الحليف و الصديق و الشريك

7 Dec 2015

الحليف و الصديق و الشريك

—————————

اصدقاؤنا اصدقاء صفحة كلام في الصميم …. بما اننا خلاص داخلين على الفيناله … و اللعب بقي على المكشوف … و قبل ما نبتدي نتكلم و نخش على التقيل …. مهم جدا نظبط مع بعض شوية مصطلاحات مهمه جدا …. و هو مصطلح التحالف المصري الروسي.

فـ فعليا مصر عمرها ما كانت و لا حتكون حليف بالمعني الحرفي لاي دوله مهما كانت  🙂 🙂 …. و لكن علاقات مصر طول عمرها علاقة صداقة و شراكه لتبادل المصالح مش اكتر ….. سواء في وقت علاقتنا الجيده بروسيا او في وقت علاقتنا الجيده بامريكا .

فلو بصينا على العصر الذهبي للعلاقات المصريه الروسيه في الخمسينات و الستينات …. حنلاقي ان مصر كان ليها شخصيتها المستقله و غير تابعه لروسيا القوه العظمي وقتها … ازاي ؟؟؟

في الوقت ده كان الاتحاد السوفيتي قوه عظمي كبيره … و ليه الايدولوجيه الاشتراكيه الشيوعيه الخاصه بيه اللى كان بيواجه بيها الايدولوجيه الراسماليه الامبرياليه الامريكيه … و اللى بيفرضها على كل الدول المتحالفه معاه … فحتلاقي كل الكتله الشرقيه عشان تبقي حليف لروسيا و تنول كل الدعم الكامل سواء كان اقتصادي او علمي او عسكري … فكان لازم تعتنق تماما الايدولوجيه السوفيتيه.

فنلاقي مثلا بلاد زي بولندا و رومانيا و تشيكسلوفاكيا و اوكرانيا و غيرها كتير … لغت تماما شخصيتها المستقله و اعتنقت الايدولوجيه الشيوعيه الاشتراكيه تمام … و نتيجه لكده … تدخل الدوله دي تحت مظلة الحماية العسكريه لحلف وارسو و تاخد مساعدات اقتصاديه و تبادل تجاري مخفض من الاتحاد السوفيتي.

و ده بالظبط اللى كانت بتعمله امريكا مع حلفاؤها …. لكن بالنسبه لمصر في الخمسينيات كان الموضوع مختلف تماما …. فمصر كان ليها شخصيتها المستقله … و كان ليها تأثير الدولي فاعل جدا و رهيب جدا …. لدرجة  ان مصر كانت السبب الرئيسي في رجوع الصين بعد الحرب العالميه الثانيه لمجلس الامن بمقعدها الدائم اللى بتشغله حتي الان بعد تنكر دول العالم ليها …. و ده سبب الدعم الكامل من الصين لمصر في كل مواقفها حتي الان … و مفيش مسؤول صيني يتكلم عن مصر الا لما يقول ان الصين وفيه و عمرها ما تنسي فضل مصر عليها .

المهم …. مصر وقتها عملت حركة عدم الانحياز لتقود العالم ضد التيار الشيوعي و الرأسمالي …. لكن كانت اقرب الى روسيا من امريكا … ليه ؟؟؟

لان دول الشرق دول لها اصول تاريخيه و حضاريه …. يعني اولاد اصول … بعكس الغرب محدثي الحضاره … فمعندهومش التوحش التوسعي و رغبة تدمير الاخر زي الغرب … فـ دول الشرق زيها زي اي دوله بتدور علي مصلحتها لكن في الغالب …. بتلعب بمدأ نفع و استنفع …. يعني عشان انا اكبر … فممكن اكبرك معايا و نستفيد احنا الاتنين بدل ما تعاديني و و تتسبب لاذي ليه … بعكس الغرب … اللى هو مقتنع تماما ان وجوده و منفعته بيعتمد على تدمير الاخر.

فـ الاتحاد السوفيتي عرض على مصر التحالف التام لمواجهة اسرائيل المدعومه من امريكا …. و مصر اختارت الشراكه و الصداقة الاقتصاديه … يعني ايه ؟؟

مصر قالتلهم انا دولة مسلمه و موضوع الشيوعيه دي ميمشيش معايا خاااالص … لكن ممكن اخد منكم الاشتراكيه و لكن حطبقها بما يتناسب مع ظروفي و مجتمعي …. و خاللى بالك … انا برده حـ واجهك سياسيا لاني ضد فرضك لايدولوجيتك الشيوعيه على العالم زي ما بـ واجه فرض الراسماليه الامريكيه بالظبط.

فكانت العلاقه علاقه ند بند … فدخل الروس مصر و بنوا السد العالي و مصانع الحديد و الصلب و مصانع السيارات و و غيرها كتير من الصناعات الحديثه ساعتها و اللى كانت مش موجوده في مصر …. و تم تسليح جيش مصر بكل انواع السلاح سواء غواصات او طائرات او دبابات او قطع بحريه و غيرها كتير .

لكن السلاح بالذات بحساب …. فمثلا حديك طائرات دفاعيه و معاها ذخيره و قطع غيار تكفيك سنين قدام …. لكن لو عايز بقي الطائرات الهجوميه اللى تدك بيها تل ابيب … لازم تتحول من شريك الى حليف … يعني تبقي زي اي دوله من دول الكتله الشرقيه …. تدينا قطع من ارضك لقواعد سوفيتيه… و نمشيها شيوعيه 🙂 🙂  … و ده اللى مصر رفضته تماما .

فللاسف فيه ناس كتير مش قادره تفك الاشتباك ده و بتصب غضبها على روسيا انها كانت بتمنع السلاح عن مصر …. في حين ان تسليح الجيش بالكامل كان روسي و مصر حاربت و انتصرت في 73 بالسلاح الروسي … لكن القصع هنا ان السلاح اللى حاربنا بيه كان سلاح الشريك مش الحليف 🙂 🙂

و بعد تحول مصر الى الغرب من منتصف السبعينات ….لان الاتحاد السوفيتي كان بوادر انهياره بدأت تبان …. للاسف وقع بعض الناس في نفس الغلطه و المزايدات الفارغه ان مصر كانت حليف لامريكا … لان امريكا كانت بتقول كده … في حين ان مصر مكنتش حليف لامريكا و لكن برده شريك استراتيجي مش اكتر …

و بدون الخوض في تفاصيل كتير كلها مشرفه لمصر ….. طول فتره علاقة مصر بامريكا … كانت امريكا بتحفي و بتضغط عشان تاخد قاعده امريكيه في مصر …. او ان الامريكان يغيروا من عقيدة الجيش المصري اللى بتتلخص ان العدو الاساسي ليه قاعد في الشمال الشرقي … لكن مصر مغيرتش ده نهائيا لانها عمرها ما كانت حليف لامريكا لكن كانت شريك مش اكتر 🙂 🙂

و ده بالظبط اللى بيحصل دلوقتي مع روسيا اللى تغيرت تماما …. و اللى التغيير ده جه متوافق تماما مع الشخصيه المصريه …. فروسيا الان اصبحت الدوله المسيحيه الاثوذوكسيه … و اللى تخلت تماما على فرض اي ايدولوجيه خاصه بيها على غيرها … و بتتحرك لبسط نفوذها و تحقيق مصالحها بمبدا المصالح المشتركه … يعني نكبر مع بعض … انا استفاد و انت تستفاد … معاملة راس براس … اساعدك علميا و عسكريا و تفكك خالص من الايدولوجيه الغربيه التوسعيه المدمره … نواجهه مع بعض و ننجح مع بعض في مواجهة حرب البقاء اللى فارضها علينا الغرب …. عشان كده حتلاقي العلاقات المصريه الروسيه زي السكينه في الحلاوه 🙂 🙂

هو مش طمعان فيك في حاجه و لا انت بتتآمر عليه …. نفع و استنفع … فـ روسيا يهمها جدا ان مصر تكون قويه عسكريا و اقتصاديا لانها بوابة الدخول الى الشرق الاوسط و هي مفتاح مواجهة الهجوم الغربي على المنطقه و على الشرق بالكامل …. و مصر مصلحتها بناء شراكات استراتيجيه في اكتر من اتجاه لتأمين المجال الحيوي للامن القومي المصري الممتد من الخليج حتي المحيط الاطلنطي.

و ده سر تسارع وتيره العاون المصري الروسي و تسابقها لتسليح مصر باسلحه نوعيه استراتيجيه … و لان العلاقه مع مصر كنز استراتيجي لاي قوى عظمي … و يا هناه و يا سعده اللى ترضي عليه مصر  🙂 🙂  … لانها البوابه الرئيسيه للنفوذ في منطقة اكبر مخزون للطاقة في العالم و هي مركز خطوط التجاره العالميه …. فروسيا ممكن تدفع دم قلبها لترسيخ العلاقه دي … و انها تغرس رجليها في مصر على اساس استراتيجي … فكان العرض الروسي اللى مش ممكن يترفض لانشاء محطة الطاقه النوويه اللى مصر مش حتدفع فيه مليم واحد …. فالتمويل كله روسي … و الدفع حيتم على 35 سنه … و كمان من عائد بيع الكهرباء اللى طالعه من المفاعل … يعني ببلاش  🙂 🙂  … ده غير نقل التكنولوجي و خلافه. اما التعاون العسكري فحنتكلم عليه في المقالات الجايه

و لو تلاحظو ان مصر بردوا ماشيه بنفس شخصيتها … لا هي قطعت علاقتها بامريكا و لا بأي دوله …. بالعكس … بتقول للجميع انتوا حبايبي … اللى عايز مصلحه يتفضل يرمي بياضه …. و انا حتعاون مع اللى يتعاون معايا … و انتوا كلكم حبايبي .

و نكمل مع بعض في المقال القادم ان شاء الله و تحياتنا

 لمتابعة تعليقاتكم