الرقم الصعب فى المعادلة الروسية .. وكلمة السر مصر !! (2)

22 Jun 2015

الرقم الصعب فى المعادلة الروسية .. وكلمة السر مصر 2

—————————————————–

السياسة مفيهاش حاجة إسمها صدفة.. وكمان مافيهاش ثوابت .. والمواقف الدولية ممكن تتغير بسهولة أو حتى بصعوبة حسب إتجاه مصلحة الدول .. يعنى بمجرد صدور تقرير مخابراتى عن ملف معين ، ممكن القيادة السياسية للدولة تغيّر حساباتها و توجهاتها 180 درجة .. وخصوصاً لما يكون داخل فى الحسابات دى مسائل الأمن القومى للدولة .. وهو ده اللى حصل !!

إتكلمنا قبل كدة عن موقف السعودية من الوضع فى المنطقة واللى خلّى السعودية تدعّم مصر بكل السبل لإنهم عارفين إن مصر هى دعامة المنطقة ، واللى من غيرها ، كانت منطقة الشرق الأوسط دى خلصت من سنة على الأقل .. وإتكلمنا كمان على إختلافات الرؤى بين مصر والسعودية فيما يخص الملف السورى ، .. واللى السعودية بتتعامل معاه بإعتباره تهديد لأمنها القومى لإن النظام السورى من وجهة نظرهم هو إمتداد للبعبع الإيرانى الفارسى .. فى الوقت اللى مصر برغم خلافها مع حزب البعث ، لكنها بتسعى بكل السبل للحفاظ على وحدة الدولة السورية اللى بتعتبر خط دفاع أول لمصر ..

السعودية كانت ضد الروس على طول الخط نظرا لعلاقتهم بالدولة الفارسية .. و كان دايماً إعتمادها بشكل كبير على أميريكا .. لكن بعد فضح المخطط الصهيو أميريكى ، وتهديد السعودية بشكل مباشر ، و وجدت السعودية نفسها فجأة محاصرة من المد الإيرانى من الشمال والجنوب ، بعد التقارب الأميريكى الإيرانى ما أصبح معلن ،  وإن عليها إنها تقبل بحاجتين مالهمش تالت وهو إما إنها تقبل بالتمدد الفارسى ، أو تقبل بداعش والإخوان .. و ده اللى السعودية ومصر ماكانش ممكن يسمحوا به .. و ده ظهر فى رد فعل السعودية ودول الخليج بعدم حضور الملوك والأمراء لمؤتمر كامب ديفيد واللى أميريكا كانت هــ تضغط فيه على دول الخليج .. و ده طبعاً كان ضربة لأميريكا .. وعلشان كدة كان لازم أميريكا ترد بالمزيد من دعم داعش وتوريط السعودية أكثر فى حرب اليمن ..

لكن بعد صفقة الصواريخ الروسية الإيرانية ، وقوة موقف روسيا الدولى بخصوص الملف اليمنى والسورى .. وإحساس السعودية إن روسيا لها تأثير قوى فى الملف اليمنى .. وبعد التوأمة الإستراتيجية المصرية الروسية ، .. ونضيف على كدة الموقف الأميريكى القذر من السعودية وبوادر ضعف التأثير الأميريكى فى المنطقة ، خلّى المملكة تعيد حساباتها من جديد وما تسمحش بإنفراد ايران بأقامة تحالف مع الروس .. وخصوصاً مع تصاعد لهجة التحدى بين روسيا واميريكا .. وعلشان كدة كان لازم يحصل تقارب روسى سعودى ، واللى ما كانش ممكن يتم إلا من خلال دور مصرى قوى 😊😊

طبعا روسيا هــ ترحب بالتقارب ده ، وهــ تفتح له دراعاتها على مصراعيها ، مع قوة رأس المال السعودى بإعتبار إنها الزبون اللى فلوسه حاضرة سواء بالنسبة للسلاح او للمفاعلات النووية .. وخصوصاً إن السعودية هى اللى موّلت صفقات السلاح الروسى لمصر .. وأهى فرصة برضوا لروسيا إنها توجه ضربة إستراتيجية لأميريكا فى قلب المنطقة .. 😊

التقارب السعودي الروسي كان نتيجة طبيعية للى بتعمله أميريكا فى المنطقة ، وتأكد السعودية إن أميريكا بتخطط لمزيد من الفوضى فى العراق واليمن وسوريا .. و ده طبعاً حصل على خلفية التقارب المصرى الروسى ، وتأكد السعودية إن وجهة النظر المصرية بخصوص المنطقة صحيحة ، وإن مصلحة المنطقة العربية أصبحت تتعارض مع التوجهات الأميريكية بتقسيم العراق لكردستان ودولة شيعية ودولة سنية ، وكمان تقسيم سوريا لدولة علوية ودولة سنية .. وتقسيم اليمن لشيعة وسنة .. وكل ده مش بيصب غير فى مصلحة اسرائيل !!!

السعودية وقعت اتفاق مع روسيا لبناء 16 مفاعلاً نووياً بتكلفة 80 مليار دولار في إطار زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء و وزير الدفاع إلى روسيا .. لأنه طالما إيران نووية يبقى السعودية كمان لازم تبقى نووية .. بالاضافة لعدة إتفاقات إقتصادية وعسكرية ، أهمها شراء السعودية لمنظومة ألكسندر العسكرية التكتيكية !! .. وكل ده مش بعيد عن الدور المصرى وعلاقته الوثيقة بالسعودية وروسيا

ده مش كدة وبس .. لكن ده الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى أعلن خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الملك سلمان بن عبد العزيز هــ يزور روسيا في القريب العاجل تلبية لدعوة الرئيس الروسي 😃 .. يعنى يا سوادك يا أميريكا … لأ و كمان نقل الأمير السعودي الدعوة من العاهل السعودي إلى الرئيس الروسي لزيارة المملكة العربية السعودية .. والرئيس بوتين قبل الدعوة 😃😃 

ومع التطورات اللى بتعملها المعارضة السورية والتصريحات الغريبة اللى بتطلع اليومين دول ، .. وبرغم تصريحات بوتين على عهدة صحيفة «وورلد تريبيون» ، إنه بــ يتعهّد بدعم نظام بشار الأسد وإنقاذ سوريا ، وإن روسيا لن تدعو بشار الأسد للتنحي علشان ما يتكررش اللى حصل فى العراق بسبب الأميريكان ، .. لكن وارد جداً إن السعودية ومصر يتفقوا علي تنحي الأسد  بتوافق روسى بشرط ضمان وحدة الاراضي السورية ووجود بديل شرعي منتخب من الشعب السوري . 😊 .. يعنى الموضوع كدة هــ يبقى صفقة عسكرية نووية سياسية لضمان إستقرار المنطقة ، وإجهاض الدور الأميريكى 😊

طبعا الرد العملى والسريع على اللى بيحصل ده ، هو إشتعال المعركة ضد السعودية وظهور أكثر من 60 ألف برقية دبلوماسية مسربة من السعودية من وثائق ويكيليكس كمجرد بداية كما أفادت وكالة رويترز .. و اللى من الواضح إنها عقاب للسعودية على توجهاتها ناحية الدب الروسى واللى كان أحد أسبابه هى التحركات المصرية المؤثرة في السياسة الخارجية السعودية للحفاظ على وحدة المملكة ضد كل المؤامرات اللى بتحاك ضدها وضد مصر وضد كل منطقة الشرق الأوسط .. !!

اللعب أصبح على المكشوف والحرب على أشدها .. وماعادش فيه حاجة مستخبية خلاص لأن الصراع أصبح صراع بقاء زى ما قولنا قبل كدة وأكدنا فى كثير من مقالاتنا .. والصراع ده مافيهوش غير كسبان واحد فقط لا غير .. وبإذن الله الطرف الكسبان هــ يكون هو الطرف اللى فيه مصر .. أو بكلام أدق .. اللى مصر فى القلب منه 😊

لمتابعة تعليقاتكم