الإشكالية الشرق أوسطية 2

01 Apr 2017

الإشكالية الشرق أوسطية 2

————————–

مرة أخرى .. لأن الموضوع متشابك بشدة … وفيه أطراف كتيرة بتتصارع .. ولغة المصالح هى سيدة الموقف .. فإحنا حاولنا نشرح فى الجزء الأول تاريخ بريطانيا وأهدافها من بعد الحرب العالمية والمراحل السياسية إللى مرت بيها حتى الأن .. وفكرها وأهدافها .. و ازاى كان انضمامها للاتحاد الأوروبى انضمام مشروط .. و إن كان انضمام مخطط له عدم الاستمرار .. وإزاى كان الخروج من الاتحاد الأوروبى مخطط له أيضا علشان يكون فى الوقت المناسب قبل أن يلفظ الاتحاد الأوروبى أنفاسه الاخيرة

ووسط كل ده تتأرجح تركيا ما بين جزرة الانضمام للإتحاد الأوروبى .. وبين الدعم والتخلى الاميريكى عن نظام أردوغان الاخوانى صاحب أقوى سياسة ميكيافيللية .. وبين الاحتضان الروسى بعد ما راح أردوغان لبوتين وقال له أنا عيل ومعلش سامحني… أميريكا باعتنى وأنا مخضوض.. ف بوتين قال له بعد الشر عليك من الخضة يا حبيبى 🙂

المهم اننا قولنا إن الخطيئة الكبرى إللى وقع فيها الغرب هو خلقه كيانات ارهابية بهدف تدمير الشرق الأوسط والاستيلاء على خيراته واسقاطه فى نفق الفوضى التامة .. ثم الانطلاق بعدها لتدمير روسيا والصين بنفس الأسلوب … لكن إللى حصل إنه تم تدمير هذا المخطط ونسفه من جذوره بداية من ٣٠ يونيو ٢٠١٣ إللى كانت ايذانا بانقلاب السحر على الساحر .. وبداية التراجع لمخطط الخراب .. وتسارع العجلة لظهور ما يسمى بالنظام العالمى الجديد بأقطابه الجديدة وتحالفاته الدولية سواء كانت اقتصادية أو سياسية .. وكانت مصر الدولة فى القلب من كل الأحداث والتحركات .. وهمزة الوصل المشتركة بين كل القوى العالمية .. بتحركات غاية فى البراعة !!

فى حقيقة الأمر أن مصر هى الدولة الوحيدة إللى بتحارب الإرهاب بشكل حقيقى .. وقبلت التحدى بجيشها وشعبها للوقوف فى وجه منتخب العالم للإرهاب واللى أصبح تدمير مصر على رأس أولوياته ….. لكن لأن اللعبة أو خلينا نقول المخطط فشل .. وبدأت تظهر أطراف بتلعب بشكل مختلف.. وأطراف أخرى تدخلت بقوة لحماية نفسها زى روسيا مثلا .. ولأنه حدث انقلاب عالمى فى مواجهة المخطط وخصوصا بعد تغيير الإدارة الأمريكية الجديدة .. فبدأ التخلى عن التنظيمات الإرهابية ، وإيقاف الدعم المالى واللوجستى سواء بالنسبة للمليشيات .. أو حتى فى صورة النظام إللى تم زرعه علشان يكون نظام شرعى ولاعب اساسى سيتم استخدامه فى مواجهة روسيا والشرق الاقصى وهو النظام التركى .. وكان هيبقى معاه طبعا نظام الاخوان فى مصر …. لكن مع فشل المخطط .. بدأت مرحلة التنظيف لكل إللى اتعمل فى الفترة الماضية مع تراجع الدور الاميريكى مرحلياً وصعود المملكة العجوز علشان تاخد دورها من جديد …

وعلشان مافيش شئ بينشئ بشكل نموذجى بنسبة ١٠٠% .. ولأن إللى بيربى ذئب فى بيته لازم يستحمل غدره .. فكان لازم عملية التغيير تؤدى لإنقلاب بعض عناصر صنيعة الغرب عليهم لأن إللى فاهمين الفولة هم قيادات التنظيمات الإرهابية.. لكن القواعد اللى تحت لأ … و ده إللى ظهر فى العملية الأخيرة فى لندن … وخصوصا مع انقلاب الممول الأول للإرهاب عليهم واللى هم صنعوه بإيديهم … وهنا تكمن زى ما قولنا الإشكالية الشرق أوسطية واللى حلها يكمن فى اسم واحد فقط وهو مصر

مصر النهاردة وفى ظل حالة ركود الاقتصاد العالمى .. ودولة خارجة من كارثة اقتصادية .. ومع كل المجهود اللى بيتعمل لتهيئة الدولة لانطلاقة اقتصادية قوية بكل المشروعات إللى بتتعمل فيها دى وعمليات الإصلاح الاقتصادى والسياسة النقدية .. أصبح واحدة من أهم ١٢ دولة على مستوى العالم جاذبة للإستثمار … ومع وضعية مصر السياسية والجغرافية .. تعتبر مصر من أوليات الدول إللى بيتجه لها المستثمرين .. وخصوصا مع اكتشافات الغاز المرعبة إللى هتقفز بمصر فى خلال ٣ سنوات إنها تكون واحدة من أهم ٣ دول منتجة للغاز فى العالم … ومش الغاز بس .. لكن والبترول كمان .. وناهينا طبعا عن فائض الطاقة الكهربية إللى مصر هــ تمول بيها المناطق الصناعية الكبرى فى المناطق المختلفة .. وهــ تغطى التوسعات الحضرية .. وكمان هــ نصدر طاقة الخارج

طب لييه مفتاح الإشكالية الشرق أوسطية هى مصر !؟

بص يا سيسى… قصدى يا سيدى 🙂 🙂

أولا .. الرئيس السيسى هــ يقابل الرئيس الأميريكى دونالد ترامب كمان يومين فى أميريكا بناء على دعوة الرئيس الأميريكى قبل ما يكمل 100 يوم من توليه السلطة .. وأكيد الموضوع مش محتاج ذكاء علشان نقول إن الملف الأول اللى هــ يتم مناقشته هو مكافحة الإرهاب اللى تم زرعه فى المنطقة … وأكيد سيتم الوصول لإتفاق بشكل أو بأخر ، وخصوصا بعد نجاح مصر فى مواجهة الإرهاب على مدار 5 سنوات .. بغض النظر عن كلام الإعلام عن إعلان الإخوان جماعة إرهابية من جانب أميريكا لأن ده صعب شوية على الأميريكان فى الوقت الحالى .. وأهم شئ سيتم مناقشته هو ملف تمويل الجماعات الإرهابية.

ثانيا .. أصبح هناك لوبى داعم لمصر داخل الكونجرس الأميريكى ، بعد إقتناعهم إن مصر أصبحت فعلا رمانة ميزان المنطقة .. وخصوصا بعد ما تغيرت السياسات تجاه معظم الشركاء السياسيين فى المنطقة زى تركيا والسعودية .. وخصوصا إنهم شافوا بعنيهم قدرة مصر على تغيير الواقع لما يتوافق مع مصالح الدولة المصرية والشعب المصرى بتوافق تام بين الشعب والصخرة الحامية لإستقرار المنطقة اللى هى الجيش المصرى.

ثالثا .. أميريكا وروسيا وصلوا لمستوى مرضى من التفاهم فيما يخص الملف السورى ، وقوات التحالف بدأت تضغط بشدة على مليشيات ما يسمى بالمعارضة السلمية المسلحة ، وبتقوم بتصيّد قيادات داعش وبتضرب فى صميم الهيكل التنظيمى للتنظيمات الإرهابية ، وبتحقق نتائج كبيرة ، ماتحققتش على مدى 5 سنوات من التمثيلية الهزلية اللى فيما يسمى الحرب على داعش .. و ده كله بيتوافق مع الرؤية المصرية .. وخصوصاً لما نفكركم إن مصر هى رئيسة لجنة مكافحة الإرهاب فى مجلس الأمن لمدة سنتين .. ولها دور مهم جدا فى سوريا .. بإعتراف بشار الأسد نفسه (مش معنى الكلام إن مصر لها جيش هناك)

رابعاً ..أوروبا كلها فى حالة ذعر بعد ما إنجترا صاحبة المخطط نطت من المركب وأصبحت أوروبا منها للتنظيمات الإرهابية سواء كميليشيات ، أو كنظام حاكم فى تركيا ، .. وناهينا طبعا عن إنهيار معظم دول المنطقة وإنهيار جيوشها ، وبالتالى إنهيار قدرتها على السيطرة على حدودها .. وبالتالى أصبحت أوروبا بــ تواجه شبح موجات لا متناهية من الهجرة الغير شرعية .. وخصوصا لو حدث إن مصر إنهارت .. وبكدة ممكن تسقط أوروبا بين شقى الرحى ، سواء من جنوب المتوسط .. أو من الجانب التركى اللى أصبح بيهدد أوروبا بشكل علنى .. وعلشان كدة أوروبا ماعندهاش بديل غير إنها تدعم مصر لحفظ التوازن فى المنطقة وحماية نفسها .. مع إقتناعهم التام بإن الجيش المصرى أصبح هو الجيش الوحيد فى العالم اللى عنده القدرة على مواجهة الإرهاب ، بغض النظر عما يتعرض له الجيش المصرى من ضغوط كنتاج طبيعى لأى معركة حربية لجيش بيحمى بلده فى معركة أقل ما توصف به إنها معركة بقاء  

خامساً ..مصر بوابة أفريقيا .. وبدأت تتوسع فى علاقاتها الأفريقية .. وبعض دول أوروبا زى فرنسا مثلا اللى لها مصالح فى أفريقيا ، واللى بــ تتعارض مع المصالح الأميريكية .. ومحتاجين مصر كشريك داخل القارة .. وخصوصا مع مشروعات البنية الأساسية والمناطق اللوجيستية اللى مصر بتعملها علشان تربطنا بقلب القارة الأفريقية ..

سادساً ..أوروبا داخلة على شبح أزمة إقتصادية تعصف بالإتحاد الأوروبى كله .. فى حين إن مصر بدأت تظهر فيها بوادر ثروات طبيعية وغاز .. ناهينا عن الإدارة الحالية للدولة بمفهومها الجديد ، اللى بتنقل مصر نقلة أقتصادية ، وعلشان كدة ، هــ نلاقى إن دول أوروبا بدأت تتسابق علشان تلحق لها مكان فى المستقبل الإقتصادى الواعد لمصر ، اللى البنك الدولى بيقول عليها إنها واحدة من أهم 12 دولة جاذبة للإستثمارات على مستوى العالم .. مع الوضع فى الإعتبار قرب مصر من أوروبا وسهولة التبادل التجارى وتوصيل الغاز اللى مصر هــ تبقى من أكبر 3 دول منتجه له فى خلال 3 سنوات.

سابعاً .. مصر لها دور كبير ومؤثر فى الملف الليبى .. و ده أحد أهم الملفات اللى بــ تؤرق أوروبا ، وبالذات إيطاليا وفرنسا وألمانيا .. وكنا إتكلمنا عن النقطة دى لما نشرنا مقال إنضمام مصر كشريك سياسى لحلف الناتو

ثامناً ..موجة الإرهاب بدأت تنحسر .. وكل موجات الإرهاب اللى تصادمت مع مصر ، تحطمت على صخرة الجيش المصرى .. لدرجة إن تنظيم داعش نفسه بدأ يعلن بيانات خسائره فى مواجهاته مع الجيش المصرى ، وأخرها إعتراف التنظيم بمقتل مؤسس تنظيم «أنصار بيت المقدس»، واللى إسمه «أبو أنس الأنصاري» واللي تم قتله في غارة جوية للجيش المصري .. وعليه بدأت كل القوى الداعمة للإرهاب تتنصل منه .. وبدأ يبقى فيه شبه إجماع على إن اللى بيحصل فى المنطقة مش ممكن يستمر .. ويمكن شوفنا كلنا فى إجتماع القمة العربية إن كل الدول لم تتحدث عن دعم ما يسمى بالمعارضة المسلحة الكيوت 🙂 .. وتوقفت عن الإصرار على رحيل النظام السورى .. والدولة الوحيدة اللى لسة مصرة على كدة هى الدولة القطرية .. وواضح إنهم بغبائهم اللامتناهى ، إنهم هم اللى هــ يشيلوا الليلة كلها … ولاحظوا شئ مهم جدا .. وهو إن ترامب لحد النهاردة ماجابش سيرة قطر .. وأهو السيسى رايح عنده .. شوفوا بقى هــ يحصل إييه 🙂

تاسعاً ..معظم دول المنطقة اللى كان لهم توجهات سياسية معينة اصبحوا مجبرين النهاردة على تغيير سياساتهم فيما يتوافق مع الرؤية المصرية ..  بناء على النتغيرات الجديدة على الساحة الدولية ، وبناء على توجهات الإدارة الأميريكية ، اللى قال ترامب إنه سيلزم دول المنطقة بإعادة إعمار الدول المنكوبة ، وخلق مناطق أمنة لحين إعمار الدول دى .. و ده هــ يكون بالتنسيق مع مصر لأن مصر اثبتت على مدى السنوات الماضية إنها صاحبة الرؤية الصحيحة .. وفى نفس الوقت ، هى القوة الإقليمية اللى تقدر تحجم الدولة الإيرانية وتقلص نفوذها فى المنطقة ، سواء سياسيا أو عسكرياً

وأخيراً .. الدور التركى إنتهى .. وأصبح وجود تركيا فى المشهد هو مسألة وقت .. ماحدش عارف تطوراته هــ تكون إييه .. لكن الواضح إن النظام التركى يسرع الخطى بجنون للسقوط فى الهاوية .. وبالتالى فــ مصر هــ تكون هى رمنانة ميزان المنطقة ، بعلاقاتها السياسية والديبلوماسية ، وبتأثيرها كقوة إقليمية .. وبقوتها العسكرية ، وسيطرتها على مجالها الحيوى .. مع التنامى الإقتصادى المضطرد .. واللى هــ يجعل مصر كيان لا يستهان به ..

سياسة الغرب مع مصر كمفتاح لحل الإشكالية الشرق الأوسطية أكيد مش هــ تكون دائمة .. وخصوصا إن مصر طول عمرها مستهدفة .. والغرب مش بيهادن ويصادق حد ، إلا لو كان بيصب فى مصلحته .. أو إنه عاجز عن تحطيم خصمه فــ بيمشى معاه إلى حين …. لكن إستمرار السياسة دى يعتمد علينا إحنا .. هل هــ نتكاتف ونكون إيد واحدة وإلا لأ ؟؟ .. هل عايزين نبنى بلدنا وإلا لأ ؟؟ .. وهل هــ تستمر حالة الوعى الحالية اللى وصلت لأعلى مراحلها فى الوقت الحالى ، واللى كانت السبب فى إفشال كل محاولات هدم الدولة المصرية .. برغم إن مصر بتمر بأصعب سنوات مرت عليها فى تاريخها .. !!

أما إنجلترا و دورها القادم سواء فى المنطقة أو فى أوروبا أو مع مصر .. وصراعات القوى الدولية اللى بتاخد مكانها فى منظومة النظام العالمى الجديد .. فلهذا حديث أخر ….. و قريب بإذن الله

لمتابعة تعليقاتكم