لقاء القمة على أرض الكريملين .. رسالة من أقصى العمق

26 Jul 2015

لقاء القمة على أرض الكريملين .. رسالة من أقصى العمق .. !!

——————————————————————

قولنا من يومين تأكيداً لكلامنا من أكثر من سنة إن الحرب فى المنطقة لها وجوه كثيرة ، وإنها بدأت تأخذ منحى إقتصادى بشكل كبير بعد فشل المخطط من الناحية الأمنية فى إستكمال إسقاط دول المنطقة ، وعلى رأسهم مصر علشان تشكيل ما يسمى بالحزام المهترئ أو الحزام الرخو حوالين الكيان الصهيونى .. فــ ياريت ننتبه لأن الكلام النهاردة هــ يبقى مركز شوية ، ومكلكع حبتين 😃😃  .. فــ معلش إستحملونا 😊

المتابع للمشهد السياسى بعمق من ساعة ما قامت ثورة 30 يونيو 2013 ، هــ يلاقى إن التعاون والتأزر المصرى العربى مع الدعم الإقتصادى الخليجى الهائل ، ودخول روسيا على رأس المعسكر الشرقى كله كلاعب أساسى فى المنطقة ، أضعف بشدة التواجد الأميريكى .. وكلنا شوفنا مع الوقت ، وإحنا ناقشنا كل الأحداث فى وقت حدوثها ، إن التلطيش إشتغل من كل حتة علشان المنطقة كلها تولع .. وكل مرة يحصل حاجة ، تتحرك الأجهزة الأمنية بخطط إحترازية موضوعة مسبقاً لإفشال الخطط الجديدة ، وكأن كان فيه حد قاعد أمام البلورة السحرية بيقرأ المستقبل كويس جداً ومستعد له بخطط المواجة المناسبة .. 😊😊

ومع فشل وراء فشل للمعسكر الغربى ، فكان لازم يتم التفكير فى اللعب على حاجتين مهمين جداً .. وهما النعرة الطائفية الدينية ، والملف الإقتصادى .. وطبعا كلنا شايفين الملف الطائفى ناره بتهدأ واحدة واحدة وبيتم التعامل معاه ببرود شديد وبنتهى الحكمة .. وعلشان كدة كان لازم يتم الدفع بالملف الإقتصادى اللى هو بدأ معانا من أول الأزمة الأوكرانية والحصار الإقتصادى لروسيا .. واللعب على وتر سعر البترول ومصادر الغاز و الطاقة اللى هى نقطة قوة روسيا ودول الخليج .. 😊

ولما حصل إنهيار لأسعار البترول ، ناس كتيرة أوى سقطت فى فخ  الحرب النفسية إعتقاداً إن السعودية بتلعب مع أميريكا وهــ تتخلى عن مصر برغم إن السعودية والإمارات كان همهم الأول والأخير هو حماية منظمة أوبك مش أكثر ، وده اللى إحنا إتكلمنا عنه فى مقالنا بعنوان “انهيار اسعار البترول — كلمة السر أوبك” .. و ده غير النفى القاطع من الرئيس الروسى فى إجابته على سؤال إتسأله على قناة RT الروسية إذا كان اللى حاصل ده موجه لروسيا وإلا لأ ..

ولأن زى ما قلنا إن الملف الأمنى الغربى فشل لحد كبير فى تحقيق النتائج اللى عايزها بسبب تحركات مصر وتقارب المثلث الروسى العربى المصرى وفى الخلفية الغول الصينى ومنظمة البريكس 🙂 .. واللى مع الوقت هــ يساهم فى إنهيار المعسكر الغربى الممثل فى أميريكا ، وخصوصاً إن دول التحالف بدأت تنط من المركب واحدة وراء الثانية زى فرنسا وإيطاليا وقبرص واليونان .. فكان لازم يبقى فيه رد فعل قوى من الجانب الأميريكى مدعومة بــ أباطرة المال فى التنظيم الماسونى العالمى .. علشان توصل رسالة للعالم كله مؤداها .. خلّوا بالكوا ، إنى مش هــ أقع لواحدى على نفس مبدأ شمشمون “عليّا وعلى أعدائى”

ومن هنا بدأ يحصل تراجع تانى فى أسعار النفط ، بعد ما كان خلاص بدأ يتعافى .. وده كان نتيجة طبيعية لدخول إيران للساحة بقوة …. لكن الهزة الأعنف هو التراجع الدرامى للبورصات العربية ، وبورصة الصين اللى بدأت تخسر بعنف ، وده اللى خلّى الصين تقوم بتخفيض عملتها وتخفيض جميع الأسعار ، واللى عمل هبوط حاد فى كل بورصات الشرق وبورصات أوروبا .. وحتى إنجلترا اللى أعلنت إنها لازم تدعم الصين فى أزمتها .. وبكدة .. فــ من الواضح إن أميريكا بتخطط لإحداث أزمة إقتصادية عالمية زى اللى حصلت فى 2008 / 2009 😊

الأزمة الإقتصادية دى هدفها إنها تخلى التحالفات الإستراتيجية اللى بتشتغل فى العالم كله تقف نتيجة الركود وقلة السيولة وإرتفاع معدلات التضخم .. بمعنى .. إن السعودية مثلا تصَهين عن الإتفاق النووى مع روسيا علشان أزمة السيولة وإنخفاض الإحتياطى النقدى .. والإمارات تبطل تشترى سلاح من روسيا وفرنسا .. ودول الخليج تبطل تدعم مصر إقتصادياً .. وبالتالى مصر توقف حالة التنامى العسكرية للجيش المصرى بزيادة قدرته التسليحية … وده كله يأثر على روسيا أقتصادياً وبالتالى على الصين .. وبكدة تقوم الصين وروسيا بتأخير تفعيل إتفاقية البريكس بالإتفاق مع باقى المجموعة .. يعنى من الأخر كدة قطعة دومينو تتحرك ، وبعدها كله يكرّ 😊😊

وفى وسط كل اللى بيحصل ده .. مصر بتتحرك ناحية الدب الروسى فى زيارة هدفها الأول هو إقتصادى .. لكن فى نفس الوقت لها بعد إستراتيجى ، ولها تأثيرها داخلياً وإقليمياً وعالمياً ، و بــ تحمل رسائلة مهمة جداً وخصوصاً مع وجود وإجتماع رؤساء دول عربية فى المنطقة ممثلة فى الإمارات والأردن ومصر ، وتصريحاتهم الرسمية من روسيا ، عن التعاون العسكرى والإقتصادى وفى ملف مكافحة الإرهاب .. فى إعلان واضح إننا خلعنا عباءة أمريكا وأصبحنا بــ نختار تحالفاتنا ، وبــ نحدد مصير سياستنا بعيد عن سياسة القطب الواحد مع المحافظة برضوا على علاقتنا بأميريكا.

الزيارة لروسيا المرة دى مختلفة ، لأن هدفها كسر الحرب الإقتصادية العالمية ، وهــ تناقش تنشيط الإقتصاد المصرى عن طريق تفعيل إتفاقيات مجموعة من المشروعات و التوقيع على اتفاق حكومى دولى بشأن بناء محطات للطاقة النووية فى مصر فى منطقة “الضبعة ، و اللى هــ يكون مشروع حيوى ومهم جداً لمصر ، بالإضافة لبعض المشروعات الإقتصادية زى موضوع سلة الغلال فى منطقة القناة ، والبورصة السلعية .. وكمان المفروض إنه هــ يتم حسم ملف “المنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس الجديدة”، ومناقشة جذب الاستثمارات الروسية للأراضى المصرية وعمل المشروعات الهامة زى صناعة السيارات وتحديث مصانع الحديد والصلب وشركة النصر للسيارات اللى أتبنت فى عهد الاتحاد السوفيتى .. والكلام اللى بيتم تداوله عن إن شركة مورتون الروسية بــ تستعد للمشاركة فى تطوير العاصمة الإدارية الجدية 😊

وفوق كل ده .. يقوم الرئيس السيسى بزيارة البرلمان الروسى اللى أصدر بعدها رئيس البرلمان تصريحات عدائية للغرب وإتهمهم بتأجيج الصراعات فى الشرق الأوسط .. يعنى مصر مش مدعومة من الرئاسة وبس .. لكن ومن البرلمان كمان .. لدرجة إن واحد من أعضاء البرلمان قال لو عايزين تحلوا المشكلة الأوكرانية ، إبعتولهم “بريزيدينت سيسى” 😃😃

ولمزيد من الغلاسة وكأن روسيا بتطلّع لسانها لأميريكا ، أصدر الكريملن بيان صحفي ، أكد فيه أن الحوار بين مصر وروسيا بــ يتطور بشكل سريع وإن العلاقات بين الرئيسين بوتين والسيسى متينة، ومصر من أهم شركاء روسيا فى الشرق الأوسط .. ومش كدة وبس .. ده كمان يطلع السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى بإسم رئاسة الجمهورية، فى تصريحات للوفد الإعلامى المرافق للرئيس السيسى فى موسكو، ويقول إن الرئيس بوتين إختص الرئيس السيسى بجولة داخل قصر الكرملين النهاردة ، بعد الإنتهاء من المباحثات  وقال إن ده مش بــ يتم مع كل الزائرين .. وكمان كان الرئيسين لابسين نفس البلدة ونفس الجرافتة .. يعنى بيطلعوا لسانهم للغرب بجد 😃😃

أصدقاؤنا ..

الزيارة الحالية للرئيس السيسى فى روسيا بــ تأكيد حاجة مهمة جداً وهى عودة مصر لدورها الريادى فى المنطقة ، وتحولها إلى مفتاح الحل لأى أزمة فى المنطقة ، بعد ما أثبت لكل دول العالم و دول محور الشر الحقيقى إنها عقبة كبيرة ضد مخططات الشر والتفكيك والترهيب اللى بيتم تنفيذها فى المنطقة .. و ده اللى بــ تأكده الطريقة التى بــ تتعامل بها الصحافة الروسية والبرلمان الروسى وحتى الرئاسة مع زيارة الرئيس السيسى .. وخصوصاً إن تزامن زيارة الرئيس السيسى مع رؤساء وممثلين رسميين من دول عربية تانية والحديث عن زيارة مرتقبة للملك سلمان لروسيا وبعدها مصر .. ده غير زيارات الرئيس السيسى القادمة للصين وسنغافورة وكوريا واليابان ، بيقول إن الزيارة دى واللقاءات الرئاسية مش مجرد لقاءات لتعزيز العلاقات الثنائية بقدر ما هى لقاءات تتعلق بإعادة صياغة وضع المنطقة .. وخصوصاً فيما يتعلق بالملف السورى اللى هو على رأس أولويات أجندة المباحثات .. وخصوصاً بعد تصاعد الأحداث فى لبنان بشكل كبير وغير مبرر ، وبالتالى اصبح من اللازم حسم الملف السورى وإيجاد حل سياسى قبل ما الدنيا تولع أكثر واكثر ..

ومازالت الصقور تحلق .. و ربنا يحفظ مصر من كل شر .. ويحفظ بلادنا العربية من كل المخططات اللى بتهدف لتدميرها

لمتابعة تعليقاتكم