مصر – الهند .. وعلاقة من نوع خاص

02 Sep 2016

مصر – الهند .. وعلاقة من نوع خاص .. !!

———————————————

بدايةً .. خلونا نقول إن زيارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى للهند فى التوقيت ده بالذات هو شئ مهم جداً وخصوصاً إنه بــ يسبق بــ ايام مشاركة مصر فى قمة مجموعة الــ (G-20) واللى تمت دعوة مصر لها كضيف شرف لتشارك على المستوى الرئاسى فى إجتماعات رؤساء أكبر إقتصاديات على مستوى العالم .. وأهمية الزيارة دى فى إن مصر بالإضافة لمكانتها .. فهى هــ تكون مدعومة بــ دولة بــ تمثل سابع دولة فى الترتيب على مستوى دول (G-20) بالإضافة طبعاً للصين رقم (2) صاحبة الدعوة لمصر .. وكمان روسيا رقم (14) وكلنا عارفين العلاقات الروسية المصرية وصلت لإييه 🙂

وزى ما ذكرنا فى مقال سابق إن العلاقات المصرية الهندية علاقات قديمة ووطيدة لأن مصر أحد أهم الشركاء التجاريين بالنسبة للهند في أفريقيا، وفي المقابل تعتبر الهند سادس أكبر شريك تجاري لمصر ، وهي ثاني أكبر جهة تصدير وعاشر أكبر مورد لمصر ، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنة المالية 2014-2015 نحو 4.76 مليار دولار فى قطاعات الغزل والنسيج ، والتصنيع ، وتخزين البضائع المتنوعة ، والبترول والبتروكيماويات، .. وتوجد بمصر حوالى 50 شركة هندية نشطة بإجمالي حجم استثمار يصل إلى نحو 3 مليار دولار وبتقوم الشركات دى بتنفيذ مشروعات مختلفة لصالح منظمات حكومية، و بــ توفر عمالة مباشرة وغير مباشرة في مصر تقدر بنحو 35 ألف عامل …

لكن فى نفس الوقت هــ نلاقى إن دولة الهند كان لها مواقف تاريخية دعمت فيها مصر بشكل كبير .. فــ مثلا هــ نلاقى إن الهند دعمت ثورة 23 يوليو 1952 وتوطدت صداقة قوية بين الزعيمين جمال عبدالناصر وجواهر لال نهرو واللى ظهرت من خلال مؤتمر باندونج عام 1955 لما تبنّى عبدالناصر ونهرو نفس التوجه في السياسة الخارجية وهو توجه حركة عدم الانحياز واللى كانت أساس العلاقات المصرية ـ الهندية … ولما حصل العدوان الثلاثى على مصر وقفت الهند مع مصر لدرجة التهديد بالإنسحاب من الكومنولث لو لم يتم إيقاف العمليات العسكرية ضد مصر … وفى العدوان الإسرائيلي عام 1967 أيدت الهند الموقف المصري وطالبت بعودة الأراضي المغتصبة .. وفى عهد السادات أيدت الهند مبادرة السلام فى نوفمبر 1977، ووصفت زيارة الرئيس السادات للقدس بأنها شجاعة وايجابيه .. وفى عهد مبارك كان فيه تعاون مصرى هندى وتبادل الرؤساء الزيارات .. وكان بــ يجري التنسيق بين مصر والهند فى المواقف على المستوى السياسى والإقتصادى … وحتى فى عهد المجلس العسكرى وفى فترة حكم الإخوان كانت الهند بتدعم مصر بشكل كبير ، وكان حجم التبادل التجارى بيرتفع من سنة للتانية

و زى ما قولنا من سنتين تقريباً إن مصر بتتمدد إقليمياً ودولياً .. وزى ما نشرنا من أقل من سنة سنة مقالنا عن زيارة الرئيس الغير رسمية للهند لحضور منتدى (الهند-أفريقيا) الإقتصادى .. نقدر النهاردة نقول إن مصر هــ تبتدى واحدة واحدة بداية من عام 2017 وبشكل تصاعدى ، إنها تحصد نتائج التحركات السياسية والإقتصادية اللى تمت بشكل مكثف فى خلال السنتين اللى فاتوا .. وخصوصاً بعد ما مصر نجحت بشكل كبير وغير متوقع ، فى إنها تصمد أمام كل المخططات والمحاولات اللى كان هدفها تركيع مصر أو هدمها إذا ما سمعتش الكلام 🙂

ومافيش أدل على كدة من نشر السفارة الهندية فى القاهرة على حسابها الرسمى على تويتر تصريحات منقولة عن رئيس الوزراء الهندى “ناريندرا مودى” قوله: “أود أن أعرب عن سعادتى بالترحيب برجل الإنجازات المتعددة فى أول زيارة دوليه رسمية له” …. و هى دى النظرة اللى العالم النهاردة بينظر بيها لمصر حتى لو لم يتم التصريح بها من بعض الأطراف … وهى إن مصر بــ تنجز وبــ تتقدم وبــ تتحرك بقوة وبسرعة وبــ تسابق الزمن .. لكن فيه أطراف مش عايزين المصريين يشوفوا ده .. وعايزين الناس تفضل عايشة داخل إطار الطاقة السلبية  و روح التخاذل والعنف اللفظى والبدنى .. وتغذية فكرة الهجوم على الدولة والقوات المسلحة على إعتبار إن هى دى روح جيفارا الثورية !!.

وعلى فكرة .. الناس اللى دايما بتقول إن مصر بتتحرك بشكل عشوائى وبدون خطة ، ياريت بس يبطلوا يتحفونا بأراءهم اللى مالهاش أى أساس غير بعض البوستات المنتشرة على الفيسبوك وبعض اللينكات من المواقع المشبوهة أو الماجورة .. وخصوصاً إن مصر دلوقتى بــ تنسلخ فعلا من التبعية لأى حد وبــ تتعامل مع كل الأطراف من منطلق القوة والمصلحة العليا للدولة فى إطار الأمن القومى المصرى مش أى حاجة تانية … وللأسف تلاقى نفس الناس دى هى اللى كانت زمان بتهاجم اللإدارة المصرية والرئاسة والجيش بإعتبار إنهم واقعين تحت التبعية الأميريكية ومواقفهم متخاذلة ألخ ألخ ألخ …. يعنى من الأخر كدة عاملين زى الناقد الرياضى اللى شغلته إنه ينقد وخلاص لمجرد إنه يحسس نفسه بالأهمية … والحمد لله .. فــ شغلانة الناقد المتفذلك دى أصبحت سهلة جداً لأن الناس دى بتقدر تمارسها من منازلهم أو حتى من على القهوة ، طالما عندك جهاز لابتوب أو حتى سمارت فون .. علشان تكتب من عليه إن الإقتصاد بينهار والدولة بتضيع .. والغلابة مش لاقية تاكل 😉

وشوف كمان حكمة ربنا يا مؤمن لما تتزامن زيارة الرئيس السيسى للهند مع زيارة جون كيرة وزير الخارجية الأميريكية بالصدفة ، ويطلب الوزير المبجل إنه يقابل الرئيس السيسى فى مقر إقامته بالصدفة برضوا .. وكمان يتكلم معاه عن دعم أميريكا للمواقف المصرية والتأكيد على إن العلاقات المصرية الأميريكية علاقات إستراتيجية .. والتأكيد كمان على إستمرار التشاور مع مصر حول مختلف القضايا الإقليمية وخصوصاً بالنسبة لتطورات الأوضاع بالنسبة للأزمات التي تمر بها بعض دول منطقة الشرق الأوسط، زى سوريا وليبيا … و كل ده برضوا بالصدفة قبل حضور مصر لقمة مجموعة العشرين 😉 … أحب أنا الصدف دى =D =D 

مرة أخرى .. زيارة الرئيس المصرى للهند فى التوقيت ده بالذات زيارة غير عادية .. وبالذات زى ما شرحنا .. إنها تأتى قبل ايام من مشاركة مصر فى قمة مجموعة العشرين .. ويشمل برنامج الزيارة عقد الرئيس السيسى مباحثات مع رئيس الهند “برناب نخرجى”، ورئيس الوزراء “ناريندرا مودى”، ونائب رئيس الهند “محمد حميد أنصاري”، بالإضافة إلى رئيسة البرلمان الهندى، ووزيرة الخارجية، وكمان الالتقاء بمجلس الأعمال المصرى الهندى .. يعنى الهدف من الزيارة سياسى إقتصادى و …. وعسكرى 🙂 .. وخصوصاً إن الرئاسة المصرية بتقوم بالزيارة دى مش كمجرد دولة ولكن كمحور إقتصادى عربى إقاليمى وكممثل لأفريقيا من خلال موقعها الريادى فى القارة الأفريقية واللى ظهر فى الفترة الأخيرة بوضوح مش مجرد كلام من خلال تصدر مصر للمشهد الأفريقى سواء من خلال اللجان الأمنية أو الإقتصادية أو تمثيل أفريقيا فى مجلس الأمن أو حتى فى مؤتمر المناخ العالمى اللى إنعقد فى فرنسا من كام شهر 🙂

مصر قادمة بقوة … بجهد أبنائها وعزيمتهم وتظافر كل المؤسسات لإنجاح التجربة الجديدة .. اللى لو ربنا مد فى عمرنا شوية هــ ييجى علينا يوم ونشاور ونقول “التجربة المصرية” أهى ..

لمتابعة تعليقاتكم