تابوهات وأصنام الديموقراطية الغربية تتهاوى من كتالونيا

02 Oct 2017

تابوهات وأصنام الديموقراطية الغربية تتهاوى من كتالونيا .. !!

————————————————————

الموضوع مش محتاج أى كلام ، ولا تحليل ، ولاتوضيح .. لأن الموضوع واضح وضوح الشمس … واللى بيحصل فى مقاطعة كتالونيا الأسبانية ، هو اللى بنقوله بقالنا سنين طويلة … مش صفحة كلام فى الصميم بس اللى بتقوله .. لكن كل الأصدقاء على الصفحة ، وكل العقلاء ، وكل اللى رفضوا تغييب عقولهم ، أو الإنسياق وراء دعاوى الفوضى ، سواء داخل الفيسبوك أو خارجه فى العالم الحقيقى .. العالم اللى أصبحنا بنشوف فيه مجرد مسوخ ، مسلوبين الإرادة ومغسولين العقول .. سلّموا وعيهم بنفسهم وبكامل إرادتهم أيام ما كان عندهم إرادة .. للألة الإعلامية الغربية ، أو حتى العربية العميلة .. بالإضافة لأنهم فتحوا أذانهم لناس مننا .. بياكلوا أكلنا ، وبيتكلموا كلامنا بلغتنا ، وبيحملوا نفس جنسيتنا .. لكنهم إرتضوا إنهم يلعبوا دور الوكيل الحصرى على الأرض ، للعسكرى الغربى علشان يخربوا بلادنا ويهدموا مجتمعاتنا ويشردوا شعوبنا .. والحجة دائما بتكون “قول حق يراد به باطل” .. !!

اللى بيحصل فى أسبانيا بغض النظر عن أسبابه ، واهدافه ، ومين اللى وراه ، بــ يفضح صورة الديموقراطية الغربية على حقيقتها بوجهها الحقيقى البغيض .. الكذبة اللى الغرب قالها لنا .. وإحنا رددناها وراه بدون وعى أو إدراك للتفاصيل ، لحد ما صدقناها .. وإستخدمنا الكذبة دى فى تدمير بلادنا .. فى الوقت اللى الغرب عمره ما هــ يوافق بيها ، ولا هــ يرضى بتبعياتها …. عامل كدة زى تاجر المخدرات اللى بــ يبيعلك المخدرات وينصحك بيها ويحلّيها فى عينيك لحد ما تدمنها .. لكنه هو نفسه عمره ما بــ يتعاطاها .. أو يخلّى حد من أهله يهوّب ناحيتها أو يفكر يتعاطاها ويدمنها ..

اللى بيحصل فى أسبانيا فى إجمالى الصورة ، هو مقاطعة داخل الدولة عايزة تنفصل عن الدولة المركزية .. وبشكل ديموقراطى وسلمى .. وبتصويت جماهيرى .. لكن ده بــ يشكل بكل تأكيد تهديد للأمن القومى للدولة المركزية .. تهديد مجتمعى ، وتهديد إقتصادى لأن كتالونيا هى أغنى مقاطعة فى دولة بتعانى إقتصاديا بشدة ، بنسبة بطالة مرتفعة تصل إلى حوالى 18% .. (وبالمناسبة نسبة البطالة فى مصر 12% والنسبة الحقيقية اقل من كدة لأن فيه عدد كبير من اللى الدولة بتعتبرهم عاطلين ، بيشتغلوا وبيكسبوا بالفعل زى سواق التوكتوك مثلا) .. وبالتالى كان لازم الدول تكشر عن أنيابها .. لأن مافيش دولة فى الدنيا ممكن تسمح بتهديد أمنها القومى ، وتوافق على تقسيم نفسها ، وهى واقفة تتفرج بدعوى الديموقراطية … وعند النقطة دى بقى بتنهار كل حقوق الإنسان .. وحقوق الحيوان .. وكل دعاوى التمدن والديموقراطية وشرعية الميدان .. وكاسات الويسكى الثورى اللى بالبتنجان .. ومش بيفضل غير هدف واحد بس … الأمن القومى للدولة وبقاء كيانها متماسك .. وعلشان الهدف ده ، ممكن يتم إرتكاب كل الإنتهاكات اللى أى حد يتخيلها .. لأن الهدف فى الحالة دى هو بقاء الدولة بعيدا عن أى شعارات براقة 🙂

الدول الغربية مش بتهزر فى النقطة دى ، ومش بــ تلتفت لأى شعارات .. واللى حصل فى إسبانيا مش أول حالة .. لكنه حصل فى إنجلترا وفرنسا وبلجيكا وأميريكا وألمانيا مع أول مواجهة بسيطة مع الإرهاب .. وكان رد الفعل هو أعلى درجات العنف الجسدى والفكرى من قتل وقمع وسحل ، وتكميم أفواه وفصل وسجن صحفيين .. وحتى إعتقال أفراد بمجرد تويتة أو إستاتيوس على الفيسبوك … لأن الدولة المركزية فى الدول الغربية بتعطيك الحرية من وجهة نظرها ، وليس من وجهة نظر سعادتك .. والحرية دى محددة ومقننة .. وتنتهى هذه الحرية ، بمجرد محاولتك الخروج من الإطار المحدد الموضوع لك .. طالما هــ تضر بالأمن القومى مهما كان صغر حجم اللى انت بتعمله …. وساعتها مايبقاش لك أى حقوق ، ولا مطالب .. ولا حد ممكن يقف معاك أو يدافع عنك أو عن توجهاتك ، إلا فى الحدود اللى  بــ يسمح بيها القائمين على الدولة .. وبرضوا لو كان لهم مزاج

الديموقراطية اللى بــ يتم تصديرها لنا شئ ، والديموقراطية بتاعتهم شئ تانى خالص .. اللى كان بيقولك تمكين الشباب ، معظم حكوماتهم ومجالسهم النيابية فوق الستين … واللى بيقولك تداول السلطة .. بيتم إنتخابهم بالأربعة دورات .. واللى بيتم إنتخابهم بحد أقصى دورتين ، مش هم اللى بيحكموا أصلا .. لكن دى أحزابهم والدولة العميقة ، واصحاب المصالح اللى بيديروا الدولة من خلف الستار لصالح ناس تانيين ماحدش عارفهم .. والدول والحكومات والإعلام اللى بيهاجم وبيطعن فى التصويت الديموكررررراتى فى كتالونيا .. واللى كان بيطالب بسحق الإرهابيين ، وطرد اللاجئين ، وفرم المتشددين فى فرنسا وإنجلترا وألمانيا وأميريكا  … هم نفسهم اللى كانوا بيناقشوا ويدعموا ديموقراطية ، تقسيم السودان لدولتين ، وإنفصال اليمن الجنوبى عن الشمالى ، وتقسيم ليبيا لثلاثة دول ، وتفتيت سوريا لأربعة دول ، وإنفصال الأكراد عن العراق وسوريا … وضرورة الحوار مع الإرهابيين .. وإعتبار المتشددين فصيل وطنى يجب مناقشته .. ووجوب دمج الجماعات والكيانات التنظيمية الممولة فى الحياة السياسية .. وضرورة تفكيك الجيوش الوطنية .. ولازم اللى على رأس الجيوش يكونوا مدنيين … إلى أخر ذلك من التضليل ..

حضرتك لازم تنسى عصير المجارى اللى بتشربه بقالك سنين ، وجاء الوقت اللى تفهم فيه بقى إن الجماعات الإرهابية والتنظيمية دى كيانات خارجة عن الدولة ، مش فصيل سياسى وطنى .. وإن جيش الدولة هو جيش وطنى مش مليشيات ، وجيش طاغوت .. وإن الإرهابى ده قاتل مالوش أى حقوق ويجب إعدامه علشان نخلص البشرية من شره ، مش نشوف إييه اللى مزعله ونحتويه .. واللى بــ يطالب بتدخل جيوش دول تانية فى بلده ، ده خاين مش صاحب رأى .. واللى بــ يشتم فى جيش بلده ويطالب بحله ، ده عايز حل وسطه وقطع لسانه .. واللى بــ يتلقى تمويلات خارجية علشان يعمل بلبلة فى المجتمع ويقلب نظام الحكم ، ده خاين مش ناشط سياسى .. واللى بــ ينشر شائعات وسلبيات علشان يهد الجبهة الداخلية ده شخص مغرض ، مش صاحب وجهة نظر .. واللى بــ يفرح فى مصايب بلده ويزعل لما يبقى فيها حاجة كويسة ، ده شخص مختل ، مش مناضل ثورى .. واللى بــ يدمر البنية الأساسية ، سواء كان مواطن عادى ، أو موظف من خلال وظيفته ، مش شخص معارض لكن ده مجرم ، وواجب عقابه .. ألخ ألخ ألخ من التابوهات اللى بنسمعها بقالنا سنين

مصر خلاص قهرت المستحيل .. وإنتصرت على مؤامرة إسقاطها .. وبــ تستعد علشان تخطى خطوات جبارة على مستوى كل الأصعدة ، السياسية والإقتصادية والعسكرية والإجتماعية .. ومش هــ نسمح بقى لحد تانى إنه يزيف الحقائق ، ويورينا الصورة بالشقلوب زى ما الغرب بيصورها له علشان هو عايز يشوفها كدة …. صحيح الخطوة متأخرة .. وصحيح جت فى ظروف صعبة .. لكنها جت أخيرا .. ومش هــ نفرط فيها

وبالمناسبة .. مصر النهاردة فى قلب غزة .. اللى ضحكوا عليك وفهموك إن مصر باعت القضية .. وإن ناس تانية هم فرسان القدس .. وهو فعليا خدّام المعبد اليهودى ، بس أحيانا بصورة قطرية وأحيانا بصورة تركبا أو إخوانية … وستتوالى تساقط التابوهات فى الأيام والشهور والسنين القادمة ..

والقادم أفضل لمصر بإذن الله

لمتابعة تعليقاتكم