فى ذكرى مذابح الأرمن .. إنتهى الدرس يا

24 Feb 2015

فى ذكرى مذابح الأرمن .. إنتهى الدرس يا .. !!!

——————————————–

أعتقد إن الجميع ملاحظين مؤخراً حالة الهدوء النسبى اللى بــ تسود الأحداث الدولية ، خصوصاً فيما يخص المنطقة .. وأنا بــ أقول هدوء نسبى ، لأن الصورة الظاهرة على السطح دى حمادة ، و حالة الغليان اللى تحت السطح حمادة تانى خالص 🙂 🙂 ..

ولما نتكلم عن الغليان ، هــ نلاقى إن تركيا أصبح لها دور _أو بمعنى أصح_ أصبحت جزء من حالة الغليان دى ..

طب لييه .. وإزاى !!؟؟

طبعاً أصبح واضح جداً للجميع ، إن أوردوغان كان بــ يتم إعداده من فترة طويلة علشان يلعب دور معين فى المنطقة لما ييجى وقته .. والوقت كان محدد ببداية أحداث الربيع العبرى .. وعلشان كدة كان لازم يتم تلميعه بأسلوب الأفلام الهابطة بمغازلة الشعوب العربية عن طريق إفتعال بطولة كاذبة وإظهاره فى صورة العدو الأول للكيان الصهيونى علشان يكسب رصيد عن الشعوب العربية .. وخصوصاً إن ده كان فى ظل تراجع دور مصر إقليميا وخفوت صوتها دولياً .. وبالتالى كان أردوغان هو الخيار الأمثل والوحيد !!

و للأسف الشديد إن كلنا شاركنا فى صنع البطولة الزائفة دى وصدقناها بمساعدة الأبواق الدعائية للإخوان من غير ما ناخد بالنا إن تركيا كانت علاقتها مع إسرائيل علاقة متينة جدا من تحت الترابيزة ، ومن غير ما ناخد بالنا كمان  إن الإخوان كانوا بــ يعملوا دعاية لنفسهم بأسلوب غير مباشر بإعتبار إن أردوغان وحكومته من حزب العدالة والتنمية هم إخوان قلباً وقالباً .. وبالتالى تم اللعب على نقطة الصراع الإسلامى الصهيونى ، وعودة دولة الخلافة ، وإحياء أمجاد العثمانيين فى المنطقة 🙂

ولأن المخطط كان هو حالة الفوضى الشاملة ، وإنهيار جميع دول المنطقة فيما يسمى بثورات الربيع العبرى ، ووصول تيارات التأسلم السياسى للحكم تمهيدا لإعلان إسرائيل دولة يهودية دينية على غرار كل الدول الدينية المحيطة بإسرائيل .. وده اللى إتكلمنا عنه فى سلسلة مقالات “أصل الحدوتة فى ثورة مصر المحروسة” .. فكان لازم يكون فيه ضمان إن الأنظمة دى كلها تفضل موالية للغرب .. وكمان يكون لهم كبير بيصدقوه ويمشوا وراه .. ويكون الكبير ده فى وضعية دعم مباشرة سياسيا وإقتصاديا للأنظمة دى ، بشرط إنه هو كمان يكون موالى للغرب 🙂 .. ومن هنا تم سنفرة وتلميع أردوغان .. وإقناع الجميع إنه هو ده الخليفة القادم .. وكانت المشكلة إنه هو كمان صدق نفسه 🙂 🙂

لكن لأن 30 يونيو كسّرت وبوظت كل المخططات .. وقلبت الترابيزة على دماغ الكل ، فــ كان لازم يكون فيه رد فعل قوى من عمّو الخليفة ، لأنه ياعينى كل أحلامه باظت .. والسبوبة كدة هــ تتقطع ، والدعم هــ يقف .. وعلشان كدة كان أردوغان هو الأشد عنفاً والأكثر نقداً والأقوى هجوماً على ثورة 30 يونيو .. لأن يا عينى شقى عمره ضاااااع .. =D =D

ولأن أردوغان فشل إنه يتصرف وإنه يحل المشكلة .. وضاعت كل الضغوط السياسية اللى الغرب كان بــ يمارسها من خلاله لإجهاض ثورة الشعب المصرى .. فكان لازم يتم البحث عن بديل فى المنطقة .. والبديل كان هو النظام الإيرانى 🙂

ولأن دور أردوغان إنتهى دوره .. ومات إكلينيكيا .. فــ أصبح ياعينى مش ملاحق على التلطيش اللى جاى يمين وشمال .. وعلشان كدة إبتدت  الإعترافات بمذابح الأرمن تنهال عليه بداية من تصريحات أميريكية على لسان أوباما وخصوصا إن فيه 43 ولاية أميريكية إعترفوا بها .. وبعض البرلمانات الأوروبية زى البرلمان النمساوى والفرنسى وإعتراف وزير الخارجية الدنماركى بالمذابح فى تصريحات قوية .. والأسبوع ده هــ ينضم البرلمان الألمانى للمعترفين بالمذابح .. مع تحركات أوروبية مكثفة للإعداد لمشروع قرار للبرلمان الأوروبى بالإعتراف بمذابح الأرمن ..

وطبعاً لأن أردوغان نور عنينا .. فــ فيه وفد مصري مكون من 55 شخصا، على رأسهم البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ، رئيس وفد الكنيسة الأرثوذكسية، وعدد من الشخصيات العامة والجالية الأرمينية في مصر سافروا للمشاركة فى إحياء ذكرى مذابح الأرمن .. وخصوصاً إن شخصية زى البابا تواضروس فى الوضع ده  بــ يعتبر ممثل للوجه السياسي والديني لمصر 🙂 .. ده غير التحركات المصرية اللى بيعملها الرئيس السيسى بالتواصل مع اليونان وقبرص .. يعنى ليلتك سودة يا أردوغان 🙂

نضيف بقى كمان إنتهاء إتفاقية الرورو المصرية التركية اللى إتعملت أيام المعزول مرسى ، واللى رفضت مصر تجديدها .. وده هــ يحط أعباء إقتصادية جديدة على الإقتصاد التركى … ولو أضفنا كمان حالة عدم الإستقرار الداخلى فى تركيا .. وإندلاع المظاهرات فى مدن كثيرة جداً إعتراضاً على سياسات أردوغان ، لدرجة إنسحاب حزبيين كبار من حزب العدالة والتنمية إعتراضاً على قوانين الإنتخابات .. فــ ده معناه إن كل حلفاء ريتشارد خانوا ريتشار =D =D =D

يا ترى إمتى أوباما أو حتى اللى هــ ييجى بعده هــ يطلع فى خطاب رسمى ويقول لأردوغان “Now means now” .. !!؟؟

أدينا مستنيين وبنتفرج .. والأيام مافيش أقرب منها 🙂

لمتابعة تعليقاتكم