فى الإنتخابات الفرنسية .. الإختيار بين السيئ والأسوء

08 May 2017

فى الإنتخابات الفرنسية ..

الإختيار بين السيئ والأسوء .. !!

———————————-

إنتهت الجولة الأخيرة من الإنتخابات الفرنسية إمبارح بفوز المرشح الرئاسى الأول إيمانويل ماكرون بمقعد الرئاسة الفرنسية على حساب المرشحة الثانية مارين لوبان .. وبكدة يتم إسدال الستار على واحدة من أهم الإنتخابات الرئاسية العالمية … ويتبقى لنا الإنتخابات الألمانية والإنتخابات الإنجليزية ..

 الشعب الفرنسى من الشعوب الواعية .. ووعيه ده خلاه واقع فى أزمة حقيقية فى الإختيار بين السيئ والأسوء (ماكرون ولوبان) … وأى حد له أصدقاء فرنسيين ، أو حتى عايش فى فرنسا ، هــ يؤكد كلامنا ده .. لأنه بعد وصول المرشحين الإتنين دوول للمرحلة النهائية .. وبعد عملية تفتيت الأصوات فى المراحل الأولية .. وجد الشعب الفرنسى نفسه أمام إختيارين أحلاهما مر … لييه بقى !!؟؟ ..

تعالوا نبتدى بالمرشحة الخاسرة ، وهى مارين لوبان … واللى بدات حملتها ، بإستعداء كل الأطراف و ده يفتقر للكياسة السياسية .. فأعلنت من البداية عن توجهاتها بلإنفصال عن الإتحاد الأوروبى .. وأعلنت عدائها الشديد لكل التيارات الإسلامية المتطرفة .. واظهرت عنصريتها الشديدة .. و ده شئ بيرفضه الشعب الفرنسى ، بغض النظر عن عنصريتهم هم كشعب فيما يتعلق بكل ما هو فرنسى … وكمان توعدت الإعلام .. وتوعدت من يمولون الإرهاب .. وذكرت بالإسم قطر والسعودية 🙂 .. وتعهدت بالتعاون مع كل الأطراف للقضاء على داعش .. و ده فى حد ذاته كان كفيل بإن كل الإعلام الإخوانى والمؤيد للتيارات الإسلامية / زى قنوات الإخوان اللى بــ تبث من تركيا .. وطبعا قناة الجزيرة القطرية ، يبدأو يبرزوا تصريحاتها ويبروزوها فى محاولة لشيطنتها أمام الرأى العام العالمى .. وبالأخص الرأى العام الفرنسى .. وخصوصا إن فرنسا فيها جزء لا يستهان به من الجاليات العربية والفرنسيين من اصور عربية إسلامية .. و ده خلق حالة من الجدل الكبيرة حول لوبان.

الصورة العامة بالكامل بدات تصب فى غير مصلحة لوبان ، بعد ما اصبح معظم الفرنسيين عندهم قناعة إن إنتخاب لوبان ، سيؤدى لكارثة بالنسبة لفرنسا .. سواء فى المستقبل المجهول فى حالة إنفصال فرنسا عن الإتحاد الأوروبى ، وخصوصا لأن إقتصاد فرنسا بيعانى .. أو بالنسبة للإنقلاب المجتمعى اللى هــ تعمله داخل فرنسا فيما يخص التيارات المتأسلمة اللى إتخذت من فرنسا مقر ليها .. واللى كان هــ يقود فرنسا بدون أدنى شك لشبح حرب أهلية ، وإنفلات أمنى لا يمكن السيطرة عليه !!

أما ماكرون .. واللى إحنا بنعتبره “أوباما الفرنسى” .. فــ يبدو إن اللى حصل فى أميريكا عمل إنقلاب عن أصحاب شبكات المصالح سواء رجال أعمال .. أو أصحاب رؤوس الأموال .. أو اصحاب التوجهات السياسية المشبوهة .. أو الإعلاميين اللى هم أدوات تحركها الماسونية العالمية .. وواضح إن كل دوول تعلموا من أخطائهم فى اللى حصل فى أميريكا .. وما كانش عندهم إستعداد لتكرار الخطأ مرة أخرى … وعلشان كدة ، جاء ماكرون مؤيداً بدعم لا نهائى من الإعلام الفرنسى الممول .. والإعلام الإخوانى اللى كان من ورائه عندهم حالة فزع من فوز مارين لوبان .. وكمان جاء بتمويل لا نهائى من أصحاب الأموال ورجال الأعمال واصحاب المصالح الإقتصادية … و ده شئ هو نفسه ما أنكروش .. بل بالعكس .. ده طلع بعد فوزه بمقعد الرئاسة ، يشكر بنك روتشلد على دعمه التام له .. وكلنا عارفين من هو بنك روتشلد .. وإييه هو تاريخ آل روتشلد فى إنجلترا وأميريكا .. ومين اللى وراهم 😉 🙂 .. وبالتالى ماكرون لن يكون إلا عروسة ماريونيت تمتثل لما يطلب منها فقط ..

النتيجة النهائية كانت فوز ماكرون على لوبان فى إنتخابات الإختيار بين السيئ (ماكرون) والأسوء (لوبان) … وإذا كنا إحنا شايفين إن ماكرون هو (أوباما فى ثوب فرنسى) .. فــ أوباما إستلم أميريكا وكانت ديونها الخارجية 8 تريليون دولار .. وسلم الرئاسة وديون أميريكا 19 تريليون دولار … طب يا ترى ماكرون هــ يعمل إييه فى فرنسا !!؟؟ ..

المضحك المبكى عندنا فى مصر ، إن البعض من اللى إحنا عارفينهم طبعا .. سايبين كل حاجة ، وعمالين يهللوا من إمبارح إن الرئيس الفرنسى الجديد عنده 39 سنة .. هو ده اللى هم شافوه بس .. وقاعدين يتحسروا على مصر … مع إن نفس الناس دى ، هم اللى فرحانين أوى بالخليفة العصماللى اللى عنده 63 سنة =D .. ومش بيتحسروا على تركيا 🙂 … طب معلش يعنى .. هو ماحدش قال لكم إن جمال عبد الناصر لما مسك حكم مصر كان عنده حوالى 36 سنة !! 🙂 .. يعنى إحنا سابقين فرنسا بكتير أوى =D … طب بلاش دى .. هو انتم مش بتقرأو تاريخ !!؟؟ ..  ماحدش قال لكم إنه كان فيه ملوك لمصر تولوا الحكم فى سن صغيرة من أول 19 سنة وطالع وكانوا ملوك أشداء محاربين .. سواء فى التاريخ الفرعونى زى أحمس وتوت عنخ أمون .. أو حتى فى التاريخ المتوسط زى صلاح الدين الايوبى ، وسيف الدين قطز ، والظاهر بيبرس … وإلّا إحنا مش بنشوف غير ماكرون … وعلى فكرة .. يوم ما مصر يمسكها شاب صغير فى المستقبل القريب .. وهــ يحصل قريب بإذن الله .. أكيد مش هــ يكون واحد منكم 🙂

طب ياترى هــ يبقى موقفكم إييه لما تعرفوا إن جزء من برنامج ماكرون المعلن .. إنه هــ يقوم بتعيين 10 آلاف ضابط شرطة إضافيين .. و هــ ينشئ 15 ألف مكان جديد في السجون .. و هــ يلغى 120 ألف وظيفة حكومية … ياترى إزاى الحال دلوقتى !!؟؟ 🙂 .. حلو ماكرون ؟؟

عموماً .. كويس إن الشعب الفرنسى مش بيفكر بنف أسلوب تفكيركم .. لأنهم على الأقل بيحبوا بلدهم … وفى النهاية .. تبقى دائما الكرة فى ملعب الشعوب … هى من تختار .. وهى من عليها أن تتحمل نتائج إختياراتها !!

ويبقى السؤال اللى يخصنا ..

من وجهه نظر مصلحة مصر …. إييه تأثير ده علينا !!؟؟ .. والإجابة ببساطة إن مصر خلاص خلّصت مع فرنسا من زمان ، و ربطت مصالحها في افريقيا وبالذات الشمال الفريقى و الشرق الاوسط مع فرنسا .. يعنى المصالح الايدولوجية والجيوسياسية الفرنسية اصبحت مرتبطة بمصر … يعنى أياً كان اللى هــ ييجي ويقعد على كرسى الحكم الفرنسى .. هــ يكمل معانا .. لأن الدنيا والسياسة مصالح …. و المصالح فوق الجميع .. 🙂 🙂

لمتابعة تعليقاتكم