الموقف التركى

01 Aug 2015

الموقف التركى .. !!

——————-

 بمجرد حدوث التفجير الإرهابي اللى حصل في بلدة “سوروج” بولاية شانلي أورفة جنوبي تركيا واللى راح ضحيته أكثر من 30 شخص وتخطى عدد المصبين حاجز الــ 120 شخص .. تبارت الدول فى إستنكار الحادث ، وكانت أول الدول دى هى إيران .. و ده طبعا غير المؤتمر الصحفى اللى عمله أردوغان بــ يندد فيه بالإرهاب .. وأنا مش عارف بصراحة هو صحى من النوم فجأة وإلا الإرهاب اللى فى تركيا غير اللى فى مصر !!؟؟ ..

لكن ما علينا ..

طبعاً كلنا عارفين قصة الإنتخابات التركية .. وفشل حزب العدالة الإخوانى فى الحصول على الأغلبية ، واللى نتيجته هى عدم قدرته على تشكيل حكومة إخوانية .. وعليه فــ لازم يتم تشكيل حكومة إئتلافية يدخل فيها حزب العمال الكردستانى ، وبالتالى هــ يكون فيه خطر على أردوغان نفسه إنه يلاقى نفسه برة الرئاسة أو مشرّف فى أبوزعبل البسفور 🙂 .. وعلشان كدة اللى بيحصل دلوقتى فى تركيا نقدر نطلق عليه إسف الفوائد من إستغلال الكوارث !! .. طب إزاى !!؟ ..

بمجرد حدوث التفجير الإرهابى أعلنت تركيا إن اللى وراء التفجير الإرهابى هى داعش ، وبعدها إنطلقت الشرطة التركية للقيام بحملة إعتقالات موسعة وفى خلال 4 ساعات كان تم القبض على حوالى 1300 شخص منهم قيادات داعشية .. و ده معناه إن الشرطة والمخابرات التركية كانوا على دراية كاملة بأماكن تواجد القيادات دى على الأراضى التركية ، وعارفين كويس هم بيعملوا إييه .. و كمان على إتصال بالقيادات دى ..

ولإن التفجير الإنتحارى حصل فى المركز الثقافى اللى بيضم ممثلي جمعيات الشباب للأحزاب المناهضة لأردوغان وجماعته ، فــ بدأت الأحزاب دى على طول تهاجم أردوغان والحكومة التركية .. وعلشان كدة كان من بين اللى تم القبض عليهم  كرد فعل للتفجير الإرهابى ، كوادر كردية من حزب العمال اللى إتهم انقرة برعاية الإرهاب .. وبكدة تركيا ضربت كرسى فى الكلوب وبدأت حرب على حزب العمال الكردستانى بالرغم من إن الإتهامات كانت أساساً لداعش .. وخرجت الطائرات التركية علشان تهاجم أهداف محددة فى العراق .. وكمان أوجدت لنفسها المبرر إنها تضرب شمال سوريا وتعزز طلبها لحلف شمال الأطلسى بالإجتماع علشان يُقرّوا إيجاد منطقة حدودية عازلة على الحدود مع سوريا

ومش كدة وبس .. لكن كمان تركيا عملت إتفاق مع أميريكا يتيح للقوات الأميريكية إستخدام قاعدتي إنجيرليك ودياربكر الجويتين في جنوب وجنوب شرق تركيا لضرب داعش .. وكأن داعش دى ظهرت النهاردة مش من كام سنة 🙂

اللى حصل ده مالوش غير تفسيرات واضحة و محددة ..

أولا .. الإتفاق على طرد داعش من مناطق محددة .. معناها إن داعش دورها إنتهى فى المناطق دى .. وهــ ينتهى دورها قريب فى المنطقة ككل ومش هــ نسمع عنها بعد كدة ، زى ما بقينا مش بنسمع عن القاعدة ، وهــ يبتدى دور حد تانى وهو البعبع الفارسى زى ما إحنا دايما بنسميه .. وهــ تطلع مليشيات بشكل تانى تابعة للنظام الإيرانى ، وطبعا اللى عايز حاجة يروح يتكلم مع إيران !!

ثانياً .. تركيا بضربها لداعش بتحاول تنفى عن نفسها صفة دعم الإرهاب وخصوصاً بعد ما أصبحت معارضتها السابقة والرافضة لضرب داعش بــ تثير مليون علامة إستفهام حول دعمها للإرهاب .. و ده كمان غير تقديم مصر لبعض الأدلة تثبت تورط تركيا فى دعم داعش !!

ثالثاً .. إعلان الحرب على الأكراد .. وإيجاد الذريعة لضرب حزبهم داخل تركيا وخارجها ، وبكدة يبقى أردوغان فركش موضوع إمكانية إنه يبقى فيه حكومة إئتلافية ممكن تزعزع ملكه أو حلم الخلافة بتاعه .. و ذكرت وكالة رويترز إن المقاتلات التركية استهدفت أهداف لحزب العمال الكردستاني في تركيا والعراق .. وقالت إن أردوغان، أعلن أنه لا سلام مع الأكراد وخصوصاً بعد ما اعتقلت السلطات التركية أكثر من 1300 شخص معظمهم على صلة بحزب العمال الكردستاني وداعش في تركيا.

رابعاً .. واضح إن تركيا بــ تسعى لإنتزاع مناطق نفوذ لها في سوريا علشان تعمل توازن أمام التدخل الايراني وخصوصاً بعد الإتفاق النووى مع إيران واللى لسة هــ نبقى نتكلم عنه بعدين .. وبكدة يبقى تركيا بتحط نفسها غصب عن الكل كجزء من الحل في أي لحظة تتفق فيها الاطراف الدولية المتصارعة إنها تنهى النزاع في سوريا .. وجايز جداً يكون ده بإيعاز من السعودية ..

خامساً .. وهو الأهم بقا ، إن ده كله مؤامرة اردوغانية إخوانية لتوريط الجيش وشغل قياداته فى حرب على الأراضى السورية علشان تكون فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع السياسية بعد هزيمة حزب التنمية والعدالة .. وفى نفس الوقت لو الوضع الداخلى إشتعل ، يبقى الجيش مشغول وغير قادر على التدخل لصالح الشعب على غرار اللى حصل فى مصر 🙂 🙂 .. وإفتكروا إن هو ده نفس اللى حصل بالميللى فى مصر لما مرسى وجماعته كانوا عايزين يورطوا الجيش المصرى فى سوريا والجيش رفض رفض قاطع 🙂 🙂

ياترى بقى الجيش التركى هــ يبلع الطعم ده !!؟؟ …

الواقع على الأرض بيقول إن نجدت أوزيل رئيس أركان الجيش التركي رفض طلب لاردوغان و أوغلو باجتياح الاراضي السورية برياً … وأبلغهم رسميا بأن الجيش هــ ينتظر أوامر الحكومة الجديدة بعد تشكيل مجلس النواب  .. !!! .. و مش كدة وبس .. لكن الصحف العالمية بتتكلم عن إن رئيس هيئة أركان الجيش التركي الجنرال نجدت أوزل طلب تعديل قانوني من الحكومة يتلغي بيه النص اللي بيمنع الجيش من التدخل داخل البلاد.. والحكومة طبعاً رفضت و اتوترت العلاقة أكثر بينه و بين أردوغان…

في جميع الأحوال، نظام أردوغان الإخوانى بدأ مرحلة السقوط الحر .. والموضوع بالنسبة لهم أصبح مسألة وقت مش أكثر .. لكن لازم نضع فى إعتبارنا إن المنطقة فعلا على صفيح ساخن والموقف متشابك جداً .. وجميع الأطراف بتلعب على كل الحبال .. والصمت الروسى بشأن الملف السورى مريب برغم التقارب المصرى السعودى الروسى ، اللى بيقول إن فيه حاجة بيتم طبخها هــ تبان ملامحها فى الأيام اللى جاية !!

لكن المهم بقا فى ده كله وبرغم تواجد مصر كلاعب أساسى فى كل اللى بيحصل فى المنطقة ، إلّا إن المنطقة كلها على صفيح ساخن ، .. ومصر بتخطى للأمام بمنتهى الهدوء و الثبات 🙂 .. فــ خلّوا بالكم من مصر يامصريين 🙂 🙂

لمتابعة تعليقاتكم