الزيارة

07 Apr 2016

الزيارة … !!!

————–

خلّونا نتكلم بهزار لأن القافية حكمت .. وبعدها نتكلم جد ..

بالنسبة للكلام الهزار .. فهو إننا لزم نأكد على إن الطلب على اللبوس النهارد هــ يبقى تاريخى بسبب زيارة الملك سلمان ، العاهل السعودى لمصر … وخصوصاً انكم هــ تلاقوا كلام كتير وتبريرات اكثر وكلها من مصادر موثوق منها طبعاً وكالعادة ، ومن نفس عينة اللى إتقال قبل كدة لما الرئيس السيسى راح السعودية كان علشان يشحت … وإحنا بدورنا ومن هذا المزنق بنقولكم ، إنه إذا كانت زيارة الرئيس السيسى للسعودية علشان يشحت .. يبقى اكيد زيارة الملك سلمان لمصر علشان يجيب الشيك =D =D =D 

بالنسبة بقى للكلام الجد … فــ مافيش شك إن زيارة الملك سلمان لمصر النهاردة تحمل دلائل مهمة ، وفيها ردود على كلام كتير وبتخرس ألسنة كتير إعتادت على النباح فى الفترة السابقة … و ده بالإضافة إلى إن الزيارة دى بتبعث رسائل لها معنى للغرب بشكل عام !!

أولا .. الزيارة مش مجرد زيارة بتاعة واحد كان معدّى قام قال يريح فى مصر ساعتين .. لأ .. دى زيارة تستغرق 5 أيام .. يعنى زيارة مطوّلة هــ يتم فيها مناقشة مواضيع كتيرة أوى وبالجملة !! .. وأى حد هــ يعتمد على التصريحات البروتوكولية بتاعة إنه هــ يتم فى المباحثات مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .. ده هــ يكون تصور ساذج جداً 🙂

ثانياً .. جزء من برنامج الملك سلمان فى زيارته لمصر ، هو زيارة البرلمان المصرى اللى شهد فى خلال الـ”48 ساعة” الماضية زيارة لوفود أمنية سعودية و مصرية لتأمين المجلس بكل مبانيه وقاعاته تمهيدا لاستلامه للإستعداد للحفل اللى هــ يقام لتكريم العاهل السعودى .. و ده فى حد ذاته زيادة وتأكيد فوق كل التأكيدات الدولية السابقة على شرعية البرلمان المصرى الحالى .. و دى نقطة مهمة جداً لازم نؤكد عليها ، سواء إتفقنا أو إختلفنا حول مستوى أداء المجلس و نوّابه !!

ثالثاً .. الملك سلمان بــ يصحب فى زيارته لمصر مجموعات إقتصادية ورجال مال وأعمال مع حقائب إستثمارية كاملة جاهزة لبدأ إستثماراتها فى مصر ولتجاوز كل معوقات الإستثمار الخارجى وتحقيق مناخ إستثمارى أمن بتدخل رئاسى مباشر مع معظم الوزارات المعنية من الحكومة ، و ده معناه إن دعم الإقتصاد المصرى من جانب المملكة العربية السعودية مش مجرد حفنة مساعدات .. لكن هــ يكون على هيئة دعم إستثمارى متكامل للنهوض بالإقتصاد المصرى ككل عن طريق 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم إقتصادية منهم 14 إتفاقية هــ يوقعهم الملك سلمان بنفسه .. وكمان هــ تشهد الزيارة وضع حجر أساس جامعة سلمان في مدينة الطور بتكلفة 300 مليون دولار، ومن المتوقع إنجازها بنهاية 2018 كجزء من برنامج تعمير سيناء

رابعاً .. توقيت الزيارة دى فى منتهى الأهمية ، لإنها جاية فى ظل تنامى الضغوط الدولية حول مصر باللعبة الحقيرة بتاعة ريجينى ، وتنامى الدعاوى بفرض عقوبات على مصر من الرأى العام الإيطالى اللى بيستقى معلوماته بكل أسف من أقذر إعلام فى الوجود وهو الإعلام المصرى الخاص ، اللى بيؤدى دوره بافضل مما تقوم به اجهزة مخابرات دول كارهة مصر واللى بيحصل فيها !! .. وبالتالى فــ الزيارة دى تعتبر رسالة للخارج بإن السعودية مش هــ تتخلى عن مصر أبداً …

خامساً … الزيارة دى رد على كل المشككيين وبتكشف بشكل مباشر وصريح معظم الإعلاميين اللى ماكانش لهم شغلة ولا مشغلة منذ شهور غير إنهم يتكلموا ويوصفوا ويحللوا مدى توتر العلاقات بين مصر والسعودية … لكن فجأة بدأ من إمبارح نفس الإعلاميون دوول يرتدوا ثوب الحكمة ، ويتكلموا عن الرد على المشككين فى قوة العلاقات المصرية السعودية .. وكأن اللى كان بيقول عكس كدة كانوا إعلاميين من المريخ !!

سادساً .. مصر والمملكة السعودية عارفين وشايفين إنه فيه عملية تشويه متعمدة للدور المصرى فى القضية الفلسطينية ومحاولات لسحب البساط من القاهرة من بعض الأطراف .. و ده شئ لا يمكن قبوله سواء من المملكة السعودية أو من مصر .. لأنه سواء شئنا ام ابينا فــ مصر هى دولة مواجهة ، وهى الدولة اللتى تمتلك القوة العسكرية والنضج السياسى الكافى للتعامل مع متغيرات الأمور فى هذه القضية !

سابعاً وليس أخراً .. الزيارة دى توقيتها يحمل دلالات قوية فى ظل تأزم الموقف الإقليمى ، وتزايد الضغوط على مصر والسعودية سواء سياسياً أو عسكرياً أو إقتصادياً .. لأن تداعى الأحداث بيقول إن مصر والسعودية فى خندق واحد وجبهة واحدة ، والتحديات الأمنية اصبحت ظاهرة وواضحة .. والتنسيق الأمنى والسياسى بين مصر والسعودية اصبح شئ لا ينفصل عن بعضه ، حتى لو بعض الأراء شافت عكس كدة ..

وفى النهاية أى حد بيتكلم على إن مصر بيتم الضغط عليها بشكل أو بأخر نظير دعم إقتصادى معين ، فــ أحب اقول إن ده من قبيل الهرى والتكهنات … ولو ده حقيقة ، فــ مصر مش بتقبل اى ضغوط ولا بتخضع لها مهما كانت التحديات ، لأنه _ببساطة خالص_  معارك البقاء ماينفعش يبقى فيها مجاملات .. لأن ده بيكون على حساب مصائر الشعوب ! … وعلشان كدة فــ الزيارة دى هى زيارة مهمة بكل المقاييس .. ونتوقع إن كل الملفات الإقليمية ستطرح على مائدة المناقشات .. وأكيد الرئيس السيسى وخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز هــ يضعوا رؤية تعيد ترتيب الأوراق فى المنطقة بما يتناسب مع حجم التحديات الموجودة واللى بيها  يتم حماية الأمن القومى العربى ككل .. والأمن القومى السعودى والمصرى بشكل خاص .. وخاص جداً

لمتابعة تعليقاتكم