سوريا .. والخلاصة فى كبسولة

13 Apr 2018

سوريا .. والخلاصة فى كبسولة!!

———————————

حديث الساعة هو عن تصاعد الأحداث فى سوريا .. ومافيش حد فينا إلا وهو متابع لكل اللى بيحصل .. فيه ناس مش فاهمة .. وناس ساكتة وبيتابعوا بكل قلق .. وناس مستنية حد يفهمها  .. وناس إرتدت ثوب الخبير الإستراتيجى اللى لازم يدلى بدلوا فى الموضوع أحسن بعدين الناس تقول عليه حــ … إحم .. وناس إرتدت خوذة العالم ببواطن الأمور ، وبدأوا يتكلموا بالنيابة عن الأجهزة الأمنية ، وبيرسموا التحركات والخطوات القادمة ، وكأنهم لسة مخلصين  إجتماعهم حالا مع مديري الإستخبارات الغربية !!! … فى الوقت اللى ماحدش فعلا عارف إييه اللى هــ يحصل كمان ساعة .. ولا حتى عارف إييه اللى بيحصل فعلياً على الأرض .. وهو ده يمكن اللى مخلينا ساكتين لحد النهاردة ولم ننجرف وراء طوفان الفتاوى برغم إستلامنا لــ كم هائل من الرسائل اللى بتسأل وتستفسر إما بدافع محاولة الفهم ، أو بدافع القلق على بلدنا مصر .. وعلشان كدة .. و زى ما عودناكم على تأصيل الأمور .. فإحنا هــ نتكلم النهاردة فى نقاط محددة ومباشرة من منطلق تحليلى بحت .. علشان نفكك الطلاسم الصورة المعقدة والمتشابكة .. لأنها معقدة ومتشابكة بالفعل ومتصلة بملفات تانية كتيرة خارج المسرح السورى كمان

أولاً .. اللى بيحصل ده كله مسرحية دولية بمشاركة جميع الأطراف .. ومافيش حرب حتحصل بالمعنى اللى انتم خايفين منه .. لأن إحنا اساساً أو المنطقة بشكل عام فى حالة حرب من سنة 2011 .. وكل اللى بيحصل اليومين دول وحالة التصعيد الغير مسبوقة هو فقط ما يعرف فى أبجديات المواجهات الدولية بسياسة حافة الهاوية … يعنى كل الأطراف تتجمع وتحشد وتتراشق كلاميا وتطلق بيانات شديدة اللهجة .. ومنشورات عسكرية وقرأن .. لحد ما كل واحد يجيب أخره .. وبعدين نقعد كلنا مع بعض ونتفق وكل واحد ياخد الحتة بتاعته ، بناء على حجم وإمكانيات الكروت اللى فى إيد كل طرف من الأطراف … وخصوصاً إن كل القوى الدولية عارفين إمكانيات بعض كويس .. ومافيش حد فيهم عنده إستعداد يدخل فى مواجهة مسلحة مباشرة ، ممكن تؤدى لفناء الطرفين .. و ده شئ مش جديد على فكرة .. وحصل مرتين قبل كدة … مرة فى سوريا لما بوتين حط منظومة الصواريخ الروسى فى سوريا ايام اوباما وقال إن روسيا مستعدة وجاهزة لحرب عالمية ثالثة ، وإن اللى هــ يدخل دمشق لازم الأول يمر من الكريملين .. والمرة الثانية لما وصلت حالة التصعيد بين كوريا الشمالية واميريكا لذروتها لدرجة التهديد بضربات نووية .. وبعيدن فسسسسسسسسس .. وأعلن رؤساء الدولتين (كيم جونج أون و دونالد ترامب) إنهم هــ يقعدوا مع بعض ويبوسوا بعض من بقهم 🙂 … يعنى من الأخر .. مافيش ضربة عسكرية فى سوريا .. وحتى لو حصلت ، فــ هتبقى مجرد ضربة محدودة بإتفاق الجميع لحفظ ماء الوجه !!

ثانياً .. حالة التصعيد دى كلها هى عبارة عن مواجهة مباشرة بين المعسكر الغربى المتمثل فى أميريكا وبريطانيا وفرنسا من جهة … وروسيا من جهة أخرى ومعاها الصين فى الخلفية الرمادية .. واللعبة دى بــ يسموها الــ (Power Game) .. وإطار اللعبة الرئيسى هو فرض الأمر الواقع وحتة التورتة .. بمعنى إن المعسكر الغربى عايزين يخرجوا روسيا من المنطقة علشان يوقفوا تنامى الدور الروسى إقليمياً ودولياً .. أو يشاركوها فى حتة التورتة السورية اللى فيها إمتداد إقليمى ونقاط إرتكاز على الأرض ومكاسب بترول وغاز .. وروسيا من الجانب الأخر بتحاول تفرض الأمر الواقع وبشروطها هى ، لأنها الأكثر تواجداً على الأرض .. و ده بقى يرجعنا شوية للخلف فى موضوع تفجير الطائرات الروسية فى خلال السنتين الماضيين حتى داخل روسيا نفسها .. وحالة التصعيد البريطانى فى موضوع الجاسوس الروسي اللى إتقتل .. والضغط إعلامياً فى قصة التلاعب فى نتائج الإنتخابات الأميريكية ، والضغط لمحاولة إفشال الإنتخابات الروسية لعرقلة فوز بوتين .. وقصة الهجوم الكيماوى المفبرك بتاع الجيش السورى والمدنيين .. كل دى اليات للضغط على الدب الروسى ومحاولة وضع روسيا طول الوقت فى موقف دفاع ..

ثالثا … فى وسط كل اللى بيحصل ده .. هــ نلاقى فيه اطراف بتلعب فى الكواليس .. واحيانا بشكل ظاهر وعلنى ، زى إيران والسعودية وقطر … وهــ نلاقى فيه قرد بيتنطط وبيلعب على كل الحبال فى محاولة لتحقيق اكبر مكاسب ممكنة من كل الأطراف زى المرابى الجشع اللى عايز يكسب من الكل .. ونعنى هنا القرد العثمانلى .. اللى مش عايز يستوعب إنه مجرد مطية تمتطيها كل الأطراف وبتلعب بيها على رقعة الشطرنج .. و سيتم الإستغناء عنها أول ما دورها ينتهى … مع الوضع فى الإعتبار إن حالة الغليان والتصعيد ده كله من كل القوى الدولية هو فرصة لتشغيل مصانع السلاح وإزدهار تجارة السلاح بالمليارات لتغذية العساكر والمليشيات اللى بتحارب بالوكالة .. وكمان لملئ مخازن السلاح فى بعض الدول اللى خايفة من حالة التصعيد دى ، وبتستخدم صفقات السلاح على شكل رشاوى مليارية لتحييد القوى الدولية.

رابعاً .. طب سوريا وضعها إييه فى كل ده !؟ .. الوضع صعب جداً .. وعدم الوعيى الشعبى وسوء الإدارة الحكومى أدى فى النهاية إلى إن سوريا تكون ساحة إقتتال لكل القوى الدولية والمليشيات المسلحة اللى فى كل الدنيا .. والنتيجة إنه بيتم تقطيع سوريا .. لأن الهدف هو تقطيعها بالفعل للفوز بثروات البترول والغاز اولا .. ولخدمة مخططات الهدم وتدمير الجيش السورى لصالح المخطط الصهيونى ثانياً .. والكلام ده مش جديد .. وإحنا شرحناه من زمان  وفى اكثر من مقال .. ومش كدة وبس .. لكن كمان إتقال من زمان أوى ….. قاله بن جوريون  اول رئيس وزراء اسرائيلي:

“قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تدمير وتفتيت ثلاث دول كبرى حولنا العراق – سوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر” …

بس للأسف إحنا مش بنقرأ .. ومش بنتعلم .. وبنسلم دماغنا للى يلعب فيها ويوجهها فى الإتجاه اللى هو عايزه … وعلشان كدة دايما بنقول الحمد لله على نعمته وحفظه لبلدنا .. والحمد لله على نعمة الجيش المصرى وعلى نعمة الشعب المصرى اللى بيحمل فى جيناته حضارة 10 ألاف سنة .. واللى بيحاول المغرضين يدمروها فى نفوسنا عن طريق السخرية والإستهزاء والكوميكس .. لأنهم عارفين إن الوعى الفطرى عند المصريين بعد فضل ربنا .. هو اللى انقذ مصر فى 2013 .. وهو اللى نزّل المصريين بالملايين فى الإنتخابات الأخيرة .. وهو اللى دايما بيفشل مخططات الشر الموجهة لمصر

الوضع دايما كان بيتم قلبه لمادة من السخرية لما حد يقول .. مش أحسن ما نبقى سوريا والعراق .. لكن الموضوع مش سهل خالص .. ولاز نبقى فاهمين ومستوعبين ابعاده كويس لأن اللى بيحصل فى سوريا متشابك وغاية فى الخطورة .. ولما تلاقى إن موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلى قال سنة 1957 بمنتهى البجاحة إنه سيتم تقسيم العراق إلى 3 دويلات (سنية وشيعية وكردية) وسيتم تقسيم سوريا إلى 3 دويلات (سنية ودرزية وعلوية) … وبعد 60 سنة من التصريح تيجى تبص على حال البلدين دول تلاقي إن ده بيتحقق بالحرف الواحد .. تعرف على طول إن اللى بيحصل ده مش وليد الصدفة .. وإنه إذا كانت مصر لسة واقفة على رجليها .. فــ ربنا لواحده بس هو اللى عارف هى لسة واقفة إزاى .. وعلى فكرة .. اللفظ ده إستخدمه الرئيس السيسى بالحرف فى احد كلماته الموجزة فى واحد من اللقاءات فى خلال الفترة اللى قبل الإنتخابات الرئاسية !! ….. لكن سوريا هــ تصمد .. وهــ تتنتصر برغم كل شئ .. وبرغم المحنة دى كلها .. لكن الإعلام مش بيجيب كل حاجة .. مش بيجيب غير الصورة السيئة فقط .. لكنه مش بيجيب ولا بيتكلم عن التقدم اللى بيحرزه الجيش السورى على الأرض .. مش بيتكلم عن هزيمة المسلحين وخروجهم من المساحات اللى مسيطرين عليها واحدة وراء الثانية .. وسواء كان ده بالقوة أو بالإتفاق .. لكن المهم إنه بيحصل .. لأن اللعبة كبيرة أوى .. أكبر مما يتخيل الجميع

وأخيراً .. طب مصر فيين بقى من الى بيحصل ده كله !!؟؟ … والحقيقة إن مصر فى قلب الأحداث .. لأن مصر هى الدولة الأهم والمعنية بكل اللى بيحصل فى سوريا لأن سوريا تدخل فى مجال الأمن الحيوى المصرى .. وبقاء سوريا موحدة هو من أولويات الأمن القومى المصرى .. طب مصر بتعمل إييه !!؟؟ … ماحدش يقدر يجاوب على السؤال ده تحديداً !!؟ .. لكن التحركات اللى على الأرض .. وخروج المليشيات المسلحة من المدن والأراضى السورية وإنحسار تاثيرهم .. يرجعنا للى قاله الرئيس السيسى فى خطابه فى مجلس الأمن فى سبتمبر 2016 .. وهو ده اللى هــ نختم بيه كلامنا لأنه بيوضح الأجندة اللى الدولة المصرية بتتحرك بيها فيما يخص الملف السورى:

“دعوني أقولها صراحة إن كل من يراهن على حسم عسكري يفضي لغلبة فريق واحد في سوريا.. خاسر .. كما إن كل من يراهن على أن تلعب التنظيمات الإرهابية دوراً في مستقبل سوريا.. واهم … إن رؤية مصر للحل في سوريا كانت ولا تزال تقوم على ركيزتين أساسيتين .. أولاهما هي الحفاظ على كيان ووحدة الدولة السورية والحيلولة دون انهيار مؤسساتها .. أما الثانية .. فهي دعم التطلعات المشروعة للشعب السوري في إعادة بناء دولته عبر التوصل لصيغة “حل سياسي” تكون مرضية لجميع السوريين ومعبرة عنهم وتوفر البيئة المناسبة لجهود إعادة الإعمار” …..

هى دى رؤية مصر للملف السورى .. وهى دى الأجندة المصرية اللى بنتحرك من خلالها .. واللى هــ تحصل بإذن الله

حفظ الله سوريا

حفظ الله مصر

لمتابعة تعليقاتكم