الخروج الكبير للإنجليز من الإتحاد الأوروبى 2

27 Jun 2016

الخروج الكبير للإنجليز من الإتحاد الأوروبى ..

المردود الإيجابى والسلبى .. (الجزء الثانى) .. !!

———————————————

إتكلمنا فى مقالنا اللى فات عن نتائج خروج إنجلترا من الإتحاد الأوروبى .. وأعطينا نبذة عن الإقتصاد الإنجليزى .. وتأثيره قبل وبعد الخروج الكبير .. وقولنا إن التداعيات لهذا الخروج هــ تكون إقتصادية وسياسية .. ولها تأثيرات سلبية وإيجابية .. وكان كل تركيزنا منصب على التداعيات السلبية سواء بالنسبة لمصر أو للعالم كله .. ونوهنا  إن التأثير السلبى على مصر هــ يبقى تأثير محدود .. أولا بسبب التحركات اللى قامت بها الإدارة المصرية فى الملف السياسى والإقتصادى على مدار السنتين اللى فاتوا .. وثانياً .. طبيعة الصراعات السياسية فى المجتمع الدولى وبداية تشكيل النظام العالمى الجديد وتكوين تكتلات سياسية وإقتصادية جديدة على أنقاض النظام القديم ..

طب إزاى ده هــ يساعد على تخفيف التأثير السلبى على مصر .. بل وقلبه إلى تأثير إيجابى !!؟؟ … وياريت تركزوا معانا ، وفى إيديكم كوباية الشاى اللى انتم متعودين عليها .. لأن الموضوع بجد متشابك ومعقد ، لأنه حديث عن مصير أمم كاملة .. 🙂

لازم نبقى فاهمين إن إنفصال بريطانيا عن الإتحاد الأوروبى هــ يحدث شرخ فى العلاقات بين إنجلترا وبين دول الإتحاد .. وخصوصاً على المستوى الإقتصادى .. و ده راجع للنعرة الإنجليزية اللى بتتعالى طول الوقت على دول اوروبا .. وفى المقابل هــ تحاول دول الإتحاد تحت قيادة ألمانيا وفرنسا ، رد الصفعة للإنجليز .. وبالتالى الجفوة هتتسع بين الطرفين ، حتى على المستوى الشعبى كمان .. و هــ يساعد فى كدة سياسيين مغرضين وإعلاميين أصحاب توجهات محددة ، هــ تخدّم على الناحيتين .. 😉

بالمنطق ده .. وبما ان مصر هى الدولة الاولي فى جذب الاستثمارات البريطانية فى أفريقيا وكمان تعتبر بريطانيا والشركات البريطانية ثالث أكبر مستثمر فى مصر وبالذات فى قطاع البترول .. وناهينا عن التدفقات السياحية الإنجليزية اللى بلغت قرابة الربع مليون سائح سنوياً كأخر تقرير عن سنة 2015 .. ده هــ يخلى برغم الكبوة اللى هــ تتعرض لها إنجلترا بشكل مؤقت ، إنها تبحث عن مجال لدعم أدائها الإقتصادى .. و ده هــ يكون متوفر فى دول الخليج العربى بإعتبار إنها دول الــ (Money Power) .. ودولة ذات أرض خصبة لإستثمار زى مصر .. مع الوضع فى الإعتبار إن حالة عدم الثبات الإقتصادى اللى هــ تكون فيها إنجلترا ، هــ يخليها ما تضخش فلوسها غير فى مشروعات مضمونة العائد وطويلة الأجل وعالية الكفائة زى مشروعات التطوير والتنمية اللى بتقوم بها الإدارة المصرية دلوقتى .. و ده فى المجمل العام فى صالح مصر.

أوروبا بقى .. ولما نتكلم عن اوروبا يبقى بنتكلم عن الدول اللى تهمنا زى فرنسا وايطاليا وألمانيا واليونان وقبرص … وييجى من بعدهم المجر واسبانيا واللى بدأو من بدرى يخرجوا من عباءة سيطرة الاتحاد الاوروبى على سياساتهم الخارجية .. وكمان دخلوا فى شراكات اقتصادية وسياسية مع مصر … وهايبقوا أول الدول اللى هاتحمل على عاتقها الخروج من منظومة الاتحاد الاوروبى وهايضربوا بإيديهم رصاصة الرحمة فى قلب الإتحاد المرحوم ..

وبما ان الاتحاد الاوروبى خلاص بدأ سكة الانهيار .. هــ نشوف بوادر ده قريّب حتى وان ظل الشكل العام زى ما هو يمكن لعدة سنوات قادمة … وفى ظل حالة الركود وتراجع النمو  وتباطؤ الاقتصاد العالمى … فــ لازم الدول دى تبحث عن شركاء اقتصاديين .. وارض خصبة للاستثمار ، واللى بتحقق اعلى عوائد استثمار على مستوى العالم … وبالمقاييس دى مش هايلاقوا برضوا غير الدول العربية الخليجية ومصر … وادينا شايفين التعامل الاستراتيجى مع فرنسا عامل ازاى .. ولسة هــ يتنامى كمان فى صناعات السلاح والسيارات والتبادل التجارى … وعندنا سيمنز الالمانية بتعمل مشروعات جبارة فى مصر على صعيد الكهرباء والطاقة .. وايطاليا ومشروعات استخراج الغاز فى المتوسط … والمجر اللى اتكلمنا عنها قبل كدة فى مقال منفصل … الخ الخ … و ده طبعا غير الاستثمارات العربية ، وبالذات السعودية اللى بتشترك مع مصر فى رؤية 2030.

ولأن المصالح بتتصالح … وسواء دول اوروبا او انجلترا اللى هــ تبقى مجبرة على التعامل مع دول الــ (Money Power) الخليجية ، والإقتصاد النامى الجاذب للإستثمار فى مصر .. بالإضافة لكينونة الدولة المصرية وموقعها فى منظومة النظام العالمى الجديد اللى بدأ يتشكل من بعد 30 يونيو .. كل ده هــ يخلى القرار السياسى بشكل أو بأخر يبقى فى صالح مصر وتوجهاتها السياسية اللى بتخدم قضيتها وبقائها .. حتى ولو كان على مضض من بعض الأطراف … و ده برضوا شئ إيجابى 🙂

طبعا مع بدأ إنفراط عقد الدول الكبرى فى أوروبا .. وإنهيار الإتحاد الأوروبى ، ده هــ يخلى الدول الأوروبية الضعيفة ، أو المسالمة سواء إقتصادياً أو سياسياً تبقى مالهاش غطاء أوروبى قوى .. وهــ تبقى أمام إختيار إنها تفضل تحت عباءة إنجلترا وأميريكا وهى داخل كيان الإتحاد اللى هــ يبقى مالوش طعم ولا ريحة ولا له أى تأثير .. أو إنها تتحرر للأبد من التبعية وتتشعبط فى ذيل النظام العالمى الجديد … وخصوصاً بعد العديد من الأحداث الإرهابية اللى نتوقع حدوثها فى أكثر من دولة .. 🙂

فى الحالة دى هــ يظهر دور روسيا والصين ، بقوتهم الإقتصادية والعسكرية الضخمة ، بالإضافة لعلاقتهم  بدول أوروبا الشرقية .. واللى مش هــ يسمحوا أبداً بإن أشلاء الإتحاد الأوروبى تكون نهب لأميريكا وبريطانيا .. و هــ يتدخلوا بقوة لمنع حدوث ده .. وللسيطرة على دول الإتحاد الأوروبى عن طريق إتفاقيات إقتصادية وأمنية وعسكرية وتبادل تجارى .. وخصوصاً مع ترنّح العملة الأوروبية أو إنهيارها فى خلال عدة سنوات اقل من أصابع اليد الواحدة .. وكل ده هــ يصب فى مصلحة مصر برضوا .. اللى هــ تكون فى الوقت ده أصبحت أمنة تماماً سياسياً وإقتصادياً ..

أصدقاؤنا ..

اللى إحنا بنقوله ده بإختصار شديد جداً يتكتب في تفاصيله الشديدة التعقيد مجلدات كاملة بإيديين الخبراء الإقتصاديين والسياسيين … ولازم نبقى فاهمين إن العالم من بعد 30 يونيو إتغير تماماً برغم كل التحديات اللى بتواجه مصر ، وبتواجه الدول اللى بتقوم بتشكيل النظام العالمى الجديد .. لأننا بجد أصبحنا على أعتاب مرحلة جديدة بالفعل .. هــ تكون فيها روسيا والصين هم أصحاب الكلمة العليا عالمياً .. وهــ تكون مصر صاحبة الكلمة العليا إقليمياً .. ده إذا ماكانش أكثر .. و هو ده اللى مصر بتعمله دلوقتى ، واللى بيتم إعدادها له عالمياً واللى ظهر بشكل كبير فى فوز مصر بعضوية ورئاسة العديد من المنظمات واللجان الأمنية والسياسية والإقتصادية سواء على المستوى العربى أو الأفريقى أو حتى الأممى الدولى … ولسة كمان هــ تزيد مكانة مصر ودورها .. وخصوصاً بعد مشاركتها فى قمة العشرين القادمة المقرر إنعقادها فى شهر سبتمبر القادم فى العاصمة بكين ..

المرحلة القادمة هــ تبقى صعبة على العالم كله .. وهــ تشهد تغيرات جذرية فى علاقات الدول ببعضها .. وهــ تظهر تواؤمات و تكتلات سياسية وإقتصادية جديدة .. وكل الدول والكيانات هــ تكشف عن وجهها وتوجهاتها الحقيقية بكل وضوح وبدون أى خجل .. ويمكن إعلان التطبيع التركى الإسرائيلى هو بداية البشاير للى هــ يحصل فى الكام سنة اللى جايين

اللعب هــ يبقى على كبير ، والفرجة هــ تحلوّ أوى … وربنا يحفظ مصر بلدنا من كل شر

وسيظل للحديث بقية .. 🙂

لمتابعة تعليقاتكم