ملف الإعلام .. وهجمة مرتدة – (2)

01 Jun 2021

ملف الإعلام .. وهجمة مرتدة – (2) !!

———————————–

لما دولة 3 يوليو بدأت خطواتها بعد ثورة 30 يونيو .. وبغض النظر عن إننا ماكنّاش بنواجه بس الإخوان بكل إجرامهم وشرورهم وإرهابهم واجنحتهم العسكرية تحت مسميات مختلفة للتنظيمات الإرهابية .. لكن كنا بنواجه تنظيمات دولية و دول كاملة بكل أجهزتها الأمنية وأذرعها الإعلامية وتمويلات لانهائية لكوادر تم تجهيزهم علشان يتم إستخدامهم فى المهمة اللى تم إعدادهم لها وهو خدمة مخطط إتصرف عليه مليارات على مدار سنين طويلة

وبرغم ده كله .. لكن التحدى الأكبر اللى كان لازم الدولة المصرية تواجهه هو التحدى الداخلى .. وبغض النظر عن حالة الإستقطاب والتهديدات والعمليات الإرهابية والقنابل والمفخخات وبرنامج من سيربح المولوتوف اللى كان بيتلعب فى طول مصر وعرضها .. وسقوط شهداء كتير من العسكريين والمدنيين .. لكن كان التحدى الأكبر هو المصريين أنفسهم … المصريين اللى كثير منهم سقطوا فى بحر التشكيك فى الثوابت وإنعدام الوعى والشعور بالدونية وفقدان الهوية وضعف الإنتماء .. كنتاج لعمليات غسيل المخ … حرب طويلة ممنهجة لطمس أى ملمح من ملامح الوطنية فى نفوس المصريين وتغييب وعيهم .. و ده اللى إتكلمنا عنه فى مقال سابق بعنوان  صناعة التشكيك وهدم الثوابت ..

و بجانب حماية الدولة من الإنهيار وبناء دولة على أسس سليمة وعمل تنمية فى كل الملفات وإصلاح كل المشاكل المتراكمة … كانت مهمة القيادة الأصعب والأعقد .. هو خلق أعلام وطنى واعى يقدر يواجه زى ما قولنا الهجمة الشرسة لكل الأذرع الإعلامية فى الخارج على الدولة المصرية …

و طالما إحنا بــ نوصّف الحالة على إنها حرب .. و ده حقيقى فعلا .. فــ لازم تبقا فاهم إن الإعلام بالنسبة للدولة فى حرب زى اللى بنخوضها دى .. عامل زى سلاح القوات الجوية والدفاع الجوى … تخيل بقى إن جيش ممكن يدخل معركة من غير قوات جوية ودفاع جوى .. ياترى النتيجة هــ تبقى إييه …

فى البداية كان الرئيس السيسى هو اللى أخد على عاتقه بما له من رصيد عند جموع المصريين ، القيام بدور الإعلام اللى بيواجه مخططات الشيطان بأذرعهم الإعلامية .. وكان بيظهر على الفضائيات وبيجرى لقاءات وبيعمل مداخلات تليفونية .. وكان بيفسر كل كبيرة وصغيرة .. وكان بينتهز فرصة أى حدث علشان يظهر ويتواصل ويتكلم مع المصريين … وكنا بالفعل بنلاقى الإعلام المعادى بيهاجم بشراسة .. و مركّب كثير من المصريين المرجيحة .. وبمجرد ظهور الرئيس وحديثه فى النقطة المثار حواليها لغط سواء فى الإعلام المعادى أوالسوشيال ميديا .. كان كل شيئ بينتهى ويخلص …

وبرغم إن الأسلوب ده كان ناجح إلى حد كبير .. وبدأ وعى المصريين يزداد .. وتزداد ثقة المصريين فى نفسهم .. طبعا بمساعدة بعض الشخصيات الوطنية اللى كانت بتمارس دور مهم من خلال السوشيال ميديا لتفسير كل كبيرة وصغيرة بتحصل .. واللى ساعد كثير من المصريين فى الفهم وتصحيح إتجاه بوصلتهم الوطنية … لكن كان من الصعب الإستمرار على النهج ده .. وبالذات مع إزدياد شراسة الهجمة … وبالتالى كان لازم يبقى فيه كيان يقدر يلعب الدور ده ..  كيان إعلامى يبقى هو القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى اللى تقدر تكون حائط صد قصاد صواريخ وهجمات الأبواق المعادية … ويتحرك بالتوازى مع تحركات الرئيس علشان يخفف عنه الحمل .. ويعيد ضبط مؤشرات بوصلة الإنتماء وشحن بطريات الوطنية فى عقول وقلوب المصريين .. ومن هنا ظهرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية .. وبدأت الهجمة المرتدة ..

الشركة المتحدة هى الشركة اللى بتمتلك حاليا مجموعة قنوات DMC و قنوات ON .. ومشاركة فى مجوعة قنوات النهار و قنوات CBC … ومشاركة فى تطوير القناة الأولى الفضائية المصرية .. ناهيك طبعا عن إمتلاك مؤسسات صحفية وصحف أليكترونية زى مثلا اليوم السابع وغيرها …. وشركة للإنتاج الفنى إستتبعها إنشاء منصة أليكترونية هى منصة WatchIT  .. وقناة مصر قرأن كريم .. ناهيك عن مركز إعلام المصريين للتدريب والاستشارات الإعلامية … ألخ ألخ ألخ … ووصولا للإعلان عن إنشاء قناة إخبارية جديدة بمواصفات عالمية مطلع العام الجديد 2022.

⛔ طب سؤال … هى الدوشة اللى حاصلة دى كلها صحيح بسبب الفساد !؟ … والإجابة بسيطة خالص … ياترى هو فيه حد دخل السجن ؟؟ .. طب ياترى سمعنا عن أى حد إتوجه له إتهام رسمى !؟ .. طبعا لأ .. وخصوصا إن حتى تامر مرسى لم يخرج خارج المنظومة .. لكنه تحول من عضو منتدب إلى عضو مجلس إدارة .. و ده معناه إن الموضوع كله عبارة عن إعادة هيكلة … بس الأبواق المعادية هى اللى كانت بتنفخ فى النار .. وللأسف البعض كالعادة صدق …. وياسيدى حتى لو كان فيه شبهة فساد . طب ماهو ده شيئ يطمئن .. إنه دلوقتى مافيش حاجة بيتسكت عليها .. وإن كل شيئ بيتلحق فى أوله ! .. و مع ذلك ده مش صحيح .. بدليل إن الشركة المتحدة قدمت كشف بخسائرها وارباحها على مدار 3 سنوات خلال المؤتمر الصحفى اللى إتعمل … يعنى على الملأ .. وعلى عينك ياتاجر .. علشان يخرس أى حملات مغرضة

⛔ سؤال كمان … ليه نعمل قناة إخبارية جديدة !؟ .. طب ما نطور الموجود .. وإلا هو تضييع وقت ومجهود وفلوس . طب ما إحنا ممكن نطور مثلا قناة إكسترا نيوز .

والحقيقة إن السؤال ده الإجابة عليه لازم تبقى من شقّين:

✅ أولا .. طالما فيه رؤية لضرورة وجود قناة إخبارية جديدة .. يبقى ده معناه إنه فيه فعلا ضرورة لكدة .. يعنى مش رفاهية ولا تضييع وقت .. وخصوصا إن الكيان ده توجهاته كلها وطنية … ناهيك عن إن مافيش خطوة قامت بيها دولة 3 يوليو .. مهما كان عليها تحفظات من البعض .. إلا وإكتشفنا مع الوقت إنها كانت صح … فــ ياريت نصبر ونشوف … وبعدين هو مش ده كان طلبك .. إننا يبقى عندنا قناة بمواصفات عالمية .. طب معترض لييه دلوقتى … 🙂

✅ ثانيا .. لازم تبقى فاهم إن القنوات الإخبارية غير القنوات الدرامية وقنوات المنوعات .. بمعنى إن اى قناة إخبارية شغالة بالفعل ، ومهما كانت كويسة لكنها تعتبر كارت محروق .. لأن التطوير مش هــ يفيد غير المتابعين ليها بالفعل .. وعلشان تكتسب متابعين جداد .. ده بياخد وقت طويل ومجهود شاق لإقناع شرائح جديدة بالإنضمام ليها … لكن لما بتعمل قناة جديدة وبتعلن عنها .. وخصوصا لو كانت بمواصفات عالمية وإمكانيات ضخمة ووجوه جديدة وكوادر محترفة .. وبتقدم شكل جديد من المعلومة الإخبارية والخدمة الصحفية .. ده هــ يغرى ناس كتير بمتابعتها … و هتجمع شرائح كتيرة .. حتى و لو من باب الفضول .. وساعتها .. هــ يكون الدور على القناة إنها تقدر تحافظ على المتبعين دوول .. وكمان تسحب البساط من تحت اقدام قنوات أخرى .. لأن سيكلوجية الميل للتغيير هى جزء من الطبيعة البشرية

⛔ طب سؤال ثالث … يعنى لما الشركة المتحدة مالكة لكل الحاجات دى وأكثر .. أومال فين بقى ياعم الإعلام الحر والرأى والرأى الأخر .. طب ما إنت كدة زيك زى برة .. وعايز تسيطر على وعيي ويبقى مافيش غير صوت واحد بس هو صوت الدولة ..!!

والحقيقة إن اللى بيقول كدة شخص مغرض .. أو خلينا نفترض حسن النية ونقول إنه شخص مش فاهم حاجة … لأن:

✅ أولا .. القياس مع الفارق … لأنك كدة بتساوى بين أعلام مغرض بيشتغل ضد الدولة وعايز يسقطها مهما زوقلك الكلام وأمعن فى تجميل نواياه .. وبين أعلام بلدك اللى بيقدم لك الصورة الحقيقية لمصر .. إعلام مش مغرض .. إعلام عمر هدفه ما هــ يكون التغرير بيك .. أو إنه يستخدمك لتحقيق أهداف تخدم مصالحه هو .. … وأظن على مدار السنوات الماضية كلنا شوفنا وفهمنا مين اللى بيشتغل لمصلحة البلد ومين اللى ضدها … والعقل المصرى والوعى الجمعى اصبح بيفرز كويس

✅ ثانيا .. عايز تقول إنه بكدة ، المنظومة الإعلامية مش هتبقى محايدة .. ياسلام .. بذمتك إنت مصدق نفسك .. هو فيه فى الدنيا دى كلها إعلام محايد ؟ .. فرق كبير بين إعلام محايد .. وإعلام بيوهمك إنه محايد .. و أظن إن السنين اللى فاتت والأحداث اللى مرت بينا خلتنا نشوف الحقيقة المرة من منصات أعلامية كنا فاكرينها إعلام حر .. لكنها إتفضحت ومصداقيتها سقطت ..

✅ ثالثا … ياسيدى الأعلام بتاعك مش هيقفل القنوات والأبواق الأخرى .. لأنه لا يملك ده .. يعنى هتفضل موجودة .. CNN و BBC و فرنسا 24 و الجزيرة وحتى قنوات الإخوان وغيرهم .. وكل المنصات الصحفية .. كلها مفتوحة .. عايز تتابعهم .. إتفضل .. روح لهم .. بس ماترجعش تانى تقول معلش .. أنا اسف .. اصلى إنضحك عليا ….

⛔ الشيئ المهم .. واللى تم الإعلان عنه فى المؤتمر الصحفى اللى عملته الشركة المتحدة .. إنه هــ يتم طرح أسهم الشركة للإكتتاب العام فى البورصة بحلول 2024 .. يعنى 49% من أسهم الشركة هتبقى متاحة للمصريين علشان يشتروها .. و ده معناه إنك هــ تبقى مالك للمنظومة الإعلامية .. مالك للأداة اللى بتقدملك الفن والمعلومة والخبر … وقيمة الأسهم مرتبطة بمدى رضاء الناس عما يتم تقديمه من خدمة .. يعنى لو إنت مش راضى عن اللى بيتقدملك .. فــ قيمة السهم دى هتبقى فى الأرض .. لأنك ببساطة هــ تتخلى عنها .. يعنى النجاح هتبقى إنت مشارك فيه .. والفشل هيبقى له رد فعل عقابى منك كمالك .. لأن مافيش حد بيحب يبقى مشارك فى منظومة فاشلة ..

الخلاصة .. ملف الإعلام بدأ يبقى له شكل .. وبدأ يظهر له نتائج .. وبدأنا نشوف شيئ محترم … وبدأنا نشوف ونسمع الصراخ والعويل من الأخرين .. والهجوم على الشركة والمنظومة وعلى كل ما يتم تقديمه … وطالما ده حصل .. يبقى إحنا ماشيين صح …..

ولسة ياما فى الجراب يا حاوى 🙂

حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏

لمتابعة تعليقاتكم