قراءة فى كلمة مصر فى المنتدى الإقتصادى (الهند-أفريقيا)

30 Oct 2015

قراءة فى كلمة مصر فى المنتدى الإقتصادى (الهند-أفريقيا) .. !!

—————————————————————–

بدون الإسهاب فى تفاصيل كتيرة ، هــ نحدد ملامح الكلمة اللى ألقاها الرئيس السيسى بإسم مصر فى قمة المنتدى الإقتصادى الهندى الأفريقى لعام 2015 واللى بيعكس بشكل كبير وضعية مصر الجديدة مش على المستوى الإقليمى فقط ولكن على المستوى الدولى كمان !! .. لاننا لازم نفهم ان زيارة الرئيس للهند مش مجرد زيارة ثنائية عادية …. لكن الحقيقة ان مصر هي ممثل افريقيا و المتحدث الرسمي باسمها في المنتدي الدولى.

مصر نجحت في أقل من سنة فى إنها تبسط أجنحتها على القارة الافريقية وتصبح زعيمتها ، مستعيدةً مكانتها الطبيعية …. فــ مصر النهاردة بــ تمثل افريقيا رسمياً في مجلس الامن للعامين القادمين ….. و حاليا تمثلها في المنتدي الاقتصادي …. و ياريت نفتكر مؤتمر شرم الشيخ الماضي اللى اتفقت فيه مصر مع الدول الافريقية ، إن بوابة الاستثمار لدول أفريقيا كلها حتكون عبر بوابة شرم الشيخ في المؤتمر الاقتصادي اللى هــ يقام بشكل سنوى !! .. ومن هنا كان لازم نلقى الضوء و نعرض أهم النقاط اللى وردت فى كلمة مصر فى المنتدى الدولى:

أولا .. ضربة البداية كانت بالتأكيد على خيار الشراكة الإقتصادية بين قارة أفريقيا وشبه القارة الهندية ، ومايمنعش إن الرئيس السيسى يشير إلى عمق العلاقة بين مصر والهند من أيام الزعيمين جمال عبد الناصر ونهرو واللى أسسوا حركة عدم الإنحياز اللى كان لها تأثير كبير فى ستينان القرن العشرين .. والكلام ده إشارة بشكل غير مباشر لإمكانية تجديد العلاقة دى بما يتوافق مع مستجداد العصر 😉  🙂

ثانيا .. كلمة مصر على لسان الرئيس السيسى كانت بــ تتسم بالقوة والإشارة للتعاون الأفريقى الهندى المشترك ، لانه بيتكلم بلسان افريقيا كلها مش بلسان مصر بس ، وخصوصاً لما أشار لإستراتيجيات التنمية اللى أقرتها القمم الأفريقية وفى مقدمتها “أجندة 2063”.. وكمان أجندة التنمية لما بعد 2015 .. واللى قال إننا كلنا شاركنا فى اعتمادها فى نيويورك فى الشهر الماضى .. فمصر دولة بتتحرك بجماعية و عايزة تخلق منظومة حركة تكون مصر محورها .. واللى بيفهم فى أليات صنع القائد ، هــ يفهم كويس أوى معنى الكلام والأسلوب ده إييه !!

ثالثاً .. كلمة مصر كان فيها إشارة لتمكين الدول النامية من نيل مكانتها المستحقة .. فيما يتعلق بآليات اتخاذ القرارات الدولية ومن بينها مجلس الأمن .. ومش كدة وبس .. لكن بدأ الرئيس السيسى يتكلم كمان عن الحصول على التمثيل العادل الذى تستحقه أفريقيا بالنسبة للعضوية الدائمة وغير الدائمة بمجلس الأمن .. و دى إشارة قوية وجريئة بالإقتراب من عرين الأسود وهو نطاق الدول الدائمة العضوية !!!! 🙂

رابعاً .. أشار الرئيس السيسى بصفته منسقاً للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة حول تغير المناخ .. إنهم لازم يكثفوا الجهود ويعززوا التشاور بين الهند وأفريقيا فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بشأن مشكلة تغير المناخ .. علشان يبقى لهم موقف موحد يتجاوب أى إتفاق يتم التوصل إليه فى مؤتمر المناخ فى باريس فى شهر ديسمبر القادم .. مع احتياجات الدول الأفريقية والدول النامية بوجه عام .. يعنى إحنا مش بنهزر .. ولازم نتحرك ككتلة واحدة تجبر الفعاليات الدولية إنها تحطنا فى الحسبان .. 

خامساً .. مايمنعش برضوا إنه يتم الإشارة والتلميح لإيجاد حلول للنزاعات القائمة بإعتبارها أهم معوقات للتنمية .. وعلشان كدة أشار بقوة لضرورة تفعيل مبدأ “الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية” .. يعنى مش عايزين حد ييجى يحل لنا مشاكلنا من برة .. إحنا هــ نعرف نصرف نفسنا بنفسنا وبلاش الحجج الوهمية بتاعة التدخلات الخارجية دى  .. وبالتالى كان لازم يلّمح للانتخابات اللى أجرتها الجمعية العامة واللى أسفرت عن اختيار مصر لتمثيل قارة الأفريقية فى مجلس الأمن لعامى 2016/2017 .. وإن مصر عازمة على التركيز على أولويات القارة الفريقية فيما يتعلق بمسائل السلم والأمن …. يعنى إنتوا مانتخبتوش مصر أونطة ، ومصر هــ تتحرك بقوة فى الموضوع ده.

سادساً .. التأكيد على التعاون الحالى بين الهند و دول أفريقيا وعلى رأسها مصر بخصوص المخاطر اللى بــ تهدد السلم والأمن .. وفى مقدمتها الإرهاب والقرصنة .. والجريمة المنظمة العابرة للحدود .. واللى بــ تمتد تداعياتها لتهدد الأمن والاستقرار فى المنطقتين .. وهنا الإشارة واضحة وصريحة عن تأمين قناة السويس وباب المندب كخطوط ملاحية بتوصل بين الهند وبين أفريقيا وما خلفها ، وكمان خطوط التجارة البرية والجوية اللى بتمر فى المنطقة العربية اللى أصبحت مشتعلة بسبب الإرهاب المفتعل على إيدين الغرب !! .. وبالتالى كان لازم يشير برضوا و يتكلم عن الإرهاب ومواجهته وتجفبف منابع تمويله ماديا وفكرياً

وأخيراً .. الحديث عن محورية الدولة المصرية وتركيزها على الشق الإقتصادى لما استضافت فى يونيو 2015 قمة التكتلات الأفريقية الثلاثة .. التى شهدت التوقيع على اتفاق إنشاء أكبر منطقة تجــارة حـرة فـى أفريقيا تضـم 26 دولــة .. واللى بــ يمثل نقلة نوعية على مستوى التجارة البينية الأفريقية .. والتأكيد على استضافة مصر لمنتدى الاستثمار والتجارة فى أفريقيا .. فى شهر مارس 2016 .. و ده بيأكد رؤية مصر اللى أقرتها فى مارس اللى فات لما الرئيس السيسى أعلن فى المؤتمر الإقتصادى فى شرم الشيخ ، إن السنة اللى جاية هــ يدعوا كل الدول الأفريقية ، وهــ يبقى مؤتمر سنوى ، و ده بيعطى إنطباع للمستثمرين الأفارقة والهنود وكل المستثمرين فى كل دول العالم إن مصر عندها روية وإستراتيجية واضحة وثابتة فى المجال الإقتصادى ومش بتتغير 🙂

النقاط دى كانت هى النقاط المهمة الملفتة للإنتباه فى كلمة مصر ، إضافة طبعا لباقى الكلام البروتوكولى اللى بيبقى موجود فى كلمة أو خطبة أى دولة فى أى محفل دولى سواءً كان إقتصادى أو سياسى .. لكن اللى يهمنا فى الموضوع كله ، هو النقاط الهامة اللى إتقالت واللى هــ يركز عليها كل الخبراء ، وهــ يدرسوها كويس جداً ، زى ماهم بيدرسوا كل تحركات مصر دلوقتى وعلاقتها بكل الدول والمنظمات ومراكز صنع القرارات فى العالم ، لأن مصر النهاردة ، مابقتش مصر بتاعة زمان ، ولكنها أصبحت مشاركة فى تحريك الأحداث العالمية برغم كل المصاعب اللى بتواجهها الدولة المصرية سواء على الصعيد الداخلى أو الخارجى .. وهو ده سبب الدوشة الشديدة اللى إحنا سامعينها حوالينا ، واللى الهدف منها إننا مانشوفش الصورة غير من خلال منظور إسود داكن ، يخفى كتير أوي من الصورة المشرقة اللى مصر بتبذل مجهود يفوق الوصف علشان توصل لها 🙂 🙂

وللحديث بقية ..

لمتابعة تعليقاتكم