17 Aug 2018
الإقتصاد التركى .. والإنهيار !؟
—————————-
ده تقرير قصير من قناة العربية بيشرح ببساطة سبب تدهور الإقتصاد التركى .. و زى ما ذكرنا فى تحليلات سابقة .. إن مشكلة الإقتصاد التركى إنه إقتصاد فقاعة .. يعنى قائم على محددات إقتصادية هشة .. بتاخد وقتها لأقصى مدى الإستفادة منها وبعدين يبدأ الإنهيار الدراماتيكى يحصل !
اللى ما إتقالش بقى فى التقرير .. إن الإنهيار الإقتصادى فى تركيا كان المفروض يبدأ من اكثر من سنة فاتوا .. لكن حقن الإنعاش من البترول اللى كان بياخده النظام التركى من داعش كلاب اهل النار اللى كانوا مسيطرين على مصافى البترول فى العراق وسوريا واللى كانوا بـيمنحوه برميل البترول بدولار واحد فقط .. ثم دخول الجيش التركى بنفسه والسيطرة على أجزاء من سوريا والعراق لسحب البترول تحت غطاء تأمين الدولة التركية وحمايتها من الإرهاب …. و ده بخلاف تجاره الاثار و الاستيلاء على مصانع سوريا و العراق وتفكيكهم ، و كذلك الاتجار مع المافيا الاوروبية بالرقيق الابيض و تجارة الاعضاء البشريه .. بالإضافة للإستثمارات المباشرة من السعودية والإمارات .. والقروض الضخمة اللى كان بياخدها النظام من البنوك الأوروبية و من البنك الدولى بخلاف التحالف الاستراتيجي العسكرى و الاقتصادى و العلمى مع الكيان الاسرائيلي و اللى كان بــ يقود قاطرة التصنيع التركى خلال الخمسة عشر سنة الماضية ….. كل ده أخّر شوية عملية السقوط ، وساهم بشكل كبير فى الإحساس الزائف عند المغيبين ، والمعنيين بالأمر إن كل حاجة تمام … و طبعاً مش محتاجين نقول إن كل ده كان متخطط له كجزء من ثورات الخراب العربى اللى كانت مكملة لولا اللى حصل فى مصر فى 30 يونيو وما بعدها .. لأن ساعتها كانت تركيا هــ تنتعش مع عمليات النهب المباشرة من الإقليم ، إستمرارا لكذبة إقتصاد الفقاعة حتى إشعار أخر !
وأول ما بدأت الدنيا تتمسك تانى .. وبدات هزائم داعش وطردهم من أراضى مصادر الطاقة اللى كانوا مسيطرين عليها فى العراق وسوريا .. وإتقفل المحبس .. و مع موقف أردوغان والحزب الحاكم من قطر وإيران ، وتدعيم موقفهم ضد دول الخليج ، بدأت السعودية والإمارات بسحب إستثماراتهم من تركيا .. وبدأت حركة السياحة الخليجية تقل وتبعد عن تركيا كمقصد سياحى .. ومع ميزان إقتصادى مقلوب بواردات أعلى من الصادرات ، والإعتماد على سياحة الدعارة اللى هى من اهم محددات السياحة التركية …. هنا …. إتكشف مدى حجم هشاشة الإقتصاد التركى .. وإتكشفت الفقاعة اللى كانوا بينفخوا فيها .. وطلعت تركيا مش مسلفة البنك الدولى ولا حاجة .. أو يمكن كانوا مسلفين البنك الدولى بس نسيوا ياخدوا الوصل 🙂
طبعا بــ يتم الترويج دلوقتى للمظلومية ، وإن اللى بيحصل ده نتيجة ضغوط اميريكية ، ومؤامرة إقتصادية على تركيا ، علشان يقنعوا نفسهم ويقنعوا المغيبين بتوعهم إن اللى بيحصل ده حرب على تركيا و على الإسلام ، زى ما نشرنا وشرحنا قبل كدة فى احد المقالات مدعما بفيديو لأحد قيادات افخوان .. لكن اللى بيقول كدة فاته حاجة مهمة جداً .. و هى إن الإقتصاد اللى عملته تنهار من مجرد تويتة لرئيس دولة .. حتى لو كانت الدولة دى هى الولايات المتحدة الأميريكية .. ده مايبقاش إقتصاد دولة .. ده يبقى سيرك حلّوو يا حلّوو 🙂 …. أومّال لو إقتصادهم شاف ثورتين ومئات المظاهرات المليونية ، وإستفتاءات دستورية ، وكذا إنتخابات رئاسية وبرلمانية ، وسقوط مؤسسات الدولة كلها ، وضرب للسياحة ضربة قاصمة بعد سقوط الطائرة الروسية ، وإنهيار الإحتياطى النقدى ، وتعويم العملة ، وبرنامج إصلاح إقتصادى ، وحصار سياسى وإقتصادى ، وحرب إستنزاف إرهابية ، وتهديد الحدود من الجهات الأربعة .. ألخ الخ الخ .. لو كل ده حصل لهم كانوا عملوا إييه !!؟؟
دلوقتى تركيا ديونها تكاد تقارب الــ 500 مليار دولار .. معظمهم ديون لبنوك أوروبا …. بخلاف ان معظم الديون تعتبر ديون خطرة لانها قصيرة الاجل و بفوائد عاليه و تم صرفها على الاقتصاد الدعائى و ليس على مشاريع انتاجية حقيقية … بخلاف ايضا وجوب سداد 130 مليار دولار في خلال الستة اشهر القادمة .. والسؤال هنا .. هل من الممكن أن تتدخل أوروبا لدعم اردوغان .. أولا علشان البنوك الأوروبية ماتفلسش فى حالة إنهيار الإقتصاد التركى وبالتالى تحصل أزمة فى أوروبا .. وثانيا علشان تحمى حدودها من تدفقات إرهابية لا متناهية ، ستغزوا أوروبا في حالة دخول تركيا في دوامة عنف الصراع على السلطه بين تيار القوميين الاتراك و بين البهاليل بتوع ” الخلافة دونها الرقاب ” …. !!!؟؟؟ ..
ده اللى هــ تجاوب عنه الأيام أو الشهور القادمة ..