العدوان الثلاثى – 2018

14 Apr 2018

العدوان الثلاثى – 2018

————————

نشرنا مقال إمبارح 13 إبريل 2018 الساعة التاسعة مساء بعنوان (سوريا .. والخلاصة فى كبسولة) .. وذكرنا فيه بالحرف الواحد فى بداية ونهاية الفقرة التانية من المقال ..  إنه مافيش حرب حتحصل بالمعنى اللى انتم خايفين منه .. وإنه  حتى لو حصلت ضربة عسكرية ، فــ هتبقى مجرد ضربة محدودة بإتفاق الجميع لحفظ ماء الوجه !! … وبعد ساعات قليلة ويمكن فى اقل من 12 ساعة حصلت الضربة المحدودة .. وكانت كل التداعيات المترتبة عليها بتؤكد اللى قولناه بالحرف الواحد … و ده لأننا عمرنا ما بننساق زى ماقولنا وراء الشائعات او البطولات الحنجورية .. لكن بنحلل الواقع بكل موضوعية …. وتعالوا كدة بقى نشوف اللى حصل بشكل سريع وبدون اى تطويل

فى تمام الثالثة فجراً وعلى مدار 50 دقيقة تحركت قوات العدوان الثلاثى وقامت جحافل من مقاتلات الرافال الفرنسية ، و طائرات “B2 Bombers” الأميريكية ، والتورنيدو البريطانية بالتحرك فى سماء سوريا لقصف العديد من الأهداف و المواقع التابعة للدولة السورية بإستخدام حوالى 110 صاروخ …. قوووووم إييه بقى .. نتج عن الغارة دى اللى تخطت تكلفتها على الأقل مليار دولار إسقاط حوالى 65 صاروخ عن طريق وحدات الدفاع الجوى السورى .. أما باقى الصواريخ اللى إخترقت منظمة الدفاع الجوى واصابت اهدافها تسببت فى هدم شوية مبانى .. وإصابة 3 مدنيين وعدم إصابة أى عسكرى …

تعالوا بقى نشوف اللى حصل بعد الضربة .. هــ نلاقى بيان من الرئاسة الفرنسية بيقول إن المقاتلات الفرنسية ادت دورها … وإن فرنسا خلاص عملت اللى عليها … وطلعت تريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية فى مؤتمر صحفى وقالت إن الضربات الجوية حققت معظم اهدافها … وطلع وزير الدفاع الأميريكى فى مؤتمر صحفى .. وقال إن القوات المشتركة إستهدفت البنية التحتية السورية لإنتاج السلحة الكيماوية … وإنه الغارة الجوية حققت اهدافها .. مع إحتمالية تكرار الغارات فى المستقبل لو عاد النظام السورى لإنتاج السلحة الكيماوية مرة اخرى …. يعنى كأنهم بيقولوا لبشار الأسد “كخ يا حبيبى ماتعملش كدة تانى” .. ولما إتسأل وزير الدفاع عن الأدلة حول إمتلاك النظام السورى لأسلحة كيماوية وإييه انواعها .. تهرب من كل الأسئلة 😏

وفى المقابل أعلن المتحدث بإسم الجيش السورى عن إستهداف الطائرات الغربية لأهداف سورية .. وقال إن منظمة الدفاع الجوى تصدت للقصف الغادر .. وقالت روسيا إن العمليات العسكرية لم تستهدف أماكن تواجد القوات الروسية فى سوريا .. وإن اللى تصدى للقصف الصاروخى هى منظومة الدفاع الصاروخية السورية ذات التقنية الروسية القديمة اللى من ماركة اللى يحب النبى يزق .. وإن روسيا لم تشارك بمنظومتها الصاروخية إس-500 أو إس-300 فى التصدى للقصف الأميريكى البريطانى الفرنسى المشترك … يعنى روسيا بتحاول تستعرض إعلاميا بإن اللى أفشل الضربة دى هى التقنية الصاروخية الروسية القديمة مش الجديدة …. 😊

وبكدة يبقى كل الأطراف إتراضت بعد الشحن والتصعيد الكبير اللى حصل .. الثلاثى الوقح نفذ التهديد بتاعه .. والدب الروسى طلع لهم لسانه .. والجيش السورى لم يمس .. والخسائر هى خسائر مادية محدودة … والغريب بقى إن البنتاجون طلع بتصريح إنه لم يتم التنسيق مع الروس بخصوص الضربة الصاروخية على سوريا .. وطلع المتحدث بإسم وزارة الدفاع الروسية وقال إنه لم يتم التشاور مع الولايات المتحدة بخصوص الضربة الصاروخية على سوريا !! 😊 .. طب هو يا عم الحاج حد قال حاجة .. وإلا “يكاد المريب يقول خذونى” .. وإحنا فى الشدة شداد وفى القوة اقوياء !!! 😊

فهمنا بقى يعنى إييه سياسة حافة الهاوية التى تفضى إلى لا شئ غير فرد أوراق اللعبة على الترابيزة علشان نلعب وكل واحد يكسب على قد قيمة كروت اللعبة اللى بيتحكم فيها كل طرف من الأطراف !؟ … لكن الجميل إن طوائف من الشعب السورى نزلت النهاردة الصبح للشوارع رافعين علم سوريا وبــ ينددوا باللى حصل وبــ يهتفوا بإسم سوريا .. وهو ده اللى يهمنا … إن الشعب السورى يبقى فى ظهر بلده .. لأن الحروب المباشرة ممكن تهزم جيوش .. لكن عمرها ما تقدر تهزم شعب .. وهو ده اللى يهمنا .. وسوريا بإذن الله هــ تصمد .. وهــ تتجاوز محنتها بحول الله وقوته

أهم شئ إن اللى بيحصل فى سوريا ده درس لازم نتعلم منه .. ونفهم إن البلد اللى بتقع بتدع ثمن غالى أوى علشان تقوم .. ده إذا قدرت تقوم .. !!! …. وعلشان نفتكر ونفكّر بعضنا .. إنه اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ونتيجة القصف الجوى على مصر .. انقطع البث الإذاعي المصري فقام المذيع السوري “عبدالهادي بكار” بقطع البث الإذاعي السوري قائلا “من دمشق هنا القاهرة” .. والنهاردة فى 2018 التاريخ بيعيد نفسه بعدوان ثلاثي على سوريا … وإحنا النهاردة بنقول “من القاهرة هنا دمشق” ..

سوريا بتحارب حرب وجود على أرضها .. ومصر بتحارب حرب بقاء على أرضها .. وبنحارب الإرهاب نيابة عن العالم .. والعملية الإرهابية الأخيرة اللى حصلت النهاردة فى سيناء ، تدل على إن المعركة شرسة .. وإحنا قدها بإذن الله .. وهــ نبنيها ونعمرها وهــ ناخد بتارها

حفظ الله الحبيبة سوريا

وتحيا مصر بلدنا .. ولو فى مصر مات شهيد .. فيه الف غيره بيتولد ..

لمتابعة تعليقاتكم