زيارة البرتغال .. زيارة فى إطار السياسة الخارجية والمخطط المصرى

21 Nov 2016

زيارة البرتغال .. زيارة فى إطار السياسة الخارجية والمخطط المصرى !!

———————————————————————

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة البرتغالية لشبونة، أمس الأحد، في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين (الإثنين والثلاثاء) .. بهدف إجراء مباحثات مهمة مع كبار المسئولين البرتغاليين تتناول العديد من القضايا، بالإضافة إلى دفع التعاون في مجالات الاقتصاد والبحث العلمي والدفاع ، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من بينها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب.

هو ده الإطار الرسمى للزيارة ، والزيارة بالفعل مش هــ تخرج عن كدة … لكن الناس اللى إتعودت إن زيارات الرئيس المصرى فى الفترة السابقة دايما بــ يكون لها دلالات سياسية وإقتصادية قوية جداً واللى إحنا إتعودنا إننا نغوص فى أعماقها ونحللها ، .. مستغربين جداً من الزيارة دى ، وشايفين إنها زيارة عادية ، ومش فاهمين الغرض منها … وطبعا الناس دى معاهم حق ، إلا لو نظرنا للموضوع من منظور مختلف 🙂

أولا .. مافيش زيارة من الزيارات اللى قامت بها الرئاسة المصرية فى خلال السنتين اللى فاتوا، إلا وكانت بدعوة رسمية من رئاسة أو حكومة الدولة المضيفة .. وزيارة البرتغال ماخرجتش عن السياق ده ، وتمت بدعوة رسمية تم توجيهها للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى للزيارة …. يعنى إحنا مش بنجرى وراء حد !

ثانياً .. الزيارة دى تعتبر الزيارة الرسمية الأولى من رئيس مصرى لدولة البرتغال من حوالى 20 سنة .. ولما تبقى الزيارة بدعوة رسمية بعد كل المدة دى ، يبقى الزيارة دى لها طعم خاص ، وتأكيد إن مصر الأمس غير مصر اليوم .. مع التاكيد أيضاً على إن مصر طول عمرها كبيرة 🙂

ثالثاً .. من خلال مقالاتنا على مدار السنتين الماضيتين ، واللى شرحنا فيهم إزاى مصر بتتمدد دولياً .. نقدر نقول إن مصر فرض إرادتها وفرضت سياستها ، وأجندتها ، وشخصيتها ، ورؤيتها للملفات المختلفة ، وبالذات ملف مكافحة الإرهاب ، وأجبرت كل الدول اللى بتتعامل معاها على إحترام الرؤية دى ، حتى الدول المعادية لنا .. و دولة البرتغال واحدة من أعضاء المجتمع الدولى ، اللى يهمنا موقفها فى المحافل الدولية ..

رابعاً .. البرتغال واحدة من الدول الأعضاء فى الإتحاد الأوروبى ، واللى لها شخصيتها وإستقلالها السياسى ، وتأثيرها على دوائر صنع القرار داخل الإتحاد … والتواصل معاها وبناء علاقات سياسية وإقتصادية ، هــ يساعد مصر كتير .. على الأقل فى الوقت الحالى ، لحد ما ييجى الوقت اللى ينهار فيه الإتحاد الأوروبى .. و ده شئ إحنا إتكلمنا عنه كتير قبل كدة

خامساً .. البرتغال من الدول اللى بتعانى من الهجرة الغير شرعية ، وأكيد هــ يكون فيه تنسيق بينها وبين مصر فى الملف ده .. لأن موقعها بالقرب من الشمال الأفريقى ومضيق جبل طارق ،  يخلى فيه تنسيق متبادل .. وخصوصاً إن دولة البرتغال تقع فى نطاق المجال الحيوى للأمن القومى المصرى.

سادساً .. إجراء الرئيس المصرى مقابلة مع التليفزيون البرتغالي ، ووكالة الأنباء البرتغالية والحديث عن العلاقات المصرية البرتغالية، وتطورات عدد من القضايا الدولية من بينها قضايا الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والعلاقات المصرية الأمريكية، علاوة على العلاقات بين مصر والبرتغال .. ده يعتبر جزء من مواجهة الحرب الإعلامية اللى بتواجهها مصر ، واللى لحد النهاردة الإعلام المصرى عاجز عن مجابهتها سواء عن طريق الإعلام الخاص بتاع البامية والسجادة الحمرا والفكة ، أو عن طريق الإعلام الحكومى اللى فى غرفة الإنعاش ، واللى آن الأوان إنه ياخد جرعات منشطة تعيده للحياة

سابعاً .. التبادل التجارى بين مصر والبرتغال تقريباً بنفس المستوى ، لأن مصر بــ تصدّر سنوياً بما قيمته 91 مليون يورو ، وبنستورد بما قيمته 103 مليون يورو .. يعنى التبادل التجارى متقارب ، وإن كان لا يرقى لمستوى تبادل تجارى بين بلدين كبار .. وعلشان كدة جزء من زيارة الرئيس السيسى كالعادة هو مقابلة رجال الأعمال والمستثمرين ومحاول جذب إستثماراتهم لمصر وتوسيع نطاق التبادل التجارى بين البلدين.

وأخيراً .. حديث الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى عن التنسيق بين مصر والبرتغال ، فيما يخص أمن أوروبا وأمن المتوسط .. ده معناه إن دور مصر الإقليمى والدولى فى المرحلة القادمة ، هــ يخلى مصر هى رمانة الميزان ، اللى بتعول عليها كل القوى الدولية فى حفظ التوازن فى المنطقة .. و ده يخلى دور مصر يتعاظم مع الوقت ، ويوصل لمستويات لم تصل لها مصر قبل كدة فى العصر الحديث ، سواء على المستوى السياسى أو الإقتصادى أو العسكرى .. وكلنا هــ نبدأ نشوف ده مع منتصف 2017 بالكثير 🙂

و زى ما قولنا إن زيارة زى دى ، وإن كانت لاتخرج عن الإطار العام لتوجهات السياسة المصرية الخارجية .. لكنها زيارة مهمة جداً لو نظرنا لها من منظور مختلف .. وبالذات لو قولنا إن زيارات مصر وسياساتها الدولية فى الفترة السابقة ، كانت تهدف لوضع الأسس والبناء عليها .. وعلشان كدة كانت زيارات مدوية ولها اصداء كبيرة ، بعد الفترة الصعبة اللى مرت بها مصر … لكن بعد وضع الأسس والبناء .. النهاردة الزيارات المصرية أصبحت بهدف ترسيخ البناء والحصاد مما تم بنائه ..

مصر ماعادتش مجرد دولة محورية وبس .. لكنها اصبحت قوة إقليمية وشريك دولى يسعى الجميع للتواصل والشراكة معها .. والإستفادة من الصعود السريع والمتوقع لها سياسياً وإقتصادياً .. ناهينا عن الخبرة الأمنية اللى أصبحت تتمتع بها مصر النهاردة فى مجال مكافحة الإرهاب .. ذلك الشبح الذى أصبح بيهدد كل الدول بلا إستثناء .. حتى تلك الدول التى شاركت فى صناعته .. 😉

إفخروا ببلدكم .. لأن مصر أصبح يسعى إليها الجميع … 🙂

لمتابعة تعليقاتكم