كلام فى السياسة .. (نقطة نظام) .. !!

 

05 Jun 2020

كلام فى السياسة .. (نقطة نظام) .. !!
————————————

هو ترامب كويس وإلا وحش ؟ .. هو بوتين معانا وإلا علينا ؟ .. هو ماكرون مع مين !؟ .. هى إيطاليا عايزة إييه !؟ … إحنا متلغبطين !!! … كل الكلام ده وغيره من الإنطباعات و الأسئلة بتدور فى عقول الكثيرين .. لكن الحقيقة إن التساؤلات دى بتغفل شيئ مهم جداً وهى إن السياسة مافيهاش كدة .. وإننا ماينفعش نسقط أحكام فردية بــ نتعامل بيها بيننا وبين بعضنا على شخصيات ورموز سياسية مش بتتحرك بشخوصها .. ولكنها بتمثل دولها ، أو حتى بتمثل شبكات المصالح اللى بتحرك الرموز دى !

مافيش حاجة إسمها إن رئيس دولة كويس أو وحش فى المطلق .. لأنه لا يمثل نفسه .. لكنه بــ يبقى كويس أو وحش من خلال تحركاته وأدائه وخططه وأهدافه وتقييم كل ده بــ يصب فى صالح مين ، وتقييم أساليبه وادواته اللى بيستخدمها لتحقيق أهدافه دى ..

البعض فهم من أخر مقال لينا وإحنا بنحلل الى بيحصل فى الولايات المتحدة الأميريكة إن كلامنا كان فيه دفاع عن دونالد ترامب .. والحقيقة إن ده فهم خاطئ .. لأننا مايفرقش معانا ترامب فى شيئ غير بمقدار إستفادة مصر كدولة من وجوده أو عدمه .. وبالتالى فالتقييم هنا يجب أن يبتعد عن الإنطباعات الشخصية .. لأن الحسبة هنا بتكون حسبة تانية خالص

ترامب شخص قومى شعبوى .. بيبحث عن مصلحة بلده ، وقد يصيب وقد يخطئ ، وإحنا فى النهاية بنؤيده بقدر ما يتفق أدائه وأساليبه مع مصلحة مصر … فى حين إننا مثلا بــ نختلف جملةً وتفصيلا مع فصيل أو حزب أو توجه (أوباما / كلينتون) .. سموه زى ما تسموه .. لأن أساليبهم وتوجهاتهم على طول الخط ضد مصلحة مصر .. ويمكن ده اللى دعى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى 2016 لإعلان دعمه علناً لترامب لما قال فى مقابلة تليفزيونية فى إحدى القنوات إنه يعتقد إن دونالد ترامب هــ يبقى رئيس قوى للولايات المتحدة الأميريكية !!

هنا بــ يبقى التقييم مش تقييم لشخص .. لكن بــ يبقى تقييم فكر وتوجه و نهج عام فى المجمل .. و حساب نسبة مئوية كام منها فى صالحنا ، وكام منها ضددنا … وهنا أيضا نقدر إحنا كمواطنين عادين نقيّم سياسة إدارة زى إدارة أوباما ، بكل توجهاتها وأدواتها وأساليب الضغط اللى بتستخدمها .. وتأثير ده على مصر .. مقارنةً بإدارة ترامب بكل توجهاتها وأدواتها وأساليب الضغط اللى بتستخدمها .. علشان نعرف وجود مين هو أكثر فائدة لمصر .. و نحط تحت جملة ((أكثرة فائدة)) دى مليون خط … لأن الموضوع بالفعل نسبة مئوية .. كام فى صالحنا وكام ضدنا !

و فى المقابل مثلا علاقتنا بالروس .. هنلاقى إن توجهات الدولة المصرية تتلاقى فى كثير من أهدافها مع التوجهات الروسية .. ولكن كل ده فيما يتماشى مع مصلحة كل دولة ومصلحة أمنها القومى من وجهة نظر الدولة نفسها .. وبرغم العلاقة الإستثنائية اللى بين الرئيسين السيسى و بوتين .. وبرغم دعم روسيا بوتين للموقف والرؤية المصرية فى كثير من الأحداث والمحافل الدولية ، إلا إنه بيحصل خلاف فى بعض الرؤى واللى بتتعارض فيها مصالح الدولتين مع بعضها .. وساعتها مش بنقول بوتين وحش وشرير .. لكن فى السياسة لازم نتعامل مع الوضع القائم و تخرج منه بأكبر إستفادة ممكنة !

و كذلك الحال بين مصر والسعودية ومصر والصين .. وأى دولتين فى العالم … و من هنا بــ تيجى الحيرة إنك تلاقى دولة متوافقة معاك تماما ، و بتأيدك .. أو رئيسها بيحترم رئيسك و بــ يؤيده .. لكن فجأ كدة تلاقى حاودة شمال فى تعليق أو تصرف أو تصريح أو موقف .. وماتبقاش فاهم اللى بيحصل ده بيحصل ليه وعلشان إييه … لكن فى حقيقة الأمر إن الموضوع بيبقى مرتبط بمصالح عليا وتواؤمات وضغوط داخلية وخارجية وملفات أمن قومى وشغل شبكات مصالح دولية … ألخ ألخ ألخ

زى مثلا و على سبيل المثال لا الحصر .. لما الرئيس السيسى زار فرنسا ، و فى المؤتمر الصحفى الرسمى اللى كان مع الرئيس ماكرون .. واحد صحفى من إياهم ، إعتقد إنه يقدر يحرج الرئيس السيسى بتوجيه سؤاله لماكرون عن موقف فرنسا من ملف حقوق الإنسان فى مصر وكيفية التعامل مع الإرهاب .. فــ كان رد الرئيس ماكرون إن الكلام ده شأن مصرى داخلى ، وماحدش يقدر يتدخل فيه … وساعتها إحنا كمصريين هللنا للى حصل لأنه كان صفعة على وجه دككاين حقوق الإنسان الممولة … لكن بعد مظاهرات السترات الصفراء اللى حدثت فى فرنسا ، وتردى الوضع الأمنى فى فرنسا بشكل مخطط ومرتب له .. وكان ده متزامن مع زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر .. وفى المؤتمر الصحفى برضوا ، فوجئنا بشبه هجوم من ماكرون على مصر فيما يخص ملف حقوق الإنسان .. وساعتها السوشيال ميديا كلها فى مصر إتقلبت على فرنسا والرئيس الفرنسى !!! ..

الموقف ده فى حد ذاته كاشف جدا ، لأنه بــ يوضح لنا إن المواقف مش شرط تختلف بإختلاف الأشخاص .. و لكن يمكن بإختلاف الظروف ، واللى ممكن يكون الفرق بينهم شهور قليلة … و فى الحالة دى مانقدرش نقول إن ماكرون كان شخص طيب ، وبعدين بقى شرير .. السياسة مافيهاش كدة .. بل بالعكس .. ده ممكن يكون فيه ترتيب بشكل معين بين الرؤساء والقيادات السياسية وبعضهم ، فى بعض المواقف ، حتى وإن بدى لنا إن الموضوع عفوى … لأن السياسة هى بالفعل فن الممكن !

نرجع تانى للنقطة اللى بدانا بيها كلامنا .. إحنا مايفرقش معانا ترامب كشخص .. و زيه زى أى رئيس أميريكى شارك فى ملفات تتعارض مع توجهات مصر وأمنها القومى ..، لكن لما نقارن بين توجه الإدارة الأميريكية فيما قبل 2016 فى عهد إدارة أوباما فيما يخص مصر .. وبين الوضع فى فترة ترامب ، هنلاقى إن الوضع الحالى أفضل لنا …. لما نلاقى إن أهم أدوات إدارة أوباما كان هو فصيل الإسلام السياسى ، وإن أقصى توسع وإنتشار وصلت له مليشيات المتأسلمين كان فى عهد أوباما ، فى حين إن ده إتغير تماماً فى عهد إدارة ترامب …. لما نلاقى إن كل كلاب السكك من نشطاء وسرسجية من أول باسم يوسف للأخت شكمان نعجة الإخوان ، للتنظيم الدولى كله بجماعنهم بقنواتهم بقططهم بكلابهم بسلاطاتهم بــ بابا غنوجهم مؤيدين لحزب (أوباما/كلينتون/بايدن) ، فى حين إنهم كلهم ضد ترامب … لما الإعلام الغربى المسيس يبقى داعم لفصيل (أوباما/كلينتون/بايدن) فى حين إنهم ضد ترامب جملةً وتفصيلاً .. كل ده يخلينا نفكر … هو إحنا حقيقى شايفين صح .. وإلا سقطنا فى فخ الديباجة والخطاب السياسى الموجه !!

كل ده ليس دفاعا عن ترامب .. لكن مما لاشك فيه إن وجود ترامب فى الفترة الحاسمة الماضية ، كان عامل مهم .. ساعد مصر على إلتقاط أنفاسها بعد الضغط الرهيب اللى مارسته الإدارة السابقة على مصر … لكن بشكل عام .. إحنا علّمنا على إدارة أوباما فى عز جبروتها ، و أزحنا تيار التأسلم السياسى من قصر الرئاسة فى عز سطوة وتوحش الإدارة الأميريكية السابقة … فــ مش هــ نقلق أوى دلوقتى بعد ما مصر أصبحت اقوى .. سواء داخليا .. أو على الصعيد الدولى

و علشان نلخص الحدوتة … الناس ساعات بتشوف توافق كبير بين السيسي و بوتين و ترامب و جونسون …. و ده بسبب انهم ينتمون الى اليمين القومى المعادى لمعسكر العولمة …. و اللى هم بيخدموا فيه على بعض و بيدعموا بعض فيه .. لكن اكيد لو مصالح دولة حد فيهم تعارضت مع الاخر هــ تلاقيه ضده….. و ده تعامل الكبار .. و هى دى السياسة …. الموضوع مصالح قومية …. عشان كده و عشان تريح و تستريح …. دايما شوف الامور بعيون مصرية خالصة …. يعنى سيبك من الأشخاص ، و شوف مصلحتك الاكتر فين من منظور قومى خالص ….

حفظ الله مصر وشعب مصر

وتحياتنا للجميع

لمتابعة تعليقاتكم