الحادث .. والتشكيك

21 Dec 2016

الحادث .. والتشكيك !!

———————-

كان المفروض ننشر النهاردة مقال مفصل عن حادثة إغتيال السفير الروسى فى أنقرة ، ونتكلم عن سيناريوهات الحادث ، وأسبابه ، وتوقعاتنا للتداعيات المحتملة .. لكن أجلنا المقال بسبب حالة التشكيك العارمة المنتشرة فى كل مكان ..، واللى بتعتبر إن اللى حصل ده مجرد تمثيلية رخيصة .. وإن الحادث مش منطقى ، واللى يقولك شوف ياقة القميص ، واللى يقولك السفير ماخرش دم ، واللى يجيب صور بكادرات مجتزئة ويقولك مين اللى واقفين يتفرجوا هناك دول .. ألخ ألخ ألخ … و ده على فكرة شئ صحى يدل إن الناس مش عايزة ينضحك عليها تانى .. بس بشرط .. إن اللى بيعمل كدة يكون شخص عايز يوصل للحقيقة بالفعل .. مش إنسان مغرض بيحاول يشوشر على اللى حصل .. أو إنسان بيشكك وخلاص على طريقة “أنا أشك ، إذن أنا دبوس” 🙂

إنت بتقول إن اللى حصل ده تمثيلية .. ماشى .. أنا معاك .. وموافقك .. بس الكلام ماينفعش يتّاخد كدة على علّاته .. لأن علشان نقول كدة يبقى لازم نجاوب عن سؤالين مهمين جداً .. وهما (مين!؟  و لييه؟) … بمعنى إن اللى عمل التمثيلية لازم يكون حد من الطرفين المشتركين فى التمثيلية .. أو الإثنين مع بعض بالإتفاق … بمعنى أوضح .. إما إن الأتراك عم اللى عملوا التمثيلية .. أو الروس هم اللى عملوها .. أو الإثنين مع بعض .. وهنا ييجى دور السؤال الثانى (لييه!؟) .. أيوة لييه ولمصلحة مين !؟ .. وخصوصاً إن اللى حصل ده يصب فى غير صالح الأتراك والروس معا .. وتعالو نحسبها ..

أولا .. ماينفعش يكون الأتراك هم اللى عملوا التمثيلية المزعومة من وجهة نظر حضرتك ، لأنهم أكيد مش هــ يتفقوا مع السفير الروسى بدون علم روسيا .. وفى نفس الوقت .. اللى حصل ده متصور صوت وصورة .. وفيه شهود .. وصحافة وإعلام .. وأكيد الأتراك مش هــ يخدعوا كل دوول .. و ده غير إن اللى حصل يضر بسمعة تركيا وإستقرارها ، وبسمعة مؤسساتها الأمنية !

ثانيا .. ماينفعش يكون الروس هم اللى عملوها ، لإن إغتيال سفير الدولة ، وفى العلن ، هو عمل عدائى بالدرجة الأولى ضد روسيا ، و ينتقص من هيبة الدولة الروسية عالمياً .. فى وقت تسعى فيه روسيا بوتين لإستعادة مكانة الإتحاد السوفيتى السابق فى عيون العالم .. واللى حصل ده ، يفتح باب الإجتراء على روسيا فى أى حتة فى العالم ، ويخليها مطمع لكل التنظيمات الإرهابية فى العالم أجمع …. و ده بالإضافة إلى إن التبرير هــ يكون إييه ، لو ظهر السفير وقاتل السفير فى مكان تانى بعد كدة .. و ده غير إنك علشان تعمل تمثيلية على مستوى الممثل الديبلوماسى للدولة ، يبقى لازم تكون مخابراتياً ، محضر للأشخاص المشتركة فى الحادث شخصيات تانية ، بهويات أخرى بعد عمليات تجميل مطوّلة لتغيير الملامح .. وإذا كنت هــ تعمل ده معاهم ، طب هــ تعمل إييه مع عائلاتهم !؟ .. و ده هــ يبقى شئ يسهل رصده من أجهزة إستخبارات أخرى .. وفضحه كمان !! .. ويفضل السؤال المهم اللى بيطرح نفسه .. إييه هو الهدف !!؟؟

ثالثاً .. إنه يكون الأتراك والروس مشتركين فى التمثيلية دى مع بعض !! .. طب برضوا إييه الهدف !؟ .. النظام الأردوغانى مش محتاج أى ذريعة لمزيد من القمع والإعتقالات .. هو كدة كدة شغال مع نفسه بعد مافقد كل أمل فى محاباة أوروبا والمنظماة الحقوقية الدولية .. وفى نفس الوقت ، اللى عمل الجريمة دى محسوب على النظام التركى بإعتباره كان ينتمى لجهاز الشرطة التركى .. وكمان محسوب على الحزب الحاكم (حزب العدالة والتنمية الإخوانى) بإنتمائه لنفس الفكر والمنهج الدينى المتطرف .. وبالنسبة للروس ، فــ همّ مش حتاجين ذريعة لفرض مزيد من السيطرة فى سوريا لأنهم مسيطرين بالفعل .. ولا محتاجين يعملوا كدة كحجة لمواجهة التنظيمات الإرهابية ، لأنهم فى حالة مواجهة فعلية .. وبرضوا مش محتاجين إن الغرب يؤيدهم فى حرب هم منتصرين فيها بالفعل .. ومش كدة وبس .. لكن كمان وقفوا أمام العالم كله وهددوا بحرب عالمية ثالثة فى عز قوة خصومهم ، وقبل وصول الخصوم لمرحلة الإنهيار ..

يعنى من الأخر ، التمثيلية مالهاش أى معنى !!

نيجى بقى لتفاصيل الحاث نفسه …

– عادى جدا إن السفير ممكن يتحرك بدون حراسة و داخل دولة صديقة والعلاقة بينهم علاقة توأمة سياسية

– المسدس اللى تم إستخدامه مسدس عادى بخزينة محدودة الطلقات .. تم إستخدامها بالكامل .. والقاتل قال وإعترف وهو واقف بيقول خطبته العصماء قبل ما يتم قتله إنه عارف إنه مش هــ يخرج غير ميت .. يعنى عملية إنتحارية من الدرجة الأولى

– أيوة الإصابة كانت فى الظهر .. ولأن المسدس مش مسدس ألى ، فالطلقات لم تخترق جسد السفير ، بمعنى إنها مادخلتش من الظهر وخرجت من الأمام .. وبالتالى مافيش أى إصابات ظهرت من الأمام فى البطن أو الصدر ..

– منطقة الظهر هى منطقة عضلات ودهون ، وطلقات الرصاص مش هــ تفتح حنفية دم .. ومع ضخامة جسد السفير وسقوطه على الظهر ممكن مانشوفش الدم إلا بعد رفع الجثة من على الأرض

– أيوة كان فيه ناس واقفة تصور .. و ده شئ طبيعى فى مناسبة فنية زى دى

– لو إحنا كأفراد عاديين شايفين إن اللى حصل ده كان مسرحية هزلية بمجرد المشاهدة فى التليفزيون ،.. يبقى كان من باب أولى إن خبراء الأمن والمتخصصين التابعين لدول أخرى منهم دول معادية لسياسات روسيا وتركيا ، يشوفوا هم كمان ده .. وماكانش فيه داعى إن بعض الدول تعلن تشديد الإجراءات الأمنية على سفاراتها .. وأخرى تقفل السفارات بتاعتها

أما بقى موضوع قتل القاتل ، وليه لم يتم القبض عليه وإستجوابه ، وفين كان الأمن وهو واقف بيقول خطبته العصماء ، اللى نصفها بالعربى ونصفها بالتركى .. والجزء اللى بالعربى يحمل دلالات واضحة ، فــ هو ده بقى اللى ممكن نتكلم فيه .. ونسأل ونتسائل .. ونضع ألف علامة إستفهام ..

وتبقى القاعدة الذهبية الصالحة لكل زمان ومكان …. “فتش عن المستفيد” …. وهو ده اللى هــ نتكلم عنه بإذن الله فى مقالنا القادم

لمتابعة تعليقاتكم