08 Nov 2017
الأحداث الساخنة فى المنطقة من منظور مختلف .. !!
————————————————–
ناس كتيرة أوى عندهم حالة من الصدمة من تداعيات الأحداث السياسية فى المنطقة .. وبالأخص ما يحدث فى المملكة العربية السعودية من أحداث متلاحقة … وناس تانيين شاغلين نفسهم أوى بالتفاصيل الدقيقة للأحداث ، وبــ محاولة تحليلها وفهم ما خلفها … وناس تانيين قلقانين جداً من اللى بيحصل .. وخايفين على إستقرار المملكة ، اللى هى ركيزة أساسية من ركائز ودعائم إستقرار المنطقة ، وإنعكاس ده على الدولة المصرية داخلياً ، وعلى ملايين المصريين العاملين فى المملكة العربية السعودية ، ودول الخليج.
وبصراحة .. سواء دوول أو دوول ، أو دوول .. كلهم معاهم حق … لأن اللى بيحصل فعلا خطير .. والتداعيات السريعة بتقول إن اللى بيحصل ده ، مش مجرد قرار وقتى ، نامت القيادة السعودية بالليل وصحيت الصبح قررت تنفذه .. لأ طبعاً .. دى قرارات مدروسة كويس جداً .. ومترتبة .. ومبنية على معلومات سابقة ، وإستراتيجية مستقبلية ، بالتنسيق مع أطراف كتيرة
وطبعا كالعادة .. إمتلأت صفحات السوشيال ميديا والقنوات الفضائية والمواقع الإخبارية بتحليلات كتيرة جداً .. لكن الأهم من التحليلات هو الخبراء اللى أدلوا بدلوهم فى الأحداث من جميع الجوانب ، واصدروا أحكام قطعية على طريقة العالم ببواطن الأمور اللى موجود داخل المطبخ السياسى .. ومش المطبخ السياسى بس .. لكن ده داخل الدائرة الحمراء العليا اللى كل المعلومات الأمنية والإستراتيجية مكشوفة لكل العاملين داخل نطاقها .. و اللى يستحيل على أى حد إنه يوصل لها مهما كانت درجة قربه وإحتكاكه بدائرة صنع القرار على المستوى الأمنى والسياسى !!
بعض الخبراء بيتكلموا عن فكرة إنقلاب تم إجهاضه فى الوقت المناسب قبل ما يطيح بالقيادة السعودية .. وخبراء تانيين بيتكلموا عن عملية تثبيت دعائم الحكم عن طريق الإطاحة بكل المعارضين أو اللى لهم شبهة معارضة للنظام الحالى … وخبراء تانيين بيتكلموا عن التجهيز لحرب طائفية ضد إيران ورجالات إيران داخل وخارج السعودية .. ومجموعة قليلة بــ يأكدوا التصريحات الرسمية للمملكة ، إن كل اللى بيحصل ده جزء من حرب الدولة على الفساد .. بالإضافة لبعض التكهنات الأخرى اللى بتربط بين ده و ده على طريقة من كل بستان وردة !!
والحقيقة إحنا مش هــ نعمل زى أى حد .. ولا هــ نرتدى عبائة الخبير الإستراتيجى ، ولا ثوب العالمين ببواطن الأمور من داخل المطبخ السياسى من عند الشيف أيمن .. لكن كل اللى هــ نعمله هو إننا هــ نربط الأحداث والتصريحات مع بعضها علشان نوصل لأقرب نقطة لفهم ما يحدث .. وخصوصاً إن الأحداث أصبحت متشابكة ، وكل الخيوط اصبحت منفدة على بعضها ، وكل الطرق بــ تؤدى قطعا إلى روما ….. بمعنى:
*هل الموضوع كان إنقلاب تم إجهاضه ….. شئ وارد !!
*هل القصة هى عملية تثبيت الحكم داخل البيت السعودى والإطاحة بكل المعارضين .. ممكن جداً
*هل اللى بيحصل جزء من حرب الدولة على الفساد … أكيد بنسبة كبيرة
لكن الأهم من كل ده هو الرؤية الشاملة للمنطقة فى ثوبها الجديد على خطى خارطة الطريق فى خطة 2030 ، واللى هــ يخلى المنطقة تخرج بالكامل من إطار الكيانات الإقتصادية الفردية ، إلى إقتصاد الدولة بكل ما يعود على المواطن فى الدولة دى من فوائد مستقبلية على طريق التنمية المستدامة … وكمان محاولة إنقاذ الشرق الأوسط كله من مخاطر المواجهة الشاملة مع الإرهاب ، والإنتصار فى حرب البقاء اللى بتواجه مصر ودول الخليج العربى اللى بتقوده دول مثلث المواجهة (مصر/السعودية/الإمارات) … و ده ياخدنا لمشهدين مهمين جداً جداً نقدر نربطهم بالأحداث الحالية:
- المشهد الأول:
هو كلام الرئيس السيسى فى قمة الرياض اللى كان موضوعها هو مكافحة الإرهاب والقضاء عليه لما الرئيس السيسى قال: أن المواجهة الشاملة مع الإرهاب تعني بالضرورة.. مواجهة كافة أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل.. والتسليح.. والدعم السياسي والأيديولوجي.. فالإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح.. وإنما أيضا من يدربه.. ويموله.. ويسلحه.. ويوفر له الغطاء السياسي والأيديولوجي.
ودعوني أتحدث بصراحة وأسأل: أين تتوفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين.. ومعالجة المصابين منهم.. وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ مَن الذي يشتري منهم الموارد الطبيعية التي يسيطرون عليها.. كالبترول مثلاً؟ مَن الذي يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات؟ ومِن أين يحصلون على التبرعات المالية؟ وكيف يتوفر لهم وجود إعلامي عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟
- المشهد الثانى:
هو حديث ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى منتدى مبادرة المستقبل اللى إنعقدت فى السعودية من كام أسبوع ، واللى تم الإعلان فيها عن مشروع نيوم لما قال فى حديثه عن الإجراءات المستقبلية للنهوض بالمملكة … “السعودية لم تكن كذالك قبل سنة 79 ، والسعودية والمنطقة كلها إنتشر فيها ما يسمى بمشروع الصحوة بعد عام 79 لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها .. ونحن فقط نحاول أن نعود إلى ما كنا عليه .. الإسلام الوسطى المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان … و 70% من الشعب السعودى أقل من 30 سنة .. وبكل صراحة ، نحن لن نضيع 30 سنة من حياتنا فى التعامل مع أى أفكار متطرفة .. وسوف ندمرهم اليوم وفوراً”
وطالما إحنا بنتكلم عن دول مثلث المواجهة فى المنطقة (مصر والسعودية والإمارات) .. فــ لما نربط المشهدين دوول ، بالإجراءات الأخيرة اللى حصلت .. هــ نلاقى إن ده بــ ياخدنا للأسماء اللى تم إعتقالهم والتحفظ عليهم فى القرارات الأخيرة !! … طب هو مش فيه أكثر من شخص ممّن تم التحفظ عليهم ، كانوا مثلا من أهم الداعمين للحملة الإنتخابية لهيلارى كلينتون منفذة ومهندسة مشروع الإسلام السياسى ، وأحد أهم الداعمين للتنظيمات الإرهابية فى المنطقة !!؟؟ …
طب مش بعض الأسماء الموجودة فى القائمة دى ، لهم علاقات إقتصادية وغير إقتصادية مع النظام القطرى الممول الرئيسى للإرهاب فى المنطقة ، والداعم لأى إجراءات ومناوءات ومعارضة للنظام السعودى على إعتبار إنظام القطرى كان يطمح بمركز الزعامة للبيت الخليجى بالكامل مع ضمان التوسع على حساب الأراضى السعودية زى ما شرحنا فى مقالات سابقة
طب مش بعض الأسماء الموجودة فى القائمة ، تمتلك قنوات فضائية بمجموعة قنوات متكاملة ، كانت بــ تبث سموم الفكر المتطرف وقامت بإفساد عقول أجيال وأجيال من المتابعين مش فى السعودية فقط ولكن فى كل دول المنطقة ، والدول الناطقة باللغة العربية !!؟؟
لكن الأهم من كل ده واللى مرتبط إرتباط مباشر بالقرارات الأخيرة ، هو إن السعوديه اقتنعت ان وجودها كقوة اقليمية مرتبط بوجود ضرورة ملحة لاحداث تغييرات جذرية سواء مجتمعياً ، أو اقتصادياً ، أو سياسياً ، أو حتى في تركيبة الحكم بما يتناسب مع الوضع الداخلي ، و ما يتلائم مع النظام العالمى الجارى تكوينه حالياً …. و هى بالفعل قرارات جريئة و شجاعة …. كان بــ يتمناها فئة كبيرة جداً من الجيل الجديد الشاب اللى بـ يكون ثلثي السكان فى المملكة .. وعلشان كدة الاجراءات دى لاقت قبول واسع و حماسا كبير من رجل الشارع السعودى و خاصوصاً الشباب …. والأهم إن اللى حصل ده كله بــ يصب في اتجاه التغيير الاستراتيجي اللى بــ يحصل …. و اللى بــ يتطلب حاكم قوى يؤمن به و يدعمه رجل الشارع هناك … مع الوضع فى الإعتبار إن كل ده تمهيد لتغييرات كتيرة هــ تحصل فى المنطقة سواء على الصعيد الإقتصادى أو السياسى !
أما عن الكلام والتكهنات اللى بــ تتقال عن الفساد ، والتواطؤ مع دول أخرى على حساب النظام , ومحاولات التنسيق لقلب نظام الحكم .. ومحاولة النظام تثبيت دعائمه فى مواجهة معارضيه .. فــ كل دى حاجات مالناش علاقة بيها ، وتخضع لتقييم ومعلومات الجهات الأمنية والسيادية المسئولة عن حماية الدولة والمنطقة سواء كان ذلك بالتنسيق أو بالإتفاق مع أطراف إقليمية ، أو دولية .. يعنى من الأخر كدة ماحدش عنده تفاصيل عن أى شئ .. و إن كانت الأرقام المبدئية عن الفساد لواحده مرعبة و خارج نطاق التصور …..
عموماً مالناش دعوة إحنا يا موهى 🙂 🙂 🙂
اللى إحنا بنقوله ده هو مجرد محاولة لربط الأحداث ببعضها البعض .. ومحاولة كمان لتنبيه اصدقائنا بعدم السقوط فى فخ الإنفرادات والتصريحلات والتحليلات القادمة من داخل المطبخ السياسى ، لأنها كلها بتبقى شيقة جدا ، وشكلها حلو ومنمق .. وإحنا كلنا بــ نتابعها بشغف شديد بهدف معرفة حقائق الأمور ، برغم إن كل اللى بيتكلموا مايعرفوش فعليا أكثر مما هو مسموح لهم بمعرفته ، واللى لا يتجاوز قمة جبل الثلج بأى حال من الأحوال 😉 🙂