عاصفة الحزم .. ضربة البداية التى تاتى من اليمن

26 Mar 2015

عاصفة الحزم .. ضربة البداية التى تاتى من اليمن .. !!

—————————————————–

خلص الكلام و آن الاوان إن الموضوع ينتقل من خانة رد الفعل الى خانة الفعل وفرض الارادة .. مش مخابراتيا فقط ، ولكن بالتواجد والثقل العسكرى والسياسى ومبدأ القوة اللى الدول الكبرى مش بتفهم غيره .. وعلشان تتعامل مع الكبار وتناطح فى الكبار يبقى لازم تبقى كبير .. وكبير بحق مش مجرد كلام .. 🙂

طبعا بقالنا فترة طويلة و الوضع فى اليمن كان مثار قلق للجميع .. وتحول بقدرة قادر للوغاريتم كبير جدا .. ومصدر لعلامات استفهام مالهاش حصر .. سواء بالنسبة للمؤيد او للمعارض ، لأن من الاخر كدة ماحدش فاهم حاجة .. وخصوصا اعلاميو فتة التوك شو ، وجنرالات الفيسبوك 🙂

وعلشان نشوف الصورة صح كان لازم نخرج برة المشهد تماما ونتعامل مع الموضوع اليمنى من منظور إقليمى .. واللى مصر فى القلب منه شاء من شاء وأبى من أبى ..

لو أخذنا بالنا ، هانلاقى ان الوضع فى اليمن بقاله سنتين بيتأرجح مابين هدوء واستقرار و شد وجذب فى اتجاهات احيانا بتكون متعارضة مع بعضها .. لكن فى نفس الوقت مش بتتحرك بعنف ولا بتظهر فى المشهد غير لما يكون هناك تحركات ناجحة على الارض مرتبطة بمصر .. !! .. يعنى بالبلدى كدة المشهد مش بيسخن غير لما اللى بيسخنوا المشهد ده بيكون هدفهم التأثير على تحركات تانية .. إما لوأدها قبل ما تكبر .. أو لهز الارض تحت اقدام اللاعبين في المشهد عن طريق ارسال رسالة بتقول .. خلوا بالكم .. احنا لسة عندنا كارت بنلعب بيه ونقدر نشعله على رؤوس الجميع فى اى وقت …

وطبعا الجميع دول هم إما مصر ، أو السعودية ، أو دول الخليج والمجتمع السنى بشكل عام فى المنطقة .. او حتى روسيا وفرنسا !! ..

اللعبة من زمان كانت دايما وأبدا تهديد السعودية بالهلال الشيعى فى الشمال .. وعلشان الصورة تكمل وخصوصا بعد 30 يونيو والدعم السعودى لمصر .. كان لازم يظهر الحوثيين فى الجنوب علشان يلعبوا على الوتر اللى بيرهب كل دول الخليج وهو المد الشيعى والسيطرة الايرانية على مقدرات الخليج !!

وبما أن مصر فى المعادلة فكان لازم يتم التلويح بشكل او بأخر بموضوع مضيق باب المندب واللى احنا اتكلمنا عنه قبل كدة فى اكثر من مقال وقلنا ان الموضوع ده مافيهوش هزار .. 🙂

الاطراف فى اليمن متعددة وصراعاتها متشابكة ، و أهم الاطراف هى جماعات حاشد ، والحراك الجنوبى ، وانصار الله ، بالاضافة للحوثيين .. واللى وضعوا شروط للتفاوض _خير اللهم اجعله خير_ وهو ان ده يكون تحت رعاية قطرية 🙂 .. وهى دى اللعبة الغربية القطرية القذرة .. وعلشان كدة امير قطر اعلن مشاركته فى مؤتمر القمة العربية وهو جاى وعامل حسابه انه يمتلك القوة ، بحيث انه يظهر فى مؤتمر القمة باعتبار انه اللى فى إيديه كروت حل الأزمة اليمنية .. وبكدة يضرب عصفورين بحجر واحد:

اولا .. إضعاف موقف مصر وضرب النفوذ المصرى فى عقر داره

ثانيا .. اشعار السعودية بإن قطر هى اللى فى ايدها حل أزمات المنطقة .. وبالتالى فلازم السعودية تفكر مليون مرة قبل ماتفكر فى اى إجراء ضد قطر

النغمة اليمنية كانت دايما بتعلى وتوطى على حسب الحاجة .. والموضوع اصبح شوكة فى خاصرة مصر والسعودية بالذات وكان لازم تتكسر بأى شكل .. ولأن مصر بتوطد موطئ أقدامها فى كل تحركاتها الاقليمية والدولية وحتى على المستوى الإقتصادى.. ولأن سوريا كمان خلاص بتخلص .. وخصوصا بعد تصريحات جون كيرى ان الشأن السورى لازم يتحل سلميا وبمفاوضات مباشرة مع نظام الاسد .. فكان لازم يكون فيه نقطة يتم التحكم فيها علشان يتم التفاوض عليها مع اللاعبين الاساسيين الاقليميين والدوليين بنفس مبدأ “سيب وانا أسيب” … يعنى تسيبلى سوريا أسيبلك اليمن 🙂 ..

مع الوضع فى الاعتبار فشل كل المخططات الغربية فى افشال الحراك المصرى والتحالف الاقليمى إما بإحداث حالة فوضى شاملة فى المنطقة عن طريق كلابهم المنتشرين هنا وهناك .. أو باللعب على الوتر الإقتصادى عن طريق ضرب منظومة البترول واسقاط منظمة اوبك 🙂

مصر كمان حركت البيادق بتاعتها على رقعة الشطرنج وعملت عملية اسقاط خلف خطوط العدو بالوصول الى أثيوبيا فى زيارة غريبة التوقيت قبل مؤتمر القمة العربى .. ومد التأثير المصرى لمنابع النيل والتعامل الناجح مع الملف الأفريقى اقتصاديا وأمنياً .. واصبحت على بعد خطوتين من باب المندب =D =D .. وبالتالى كان لازم يتم تفجير الموقف فى اليمن 🙂

لكن اللى ماكانش حد عامل حسابه ان التنسيق المصرى العربى هايكون رد فعله اقوى من كل التوقعات .. وان القوات العربية المشتركة موجودة وقائمة فعليا ، من قبل الاعلان عنها فى مؤتمر القمة العربية .. وإن التناغم بين قوات عاصفة الحزم ، مبنى على المناورات المشتركة طوال الفترة السابقة سواء كانت مناورات معلنة او غير معلنة ..

الدول العربية بتتحرك لأول مرة من فترة طويلة بشكل جماعى .. ومعاهم باكستان وروسيا وفرنسا .. ودعم سياسى صينى .. وطبعا كل دولة بنقول اسمها بتعكس مين وراها من حلفائها الدوليين 🙂 ..

أظن اللى بيحص النهاردة بيأكد كل الكلام اللى كانت صفحتنا بتقوله على مدى الشهور الماضية .. واللى كثير من اصدقائنا اختلفوا معانا فيه .. وكان الخلاف دايما خلاف راقى ، من منطلق حب الوطن والخوف على بلادنا من كل المخططات اللى بيتم نسجها لإشعال الموقف وتحطيم بلادنا والمنطقة بأكملها علشان نوصل فى النهاية لتمهيد الطريق لإقامة البتاعة دى اللى اسمها اسرائيل الكبرى !!!

مرة ثانية وثالثة ورابعة ومليون بنأكد ان المارد المصرى إستفاق من غيبوبته .. والعنقاء إنبعثت من الرماد .. و الأحداث  فى الفترة اللى جاية هاتتسارع والنتائج بإذن الله هاتكون مبهرة .. علشان نقدر نقول بجد ان مصر هاتبقى قد الدنيا .. 🙂 🙂 🙂

لمتابعة تعليقاتكم