الزيارة الصينية .. ضربة فى مقتل

20 Jan 2016

الزيارة الصينية .. ضربة فى مقتل !!

———————————–

لما قام الرئيس السيسى بزيارته الأولى لجمهورية الصين الشعبية ، وتم إستقباله إستقبال أسطورى لم يحظ به رئيس مصرى من قبل .. وإستتبع الكلام ده إجتماعات رئاسية ولقاءات مع المجموعة الإقتصادية ترتب عليها توقيع بروتوكولات لــ 26 إتفاقية تجارية وإقتصادية .. طلع المهيصاتية والمحبطين وشممّامين الكلّة يسخرو ويقولوا أنتوا فرحانين لييه ، الكلام ده كله فنكوش … و ده شئ طبيعى بإعتبار إنهم عايشين فى عالم إفتراضى ، وشايفين إن كل اللى بيحصل حواليهم فنكوش !!! 🙂

لكن الرئيس الصينى بعدها قام بدعور الرئيس المصرى للمشاركة بنفسه فى أعياد النصر الصينية ، ومش كدة وبس لكن تم تمثيل الجيش المصرى فى الإستعراض العسكرى ، .. و ده كان رسالة وقتها فى منتهى القوة للمعسكر الغربى ، إن فيه شئ بيحصل على أعلى مستوى فى العلاقات المصرية الصينية ، مش على المستوى الإقتصادى بس ، ولكن على المستوى السياسي والإستراتيجى العسكرى .. لأن مافيش حاجة فى علاقات الدول وخصوصاً الدول الكبرى ، بــ تتم كدة من غير مايكون لها معنى !!

الرئيس الصينى قرر زيارة مصر .. لكن تم تأجيل الزيارة لأجل غير مسمى .. وعنها والدنيا إتقلبت .. وطلع برضوا نفس شمامين الكلة والمحبطين وكل الشامتين ، يقولوا خلاص بح .. مش قولنا لكم فنكوش ، ومش كدة وبس .. لكن تم إعتبار ده مؤشر لتوتر العلاقات بين مصر والصين بسبب موقف مصر فى حرب اليمن وموقف مصر من إيران … وكثير من الناس سقطوا فى فخ الإحباط ، وكثير من أصدقائنا تواصلوا معانا بيسألوا وهم قلقانين إييه الحكاية .. وكان ردنا وقتها ، إن تاجيل الزيارة لمصر نتاج لتأجيل جولة كاملة للرئيس الصينى فى منطقة الشرق الأوسط وزيارة مصر كانت جزء منها ، لكن ظل برضوا القلق موجود !!

والنهاردة بيقوم الرئيس الصينى بجولة لزيارة دول المنطقة وعلى رأسهم مصر ، واللى بيرفع مستوى العلاقات بين مصر والصين لمستوى العلاقات الإستراتيجية من خلال زيارة رئاسية صينية لم تحدث منذ 12 سنة .. و ده يعكس الوضع الصعب اللى كانت فيه مصر فى خلال الــ 5 سنوات اللى فاتوا .. ويعكس كمان مدى تراجع الدور المصرى على المستوى الدولى فى الــ 10 سنوات اللى سبقت يناير 2011 .. يعنى من بداية الألفينات !!

الزيارة الصينية النهاردة جاية علشان تحط النقاط فوق الحروف وتستكمل توقيع الإتفاقيات الإقتصادية اللى بدأها الرئيس السيسى فى زيارته الأولى للصين .. ومش كدة وبس .. لكن زى ما قولنا إن الزيارة دى هدفها رفع العلاقات المصرية الصينية لمستوى العلاقات الإستراتيجية .. والدليل على كدة إن الصين بتسعى لتفعيل طريق الحرير التجارى الصينى ، وبالتالى فــ مشروع محور قناة السويس اللى بيتقال عليه إنه مشروع فنكوش برضوا ، هو أحد أولويات الصين فى علاقتها الإقتصادية بمصر ، واللى هــ يترتب عليها مشروعات كتيرة لأن هدف مصر من المحور الإقتصادى هو تحويله لما يشبه هونج كونج الشرق الأوسط 🙂

وعلى فكرة .. إحنا مش بنألف كلام ، لأن الرئيس الصينى نفسه قال كدة فى كلمته لما أكد إن الصين تنظر دائما إلى علاقاتها مع مصر من زواية استراتيجية ومنظور بعيد المدى وتدفعها إلى الأمام رغبة فى أن تسعى مع الجانب المصرى إلى تطوير الصداقة التقليدية بينهما وتبادل خبرات التعلم .. وأوضح أن العلاقات الصينية – المصرية ارتقت إلى علاقات شراكة استراتيجية شاملة فى عام 2014، مشيراً إلى أن مصر هى أول دولة عربية وأفريقية أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة.

الصين برضوا داخلة كشريك أو كمستتثمر أساسى فى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة .. وهــ يتم تدعيم السياحة الصينة لدعم مدينة الأقصر سياحياً بعد المعاناه اللى بتعانيها المدينة وإنخفاض العائدات السياحية منذ بداية 2011 … ناهينا طبعا عن مشروعات القطار الكهربائى وعربات القطار التقليدى ، ومشروع إقامة مركز متكامل لتجميع الأقمار الصناعية ، بالإضافة للمشروعات فى المجال الزراعى ومشروعات تدعيم منظومة التعليم وتبادل الخبرات بين البلدين ! .. وإوعى حد يقول إن الصين دولة إنتاجها الإقتصادى سيئ ، إستشهاداً بــ رداءة المنتج الصينى ، لأن المنتج الصين من أقوى المنتجات على مستوى العالم ، وله سوق كبير فى أميريكا وألمانيا .. وإحنا كنا نشرنا مقال بعنوان “الضرب تحت الحزام يأتى من البوابة بكين” .. واللى كان بيدور عن زيارة الرئيس السيسى الأولى للصين ، و إتكلمنا فيه عن سبب سوء المنتج الصينى فى مصر !!

مصر بتعمل نهضة شاملة ، وبتخرج من عباءة التبعية الغربية ، وبتحط خطة لعشرات السنين القادمة لتحقيق طفرة فى كل المجالات .. و ده مش أداء دولة خايفة من المستقبل ، أو قلقانة من التهديدات والتحديات المحيطة .. لكن ده أداء دولة على ثقة من نفسها ، و واثقة فى كل الخطوات اللى بتخطيها ، وإن ماحدش هــ يقدر ينال من التقدم ده مهما كان الخصوم وأيّاً كانت العقبات والتحديات 🙂 🙂

الضربة بقى اللى فى مقتل كانت قيام الرئيس  الصينى بدعوة الرئيس السيسى علشان يكون ضيف شرف إجتماع قمة الــ 20 القادمة اللى هــ تعقد فى الصين .. و ده لأن الدولة المضيفة من حقها توجه الدعوة لدولتين فقط على شرف قمة العشرين ، ولما التكون مصر هى إحدى الدولتين دوول ، يبقى مصر بتمثل حالة إستثنائية بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية ، إحدى القوى الإقتصادية والعسكرية الكبرى على مستوى العالم ، وأحد أضلاع خماسى مجموعة البريكس الإقتصادية .. و ده فى حد ذاته رسالة للغرب ولكل الدول المعنية فى علاقاتها الإقتصادية والعسكرية والسياسية والإستراتيجية بمصر والصين ، إن مصر فى القلب يا ولاد ستين ….. سلامة =D =D =D

ربنا يحفظ بلدنا من كل شر ، ويوفق خطانا وينصرنا على كل أعدائنا

لمتابعة تعليقاتكم