بهلول إسطنبول يخسر الرهان

08 Jun 2015

بهلول إسطنبول يخسر الرهان .. !!

———————————

من إمبارح وفيه حالة من السعادة إنتابت ناس كتيرة قوى طبعاً علشان خبر الإنتخابات البرلمانية فى تركيا .. وفى نفس الوقت وبعد ما الناس فرحت ، رجعو تانى و وقعوا فى حيص بيص ، لما عرفوا إن حزب العدالة والتنمية وهو حزب الأغلبية بقيادة أردوغان فاز بنسبة 41% من الأصوات فى السباق الإنتخابى .. طب إزاااااااى .. وكل الصحف والمواقع بتقول إن دى خسارة !!؟؟

لازم نفهم إن النظام السياسى فى تركيا هو نظام برلمانى .. يعنى البرلمان هو من يملك القرار ، والرئيس ليس له اى صلاحيات فعلية .. لكن اللى بــ يعطى القوة دى لأردوغان فى موقعه كرئيس لتركيا ، هو نظام العمل فى جماعة الشر الإخوانية و اللى كلنا عارفينه طبعاً !! .. وعلشان كدة البرلمان فيه اغلبية كاسحة للجماعة اللى هى الحزب الحاكم .. ورأس الدولة هو رئيس إخوانى صرف ، وبالتالى الوضع تحت الترابيزة مقلوب .. بمعنى إن اللى عايزه أردوغان يوافق عليه البرلمان ويتم تسويقه للشعب ولقواعد الجماعة بإعتبار إنه ده اللى عايزه الشعب !!

وبالمناسبة .. الإخوان كانوا هــ يضحكوا على الشعب المصرى لما قالوا نخلى النظام فى مصر برلمانى علشان الشعب هو اللى يحكم .. فى حين إن الجماعة هى اللى كانت هــ تحكم والرئيس الفعلى يبقى هو المرشد .. لغاية بس ما يتمكنوا من مفاصل الدولة وبعدين الموضوع يتقلب ويتحول لخلافة بقيادة الخليفة القاهر اللى يطلع زى ما يطلع بقى .. زى ما بيتعمل دلوقتى فى تركيا .. وتبقى فاشية وديكتاتورية دينية 😊 .. وكله بتعليمات الماسونية العالمية !!

نيجى بقى للحاج أردوغان واللى بما إن كل حاجة فـى إيدييه فعلياً ، فــ  كان عايز يقلب الموضوع بشكل رسمى بحيث إن تركيا تبقى دولة رئاسية مش برلمانية زي دلوقتي .. ليه بقى؟! .. عشان يفضل في الرئاسة لحد سنة 2024 و ياخد صلاحيات لا نهائية بإعتباره رئيس الدولة وبكدة يشبع حلم عمّو الخليفة اللى جوّاه 😃😃

لكن علشان يعمل كدة ، كان لازم حزب العدالة و التنمية اللى هو الحزب الإخوانى الحاكم صاحب الأغلبية بقاله 13 سنة ، يكسب أصوات بنسبة تتخطى الــ 65% .. يعنى أكثر من ثلثين مقاعد البرلمان علشان يبقى له كل الصلاحيات .. لكن لأن الحزب ما اخدش غير 41% فقط ، فأصبح مش من حقه حسب قانون تركيا إنه لا يغير الدستور اللى هو دستور 1982 اللى وضعه العسكريين ، و لا يخلّى تركيا رئاسية .. ولا من حقه كمان إنه يشكل الحكومة !!

ومش كدة وبس .. لكن ده حزب الشعب الجمهوري حصل على 25% ، و الحركة القومية على 16,5% .. والأجمل بقى إنه لأول مرة يحصل حزب الشعب الديمقراطي المؤيد لحقوق الأكراد على 13% .. وبالتالي هــ يكون أول تكتل أو حزب سياسي كردي يدخل البرلمان .. وعلشان أخرتها تبقى “تييييين على دماغك يا حبّوب” 😊 .. فيه إحتمال إن البرلمان يقوم بالدعوة إلى إنتخابات رئاسية مبكرة !! .. يعنى ياعينى شقى عمر اردوغان راااااااااح 😃😃  .. وكل اللى يملكه أردوغان دلوقتى ، إنه من حقه بالقانون التركي إنه يدعوا إلى انتخابات برلمانية مبكرة بعد 45 يوم من إعلان النتائج في حال عدم تشكيل حكومة ائتلافية 😊

طبعاً الوضع مرتبك جداً فى تركيا بعد الضربة اللى ماكانتش فى الحسبان للحزب والحكومة الإخوانية .. وبدأ على طول رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو ، إجتماعات مغلقة مع أعضاء مجلس الوزراء واللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية .. والتحضير لإجتماع مطوّل مع أردوغان بكرة في المقر العام للحزب بالعاصمة أنقرة !! .. وخصوصاً بعد ما هبط المؤشر الرئيسى للبورصة التركية 8 % فى بداية التعاملات النهاردة بسبب قلق المستثمرين من إحتمال تشكيل حكومة أقلية أو ائتلافية ..

طبعا مش محتاجين نقول إن كل حلفائك خانوك يا ريتشارد .. وأوروبا وأميريكا وإسرائيل هــ يبيعوا أردوغان والإخوان فى ثانية ، لو حسوا إنه هو ونظامه بيترنحوا .. وخصوصاً لو كان ده متماشى مع مخططهم بدعم ظهور كيان كردى فى منطقة الشرق الأوسط كجزء من مخطط التقسيم للمنطقة ..

وعلشان كدة على طول نشرت صحيفة الجارديان تقرير صحفى بعنوان “الانتخابات أذلت أردوغان” .. وإحنا من عندنا كصفحة كلام فى الصميم ، هــ نقول إن الضربة اللى حصلت دى للحلم الأردوغانى ، توافقت فى توقيتها ، مع ذكرى مرور عام كامل على تولّى الرئيس السيسى رئاسة الجمهورية فى مصر .. وسبحان من بيده تصاريف الأمور 😊😊😊  

كل أنظمة الحكم اللى كان الإخوان بيعتبروها دليل على نجاحهم ، إما انها إنهارت زى ما حصل فى تونس ومصر .. و إما فى حالة غحتراب داخلى زى ما بيحصل فى ليبيا .. و إما على وشك الإنهيار زى ما بيحصل دلوقتى فى تركيا .. وخصوصاً إن تركيا كانت جزء من مخطط التقسيم زى ما قولنا .. لكن كانت بس فاضلة علشان تلعب دور معين .. و أول ما الدور ده ينتهى ، هــ يكون مصير تركيا زى مصير العراق بالضبط !!

أحب أختم بس بــ بيتين شعر للرائع حافظ إبراهيم فى قصيدة مصر تتحدث عن نفسها لما قال ..

…. ما رمـــاني رامٍ ، وراح سليمــــــــاً …….

…. من قــديمٍ ، عــناية الله جُنــــــدي …….

…. كم بغــت دولــةٌ علــيّ وجــــــارتْ …….

…. ثم زالت ، وتلك عُقبى التّعــــــدي …….

لمتابعة تعليقاتكم