التصريحات الهزلية .. وفصول التمثيلية

14 Mar 2017

التصريحات الهزلية .. وفصول التمثيلية .. !!

=======================

طبعاً العالم كله بيتفرج على الخناقة وأسلوب فرش الملايات اللى حاصل بين تركيا و بعض دول الإتحاد الأوروبى .. وإسمحولى معلش اوصف اللى بيحصل ده بأسلوب فرش الملاية لأنه فعلا مايتوصفش غير بكدة 🙂

كلنا طبعا تابعنا التصريحات الإستفزازية اللى تم تبادلها بين المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وأردوغان ، عقب زيارتها لمصر .. وقامت هى والنمسا بمنع مسئولين اتراك من دخول ألمانيا .. وبعدها تقوم هولندا بمنع طائرة وزير الخارجية التركى من الهبوط على الأراضى الهولندية علشان يحضر فعاليات بتنظمها تركيا فى هولندا وفى كل دول أوروبا تقريبا للجاليات التركية للترويج لموضوع توسيع صلاحيات الرئاسة التركية والرئيس التركى اردوغان ، بعد تصويت البرلمان الإخوانى بالأغلبية طبعاً .. وعنها وقامت الخناقة !!

اردوغان يهاجم هولندا والمانيا والنمسا ويهاجم سياساتهم .. فــ ترد هولندا بإن نظام الحكم فى تركيا نظام حكم فاشى .. فــ يرد اردوغان بإن السياسات الهولنية والألمانية هى سياسات نازية ، والحكومات حكومات نازية .. فــ تدخل فرنسا واليونان على الخط ، ويبدأوا يهاجموا اردوغان والسياسات التركية .. وبعدين يصدر بيان جماعى من الإتحاد الأوروبى برفض التصريحات التركية العنيفة تجاه دول الإتحاد .. فــ يزود أردوغان لهجة التحدى ، ويغلق السفارة الهولندية .. ويطلع شوية الشبيحة بتوعه ، و ينزلوا علم السفارة ويعلقوا مكانه العلم التركى .. فيصدر الإتحاد الأوروبى بيان بوقف المساعدات اللى بيقدمها الإتحاد لتركيا ..  وعنها والدنيا ولعت زيادة ومش عايزة تنطفى .. والإتحاد الأوروبى يقول لازم أردوغان يتأدب او يعتذر .. ، واردوغان يطلع يزيّط ويقول إنه هــ يوقع عقوبات على هولندا ، وجايز يمنع طائرات الإتحاد الأوروبى من الهبوط فى أنقرة وكل المطارات التركية .. !!

لكن فى وسط حرب التصريحات ، والشحن الديبلوماسى الزائد ده كله .. خرج وزير الخارجية الهولندى بتصريح غريب جداً ماحدش أخد باله مه .. بيقول فيه إن اللى بيقوله الرئيس التركى ده غير مقبول ، وهولندا مش هــ تسمح لأحد قادة داعش إنه يفرض على هولندا سياسات معينة داخل أراضيها !!

طبعا التمثيلية حلوة جداً واللعب السياسى ممتع .. وكلنا عارفين إن حرب التصريحات دى كلها الهدف منها مكاسب سياسية .. ليه بقى !؟

أولا .. أردوغان خلاص فى السنتين اللى فاتوا فقد احلامه وطموحاته بالإنضمام للإتحاد الأوروبى .. وبالتالى مافيش حاجة يبكى عليها خلاص ، وخصوصاً بعد تدهور العلاقات من السنة اللى فاتت بسبب حملات الإعتقالات المكثفة اللى قام بها النظام الإخوانى القمعى التركى على خلفية أحداث الإنقلاب .. وتنكيله بكل المعارضين ، فى كل مفاصل الدولة سواء فى البرلمان او القضاء أو الصحافة ، أو حتى فى دواوين الحكومة التركية .. وأصبح مجرد الإشارة لشخص ما بإنه مؤيد لفتح الله جولن .. كافي لإلقاء الشخص ده فى غياهب السجون .. يعنى كارت إرهاب لأى حد يفتح بقه .. والتهمة على طول جاهزة .. واصبح النظام التركى فى نظر اوروبا هو نظام يقمع الحريات !

ثانياً .. إردوغان بالنسبة لأوروبا ، وللغرب بشكل عام ، خلاص إستنفذ الغرض منه .. وهو عارف ده كويس .. لأنهم خلاص سحبوا منه الجزرة اللى بقالهم كتير معلقينها قدامه .. وبالتالى هو بيرفّس طول الوقت علشان يفضل فى السلطة لأطول وقت ممكن ويكسب شعبية اكثر كعادة كل الإخوان .. ومش كدة وبس .. لكن كمان لتوسيع سلطاته فى إنه يبقى رئيس لا محدود السلطات ، و بإستفتاء شعبى كمان .. علشان كدة هو هنا بيلعب على النعرة التركية المحبة لأدوار البطولة .. زى ما لعب زمان على النعرة العربية ، ولعب اروع ادوار البطولة على الإطلاق لما إتخانق مع شيمون بيريز فى مؤتمر دافوس .. والكل إتخدع فيه .. وبعدها فى كواليس المؤتمر .. دخل وحطوا إيديهم فى إيدين بعض .. وإنت حبيبى وصاحبى وكفاءة =D =D

التصريحات الأوروبية بقى بتفكرنى بالفنان محمد صبحى لما قال فى المسرحية “إتفاجئت يلاه ؟؟” … يعنى دول أوروبا بكل أجهزتها الأمنية والإستخبارتية إكتشفت فجأة إن أردوغان وحش وشرير .. وإن نظامه هو أحد أكبر الداعمين والممولين لداعش وكل التنظيمات الإرهابية فى المنطقة !؟ 😉 … طبعا لأ … بس الأنظمة فى أوروبا عندهم أولويات .. والدول الأوربية زى هولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا .. كلهم عندهم إنتخابات السنة دى .. وبيحاولوا يلعبوا على الناخب بتاعهم علشان يكسبوا بنط فى الإنتخابات القادمة على حساب تصاعد اليمين واليمين المتطرف علشان بس يقولوا للشعب إننا أهو مش متساهلين مع التنظيمات المتطرفة ولسان حالهم “أنا فى الشدة شديد وفى القوة قوى” =D

تمثيلية حلوة ومسلية … واردوغان هو اكبر المستفيدين منها سياسياً .. لكنه كالعادة ، ولأن العقلية الإخوانية هى عقلية احادية التطلعات .. ولا ترى غير كرسى الحكم فقط .. فاللى بيحصل ده ..بيضرب سمعة الدولة التركية وبيضرب إقتصادها فى مقتل .. وبالتالى بــ يسارع بعملية سقوط نظام اردوغان بعد ما كانت العجلة وقفت شوية ، نتيجة إرتمائه فى احضان الدب الروسى وإحتمائه به .. لكن حتى الدب الروسيى بيلعب معاه لخدمة مصالحه فقط .. وروسيا زى ما قولنا مش بتنسى ثارها .. وبوتين مش هــ ينسى ابداً موضوع الطيارتين بتوعه !

ماتشغلوش بالكم بالتصريحات النارية ، وعملية الشد والجذب .. اللى نتوقع إنها تنتهى سريعاً … وخلينا إحنا مركزين فى بلدنا .. وخصوصاً إن التوجهات الإقتصادية والإستثمارية بدأت تركز مع مصر جداً وتخرج تركيا واحدة واحدة من حساباتها بعد هبوط التصنيف الإئتمانى لتركيا .. وإرتفاع مؤشرات الخطر الإقتصادى .. واللى إنعكس على تراجع الإستثمار فى تركيا بنسبة 50% … فــ نظام أردوغان يسقط أو مايسقطش .. هو كدة كدة داخل على سكة سودة .. ومش هــ نشغل بالنا بيه دلوقتى .. لأن الموضوع كله مسالة وقت ….

والبقية تاتى 🙂

لمتابعة تعليقاتكم