20 Nov 2014
البيان المشكلة !!!
—————
حالة من الإرتياب وعدم الفهم ، بل وعدم الإرتياح حصل إمبارح والنهاردة فى أعقاب البيان التكميلى الصادر من المملكة العربية السعودية بخصوص قطر ، و كمان بيان رد الرئاسة المصرية عليه …
ولكى لا نسقط فى فخ التسرع اللى ممكن يفقدنا حسن الرؤية والتدبر ، ونقع فى نفس اللى وقعت فيه إمبارح صفحات كتير ، وأفراد ، وحتى صحفيين ، وبرامج توك شو .. منهم اللى بيهاجم البيانين المصرى والسعودى ، ومنهم اللى بيطبل وخلاص بدون رؤية حقيقية ، إحنا هــ نحلل اللى حصل فى محاولة للفهم بدون تأييد أو شجب .. 🙂
بصّوا بقى ..
لو لاحظتم فى كل الدول اللى إنهارت فى المنطقة أو حتى على وشك الإنهيار ، هــ نلاقى إن الحل دايما كان من الخارج !!! … بمعنى .. إن الحل بيتم فرضه أو طلبه من القوى الدولية ، .. العراق/أنجلو أميريكى .. ليبيا/حلف الناتو .. سوريا/تحالف دولى .. اليمن/قول وماتعدش … ودايما فى الخلفية يظهر التنظيم الدولى للإخوان ، وفرق التأسلم السياسى !!! …
لكن المرة دى كان لازم يــ يجى الحل من جوة البيت وإحتواء الأزمة داخلياً وعدم السماح بتطور الأزمة لأسباب كتير .. لأن تدخل أى قوى دولية أو إقليمية لحل الأزمة فى حالة تفاقمها ، ممكن يأثر على المنطقة كلها ، ويشعل الوضع الحالى واللى أنا بــ أسمّيه “حالة الإستقرار المترقب” اللى بــ تشوب دول المنطقة اللى لسة مستقرة نسبياً لغاية دلوقتى.
لازم كمان نأخد بالنا إن الخناقة كان جزء كبير منها بسبب دعم دول الخليج كلها لمصر ، ماعدا النظام القطرى .. وقطر كدولة ، هى خنجر فى قلب مجلس التعاون وممكن ترتكب أى حماقة تأثر بيها على إقتصاد دول مجلس التعاون للعند فقط وخصوصا إن قطر عندها أعلى إحتياطى غاز فى المنطقة ، .. أو إن النظام القطرى يرمى نفسه فى أحضان الشيطان بشكل علنى ، ونلاقى بقى إيران و أميريكا فى وسطنا فجأة !!
كمان دول الخليج أصبحت متأكدة إن قطر كانت بــ تدير عمليات قذرة ، وبتدفع فلوس مالهاش حصر ، لزعزعة الوضع الداخلى لدول الجوار الخليجى وخصوصاً السعودية ، والكلام ده خطير جداً ، لأن الصراع الإقليمى بيشكّل تهديد كافى لمصر و دول الخليج ، وعلشان كدة الأنظمة الأمنية محتاجة تحيّد بعض الجبهات علشان مايتمّش إشعال الوضع الداخلى فى الدول دى.
وإذا كانت لعبة السياسة والموائمات الدولية ، بــ تخلّى فيه تنسيق سياسى وإستراتيجى بين دول المواجهة علشان يبقى فيه موقف موحد .. فــ أكيد جضراتكم لاحظتوا إن لغة البيان السعودى ، هى مناشدة من الملك عبدالله لمصر لدعم إتفاق الرياض التكميلى مع قطر ، وفى نفس الوقت تثمين لدور مصر فى المنطقة ، .. واللى ردت عليه مصر ببيان سريع ترحب بالإتفاق ومايمنعش إن البيان يرمى جملة كدة فى النص بتقول “نتطلّع معا إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي وتبث الأمل والتفاؤل في نفوس شعوبنا” … ولازم ناخد بالنا إن البيان المصرى كان رد على البيان السعودى وموافقته على وجه النظر السعودية من غير مايجيب سيرة قطر خالص فى الموضوع ، وكأنها مش معنية بالأمر !!
يعنى ماحدش يقنعنى إن البيان السعودى كان مفاجأة لمصر أو إنه تم بدون تنسيق متبادل وخصوصا إن اللغة اللى فى البيانين كانت تقريبا واحدة وكأن اللى كتبهم هو شخص واحد .. !! =D
النظرة المتأنية برضوا تقول إن لعبة البيانات المتبادلة دى ، وضعت قطر فى مزنق ، إنها لازم ترد ببيان مماثل ، وتعلن نواياها بشكل رسمى بعد ما مصر أظهرت نواياها بإنها عندها إستعداد للمصالحة. 🙂
أما إنهاء حالة التوتر والخلاف أو على الأقل وضعها فى الثلاجة وبضمانات دول الخليج مجتمعة ، ده هــ يخلّى من الضرورى إنه يحصل لقاء قمة مصرى قطرى وممكن يكون الإجتماع فى دولة محايدة ، يترتب عليه إتفاق معين فيما يخص السياسة القطرية تجاه مصر ، وخصوصا السياسة الإعلامية … مفهومة طبعاً ..
أصدقائى ..
قطر دولة ، مش جماعة أو تنظيم ، .. ودولة غنية كمان ، ولا يمكن حل الخلاف معها بأسلوب العنف أو إعلان العداء ، لأن السياسات الدولية شئ متشابك جداً ، ومصر برغم كل اللى قطر عملته ولسة بتعمله ، مافكرتش تقطع العلاقات أو تسحب السفير .. ولكن كل اللى عملته هو إستدعاء السفير للتشاور .. وده معناه إنه برغم كل الشد والجذب بين الإدارتين المصرية والقطرية فى الفترة اللى فاتت ، إلّا إن مصر كان عندها الرؤية المستقبلية إن حل المشكلة مش هــ يتم غير عن طريق الدبلوماسية واللعب المخابراتى 🙂 … ولو حضراتكم لاحظتم إنه برغم هجوم صفحة كلام فى الصميم على السياسات القطرية فى أكثر من مناسبة ، إلّا أننا عمرنا ما طالبنا بقطع العلاقات أو بأى رد فعل عنيف من جانب مصر زى ما فيه ناس كتير كانت بتطلب ده 🙂
أنا مع اللى بيقولوا إن ذيل “الــ…..” عمره ما هـيتعدل ، وقطر ماتقدرش تاخد قرار بإنها تبقى “سو كيوووت” فجأه لأنها ببساطة جدا ماتملكش إنها تأخذ قرار زى ده .. وعلشان كدة ياريت بس ماحدش يستعجل الأحداث لأن اللى بيتم طبخه داخل المطبخ السياسى ، أكيد ماحدش يعرف عنه حاجة ، والأيام القليلة القادمة هــ تجاوب على أسئلة كتير .. وعلشان كدة كل اللى مطلوب إننا نثق فى القيادة المصرية ، لأن كل خطوة بــ نخطيها لقدّام أكيد فى مصلحة مصر والشعب المصرى