اليمن التعيس .. وسلسال الدم

05 Dec 2017

اليمن التعيس .. وسلسال الدم .. !!

———————————

الثورة نجحت !!؟

الأنظمة القمعية سقطت !؟

الشعوب إتحررت !؟

الديموقراطية إنتشرت !؟

حلوة الثورة مش كدة … !!!!!

هى دى مأساة كل واحد آمن بما تم تلقينه له على إيدين عملاء وإعلام الغرب وتابعهم قفة فى دولة الجزيرة .. إنك علشان تبنى دولة ، يبقى لازم تهدها الأول … وهم مش عايزين منك أكثر من تنفيذ النص الأولانى من الجملة … إنك تهد .. وبعدين إبقى ورّينى مين هــ يسمحلك بعد كدة إنك تبنى … وخصوصاً لما تكون انت واللى حواليك ماعندكمش الوعى الكافى لإستيعاب إنكم كنتم مجرد لعبة او اداة فى إيدى من يحركونكم من خلف الستار كعرائس الماريونيت التى لا تمتلك أى إرادة غير إرادة الإستجابة للأحبال والعصي التى تحرككم  !!

والموضوع مش موضوع اليمن .. لكنه موضوع منطقة كاملة مستهدفة .. ومخطط إسقاطها كان جاهز ومازال .. والأسباب كتيرة أوى .. شرحناها كلها بإسهاب وبتفاصيل التفاصيل على مدار 4 سنوات كاملة .. ووصلنا النهاردة لمرحلة إن كل شئ اصبح واضح وعلى عينك يا تاجر

اللى حصل إمبارح مع رئيس اليمن السابق على عبدالله صالح هو نسخة مكررة من اللى حصل للقذافى وصدام حسين ، واللى بيحصل فى اليمن إجمالا هو اللى حصل فى ليبيا والعراق .. مع ملاحظة إن الرئيس السابق على عبدالله صالح أساء التقدير بمحاولة اللعب على كل الحبال … يعنى حارب الحوثيين الأول وهاجم إيران علشان السعودية تساعده .. وبعدين لما الدنيا باظت .. إنضم للحوثين وإتفق معاهم ضد قوات التحالف … وبعد محاولات مضنية من السعودية والإمارات .. ومفاوضات على مدار شهور .. قدروا يخلوه يغير موقفه وينقلب على الحوثيين .. واللى إنتهت بإحتلاله مبنى التليفزيون ، وسيطرة القوات الموالية له على ضواحى صنعاء … لكن بكل أسف .. كانت النتيجة النهائية هى إغتياله بالصورة اللى إحنا كلنا شوفناها .. واللى تحمل قدر كبير من علامات الإستفهام حول إزاى شخص زى ده ، وبلده فى حالة حرب اهليه ، وأى قطة معدية فى الشارع شايلة معاها سلاح .. وكمان مليشيات الحوثى كانت أعلنت منذ 3 شهور إنها بتخطط لقتله أو إعتقاله على اقل تقدير .. وييجى هو يتحرك بسيارته كدة ، وتحت حراسة بسيطة جداً كدة .. وكأنه تم إستدراجه لفخ محكم ….. لكن النهاية دى كانت شئ متوقع بشكل أو بأخر … لأن على عبدالله صالح ، بالأسلوب اللى إتبعه .. جعل من نفسه مجرد كارت فى إيدين القوى السياسية المتصارعة فى المنطقة .. تم التضحية به على إيدين احد الأطراف .. نكاية فى الطرف الأخر .. على طريق تحقيق مكسب سياسى على الأرض المحروقة

لكن الموضوع مش كدة وبس .. فــ على عبدالله صالح كانو بيسموه فى اليمن “الجنىّ” .. لأنه له اذرع فى كل مكان فى الدولة .. ويعرف إزاى يتعامل مع كل الأطياف والقبائل الموجودة ، لأنه فاهم ايديولوجيتهم الفكرية والقبلية والعقدية كويس جداً .. و ده غير فهمه لمكونات الدولة بحكم انه كان رئيس اليمن لسنين طويلة ..  وبالتالى فهو كان يملك من الثقل اللى يخلي إنضمامه للتحالف العربى ، إضافة قوية ، تقدر تغيّر موازين القوى على الأرض .. وعملية إغتياله أفشلت النقطة دى .. وكمان وضعت اليمن تحت رحمة سيناريو من إثنين .. إما نشوب حرب أهلية طاحنة تأكل الأخضر واليابس وتؤدى فى النهاية إلى تدخل أطراف دولية معنيين بشدة بالتواجد على الأرض فى المنطقة دى … أو تفوّق حوثى مما يعنى سقوط البلاد بالكامل فى قبضة مليشيات الحوثى المسلحة وسيطرة إيران على مجريات الأمور فى الداخل اليمنى …. وسواء كان السيناريو الأول أو الثانى .. فــ فى كل الأحوال .. ده يصب ضد مصلحة السعودية والإمارات .. ومن خلفهم مصر … وخصوصاً لما نرجع بالذاكرة شوية للخلف .. ونفتكر عملية إطلاق الصاروخ الباليسى على الرياض من كام أسبوع .. فما بالنا بقى لما تكون الأمور منفلتة بالكامل .. ياترى هــ يكون إييه حجم التهديد لدولتى السعودية والإمارات !!

إمبارح نشرنا ستاتيوس قصيرة بــ نقول فيها إن اللى حصل لعبدالله صالح مش بعيد عن إنعقاد القمة الخليجية لمجلس التعاون الخليجى .. والحقيقة إننا إستغربنا جداً إن البعض ماقدرش يربط بين الإثنين .. برغم إن الموضوع أوضح من أن يتم تجاهله .. لييه بقى !!؟؟ … لأن القمة الخليجية تقرر إنعاقدها بعد سلسلة من الوساطات والمفاوضات من جانب دولة الكويت .. وقبل القمة كانت المناوشات السياسية والإعلامية مستمرة .. والحديث عن الــ 13 مطلب لدول المواجهة أو المقاطعة _أياًّ كان المسمى_ مسألة مافيهاش فصال ، فى الوقت اللى اعلنت فيه قطر إنها وافقت على تنفيذ 6 مطالب فقط .. وصرحت الخارجية القطرية كمان إن الأمير تميم هــ يحضر القمة بنفسه .. وإن قطر تأمل فى أن تسود روح الود والتعاون بين دول المجلس .. وألا يضطروا إلى الإستعانة بطرف غربى … يعنى غرور وإستعلاء وتهديد فهمى نظمى رسمى !!!

طب علشان قطر تدخل إجتماع القمة وظهرها متأمن .. يبقى لازم يكون فيه فى إيديها الحد الأدنى من كروت اللعب .. والكارت ده كان هو كارت التهديد الأمنى … وعلشان كدة كان لازم يتم إغتيال الرئيس السابق “على عبدالله صالح” فى رسالة واضحة من الفرس ، أكبر داعمى قطر الأن .. إن اللى مش هــ يسمع الكلام هــ يكون ده مصيره .. ده أولاً …. اما ثانياً .. فالوضع فى اليمن يتجه للفوضى .. ومفتاح السيطرة على الأوضاع هــ يكون فى إيدين الإيرانيين .. وبما إن اليمن تشكل أكبر تهديد مغروز فى خاصرة الدولة السعودية …. يبقى بالرحة كدة علينا يا عمو .. وماتشدش أوى مع قطر .. علشان الرد هــ يجيلك من الجنوب اللى مفتاحه معانا !!! … و زى ما ذكرنا إن مليشيات الحوثى أعلنت من 3 شهور عن نيتها لإغتيال صالح أو إعتقاله على أقل تقدير .. طب لييه ده يحصل دلوقتى بالذات .. وبالتوازى مع إجتماع قمة مجلس التعاون .. وبعد تمكن السعودية من ضمه لمعسكر التحالف العربى ضد المشروع الإيرانى !!؟؟ .. سؤال مش محتاج إجابة 🙂

ويبقى السؤال … هل الصورة هــ تقف عند هذا الحد !!؟؟ .. طبعا لأ .. لأن اللى بيحصل فى المنطقة هدفه كبير أوى .. يتخطى كل الأهداف المباشرة .. لأننا دلوقتى أمام حرب بالوكالة بشكل رسمى وواضح .. وإنفلات الأمور فى اليمن أو سقوط الدولة فى براثن الحوثى أو حتى التدخل الدولى .. وبالتكامل مع محاولات التواجد العسكرى الأميريكى والتركى فى الصومال واثيوبيا .. هــ يكون فيه تهديد كبير على مضيق باب المندب المعبر الرئيسى الموصل لقناة السويس شريان التجارة العالمية وشريان الحياة لمصر .. واللى بتقوم عليه أكثر من 50% من خطط التنمية الإقتصادية المصرية فى الــ 15 سنة القادمين .. و ده طبعا ناهينا عن تهديد السعودية ، كأكبر حليف إستراتيجى لمصر فى المنطقة .. علشان ندخل فى نطاق مبدأ العصا والجزرة .. أو سيب وأنا اسيب .. وبالتالى إما النجاح فى كسر التحالف المصرى السعودى والعربى .. أو إستنزاف دول الخليج و إستنزاف مصر و الجيش المصرى فى محاولات حماية الأمن القومى والعربى بعد إشعال الحروب فى المنطقة 😉 🙂

ياترى عرفنا مصر بتشترى رافال لييه ؟؟

ياترى عرفنا مصر بتمتلك ميسترال النهاردة لييه !؟

إنت يا كابتن ياللى واقف هناك لسه بتسأل مصر بتشترى سلاح لييه !؟

طب إنت يا كابتن ياللى قاعد على جنب لسه مش فاهم مصر بتشترى سلاح لييه !؟

طب حبايبنا بتوع الجيش مكانه الحدود .. حد منهم لسة مش فاهم حدود الأمن القومى المصرى إييه !!؟؟

وبعد كل الفيلم ده .. وبعد التضحية بــ على عبدالله صالح من جانب المعسكر الإيرانى .. وبرغم كل الضغوط .. جاء الرد العربى الخليجى النهاردة على هيئة غياب ملك السعودية والبحرين وسلطان عمان ورئيس دولة الامارات عن حضور القمة الخليجية ، واللى ماحضرش فيها من الرؤساء غير أمير الكويت ، وتميم …. ولما نحط على ده كمان .. الاعلان عن اتفاقية التعاون الثنائي بين السعودية والامارات قبل بدية القمة بكام ساعة .. وقبل مرور 24 ساعة على اللى حصل فى اليمن .. فــ ده يعتبر رسالة لقطر وكل حلفائها .. إن الأمور وصلت زى ما قولنا قبل كدة لمرحلة اللاعودة  .. وإن يوم البيان الرباعى ضد قطر فى 5 يونيو الماضى كان يوم مفصلي .. اللى قبله كان حمادة .. واللى بعده حمادة تانى خالص 🙂

و علشان نجيب من الأخر .. كل المحاولات المسعورة لإشعال المنطقة هــ تبوء بالفشل .. لأن التنسيق بين مصر ودول الخليج أو دول المواجهة زى ما بنسميها ، على اعلى مستوى .. ومصر بتخطى معاهم وبيهم بخطوات ديناصورية ثقيلة .. يمكن تكون بطيئة .. لكنها مؤثرة .. لأنها حرب وجود .. والفائز فيها هو الأذكى والأهدأ والأقوى تاثيراً .. لأن الحرب بالوكالة فى المنطقة دلوقتى على أشدها .. ومشروع الفوضى الخلاقة بــ يقاتل علشان يستمر .. واللى حصل إمبارح فى اليمن ، كان مخطط له إنه يحصل من كام اسبوع فى لبنان .. علشان تقوم حرب طائفية تشعل المنطقة بالكامل .. واللى تم إجهاضة بالتنسيق بين مصر ودول الخليج .. وطالما فشل فى لبنان .. يبقى نشعله فى اليمن .. ولو فشل فى اليمن يبقى نولعه فى مكان تانى وبأسلوب تانى .. المهم إن الوضع يفضل مشتعل طول الوقت ..

لكن مصر مش هــ تسمح بكدة … البحر الأحمر بحيرة مصرية ، شاء من شاء وابى من أبى .. ومحيط الأمن القومى المصرى والذى يشمل جميع الدول داخل نطاق المجال الحيوى لمصر مافيهوش هزار .. والتحركات المصرية السياسية على الساحة الدولية وتقديراتها لمستقبل الأوضاع فى المنطقة دايما فى محلها .. ومحاولاتها لوقف كل أشكال التدمير الذاتى للأوطان بتجيب ثمارها .. و ده اللى وضح فى تطورات الأوضاع الإيجابية فى العراق وسوريا وليبيا وجنوب السودان .. والبقية تاتى

طب الوضع فى اليمن رايح على فين !؟ .. ده اللى هــ يظهر فى الأيام القادمة .ز لأن الوضع فى اليمن يحكمه النعرة القبلية .. وأنصار على عبد الله صالح وأبنائه من قبائل وعشائر كثيرة بالإضافة لأنصاره من حزب المؤتمر ، أكيد هــ يكون لهم كلمة .. ورد فعل على اللى حصل بعد ذهاب الصدمة … بس أهم شئ إننا نخلى بالنا من محاولات تشويش الصورة .. و بص العصفورة .. وكل عمليات طمس الحقائق ، على الأقل بالنسبة للحبيبة مصر … لأن الــ 6 شهور القادمين بالذات … وفى وسط كل الأحداث اللى بتمر بيها المنطقة من حوالينا .. هــ يكونوا من اهم الفترات فى عمر الدولة المصرية الحديثة ..

دولة 3 يوليو 2013

لمتابعة تعليقاتكم