باب المندب والأمن القومى المصرى .. الغلبة لمن يقرأ التاريخ

21 Jan 2015

باب المندب والأمن القومى المصرى .. الغلبة لمن يقرأ التاريخ .. !!

—————————————————————–

فى أواخر الستينات أعلنت إسرائيل عن عزمها التنقيب عن البترول فى السواحل الغربية لسيناء بدون ما تعلن إمتى و إزاى ، .. وكان ده فى اكبر تحدى لمصر بعد هزيمة 67 ، .. واللى الهدف منه كان إما إذلال مصر عالمياً ، أو جر مصر لحرب ما كانش الإستعداد لها إكتمل لسة ..

إلتزمت مصر الصمت التام ، وبعد كام أسبوع ، خرج مجرد تصريح مقتضب من الخارجية المصرية بيقول “إن مصر لن تسمح لأحد بالتنقيب عن البترول فى أراضيها” و …. و بس كدة 🙂 

المخابرات الإسرائيلية فرضت سياج من السرية التامة حوالين الحفار اللى كانوا تعاقدوا عليه بالفعل ، علشان يتم إستجلابه من مكان مجهول للتنقيب عن البترول ، بحيث إنه يظهر فى البحر الأحمر فجأة علشان يحط مصر أمام الأمر الواقع .. لكن يخرج تصريح تانى مقتضب بعد فترة من الخارجية المصرية يقول “إن مصر لن تتورع عن القيام بإستخدام الطيران المصرى لضرب الحفار فى حالة إصرار إسرائيل على تنفيذ خطتها وبمجرد عبور الحفار لباب المندب” .. وده كان معناه إن مصر تمتلك المعلومة ، وبــ تبعت رسالة مباشرة لإسرائيل بــ تقول إننا بقينا عارفين كل حاجة 🙂 🙂

مصر كانت إلتزمت الصمت طول الشهور اللى فاتت لأن رجالة مصر وصقور المخابرات وعيونهم كانوا بــ يلفوا العالم كله علشان يجيبوا المعلومات الكاملة من بق الأسد .. لكن لما جابوا المعلومة إكتشفوا إن مصر محطوطة فى مأزق كبير جداً !!!

الشركة صاحبة الحفار شركة كندى ، وهى فرع من الشركة الأم الإنجليزية ، والقاطرة اللى بتجر الحفار قاطرة برتغالية ، والدولة المستأجرة هى إسرائيل .. بمعنى إن مصر لو فكرت تضرب الحفار بشكل مباشر ، يبقى عليها إنها تواجه عدة دول مش إسرائيل بس … وعلشان كدة كان لازم يظهر الحل الغير تقليدى اللى من برة المقرر ، و اللى بيحل الأزمة دائما بدون أى تداعيات مباشرة … 🙂  وعلشان كدة تم إغراق الحفار فى ميناء أبيدجان فى ساحل العاج فى مارس 1970 ، .. وبالرغم من إن العالم كله وخصوصاً دول المواجهة كانوا متأكدين إن مصر اللى عملتها ، .. لكن مافيش حد قدر يجيب دليل واحد على كدة !!!

طبعا معظمنا عارف القصة دى أو قرأ عنها ، .. لكن القصة دى لها علاقة مهمة جداً ومباشرة بالأحداث الحالية الخاصة باليمن ، .. وخوف ناس كتير من تداعيات الموضوع ده على مصر وعلى قناة السويس ، لأن فهمنا للموضوع هايخلينا نفك مجموعة من العلاقات المتشابكة بشكل كبير:

أولا .. مصر فى أواخر الستينات كانت دولة مهزومة وعندها مشاكل كتير فى علاقتها مع المجتمع الدولى ، لكن النهاردة لأ ..

ثانيا .. بالرغم من إن مصر فى أواخر الستينات كانت دولة مهزومة وجيشها منهار ، إلا إنها ماكانتش ممكن تقبل بأى مساس بــ كرامتها أو بــ أمنها القومى ، .. طب يبقى إزاى الحال النهاردة !!؟؟ 

ثالثاً .. لو الطيران المصرى كان قادر فى أواخر الستينات على فرد ذراعه خلال البحر الأحمر و الوصول إلى باب المندب ، يبقى من باب أولى إنه يقدر يعمل ده النهاردة وبفاعلية أكبر بكتير من زمان نظراً لتضاعف القدرات القتالية للجيش المصرى .. 🙂

رابعاً .. دول الخليج النهاردة مختلفة عنها فى ستينات القرن الماضى ، و أظن ده وضح جداً فى ردود الفعل السريعة ، و الإجتماع العاجل لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجى النهاردة ، لأن المشكلة أصبحت إقليمية وبتهدد أمن الخليج كله وأمن السعودية بشكل مباشر

خامساً .. قوات درع الجزيرة لغاية دلوقتى لسة برة المعادلة .. ودى لواحدها علامة إستفهام  !!!

سادساً .. “مسافة السكة” و “أمن الخليج خط أحمر” اللى إتكرروا فى اكتر من مناسبة ومحفل دولى ، ماكانوش فنجرة بق ، و كلام فض مجالس وخلاص  .. 🙂 وإفتكروا مقالاتنا الإستراتيجية اللى كانت بتتكلم عن إن مصر بتتمدد إقليمياً ودولياً (مسافة السكة) 

سابعاً .. النظام العالمى الدولى فى الستينات كان مستقر و أقطابه معروفة ومحددة  ، .. إنما  النهاردة الوضع مختلف ، و النظام العالمى بــ يتشكل من جديد وفيه حرب طاحنة دايرة بقالها 4 سنين من وراء الستار بدون أى مواجهات مباشرة ، وده معناه إن حرب العقول وصلت لأقصى مداها ، والتحركات السياسية هى اللى هــ تحسم الموضوع على الأرض … و ده هــ نتكلم عنه قريب فى مقالاتنا الإستراتيجية الخاصة بصفحة كلام فى الصميم 🙂

وفى النهاية يفضل الحل الغير تقليدى اللى من برة المقرر ، واللى بيحسم كل الأوضاع المتشابكة … وده اللى مصر بــ تتفوق فيه بدون منازع

كل اللى عايز أقوله لكل متابعينا على صفحة كلام فى الصميم بشكل خاص ، و للمصريين بشكل عام ، .. ماتقلقوش لأن الحل لازم هــ يجى من برة المقرر ، .. وزى ما قلنا قبل كدة فى أكثر من مقال إننا فى معادلة صفرية ، .. لازم برضوا نكون كلنا متأكدين إن التلطيش لما بــ يزيد قوى ويبقى فى كل حتة ، ده معناه ، إن الحلول عند الطرف الأخر بــ تُستنفذ من غير ماتجيب أى نتيجة .. وده معناه إن الرجالة مش بــ تنام علشان مصر توصل لبر الأمان …  

مصر أم الدنيا ، وبإذن الله هــ تبقى قد الدنيا 🙂 🙂 🙂

لمتابعة تعليقاتكم