قراءة لإنتخابات البلدية فى تركيا .. !!

02 Apr 2019

قراءة لإنتخابات البلدية فى تركيا .. !!

————————————-

بعكس كل التوقعات عن محتوى المقال ، إسمحولنا نقول لحضراتكم إن المقال النهاردة هــ يكون صادم للبعض ، لأننا زى ما عودناكم إننا بــ نتناول الأمور دايما من منظور مختلف .. وعلشان كدة ، هــ نستأذنكم فى كوباية الشاى المتين اللى إتعودنا نشربها مع بعض وإحنا بنأصل لبعض الأمور ، لأن الكلام اللى جاى مهم جداً …

طبعا بقالنا يومين ، ومافيش إعلامى ما إتكلمش عن اللى حصل فى الإنتخابات التركية .. وحديث معظمهم إذا ما كانش كلهم عن الهزيمة الكبيرة اللى منيت بيها جماعة أردوغان أو حزبه .. سموها زى ما تسموها .. بعد تراجع أسهم الحزب أمام ممثلى المعارضة فى إنتخابات البلدية ، وسيطرتهم على مقاعد مهمة فى مدن مهمة زى إسطنبول وأنقرة وغيرها من المدن التركية … وفرحة وتهليل السوشيال ميديا ، للى حصل وشماتتهم فى أردوغان واللى بيحصل له .

خلّونا الأول نقول إن الحزب الحاكم فى تركيا برئاسة أردوغان .. أو خلينا نقول بالبلدى كدة جماعة الإخوان وتنظيمهم الدولى مسيطرين على مقاليد الأمور فى تركيا تماماً .. بمعنى إن كل الجهات السيادية ممثلة فى الرئاسة والجيش والأمن والمخابرات والخارجية والصحافة والإعلام تحت سيطرتهم تماما .. وخصوصاً بعد الإنقلاب اللى حصل من كام سنة ، واللى كان ذريعة لأى وكل إجراء ممكن يتخذه أردوغان وجماعته لإقصاء أى حد معارض أو له توجه مخالف ….. بالإضافة طبعا لمعظم الوزارات المدنية الأخرى إذا ماكتنش كلها زى وزارة المالية مثلا …، و نحط على كل ده كمان السلطة التشريعية ممثلة فى البرلمان التركى … ثم معظم المحليات وعليهم المساجد و الإفتاء و …… يعنى بإختصار الدولة كلها فى إيديهم .. و مش فاضل بقى غير شوية مقاعد برلمانية وكام محلية فى إيدين المعارضة .. ده إذا كان فيه معارضة أصلا …

طب بعد كل التقديمة دى … ومع الوضع فى الإعتبار إن تركيا فيها أعلى معدل حبس صحفيين فى العالم ببيان رسمى من الإتحاد الأوروبى .. وأعلى نسبة حبس أطفال ، ومن أعلى معدلات إعتقال المعارضين، وهى الدولة التى شردت أكثر من 10 ألاف معلم وأستاذ جامعى بعد فصلهم من عملهم بتهمة تأييدهم لفتح الله جولن … والدولة الوحيدة فى العالم اللى حزبها الرسمى شلح جيشهم فى الشوارع .. الدولة اللى بتأوى مقاتلى داعش وبتشترى منهم البترول المسروق من سوريا ، وبتحتل أجزاء من أراضى سوريا والعراق وبتعمل تطبيع مع الكيان الصهيونى … بعد كل ده عايز تقنعنى إن تركيا دولة ديموقراطية … و إن الإخوان ممكن يسمحوا بهزيمتهم فى إنتخابات نزيهة شفافة و …. كدزة 🤔 .. طبعا لأ … طب أومّال إييه اللى حصل … !!؟؟

قبل ما نقول اللى حصل .. لازم الأول نقر حقيقتين أكيدتين:

الحقيقة الأولى … هى إنه فعلا حصل تراجع فى تمثيل الحزب الحاكم الأردوغانى لحساب أحزاب المعارضة فى إنتخابات البلدية .. وإذا حطينا فى إعتبارنا إن حزب أردوغان الإخوانى الحاكم لسة مسيطر على الحكم وعلى كل مفاصل الدولة .. هــ نلاقى إن فيه سؤال بيطرح نفسه … هل حزب أردوغان ماكانش قادر يسيطر على الإنتخابات ونتائجها برغم كل الأليات والأدوات اللى بــ يمتلكها ، واللى تمكنه من إخراج نتيجة لصالحه تماما تعزز موقفه داخليا وخارجياً ؟؟ ….. أم أن تصاعد الأزمة الداخلية أفقده القدرة على السيطرة على مجريات الأمور !؟

الحقيقة الثانية … هى إن الإقتصاد التركى بيعانى بالفعل … وكل المؤشرات الإقتصادية بشهادة كل المؤسسات الدولية والهيئات والصحف الإقتصادية المتخصصة بتقول كدة:

  • إنخفاض الليرة التركية لأدنى مستوى من 2008 .. محققة أسوء أداء بين العملات على مستوى العالم
  • إنخفاض الإحتياطى من النقد الأجنبى
  • إنخفاض معدلات الإستثمار لأدنى مستوياتها
  •  إنخفاض مؤشرات السياحة
  • إنخفاض التصنيف الإئتمانى العام للدولة مع نظرة مستقبلية سلبية
  •  تراجع نسبة النمو الإقتصادى

و فى المقابل:

  • إرتفاع معدلات البطالة
  • إرتفاع نسبة التضخم لأعلى معدلاتها على الإطلاق
  • إرتفاع معدلات التخارج الإستثمارى من السوق التركى
  • دخول الإقتصاد التركى فى مرحلة ركود حقيقى نتيجة تراجع النمو على مدار فترتين ربع سنويتين متتاليتين (يعنى ثلاثة شهور فى ثلاثة شهور)

الحقيقة الأهم بقى واللى إحنا لازم نكون متأكدين منها .. هو إن التنظيم الدولى للإخوان ، ومن يديرونه من خلف الستار ، ماعندهمش إستعداد أبداً لتكرار النسخة المصرية فى أى دولة نجحوا فى السيطرة عليها .. و مش ممكن يقعوا فى نفس الفخ ويكرروا خطأهم بضرب عرض الحائط بكل الإرهاصات اللى ممكن تشير للخطر المحيط بيهم …. و زى ما عملوا فى تونس قبل كدة عن طريق رجلهم المخلص ، والإخوانى الشهير راشد الغنوشى .. بتراجعهم خطوة للوراء لتهدئة الشارع قبل سقوط تونس فى هوة الإفلاس ، مع إحتفاظهم بالكتلة المعطلة فى البرلمان والحكومة ، واللى أتاحت لهم لحد النهاردة التحكم فى إدارة الدولة التونسية حتى ولو كان على إستحياء .. فــ إحنا شايفين إن هو ده اللى بيحصل دلوقتى فى تركيا .. مع الفارق طبعاً

المؤشرات الإقتصادية وأدوات القياس لجميع المؤسسات الدولية وعلى رأسهم مؤسسات التصنيف الإئتمانى الثلاث الكبرى ، بيقولوا إن الإقتصاد التركى دخل فى مرحلة اللاعودة ..، وإنه علشان يخرج من اللى هو فيه ده ، محتاج معجزة .. والمعجزة دى مش ممكن تحصل فى ظل إنتهاج أردوغان لنفس السياسات اللى بــ يدير بيها جميع الملفات السياسية والإقتصادية لدولته .. وإصراره على العناد والمكابرة فى مواجهة بعض الدول لمصلحة دول أخرى … وكمان دعمه للإرهاب بشكل سافر سافل … وقيامه باللعب على كل الحبال ، والمتاجرة بكل شئ وأى شئ لصالح جماعته … و لو وضعنا فى الإعتبار إن الوضع الإقتصادى الداخلى أصبح صعب بشكل كبير .. فكان لازم الحزب الحاكم يستغل الإنتخابات الأخيرة زى أى مرابى بــ يستغل أى فرصة لصالحه.

الوضع الإقتصادى الداخلى صعب .. و مع مكابرته وإستمراره فى نفس السياسات المالية الخاطئة وتراجع كل المؤشرات ، هــ يلاقى أردوغان نفسه مضطر إنه يقوم بإجراءات تقشقية قاسية ، وقرارات إقتصادية صعبة .. ده إذا أخدها أساساً .. كمحاولة أخيرة لإيقاف عجلة التدهور أو للإبطاء منها .. وبالتالى كان لازم يرجع خطوة ، أو حتى نصف خطوة للوراء علشان مايشيلش الشيلة لواحده .. ويفسح المجال للمعارضة إنها تخد جزء من الكعكة .. علشان تبقى مسئولة معاه أمام الشعب

مع إستمرار إحتفاظه بالسيطرة الكاملة وإمتلاكه لنفس الأدوات اللى تمكنه من جمع الكروت فى إيده مرة تانية لو أراد …. وطبعا الحجة دايما موجودة وجاهزة 😉

يعنى لو الدنيا إتصلح حالها يبقى خير وبركة ، وإحنا اللى بنحكم البلد .. ولو الوضع تدهور .. يبقى والمصحف ما أنا .. دى بنت عمى منى … دى المعارضة الفاشلة اللى انتم جبتوهم بإنتخابات نزيهة … و أهى بدأت تندع .. لأن مع أول إعلان عن نتائج الإنتخابات ، حصل تراجع فى قيمة الليرة التركية نتيجة الهزة اللى حصلت فى إستقرار الدولة بعد فوز المعارضة …. وإمعانا فى زيادة التأثير على الشعب .. ونقلا عن جريدة زمان التركية بالعربى ، صدر قرار بإزالة منافذ بيع الخضروات والفاكهة بأسعار رخيصة التابعة للبلدية فى أنقرة واللى كان عاملها أردوغان للتخفيف عن الشعب يا حرام ..، وذلك عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات نتائج غير رسمية بأن مرشح المعارضة فاز فى الانتخابات على مرشح حزب الحرية والعدالة .. يعنى حتى ما إستنوش النتائج الرسمية. 🙃😄

طب هل الموضوع وقف لحد كدة .. طبعا لأ .. الموضوع بــ يسير فى تركيا من سيئ لأسوء .. واردوغان وجماعته مستعدين يعملوا أى شئ علشان يحافظوا على وضعهم من الإنهيار .. بغض النظر عن اللى ممكن يحصل للدولة التركية نفسها .. ده مش مهم .. المهم التنظيم والإخوان وبس …

و شوف حكمة ربنا يا مؤمن .. إنه فى نفس الوقت اللى بــ يتأرجح إقتصادياً النظام التركى اللى كان ومازال بــ يضمر الشر لمصر .. و بــ تصل مؤشراته الإقتصادية لأدنى مستوياتها … بــ نلاقى العكس تماما بيحصل فى مصر ، و بــ ترتفع جميع المؤشرات الإقتصادية لمستويات كبيرة وبعضها غير مسبوق كمان … و مش كدة وبس .. لكن نشوف بعنينا إستعادة مصر لمكانتها الإقليمية والدولية على كافة المستويات …

و إدينا محضرين الفشار والكاجو .. وبنتفرج على اللى بيحصل فى العالم .. واللى بيحصل مع كل من أراد بمصر سوء

والقادم أفضل لمصر بإذن الله

لمتابعة تعليقاتكم