16 Jan 2015
عمليه شارلى إبدوا و الحريات المزعومة
—————————————
قام الساخر الفكاهي ديودونيه بنشر بوست صغيرعلى موقعه على الفيسبوك يقول فيه “لحظة سحرية شبيهة بالانفجار العظيم. أنا شارلي كوليبال ” في الاشاره الى اسم منفذ العلمليه الارهابيه الاخيره…… لتقوم الدنيا في فرنسا …..
و يدعوا ” مانويل فالس” رئيس الوزراء الفرنسي في أول لقاء له بنواب البرلمان الفرنسى إلى تشديد الإجراءات ضد المحرضين على الكراهية في إشارة واضحة إلى الفكاهي ” ديودونيه ” وقال بالنص :-
“يا لها من إهانة لرؤية محرض على الكراهية ، يقدم عرضه في قاعات ممتلئة يوم السبت في الوقت الذي كانت فيه الأمة في ” بورت دو فانسان ” في حداد….. لا يجب أبداً أن نترك هذا الحدث يمر …… و لتكن العدالة صارمة اتجاه هذا المحرض على الكراهية……. أقول هذا الأمر بقوة في منبر مجلس الأمة”. …. لتمتلىء القاعه بالتسقيف و الدعم الكامل من نواب البرلمان الممثلين للشعب الفرنسي سواء الداعمين للحكومه او المعارضين.
فتقوم السلطات الفرنسيه بإعتقاله على الفور و ايقاف برنامجه الفضائي ……
طبعا مفيش ناشت حكوكى هناك يقدر يفتح بقه و لا يقول فين حريه التعبير …… ولا فيه ” نكيب صحفيين ” لم الشلة بتاعته و فتح ” النكابة بتاعته لناشت مش بيستحمى ” عشان يسب الشعب الفرنسي و يقول عليه شعب “&@£&@£” …. و لا عملوا وقفة احتجاجية إحساسا بالمسؤولية منهم ان قوات الامن في امس الحاجة للتركيز على مواجهة الارهاب من تامين وقفتهم ….. و ده كله عشان 4 ارهابيين بس ثبتوا فرنسا كلها ….
فرق كبيييير بين الحرية و بين الفوضي ….. بين التعبير و بين قلة الادب … بين المسؤولية و اللامبالاه .
القصة عندنا كلها تتلخص في تويتة نزلها ناشت مصرى بيقول فيها ” حتي لو عملوا اللى احنا عايزينه و عملوا احسن دستور …. بردوا مش حلتزم بيه و حنزل اسقط النظام ” ….. اصلها عندهم بقت سبوبه بالدولار و فاتحه بيوت كتير …. و عند بقية الشباب المغيب اللى عنده امراض نفسية طلعها علينا بعدائه التام للدولة المصرية …. لانه للاسف مش بيعرف يفرق بين النظام السياسي …. و بين الدولة المصرية …. او بين العمل السياسي الحزبي و بين الجعير و الشتيمة و قلة الادب …. بين النقاش البناء و احترام وجهات النظر و الرأي الاخر و بين تسفيه الاخرين و السفسطة الفارغة بمبدأ ” انا عارف كل حاجة و محدش غيري بيفهم”…..
في الوقت اللى بيتم تصفية اشخاص لاتهامهم بالارهاب فى فرنسا بدون حتي محاولة القبض عليهم و بيتم الاعتقال الفوري في الشارع بمنتهي العنف و القسوة لمجرد الاشتباه … تلاقي جمعيات “حكوك الانسان و المجتمع المدني” عندنا بتزور الارهابيين في السجون بتطمئن عليهم و بتتأكد انهم بياكلوا كويس في موجة البرد اللى عندنا …. و هل مصروف ليهم بطاطين كفايه و لا لأ …. احسن يكونوا سقعانين 🙂 🙂 ….
جمعيات المجتمع المدني في الغرب بتراقب حضرتك لما سيادتك تطلب إذن بوقفة احتجاجية او عمل مظاهرة حسب قانون التظاهر هناك … و بتتأكد قبل ما تاخد الاذن من الامن من شروط عديدة من اهمها …. هل في حد من المواطنين حيتأذى من وقفتك ؟ …. هل نشاطك ده حيمنع حد من انه يروح شغله أو حيتعطل ؟ …. هل حضرتك حترفع لافتات او شعارات يتأذى منها مواطن اخر غير مشارك ليك في وقفتك او مظاهرتك ؟ ….
و لما يتاكدوا من ده …. يتابعوا عملية اعطاء الاذن من الامن …. هل تأخر ؟ …. و إذا لم يوافق الامن على المكان و الوقت …. هل تم اعطاء بديل لمكان اخر و معاد اخر ؟ ….. يعني مش بيقدروا يعترضوا اساسا على الموافقة ااﻷمنية من اصله ..
و لما حد بينزل المظاهرة هناك … طول ما هو ملتزم في المكان المخصص و في الوقت المحدد للمظاهره …. محدش بيكلمه …. لكن لو رجله نزلت من على الرصيف او رجله تخطت المكان المخصص …. الشرطه بتقبض عليه بمنتهي العنف و بتسحله و بيتنفخ سواء كان راجل او ست …. و لما حد ينتقد الشرطة و يقولوله انتم بتسحلوا المتظاهرين ليه ….. تلاقي الشرطي يقولك “ده امر مسلم بيه و قانوني …. لان مادام تخطى الحدود المسموح بيها فهو دلوقتي بيخرق القانون … و مادام خرق القانون يبقي مجرم … و يجب معاملته معاملة المجرمين … و دي الطريقة المناسبة للسيطرة علي المجرم حفاظا على حق المجتمع”
لكن عندنا القصة سداح مداح و فوضى … و المعارضة عندنا هي انك تشتم و تسب الدين للآخر و تكفره …. و المظاهره عندنا هي جعير و شتم و سباب و طوب و مولوتوف و حرق ….. و مفيش مظاهرة توحد ربنا الا لما انتهت بحرق او و ضرب و مولوتوف …… و ياريت يتم تطبيق المعايير الغربية عندنا … و ساعتها مش حنشوف وش حد منهم لانهم جبناء .
امريكا يا حضرات في الحرب العالميه الثانيه لمجرد تهديد امنها القومي …. اعتقلت كل واحد له اصول اسيويه جماعيا رجالا و نساءا و اطفالا و شيوخا في معسكرات اعتقال في الصحراء حتي انتهاء الحرب …. انجلترا نفسها يا حضرات قال رئيس وزراؤها عندما يتعلق الامر بامن انجلترا القومي لا يسألني احد على حقوق الانسان .
و دي أمثله صغيره جدا لبعض المواقف في البلاد الغربيه اللى هى واحات الديمقراطيه المزعومه اللى بيضحكوا بيها على المهاطيل اللى عندنا على مستوي العالم و لا يستطيع احد مجرد انتقاده : –
امريكا:-
——–
- قتل طفل لا يتعدي 4 سنوات برصاص امن البيت الابيض بعد تخطيه حدود الخط الاحمر حاملا لعبته البلاستيكيه على شكل مسدس … لتقوم قائمة الاعلام و الجمعيات الحقوقيه هناك بصب جام غضبها على ام الطفل و اتهامها بقتله لاهمالها … لانها سابت ابنها يعدي الخط الاحمر و لم تقم بمنعه … و لم يتم انتقاد الحرس اللى قتل طفل صغير بأي كلمه.
- حبس (جوستن كارتر) مراهق امريكي 8 سنوات لمجرد كتابة تعليق على بوست فى الفيسبوك يقول فيه ( اكرهكم كلكم و ساقوم بقتلكم ).
بريطانيا :-
———–
- في عام 2011 و عندما بدأت اعمل الشغب بحرق لندن …. سنت انجلترا قوانين استثنائيه بطرد كل الاسر الذي ينتمي اليها المشتبه بهم من بيوتهم و القاؤهم في العراء و طردهم من نظم التامين الاجتماعي اذا لم يقوم الاب بتسليم ابنه بنفسه الى الشرطه ….. و في غضون ايام قليله كان كل آباء المطلوبين رايحيين يسلموا ولادهم للشرطه. 🙂 🙂
- حبس مراهقه تبلغ 17 عام بسبب مجرد تعليق ساخر عن موت مراهق اخر على الفيس بوك و توعدت الشرطه البريطانيه باقصي درجات الحزم ضد تكرار ظاهرة العنف اللفظي على صفحات التواصل الاجتماعي.
- حبس ناشط سياسي بريطاني أربعة سنوات بسبب تعليق على الفيس بوك على خبر وفاة شرطي لمجرد قوله ( كان يوما رائعا ) و حبس زوجته سنتين لمجرد انها عملت لايك على البوست 🙂 🙂
- السجن 4 اعوام على ناشطين مراهقين قاما بنشر دعوات للتجمع و التظاهر و القيام باعمال شغب على الفيس بوك
- حبس طالب (لايم ستايسي) 56 يوم و غرامه 150 يورو و الخدمه العامة المجانيه لمدة سنتين بسبب ارساله تغريده بها لفظ مسىء الى لاعب الكره فابرس مومبا.
- فاز لاعب الكريكيت النيوزلندي السابق، كريس كيرنز، في مارس قبل الماضي بدعوى قضائية مقامة ضد الرئيس السابق لدوري الدرجة الأولى الهندي، لاليت مودي و تغريمه 500 الف جنيه استرليني بسبب تغريده مسيئه على ” تويتر”.
روسيا :-
———
- الرئيس الروسي يصدر قانونا بفرض غرامات لتداول الالفاظ البذيئه في الاعمال الفنيه و مطارده نفس الالفاظ على مواقع التواصل الاجتماعي.
- سن قانون بالمسئوليه المدنيه لاقارب الارهابى حتي الدرجه الثالثه في التعويضات الماديه … يعني الارهابي لما يفجر مكان او يقوم بتخريب منشئات عامه او ممتلكات خاصه …. فهو و عيلته و اللى مخلفينه 🙂 🙂 بـ يتم الحجز على ممتلكاتهم و يقوموا مجتمعين بـ تعويض الدوله و الافراد عن كل ما تم تخريبه …. و في غضون شهر واحد … كان كل واحد ليه ابن عم او خال شاكك بس في تصرفاته كان متبري منه و مبلغ عنه ….. و بالقانون ده تم القضاء على الارهاب في روسيا في شهور قليله …. أه ….. كله الا الفلوس 🙂 🙂
اسرائيل :-
———
- حبس (غسّان منيّر) لمجرد بوست على الفيس ينتقد فيه تجنيد الفلسطينيين المسيحيين في الجيش الاسرائيلي.
تركيا :-
———
- حبس صحفي معارض 10 سنوات بسبب تغريده بها حرف واحد ” K” و هي كنايه عن معارضته لرجب طيب اردغان.
- اغلاق عدد من الجرائد و اعتقال عدد كبيره من الصحفيين لمجرد انتقاد الحاج اردوغان و نشر تفاصيل فساد حكومته في هذه الصحف.
بغض النظر عن الامثله السابقه و اسبابها و لكنها تجتمع على محاولة ضبط المجتمع و حمايته من الفوضي و الحفاظ على الاخلاق و قيم المجتمع و و الحفاظ على الحريه المسؤوله و ليست حرية الفوضي و قلة الادب و في سبيل ذلك فلتذهب مصطلحات جمعيات حقوق الانسان و الناشطين الى الجحيم.
و اتمني ان يتم استخدامها ضد ظاهرة فوضى الحريات و قلة الادب و السفاله و الالفاظ المتدنيه و التشويه الاستهزاء و النيل من الثوابت الوطنيه المصريه التي انتشرت في الشوارع و على مواقع التواصل الاجتماعي و انتقلت الى الفضائيات و التليفزيون.