حرب الجمعية العامة للأمم المتحدة

29 Sep 2015

حرب الجمعية العامة للأمم المتحدة .. !!

————————————

إمبارح كانت جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة .. وبالرغم من اننا المفروض نكون معنيين فقط بكلمة الرئيس السيسى رئيس جمهورية مصر العربية ممثلا فيها لكل المصريين .. إلا إن وضعية مصر الحالية سواء كان على المستوى الاقليمى او حتى على المستوى الدولى ، يخلينا معنيين بالجلسة بشكل عام ، لأن مصر حاليا وبعد 30 يونيو تحديدا وبدون اى نوع من المبالغة ، اصبحت الدولة المفصلية وحجر الزاوية فى اى تحركات من أى نوع على المستويين الاقليمى و الدولى !! 😉

وعلشان مانسقطش فى فخ التطويل ، ف خلونا نقول ان حالة الاحتقان الشديدة اللى موجودة النهاردة فى العالم كله ، وصراع فرض الارادة الدائر بين القوى العظمى ، واللى هدفه اسقاط نظام عالمى قديم ، بدأ مرحلة السقوط الحر بالفعل ، والسعى لإقامة نظام عالمى جديد بدأت تتضح معالمه بشكل كبير .. بالإضافة لعمليات استعراض القوى وكسب مساحات على رقعة الشطرنج بالقيام بنقلات إستراتيجية فى العمق .. كل ده خلى المماحكات السياسية وخبث وذكاء الديبلوماسية يتراجع .. علشان يحل محله اسلوب الصدام المعلن والإتهامات الواضحة والتصريحات المباشرة … وفيين !!؟؟ .. على أرض الأمم المتحدة علشان الموضوع كله يبقى على عينك ياتاجر 😊😊

كلمة الرئيس الاميريكى باراك أوباما ، جائت مغرورة وتحمل قدر كبير من الغطرسة بكل ما تحمله السياسة الاميريكية زى ما عودتنا دايما ، من قلب للحقائق ومحاولة فرض السياسات والرؤية الأميريكية على ملعب الأحداث ، وكمان إستمراء لعب دور “كبير النجع”  😃 ، ورفض الوضعية الجديدة للدور الاميريكى فى العالم النهاردة ، بنفس النغمة التقليدية اللى اتعودنا عليها من أميريكا مؤخرا على طريقة “أنا مش قصير أوزعة ، أنا طويل واهبل” .. مع الوضع فى الاعتبار ان اميريكا مازالت قوة كبيرة لكن مابقتش الحاكم بأمره خلاص .. كان زمان وجبر 😉

وفى المقابل .. جائت كلمتى الدب الروسى والتنين الصينى مباشرتين وتحملان اتهامات واضحة وصريحة وكانت بمثابة كرسى فى كلوب الأمم المتحدة والعالم كله ، وإعلان صريح وواضح اننا وصلنا لمرحلة اننا مش هانسكت بعد كدة .. فياريت كل واحد يلم نفسه ، علشان المشرحة مش ناقصة قتلة !! ..

بالنسبة لأوروبا .. كانت كلمات الدول الاوربية حذرة وماسكة العصايا من النص وان كانت أميل الى صف الولايات المتحدة .. مع شئ من التصريح بالاستقلالية فى القرار عن التبعية لأى حد زى ما جاء فى كلمة فرنسا مثلا  .. و ده معناه ان العقد الغربى فقد الترابط وابتدى يفرط فعليا .. و ده مش من دبلوقتى ، ولكن من فترة ليست بالقصيرة 😊

وبالرغم من ان كلمات معظم القوى الكبرى كانت بتدور فى فلك مشكلة الشرق الاوسط واللى شائت الظروف ان معركة فرض الارادة فيها تكون على ارض سوريا .. لكن تيجى كلمة مصر القوية الجريئة والواضحة على لسان رئيسها صاحب الخلفية المخابراتية العسكرية (وخلى اللى بيتغاظ من التعبير ده يتغاظ ويشرب من البحر) .. علشان تعبر عن رؤية مصر وموقفها من الاحداث ومن كل اللى بيحصل فى المنطقة وفى سوريا ، وكأنها بتؤكد الصورة او التيمة العامة اللى كانت عليها توجهات معظم القوى العظمى من كلمات تصادمية بشكل معلن التوجهات والسياسات !!

كلمة مصر زى ماقولنا جائت قوية وجريئة وواضحة أعلن فيها الرئيس السيسى عن ان موقف مصر ثابت مش هايتغير ، وإن مصر مكملة على نفس النهج .. وهانلاقى ان الرئيس السيسى فى الجزئية دى بالذات استغل ملامح الوجه الحازم ولغة الجسد ونبرة الصوت الخشنة علشان يوصل الرسالة بأكبر قدر من الوضوح ان احنا مكملين .. وياللى مش عاجبك اخبط دماغه فى الحيط ، بس حاسب تتعور 😃😃

وزى ما اللعب اصبح على المكشوف بين كل القوى العظمى .. كمان مصر كانت كلمتها واضحة ، وألمح الرئيس السيسى للأطراف الاقليمية اللى بتسعى لتأجيج الصراع فى المنطقة بدعم الارهاب والارهابيين وان مصر هاتقف بالمرصاد ، زى ماكان قدر مصر انها تكون دولة المواجهة بالوقوف امام التنظيمات الارهابية العالمية ، وافشال مخططهم فى اسقاط مصر والمنطقة !!

وبحس وطنى وإسلامى صحيح ، تحدث الرئيس المصرى المسلم عبد الفتاح السيسى وأعلن بإسم كل المسلمين صحيحى الاسلام والعقيدة ، رفضه لكل اللى بيتم ارتكابه من إجرام بإسم الدين ، واللى انعكس بكل اسف على وضعية كل المسلمين فى كل العالم .. وكمان أطلق تحذير واضح وصريح لكل الدول اللى بترعى الارهاب أو بتستخدمه فى مخططاتها ، أو حتى بتتغافل عنه ، إن النار كده كدة هاتطولهم فى بلادهم .. وكان فاضل شوية ويقول لهم إدونى بس تفويض واتكلوا انتوا ومالكوش دعوة ، وانا مستعد اواجه الارهاب 😃😃

كلمة الرئيس السيسى بإسم مصر وخصوصا فى الجزئية الخاصة بسوريا وليبيا ، بتأكد ان مصر لاعب أساسى فى الاقليم وشريك مهم للاطراف الدولية ، وإن مافيش اى حل هايتم بالنسبة للملفات المعلقة فى المنطقة غير من خلال القاهرة وفيما يتوافق مع الرؤية و التوجهات السياسية المصرية ..

كلمة مصر كانت شاملة .. وطرقت على كل المواضيع والملفات الشائكة .. من اول قناة السويس .. لقضية الارهاب الدولى .. لدور مصر كدولة مواجهة .. لقضية الاسلام كدين ووضعية مليار ونصف مليار مسلم فى العالم .. لمشكلة الشباب .. للمؤامرة على المنطقة .. لدول الشر فى الاقليم .. للدول الداعمة للارهاب .. للملف السورى .. للملف الليبى .. لقضية اللاجئين .. للملف اليمنى .. لإستراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 ..  لإنتخابات مجلس الشعب المصرى .. لتاريخ مصر إنسانيا وحضاريا .. وإذا كنتوا ناسيين اللى جرا ، فهاتوا كتب التاريخ تتقرا …..

لكن الجزئية الاخطر كانت الحديث ولأول مرة عن ان السلام مع اسرائيل كان قائم على الرجوع إلى حدود 4 يونيو 67 وانشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس .. مع الوضع فى الاعتبار ان العالم كله او على الأقل الدوائر السياسية للدول ، عارفين ان كل اللى بيحصل فى المنطقة النهاردة هدفه هو التمهيد لقيام اسرائيل الكبرى على انقاض دول المنطقة .. وبالتالى فالتصريح ده ، واللى لم يتم الحديث فيه من قبل من اى رئيس عربى او غير عربى ، له مغزى كبير ويحمل دلالات واضحة .. وخصوصا بعد ما أعلن الرئيس السيسى عن ترشح مصر للعضوية الغير دائمة لمجلس الأمن الدولى فى السنتين القادمتين !!

أصدقاؤنا اصدثاء صفحى كلام فى الصميم ..

الفترة المقبلة هاتشهد تصاعد للأحداث فى المنطقة وتطورات كبيرة بناء على المعطيات سواء السياسية او الاقتصادية او حتى العسكرية .. ومصر بإذن الله ، هايكون لها دور كبير ومحورى فى لعبة التحالفات والتوازنات الدولية ، وتشكيل النظام العالمى الجديد …

والايام مافيش أقرب منها

لمتابعة تعليقاتكم