التاريخ .. وإسقاط على تفجيرات بروكسل (من ملفات الجاسوسية العالمية)

26 Mar 2016

التاريخ .. وإسقاط على تفجيرات بروكسل

(من ملفات الجاسوسية العالمية)

—————————————-

فى ذروة إشتعال الأحداث اثناء الحرب العالمية الثانية كانت إنجلترا على وشك الإنهيار بسبب الضربات النازية بعد سقوط كل دول القاره الأوروبيه ، وكانت إنجلترا بتحاول بكل الوسائل إقناع أميريكا بدخول الحرب ، بكل إمكانياتها العسكرية والإقتصادية ، ومحاولة تخويفهم من نتائج سيطرة هتلر على أوروبا وإن الدور هــ يكون عليهم .. لكن رغم كل ده ، رفضت اميريكا الفكرة من أساسها على إعتبار إنهم مالهمش دعوة بالحرب دى وإن القارة الأميريكية بعيدة عن بؤرة الصراع .. بالإضافة غلى إنهم كانوا لسة خارجين من الأزمة الإقتصادية المرعبة فى الثلاثينات ، وبدات عجلة الإنتاج تدور وبدات الأموال تتدفق .. وخصوصاً من مبيعات السلاح لأوروبا ولبريطانيا بالتحديد !

ولأن القادة والسياسيين الإنجليز هم اخبث اهل الأرض بعد اليهود ، فكان رأى رئيس الوزراء وينستون تشيرشل بالتنسيق مع جهاز المخابرات الإنجليزى إنه مافيش حاجة ممكن تدفع أميريكا لدخول الحرب إلا خدعة كبيرة ، وعنيفة .. وبدأت الخطة بالفعل عن طريق استغلال بث شفرة أميريكية قديمة داخل مجال أجهزة الإعتراض اليابانية لإقناع اليابانيين بإن اميريكا بتستعد لعمل عدائى ضد اليابان عن طريق الأسطول الأميريكى فى قاعدة (بيرل هاربور) ! .. وبدأ اليابانيين يقلقوا فعلا نتيجة المعلومات دى … ولأن اليابان كانت فى حالة حرب فعلية واجهزة الأمن اليابانية كلها مستنفرة بشكل كبير ..فبدأت الأجهزة الأمنية بالفعل التحرك الفورى 🙂

وبالرغم من إن جهاز المخابرات اليابانى كان من أقوى الأجهزة على مستوى العالم إلا إنه قام بالإتصال باحد الجواسيس اليابنيين فى أميريكا ، والمولود من أب أميريكى وام يابانية و اللى كان بيشتغل فى جزيرة (أوهايو) شمال القاعدة البرية الأميريكية فى (بيرل هاربور) .. واللى كانت المخابرات اليابانية جندته بناء على طلبه .. وكانت طلبت منه إنه مايعملش اى نشاط غير لما يــ تطلب منه … ولأنه كان جاسوس غير مكتمل التدريب و دى كانت غلطة فادحة للجهاز اليابانى ، إرتكب العميل اليابانى _برغم كل التعليمات اللى عنده بعدم القيام بأى نشاط_ خطأ مروع وهو إنه بدأ يدون كل ملاحظاته عن تحركات الأسطول الأميريكى مع قناعة مسبقة إن كل ده موجه لوطنه الأم اللى هو بينتمى له ..

وبمجرد ما جائت له الأوامر بتفعيل دوره التجسسى ، بدا العميل اليابانى كــ أى كولّجى أصيل بــ يودّى بلده فى داهية، 🙂 .. يرسل تقاريره الأمنية مبنية على قناعاته الشخصية .. وبالرغم من إن قاعدة (بيرل هاربور) فى الوقت ده كانت مثال للإهمال وعدم الإلتزام ، وكانت بتستخدم لصيانة سفن الأسطول الأميريكى، وكان كل الجنود الأميريكيين فى حالة من الإسترخاء على ظهر سفن الأسطول وبيستمتعوا بممارسة الرياضة ، إلاّ إن الجاسوس اليابانى شاف عكس كدة خالص ….. شاف إن صيانة السفن وإصلاحها وتلميع مدافعها هو عملية إستعداد للحرب .. وشاف إن العدد الكبير من السفن المتواجدة للصيانة هو عملية حشد للقوات .. وشاف إن حالة الإسترخاء اللى عند الجنود هى مجرد عملية تمويه .. وبدأ يرسل تقاريره عن طريق الشفرة مشفوعة برأيه وتأكيده على إن أميريكا بتستعد للحرب ضد اليابان … وكان من الطبيعى إن التقارير اللى كان بيبعتها ، كانت بتقع فى إيدين المخابرات البريطانية فى نفس وقت وصولها لليابانيين لأنهم كان إكتشفوا الشفرة اليابانية المستخدمة فى الفترة دى … وساعتها ، إبتسم رئيس الوزراء الإنجليزى (وينستون تشرشل) بعد ما إتأكد إن الخطة ماشية على ما يرام !!

ولأن اللعبة إتلعبت حلو اوى من الإنجليز ، سقط المخابرات اليابانية فى خطا فادح ، بغنها اعتبرت ان تقرير الجاسوس اليابانى هو مجرد تأكيد للمعلومات المتاحة عندهم بالفعل واللى تم تسريبها لهم عن طريق المخابرات الإنجليزية .. وبناء عليه أصدر امبراطور اليابان قرار بشن هجمة وقائية على الأسطول الأميريكى فى (بيرل هاربور) .. وكوسيلة للتمويه ، بدا اليابانيون مباحثات مع الجانب الأميريكى فى نفس الوقت اللى اتحرك فيه الأسطول اليابانى لضرب جزيرة (أوهايو) ..  وفى يوم 7 ديسمبر 1941 ، إنقضت 353 طائرة يابانية من 6 حاملات طائرات يابانية بالإضافة لأربعة غواصات على مينا (بيرل هاربور) وبدأت قصفها العنيف اللى كان مفاجئة كبرى للقيادة السياسية الأميريكية وللجيش الأميريكى … وإنتهت الغارة بسرعة بعد تحطيم الأسطول الأميريكى بإغراق أربع بوارج حربية من البحرية الأمريكية، وتدمير أربع بارجات أخرى .. كما تم ً إغراق ثلاثة طرادات، وثلاث مدمِّرات، وزارعة ألغام واحدة، بالإضافة إلى تدمير 188 طائرة .. و أسفرت الهجمات عن مقتل 2,402 شخص وجرح 1,282 آخرين.

و زى ما توقع وخطط ودبّر (وينستون تشرشل) بالضبط .. أعلنت الولايات المتحدة الأميريكية الحرب على اليابان ، وإنقلبت الموازين وبدأت الكفة تميل لصالح الحلفاء ، لأن دخول أميريكا للحرب أربك الخطط النازية ، وأخل بتوازن القوى ، وقلب كل الموازين العسكرية .. وبدات الهزائم تتوالى وإنتهت الحرب بهزيمة قوات المحور دخول الحلفاء العاصمة الألمانية وإستسلام اليابان بعد تدمير مدينتى هيروشيما وناجازاجى بالقنابل الذرية !! .. وبكدة تنتهى القصة

الشاهد من القصة دى أشياء مهمة جداً لازم ناخد بالنا منها ..

أولاً .. التحالف والصداقة هو شعار هش، بــ يتبخر بمجرد تعارض المصالح السياسية والأمن القومى .. ولاحظوا إنه برغم إنكشاف جميع الأوراق ، إلا إن العلاقة ماباظتش بين بريطانيا واميريكا لأنهم كلهم بيلعبوا نفس اللعبة

ثانياً .. موضوع الأرواح والضحايا والأبرياء اللى ممكن يروحوا ضحية مخطط معين ، ما يساووش عند الساسة والأجهزة الأمنية الغربية حتى ثمن الحبر اللى إتكتب به المخطط ده … وخليكم فاكرين إنه لحد النهاردة فيه شكوك كبيرة جدا تخص احداث 11 سبتمبر ولم يتم تأكيدها او نفيها من كل المعنيين بكدة .. !

ثالثاً .. تفجيرات بروكسل محاط بها علامات إستفهام كبيرة جداً وخصوصاً إنه مش ممكن فى مدينة فيها مقر الإتحاد الأوروبى وحلف الناتو تكون الإستحكامات الأمنية بالهشاشة دى ، وإنه يتم إختراق حدود ألمانيا وهولندا وفرنسا ولكسمبورج اللى بيشكلوا الحدود مع بلجيكا .. وكمان يتم إختراق المطار وإيصال المتفجرات لقلب صالة الركاب ، إلا لو كان فيه تواطؤ متعمد

رابعاً .. إصرار الفرنساويين على إن هجمات بلجيكا هى إمتداد لهجمات فرنسا . وتوجيه فرانسوا اولاند تصريحات سمجة للرئيس الأميريكى أوباما فى نفس السياق ده .. بيقول إن اللى تحت الترابيزة أشياء كتيرة مانعرفهاش .. وإفتكروا كل تحليلات الصفحة عن احداث تفجيرات فرنسا … وخصوصاً إنه شئ ملفت للنظر جداً إنه فى احداث تحرير الرهائن من المسرح بتاع فرنسا واللى كانوا 100 رهينه تحت سيطرة 6 ارهابيين .. قوم إييه بقي … الــ 106 يموتوا كلهم بالرصاص .. يعني الخاطفين و المخطوفين كلهم ليموتوا …. يعنى مافيش شهود !! .. و كل الاسماء اللى اعلنت ساعتها ماتت من غير حس و لا خبر ، يا إما في تبادل لاطلاق النار أو راحوا لقوهم الاتنين خالصوا على بعض 🙂

خامسا .. موضوع إنهم يكتشفوا 50 كيلوا متفجرات فى شقة من غير ما يقبضوا على حد ، وحالة الذعر اللى سادت بعدها ، بتفكرنى بفيلم “مهمة فى تل أمبيب بتاع نادية الجندى لما إكتشفوا الصواريخ الإستريلا الروسى  …. ماهو اصل القنابل دى أكيد ماكانتش هــ تنزل الشارع لواحدها و تفجر نفسها بنفسها !!

سادساً .. لييه كل ده بيحصل بالتزامن مع الخلاف بين أوروبا وإنجلترا حوالين إستمرار إنجلترا فى عضوية الإتحاد الأوروبى من عدمه ، وتدخل أميريكا فى الموضوع على طريقة اللى بيقدم رجل ويأخر التانية .. فى الوقت اللى بتعلن فيه دول أوروبا المتوسطية عن مشاركتها فى مؤتمر أمنى قارّى فى مصر لوضع اليات لمواجهة الإرهاب العابر للحدود والأوطان زى ما تم وصفه فى جلسات المؤتمر .. وزى ما نوهنا عنه فى مقالنا السابق !!؟ 😉

سابعاً وهو الأهم .. خلاص إحنا كلنا بقينا عارفين باليقين ، إن فرق الدواعش والتأسلم السياسى هم صنيعة الغرب .. وأى تحركات لهم بتكون بناء على تخطيط او بأوامر مباشرة .. مش كدة وإلاّ إييه !!؟؟

وفى النهاية .. إحنا مش بنحاول نوجه الرأى لتبنى وجهة نظر معينة .. لكن فى نفس الوقت ومع كل اللى بيحصل حوالينا ، وتحول العالم كله إلى ملعب لصراع إستخباراتى عنيف بين كل القوى العالمية ، كل الطرق والوسائل مباحة فيه .. يبقى ما ينفعش باى حال من الأحوال إننا نغفل الجانب الأخر لنظرية المؤامرة ، طالما بنتكلم عن مصائر دول عظمى ومخططات دولية وإعادة تشكيل نظام عالمى جديد ، وحروب فرض إرادة وصراع إقتصادى .. وكل ده بيطحن فى عظام الدول المشاركة فى الصراع سواء بمزاجها أو غصب عنها .. وبيتم إستخدام أحط الوسائل فى الحرب دى للوصول للأهداف المنشودة !

وعلشان كدة لما بنتكلم عن العته الحيثى اللى بيحصل فى الداخل المصرى من بعض المغيبين سواءً بحسن او بسوء نية ..، والناس اللى بتركز على سفاسف الأمور ، ومين قال إييه ، وفلان طلع بتصريح فى الإعلام يهرتل شوية ، ومين مع مين ومين ضد مين ، ومين سافر ومين هــ يرجع مصر ، والمصالحة ، وريجينى وبيان الداخلية ، وكل الأخبار الطايرة اللى على المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعى والفيسبوك ،… كل ده بيحط ستارة على عقولنا كحالة من عدم الفهم وبــ يبعدنا عن المنظور الأشمل والأعم للصورة الحقيقية اللى عليها الصراع فى العالم النهاردة .. واللى مصر كدولة محورية هى جزء منه بكل تأكيد ! 🙂

لمتابعة تعليقاتكم