ضد عدة أطراف مش طرف واحد … وبالتالى فــ أى صدام عسكرى هــ يكون بمثابة كرسى فى الكلوب .. وعلشان كدة فــ البديل هو إستمرار الحروب اللى بالوكالة .. عن طريق كلاب السكك اللى تم صناعتهم وتدريبهم وتمويلهم على مدار سنين إستعداداً للحظة دى … وخصوصاً إنهم خلصوا مهمتهم فى منطقة الشرق الأوسط أو نقدر نقول إنه تم إيقافهم بتعطيل الخطة (أ) اللى تم إجهاضها بسبب 30 يونيو ، و وقوف الجيش المصرى حائط صد لإفساد المخطط الكبير .. وجارى الأن التحضير للخطة (ب) .. بعد ما تم تجميع الدواعش بعيالهم وقططهم وكلابهم ، وترحيلهم فى أتوبيسات مكيفة وطائرات .. و تم تسكينهم فى المناطق اللى هــ تكون مناطق عمل فى الفترة القادمة سواء فى الحزام الأفريقى المطوق لدول الشمال الإفريقي .. أو فى بعض المناطق من شرق أسيا .. أو فى أوروبا … وبالتالى إحنا هــ نبدأ نشوف عمليات إرهابية فى كل مكان فى الفترة القادمة ، و حتى داخل أوروبا ، اللى بعض الدول فيها بدأت تخرج من العباءة الأميريكية وتنضم لإتفاقية الحزام والطريق ……. ياترى بقى عرفنا لييه الرئيس السيسى كان بيقول إن مصر بتحارب الإرهاب بالنيابة عن العالم !!؟؟

طب مصر فين من الموضوع ده .. وإييه السبيل لمواجهة التصعيد ده !!؟؟

لو نظرنا للى بيحصل مع مصر بقالنا 6 سنوات ، وحجم التهديدات اللى بتواجهها مصر .. وحجم التحديات اللى بــ يتعامل معاها الجيش المصرى .. وحرب الوكالة اللى بيخوضها ضد تنظيمات إرهابية بــ تحرّكها أجهزة أمنية و دول كاملة بتمويل دولى لا متناهى .. مع حجم الضربات اللى تلقيناها .. وقدرنا نهضمها ، ونتغلب عليها .. ونبدأ كمان فى توجيه ضربات إستباقية ، وهجمات رجعية ، تهد فى قلب المعلمين الكبار اللى بــ يحركوا التنظيمات دى .. سواء عن طريق تحركات سياسية ، أو ضربات عسكرية ، أو إجراءات أمنية ، أو إقتصادية .. وكل ده فى صمت .. بتحركات قاصمة خلف الكواليس .. نقدر نفهم إزاى أردوغان عضو التظيم الدولى للإخوان ، ورئيس أهم دولة يحكمها التنظيم الإرهابى .. يخرج عن السياق ويفقد صوابه ويقوم بالتهديد العلنى بالتدخل فى ليبيا ، وعزمه على ضرب الجيش الليبى والوقوف فى وجه الدول اللى بتعاونه … و ده معناه إن حرب طحن العظام اللى من خلف الكواليس بدأت تؤتى ثمارها .. لدرجة إنه إنفجر نتيجة خسارته هو و جماعته ، لكل الكروت والأراضى اللى كانت فى إيديهم ، وماعادش فيه غير التصريح العلنى …. و هو ده الأسلوب اللى هــ يتم إتباعه فى عمليات إخماد حروب الوكالة اللى هــ تشتعل فى الفترة القادمة … أسلوب إطفاء النار و وأدها فى مهدها !

يعنى إييه !!؟؟ … يعنى المواجهة المباشرة مش فى مصلحة حد .. وبالتالى اللعب كله هــ يكون من خلف الكواليس … والمتوقع عمليات إرهابية هــ تنتشر فى العالم كله … و هــ تكون بالصدفة فى معظم دول مبادرة الحزام والطريق … حاجة كدة زى نظام التطفيش … لأن رأس المال جبان .. والمستثمر هــ يخاف على فلوسه .. لكن النقطة الإيجابية فى الموضوع إن التحركات فيما يخص المبادرة مش مجرد رجال أعمال وشركات كبرى بتعمل مشاريع وخلاص .. لكن دى دول بتبنى وتستثمر وتطور بنيتها التحتية .. و ده فى حد ذاته ضمانة امنية … ولازم نبقى متأكدين .. إن اى عملية هــ تتم فى الفترة القادم ، قصادها 100 عملية تم إجهاضها أمنيا ومخابراتياً .. لأن زى ما قولنا قبل كدة .. دى معركة صفرية مافيهاش غير غالب واحد 🙂

اللعب الإقتصادى كله فى الفترة القادمة هــ يكون على الفوز بالأسواق الناشئة اللى فيها مساحة كبيرة من النمو الإقتصادى والإستثمار فى البنية التحتية ، وقاعدة إستهلاكية كبيرة ، وقوى عاملة بالملايين … و فى هذا .. تأتى افريقيا فى المرتبة الأولى ….

أومّال مصر بتتحرك بقوة فى أفريقيا لييه !!؟؟ .. وبترسخ تواجدها بمشروعات كبيرة لييه !!؟؟ وبتربط اطراف أفريقيا بمصر ببنية اساسية ، وإتفاقيات إقتصادية ، ومشروعات تنموية ، وتصدير طاقة ، وسوق مشتركة تكون مصر مركزها لييه !!!؟ .. و بتضع نفسها كبوابة رئيسية مؤهلة للعبور لأفريقيا لييه !!؟ …. كل ده علشان يوم ما تتعقد الأمور تكون مصر مأمنة ظهرها كويس أوى داخلياً وافريقياً .. إلى جانب ترسيخ تواجدها السياسى والإقتصادى فى كل المحافل الدولية بدون مانكون محسوبين على طرف مع أو ضد طرف تانى …. وفى الخلفية من كل ده .. تدعيم القوة العسكرية لحماية المكتسبات اللى حققناها ، واللى لسة هــ نحققها بإذن الله ..

مصر بتتحرك برؤية مستقبلية بجد .. ونحب بس نفكركم إنه فى نفس الوقت اللى كل خبراء الفيسبوك كانوا بــ يزايدوا على الدولة ، و بــ يقولوا هى المشروعات دى لازمتها إييه .. وفين الزيت والسكر والرز والمارشيميللو (أاه والله كانوا بيتكلموا عن المارشيميللو 🙂 ) … كانت الدولة المصرية شغالة من 2014 في مشاريع الطرق اللى وصلت الى 6000 كيلو متر و غيرها من مشاريع البنية التحتية و محطات الكهرباء والموانئ والمطارات والمناطق الصناعية .. وكل ده بمعدلات تنفيذ مرعبة ، و كأن مصر كانت في سباق مع الزمن و مع المستحيل … و كل شوية لما ييجى الرئيس يفتتح طريق كان يقول …. مش كفاية …. احنا ماعندناش وقت .. !! …

كل ده كان علشان ييجي في 2019 .. و يعلن في الصين في أول كلمة له ..، وأمام كل الدول الموجودة ، ولكل دول العالم …. إن مصر جاهزة تماماً للطريق 🙂

إرفع راسك .. وإعرف قيمتك وقيمة مصر .. وإفخر ببلدك .. علشان تقدر تفهم ، اللى بيحصل معاك ، و حواليك.

ملحوظة:

بالحديث من نفس السياق .. هنلاقى إن أميريكا بتضغط مؤخراً على كل حلفائها وبالذات فى دول أوروبا .. لمنع شركة هواوى من تركيب محطاتها الجديدة المجهزة بتقنية الــ (5G) … ياترى بقى الموضوع ده جزء من الحرب الإقتصادية الشاملة ، و محاولة وقف التمدد للعملاق الصينى فى مواجهة المنافسين الأميريكين والغربيين .. وإلا الموضوع ده له بعد امنى !!؟؟ …… و سواء كدة او كدة .. هل هــ تقدر أميريكا وحلفائها إنهم يقفوا أمام التطور التكنولوجى ده !!؟؟ و لحد إمتى !!؟؟ … أسئلة هــ تجاوب عنها الأيام …… الأيام القريبة جداً ..

لمتابعة تعليقاتكم