أردوغان يرسم لتركيا طريق النهاية

05 Dec 2016

أردوغان يرسم لتركيا طريق النهاية … !!

======================

من ييجى كام شهر حلوين كدة .. يعنى فى النصف الأول من السنة دى 2015 ، كتبنا على صفحتنا وقولنا إن الدور التركى خلاص هــ ينتهى .. والموضوع قرب ، وفاضل دنشة كدة و هــ يطلع أوباما يقول: (Now means Now)

وأدى البشاير هلت ..

بدايةً وكمقدمة بسيطة عن الموضوع .. لازم بس نبقى فاهمين حاجة مهمة ، وهى إن تركيا كانت لغاية وقت قريب جدا كانت دولة عادية ، وكانت تنحصر شهرتها فى زراعة وتجارة الحشيش .. وكانت عاصمتها إسطنبول هى عاصمة الدعارة المعتمدة فى الشرق الأوسط لغاية منتصف الثمانينات ..

وبعد ظروف سياسية صعبة ، بدأ يحصل شوية تغيرات فى المنطقة وفى تركيا .. إللى إستفادت بشكل كبير من إنهيار الإتحاد السوفيتى سنة 1991 ، واصبحت هى البوابة التجارية للجمهوريات السوفيتية السابقة، ومن ناحية تانية أصبحت بتلعب دور المتنفس الرئيسى للسياح الإيرانين المشتاقين للحرية والبضائع الغربية بعد سقوط شاه إيران … ناهينا عن ظهور شخصين مهمين على رأس السلطة التركية وهما نجم الدين أربكان ومسعود يلمظ على التوالى ، واللى وضعوا حجر الأساس لبرنامج النهضة التركى الى الإخوان دلوقتى والبهلول بتاعهم بيجنوا ثماره وبيقولوا إنهم هم اللى عملوا نهضة تركيا … !!

لكن الأهم من كل ده إن سقوط نظام البعث العراقي وإختفائه كقوة إقليمية من علي الخريطة بعد سقوط العراق في 2003 كان سبب مهم جداً فى ظهور تركيا و صعودها كقوة إقليمية وتأهلها للعب دور سياسي اكبر من حجمها .. وشوف حكمة ربنا يامؤمن لما يكون الكلام ده بالتزامن مع وصول حزب العدالة والتنمية للحكم فى 2002 ووصول رجب طيب أردوغان لمقعد رئاسة الوزراء فى 2003 .. وكأن هو ده الدور اللى كان مرسوم لها بالضبط بعد سقوط نظام صدام حسين ، اللى كان واعى جدا للى بيحصل برغم أخطائه المميتة ، لما قال إن سقوط العراق هــ يفتح على المنطقة أبواب جهنم !!

المهم علشان ما أطولش على حضراتكم .. قولوا طوّل 🙂 🙂 .. تركيا فعلا بدأ يتم إستخدامها بعد سقوط العراق للعب دور رأس الحربة ضد نظام البعث السوري ، وهو ده الدور الى كان مرسوم واللى صرف عليه الغرب مليارات ، وتم ضخ أموال لا حصر لها فى الإقتصاد التركى بأشكال كثيرة وبصورة متعمدة من فوق وتحت الترابيزة سواء كان تهريب سلاح أو مرتزقة ، أو تطبيع مع إسرائيل .. وإستفادت من كل شئ كعادة الإخوان ، سواء كان تسهيلات مخابراتية أو تبادل معلومات أو حتى افستفادة من عمل منظمات الإغاثة علي أراضيها .. وتاجرت بكل شئ حتى قضايا اللاجئين !!

يعنى من الأخر كدة .. تركيا كانت بتلعب دور سياسى مدفوع الأجر وإستفادت من أوضاع سياسية فى المحيط الإقليمى ولعبت على العواطف الدينية والقومية ورقصت على كل الحبال كطبيعة الإخوان فى كل مكان بمبدأ المكيافيلية الشديدة اللى بيتمتعوا بيها لأقصى درجة .. من غير ما يكون عندهم حسن تقدير للموقف أو يضعوا فى إعتبارهم إنهم مجرد اداة بيستخدمها الغرب لتفتيت المنطقة .. والجزرة اللى كانت دايما قدام عنيهم وما زالت هى الإنضمام للإتحاد الأوروبى !!

لكن خلاص  الدور إنتهى .. و ده بان أوى فى تصريحات أمريكا وحلف الناتو فى قضية إسقاط الطائرة الروسية لما قالوا له خش بصدرك ياعصام ، وإضرب وإحنا معاك ، وبعدين طلعت كل تصريحاتهم وكأنهم بيغسلوا إيديهم وبيتبرأوا من الموضوع كله .. و ده اللى خلى الديكتاتور الإخوانى يبقى مشوش الذهن وتصريحاته كلها متضاربة مابين التهدئة والغضب والمهاجمة لروسيا .. لكن الواضح من كل اللى بيحصل إن العنجهية الأردوغان والغباء الإخوانى لجماعته ، هــ يلقوا بالبلد للهاوية .. وخصوصاً مع تحركات روسيا الهادئة والعنيفة فى نفس الوقت لمعاقبة النظام التركى اللى أصبح من الواضح إنهم هــ يدفعوا الثمن غالى ، أو تسقط هيبة بوتين وروسيا إلى الأبد .. !!

أولا .. تركيا دولة تقوم تركيبتها على مجموعة أعراق و مذاهب دينية  ما تختلفش كتير عن تركيبة سوريا والعراق .. يعنى الموضوع مش محتاج غير محفز بسيط لتفجير الأوضاع داخلياً وخصوصاً مع الأكراد اللى الموضوع مشتعل معاهم اصلاً نتيجة غباء أردوغان ، وموضوع إعادة الإنتخابات بعد فوز الحزب الكردى بمقاعد كبيرة فى الإنتخابات السابقة وإقصائه لحزب العدالة والتنمية .. و ده ياخدنا للمشاكل الحدودية اللى بتعانى منها تركيا سواء مع أرمينيا او مع سوريا بسبب قضايا مذابح الأرمن ومشاكل إضطهاد الأكراد !!

ثانياً .. زى ما قولنا ووضحنا فى بداية المقال إن إقتصاد تركيا مرتبط بشكل كبير بروسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة .. وبناء عليه ، فأعتقد إن روسيا  علي ضوء خطاب بوتين وتصريحاته هــ تلعب بكل الكروت اللى فى إيديها علشان ما تلجأش للحل العسكر .. يعنى دلوقتى معانا  كارت الأكراد وكارت الأرمن .. والفترة اللى جاية أعتقد إننا هــ نشوف إضرابات كتيرة فى تركيا

ثالثاً .. بوتين مش ممكن يسكت على تواجد إرهابيين أو قيام نظام رسمى بيتعامل مع إرهابيين قريب من حدوده وحدود الجمهوريات السوفيتية ، لأنه مدرك كويس جدا إن المخطط زى ما هو موجه لهدم المنطقة ، فهو موجه كمان لتطويق روسيا وتهديدها سواء كان إقتصاديا زى ما إتكلمنا قبل كدة .. أو أمنياً ، وعلشان كدة قال فى خطابه أمام مجلس الدوما : “إن الارهابيين إذا انتصروا في سوريا فسوف ياتون بعدها الينا هنا في موسكو” ….. وعلشان كدة ، فالدفاع عن سوريا والقضاء على قوى الشر فيها ، هو بالنسبة لروسيا مسألة حياة أو موت

وعلشان كدة كمان روسيل بدأت فعليا تصعد من إجراءاتها بإستخدام الكارت الإقتصادى .. وأوقفت إمبارح  إمداد تركيا بالغاز الطبيعي .. ومش كدة وبس .. لكن كمان علقت العمل بمشروع خط أنابيب غاز «تركش ستريم» أو التيار التركي، واللى كان بيضمن حصول النظام التركى على إمدادات من الغاز الروسي وخصوصاً لما نعرف إن الغاز الروسى بيمثل تقريباً 60% من إمدادات الطاقة لتركيا … وفى نفس الوقت روسيا ما إكتفتش بكدة .. لكن اعلنت بعض الإجراءا العقابية العاجلة على تركيا من ضمنها وقف السياحة الروسية اللى بتمثل 4.5  مليار دولار سنوياً .. ووقف التبادل التجارى اللى بيمثل 6 مليار دولار سنوياً مع بداية 2016 .. و …. والبقية تاتى ..

وفى نفس السياق زى ما ورد على موقع RT الروسى إن سفينة إنزال روسية تابعة لأسطول البحر الأسود «ساراتوف»، تجاهلت رفع العلم التركى خلال مرورها عبر مضيق البوسفور التركى فى البحر الأبيض المتوسط .. وده فى عرف البحرية وقوانين البحار إستهانة بالدولة صاحبة المياه .. يعنى من الأخر كدة قلة أدب !!! 🙂

الأحداث بتتصاعد .. ونعتقد إن اللى جاى هــ يكون أصعب على تركيا مالم يحدث أى تغيرات على الأرض ، وتدخل السياسة بقذارتها وتتدخل المصالح لتغيير الأوضاع 🙂 🙂

وإن غدا لناظره قريب .. وأدينا بنتفرج 🙂

لمتابعة تعليقاتكم