مصر – فرنسا . والتحالف الدولى

17 Feb 2015

مصر – فرنسا . والتحالف الدولى .. !!

————————————

شعور بالسعادة والفخر إنتاب المصريين جميعا ، و هم بــ يتابعوا فعاليات توقيع إتفاقية طائرات الرافال و الفرقاطات من طراز الفريم فى صورة لأول مرة بــ تحصل فى تاريخ مصر ، و رسالة بتحمل مدلولها الخاص والموجه لقوى معينة ، ومعنية بشكل كبير بالحدث ده ، وعلشان كدة .. ياريت بقا نركز شوية ، لأن اللى قاله وزير الدفاع الفرنسى فى المؤتمر الصحفى ما ينفعش يمر كدة مرور الكرام ، .. و هــ نلاقى إن الوضع الدولى بــ يتنقل نقلة تانية خالص ، وكل التحضيرات اللى كانت بتتعمل على رقعة الشطرنج فى السنة ونص اللى فاتوا ، إبتدت نتيجتها تبان دلوقتى .. 🙂 🙂

اللى بيحصل دلوقتى هو تطبيق عملى لكل اللى إتكلمنا عنه قبل كدة بخصوص الصراع الخفى بين أميريكا وفرنسا سواء فى لعب دور محورى فى منطقة الشرق الأوسط وبالذات فى ليبيا بعد ما ضمنت فرنسا الجزائر والمغرب ، .. أو فى مناطق النفوذ الفرنسية فى وسط وغرب أفريقيا واللى إتكلمنا عنها فى مقال مفصل كان بعنوان “عملية تأديب فرنسا ” شارل إيبدو ” .. شرحنا فيه الخلفية السياسية للموضوع ، و اللى كان له علاقة بالتحالفات السياسية الدولية .. و فيه اللى صدق الكلام ، وفيه اللى ما صدقش !!

مصر بقا بدورها الإقليمى المهم ، أصبحت فى قلب الصراع ، و هــ نفكركم برضوا إن صفحتنا من كام شهر لفتت النظر فى مقال من جزئين بعنوان “مصر تتمدد داخلياً وخارجياً” عن زيارة السيسى لإيطاليا وفرنسا ، وقلنا إشمعنى إيطاليا وفرنسا بالذات .. وشرحنا الموضوع بأبعاده وقلنا إن الأيام مافيش أقرب منها ، .. وبرضوا فيه اللى صدق ، وفيه اللى ما صدقش ، وتعدى الأيام ويتحقق الى قلناه بالحرف الواحد !!

وإستكمالا للكلام اللى قلناه فى مقالات “النظام العالمى – كرسى فى الكلوب” ، هنلاقى نفسنا لازم  نربط ده كله بالتهديد الأخير والصريح والمباشر ، و اللى أطلقته داعش فى رسالة مصورة على موقعها ، بــ تتوعد به فرنسا بعمليات أخرى على نفس وتيرة شارلى إيبدو .. بل اقوى !!! … يعنى من الأخر كدة أميريكا سيّبت كلابها على فرنسا علشان ما بتسمعش الكلام 🙂

فرنسا بالتحركات العسكرية بتاعتها سواء بتحريك حاملة الطائرات شارل ديجول ناحية الخليج و باب المندب ، أو بتحركاتها العسكرية فى أفريقيا واللى إتكلمنا عنها قبل كدة .. وبعد الموافقة اللى أخدها رئيس وزراء فرنسا من البرلمان الفرنسى بالتدخل العسكرى فى مالى لمكافحة الارهاب خارج فرنسا، .. بتكسر كدة التحالف الغربى اللى تحت السيطرة الأميريكية ، وبترد بشكل عملى على أميريكا ..

ومش كدة وبس .. لكن فرنسا إبتدت كمان تنسق مع ألمانيا اللى عايزة تخرج من عباءة السيطرة الأميريكية واللى خلّى ميريكل فعلياً تنتقد سياسات أميريكا فى أوكرانيا وفى الشرق الأوسط بشكل علنى ، .. و تنسق مع إيطاليا اللى عندها مشاكل إقتصادية ، وكمان تهديدات من وجود داعش فى ليبيا ، .. لأ .. وكمان إن الدول الثلاثة بتعانى من مشكلة كبيرة نتيجة إنهيار الإمدادات البترولية بإعتمادهم الأساسى على البترول الليبى أيام القذافى.

أميريكا دلوقتى بــ تحاول ترد ، و بــ تلعب من جديد بمحاولة إعادة تفعيل دورها كزعيمة العالم وتحاول تثبت إنها لسة ممسكة بالزمام وعندها القدرة على تحريك العالم على الأقل فى الــ 3 سنوات القادمة وعلشان كدة أوباما طلب تفويض لمحاربة داعش و القضاء على الإرهاب فى 3 سنين ، .. فــ أعلنت أميريكا عن تنظيم مؤتمر ضد الارهاب فى يوم 18 فبراير فى واشنطن ، علشان تجمّع حلفاء فى جبهة مضادة للمعسكر اللى إبتدى يتكون وتظهر ملامحه دلوقتى (روسيا – فرنسا – ألمانيا – إيطاليا – الصين) .. وهمزة الوصل بين كل دول هو حبيبتنا الغالية مصر المدعومة سياسياً وإقتصادياً من دول الخليج   

طب موقف مصر فين بقى فى الموضوع ده ؟؟؟

بما إن مصر إبتدى نجمها يلمع عالميا عبر الإتصالات واللقاءات الناجحة مع القوى الدولية سواء على المستوى السياسى أو العسكرى أو الإقتصادى ..  وتحركها فى كل الإتجاهات علشان تكسر الهيمنة الأميريكية وتبقى دولة محورية فى النظام العالمى الجديد ، .. فــ مصر كدة ، و بأهميتها الإقليمية تعتبر شريك إستراتيجى وحليف نموذجى يقابل سعى فرنسا لتكوين تحالفات إقليمية جديدة فى منطقة الشرق الأوسط ، .. وهو ده بقا اللى بــ يسمّوه تلاقى المصالح الدولية 🙂 .. وهى دى الصورة اللى قرأتها القيادة السياسية المصرية من بدرى وإبتدت تتحرك على أساسه 🙂 🙂

أولاً .. مصر إتحركت بكل إقتدار وسرعة بعد حادثة شارل إبدو ، وأرسلت وزير الخارجية للمشاركة فى مظاهرة باريس ، و ده غير الإتصالات بين وزير الدفاع المصرى و الفرنسي … واللى إنتهى بها المطاف بمجئ فرنسا كلها لمصر علشان توقيع إتفاقية الطائرات الرافال الفرنسية ، والفرقاطات الفريم البحرية المتعددة المهام ، واللى هايكون لهم أهميتهم وتأثيرهم على المستوى الإستراتيجى وعلى ميزان القوى الإقليمية فى المنطقة ..

ثانيا .. مصر أعلنت موقفها بوضوح ، وأرسلت وزير الخارجية لــ حضور مؤتمر واشنطن للإرهاب ، واللى شاءت الظروف والتوفيق الإلهى ، (ورب ضارة نافعة) ، إنه يحضره ومعاه تأييد وتعاطف دولى وشعبى نتيجة حادثة ذبح الرهائن المصريين فى ليبيا ، واللى كان توقيته هو أسوء إختيار لإرهاب مصر .. و ده هــ يعطى مصر قوة وتاييد لما تطالب فى الأمم المتحدة بغطاء أممى للتدخل المصرى فى ليبيا زى ما نوهنا فى مقالنا إمبارح .. واللى هــ يكون بكل تاكيد بتأيد ومشاركة فرنسا و إيطاليا ويمكن ألمانيا .. وبكدة يكون السحر إنقلب على الساحر !

مش محتاجين نقول الإتفاقية المصرية الفرنسية دى هــ تخلّى مصر تتمتع بميزة تنوع مصادر إمدادات السلاح وده هـ يخرّجها من التبعية الأميريكية ويأكد على إستقلال القرار السياسي المصرى بدون أى ضغوط .. والحاجة الثانية إن الطائرة الرافال عندها القدرة على الطيران مسافة 3700 كم ، وده معناه إنه هــ يخلى مصر تمتلك قوة ردع  مش لحماية حدودها بتوسع حدودى وبس .. لكن هــ يخلى مصر تمتلك اليد الطولى فى المنطقة كقوة عسكرية ضاربة ، والذراع اللى ممكن يوصل لأثيوبيا وباب المندب جنوباً ، ويكون لها سيطرة على سماء الخليج فى حالة إحتياج الخليج لدعم عسكرى جوى ضد أى اخطار خصوصاً الخطر الإيرانى .. والقدرة على الضرب غرباً وصولا لقرب مدينة طرابلس الليبية … مع الوضع فى الإعتبار إن تسليم الصفقة سيتم بالتدريج إبتداء من السنة دى وإنتهاء بسنة 2017

لكن أهم حاجة كانت اللى قاله وزير الدفاع الفرنسى فى المؤتمر الصحفى بعد توقيع الإتفاقية واللى توحى بإنه كان بيوجه رسائل ذات مغزى ، و كان فاضل شوية ويحط قدام كل جملة بيقولها كلمة “يا فلان”  .. =D =D =D

لكن أهم ما قاله هو إن فرنسا تواجه تحديات كبرى ، وتسعى لإكتساب حلفاء وإن فرنسا شريكة لمصر فى محاربة الإرهاب .. وإن مصر ستكون شريك فرنسا على المستوى العسكرى والإقتصادى .. وتلميحه إن الإرهاب اللى اتعرضت له فرنسا بالأمس ، هو نفسه اللى إتعرضت له مصر اليوم .. فى إشارة واضحة وصريحة للداعم الفعلى والمحرك الرئيسى لما يسمى بداعش !!

وفى النهاية ختم كلامه بجملة وجهها للفريق صدقى صبحى وزير الدفاع المصرى لما قال “معالى وزير الدفاع عاشت فرنسا وعاشت مصر وعاشت العلاقات المصرية الفرنسية”

وإحنا كمان كلنا هــ نقول تحيا مصر .. وربنا يحمى بلادنا وجيشنا وشعبنا ، .. وبكرة بلدنا هــ تبقى قد الدنيا 🙂

لمتابعة تعليقاتكم