الإقتصاد التركى .. ونقطة الصفر (الجزء الثاني)

03 Jun 2016

الإقتصاد التركى .. ونقطة الصفر (الجزء الثاني)
————————————————

علشان بس نفك الإلتباس اللى موجود عند البعض تاثراً بكل ما يتم تداوله على بعض المواقع الإخبارية .. ومواقع السوشيال ميديا وصفحات بعض المغرضين من هواة جمع اللايكات والشير .. أو حتى من بعض المحبين لبلدهم مصر واللى نفسهم يشفوا غليلهم من تركيا ونظامها الإخوانى ، واللى ظهر جزء منه فى بعض التعليقات على مقالنا السابق بخصوص الوضع المتردى للإقتصاد التركى .. 

للأسف البعض اصبح عنده قناعة إن تركيا هــ تنهار فى خلال ساعات أو بالكثير ايام .. وإننا هــ نصبح فى يوم الصبح نلاقى الأتراك بيخطفوا الأكل من بعض فى الشوارع .. وده طبعا مش صحيح .. لأن الإقتصاد التركى لسة عنده كتير يقدمه .. ويوجد مجموعة من الخبراء فى البنك المركزى بيحاولوا يلاقوا مخرج من الأزمة دى وإن كان الموضوع أكبر من إمكانياتهم بكتير … لكن الموضوع له محددات أخرى .. وبتتشابك فيه مصالح إقليمية ودولية وكروت ضغط فى إيدين اللاعبين الأساسيين ومساحات للتنازل والإلتقاء لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة من الوضع الراهن.

وعلشان بس نوضح الصورة .. خلونا نرجع كام سنة للوراء .. وبالتحديد لنهاية 2008 وحتى منتصف 2009 .. فى الوقت اللى حصلت فيه الأزمة الإقتصادية العالمية ، واللى كانت فيه الولايات المتحدة الأميريكية بتواجه بالفعل كارثة إقتصادية كان ممكن تؤدى لإنهيار النظام البنكى بتاعها وكل ما يستتبع من مشاكل كارثية .. طب عارفين مين اللى كان العامل الأساسى لخروج اميريكا من الأزمة دى .. الصين … أااه والله زمبؤلكم كدة .. الصين هى اللى انقذت الولايات المتحدة من الأزمة الإقتصادية .. ودخلت ضخت إستثمارات كبيرة ، وإشترت اذون خزانة من الأميريكان بمليارات الدولارات … طب مين يصدق ده !؟ .. وتتحسب إزاى دى !!؟؟ .. وإزاى العدو التقليدى لأميريكا واللى بيناطحها فى كل المحافل الدولية سواء على المستوى السياسى أو الإقتصادى يكون هو الإيد اللى بتتمد لإنقاذها !!؟؟

وهى دى مشكلة خبراء الهريولوجى الفيسبوكيين .. واللى بيحكموا دايما على الأمور من منطلق علاقتهم مع الواد محمود صاحبهم اللى على ناصية الشارع .. وتلاقى الواحد منهم يطلع يتمطع علينا بنظريات ماتنفعش تدير محل بقالة .. مش دول كاملة بكل ما فيها من تعقيدات … وفى الحالة اللى إحنا بنتكلم فيها دى كان لازم الصين تعمل كدة .. لأن أميريكا هى أكبر سوق مستورد ومستهلك للبضائع الصينية .. وعملة الصين وقتها كانت لسة مش عملة دولية معترف بيها ضمن العملات اللى بــ تتقيّم بيها الإحتياطات النقدية لدول العالم .. وبالتالى فــ إنهيار أميريكا كان هــ يؤدى لتداعيات إقتصادية على الصين بشكل مباشر .. وعلى العالم كله .. واللى برضوا هــ يؤثر على الصين تاثيرات كارثية ..

نيجى بقى للحالة بتاعة الإقتصاد التركى .. هــ نلاقى إن الإقتصاد التركى فعلا بيعانى .. ده إذا ماكانش بينهار .. وإحنا تساءلنا فى مقالنا السابق … هل هــ تقدر تركيا تتجاوز الوضع السئ اللى هى فيه ده !!؟؟ .. وقولنا إن ده شئ صعب جداً لأن الإقتصاد التركى وصل لمرحلة اللاعودة .. وخصوصا إن الإستثمارات الأجنبية والعربية بدأت تهرب .. والكل بيقول إن الخروج فى الوقت الحالى حتى ولو بنصف قيمة إستثمارات ، افضل من الإستمرار الغير مأمون العواقب … والإتحاد الأوروبى تخلى عن تركيا تماماً … ومش كدة وبس .. لكن بيتردد كمان إن هناك جماعات رجال اعمال من مختلف الجنسيات منهم روس و ألمان بدأو فى وضع سيناريوهات وترتيبات لما بعد الأنهيار !!! .. وبالتالى فالوضع اصبح شديد السوء .. وخصوصاً مع إقتراب موعد الإنتخابات …. إلا لو حصلت أى معجزة اثرت بشكل او بأخر على تركيا … سواء كان على المستوى الإقليمى أو الدولى … أو أخرت زمن السقوط لفترة زمنية محددة … طب ده معناه إييه .. وإييه اللى ممكن يحصل !؟

ببساطة جدا ممكن اردوغان يهدد اوروبا بفتح الحدود بتاعته لإرهابيى داعش علشان ينتشروا فى أوروبا .. وإحنا شوفنا لما 4 إرهابيين بس ظهروا فى عملية إرهابية فى فرنسا ، الجيش نزل إحتل البلد كلها .. ومش هــ ننسى طبعا ألمانيا وبلجيكا … فما بالكم بمجموعات كاملة من الدواعش .. يعنى أوروبا هــ تشوف ايام سودة … مش مصر اللى بتحارب منتخب العالم للإرهاب بقالها 5 سنين وماحدش حاسس 😊 

يعنى ممكن أوروبا تتدخل فى اللحظة الأخيرة برغم معاناتها الإقتصادية فقط علشان تحمى نفسها .. وممكن دول تانية زى روسيا تبدأ تضخ حزم من المساعدات علشان تمسك مصارين النظام التركى بين إيديها وتفرض شروطها بعد كدة وتكون بكدة وجهت ضربة قاصمة للتواجد الأميريكى فى تركيا … وممكن التنظيم الدولى للإخوان يتدخل بأى شكل لحماية النموذج اللى هم بيتاجروا بإسمه فى العالم كله …. وأوراق الضغط اللى فى إيدين كل طرف ممكن يستخدمها بأى شكلٍ كان .. وأدينا بنشوف اللى بيحصل فى الأردن من إضرابات وإضطرابات بدعم إخوانى كامل وبيحركوا الأحداث من خلف الستار .. إما لأن الملك عبدالله ملك الأردن دايس على رقبتهم بعنف بقاله فترة .. أو كرد فعل على إلغاء ألأردن لإتفاقية التجارة مع تركيا .. واللى هــ تساهم بشكل كبير فى تعميق الأزمة الإقتصادية التركية .. !! 😏

و إلاّ هل اللى معرفوش ينفذوه في سيناء … وبعد ما اتاكد فشلهم …. هــ ينقلوا العطا على الاردن .. وأهو بالمرة بقى نكمل مسلسل الخراب العربى اللى داير فى المنطقة من سنة 2011 ، ليظل محرك اهل الشر هم الاخوان بإداره تركية و تمويل قطرى !! وفى الخلفية من كل ده العدو الصهيونى …… بس إوعى تقول فيه مؤامرة وإلا حاجة أحسن يقولوا عليك مغيب ومطبلاتى … ده حتى باسم يوسف مأكدلى !!! 😊

على العموم الأحداث لسة بتتصاعد .. وإوعوا تفتكروا إن التنظيم الدولى ممكن يقف يتفرج على اللى بيحصل فى تركيا وهو ساكت … 

اللعبة لسة لها أبعاد تانية .. 😉

بس حضروا الفشار .. وبلاش الكاجوا علشان التقشف 

لمتابعة تعليقاتكم