أردوغان .. والمستقبل المجهول

31 Oct 2016

أردوغان .. والمستقبل المجهول

—————————–

الوصول لرأى والخروج بإستنتاج محدد بمجرد سماع خبر معين ، وبدون ما نقوم بالبحث فى محيط الخبر وما يرتبط به وما يترتب عليه ، هــ يوصلنا بشكل أكيد لنتيجة مش صح ، وخصوصاً لو كان الرأى أو الإستنتاج ده مبنى على قناعة شخصية أو أحكام مسبقة .. و ده بيطلق عليه فى قواعد البحث العلمى وتحليل المعلومات مصطلح “فساد الإستدلال” .. وإحنا النهاردة مش هــ نحلل ولا هــ نستنتج لكننا هــ نربط خبرين ببعض ، مرّوا على ناس كتيرة مرور الكرام ، ويمكن فيه ناس أخدتهم على محمل السخرية والإستهزاء ومكايدة الإخوان وأتباعهم بإعتبار إنهم مؤيدين لبهلول إسطنبول ..

الخبر الأول هو إن وزارة الخرجية الأميريكية نشرت على موقعها الأليكترونى يوم السبت اللى فات تحذير من تهديدات إرهابية ، وأمرت عائلات موظفي قنصليتها في إسطنبول بمغادرة تركيا، وحذرت من إنه فيه إحتمالية لإستهداف المواطنين الأميريكين عن طريق مجموعات متطرفة … والملفت للنظر إن التحذير ده يعتبر ثانى تحذير من نوعه ، تقوم الخارجية الأميريكية بتعميمه على مواطنيها فى غضون أسبوع

الخبر الثانى هو إن تركيا إمبارح قررت إلغاء العرض العسكرى اللى كان مقرر للإحتفال بمرور 93 عاما على تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923

طبعا أصدقائنا المتابعين لصفحتنا من فترة طويلة ، عارفين إننا نشرنا أكثر من مقال لتحليل السياسة التركية وربطها بالأحداث المحيطة ، وبكل ما يمر بالمنطقة ، لأن كل ده فى النهاية مرتبط بمصر .. وبالذات لأن النظام التركى بيأخذ موقف العداء من مصر ، وبيحاول بشتى الطرق هدم 30 يونيو وبيهاجم النظام المصرى والسياسات المصرى وبيستعدى العالم علينا .. ومش كدة وبس ، لكن كمان فتح أراضيه لكل الإخوان المارقين والمهاجمين للدولة ، وموّلهم وفتح لهم أبواق إعلامية مالهاش شغلة ولا مشغلة غير الهجوم على مصر .. وبالتالى كان لازم يكون لنا رأى .. ولو تفتكروا إننا قولنا قبل كدة إن تركيا ماشية فى سكة اللى يروح ومايرجعش ، ويمكن كمان توقعنا زمن السقوط .. وقلنا فى أخر مقال إن اللى عمله أردوغان بإرتمائه فى أحضان الروس ممكن يأخر شوية توقيت السقوط لكنه مش هــ يلغيه .. لأن النهاية جاية جاية

طب إييه علاقة الخبرين دوول بكل الكلام ده !!؟؟

العلاقة ببساطة جدا مرتبطة بالإجراءات العنيفة اللى قام بها أردوغان واللى ترتبت على الإنقلاب العسكرى الأخير اللى قام به الجيش التركى .. وألقت القبض على مئات الكوادر والقيادات العسكرية .. وتم إذلال الجيش التركى بالكامل أمام شعبه .. ومش كدة وبس ، لكن أردوغان إستغل اللى حصل للإطاحة بكل معارضيه .. وتم الإقاء القبض على عشرات الألاف من المواطنين ، وفصل وتسريح وتشريد ألالاف من المظفين فى مختلف مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية .. وتم إغلاق الصحف المعارضة ، واسقاط الحصانة عن المعارضة البرلمانية ألخ ألخ ألخ .. وكل ده فى سمط من المجتمع الدولى ودكاكين حكوك الإنسان ..

طب برضوا إييه علاقة الخبرين بالموضوع ده !!؟؟

خليكم فاهمين إن الأميريكان مش بيطلقوا تحذيرات أمنية إعتباطاً .. لأن التحذيرات دى ، إما بتكون مبنية على معلومات أمنية إستخباراتية ، أو من قبيل المناكفة السياسية .. بس المناكفة السياسية مابتوصلش لحد إجلاء الرعايا الديبلوماسيين .. ولما نربط الكلام ده بخبر إلغاء العرض العسكرى فى الإحتفالية ، .. نتأكد على طول إن الوضع الداخلى فى تركيا على صفيح ساخن ، وإن الأرض مش مستقرة لأردوغان برغم كل الإجراءات اللى إتخذها لتأمين الوضع الداخلى .. وخصوصاً مع حالة العداء الشديدة مع الأكراد .. وفرض حالة الطوارئ لمدة 3 شهور وتجديدها مرة كمان لغاية يناير 2017 .. وأكيد هــ يتم تمديدها تانى .. لأن أردوغان خايف ..

وإفتكروا إننا قولنا قبل كدة إن مافيش جيش بينسى ثأره 🙂

لمتابعة تعليقاتكم