هنا القاهرة .. !!

18 Jun 2020

هنا القاهرة .. !!
————–

من يومين وصلت لنا رسالة طويلة من صديقة عزيزة علينا .. وكانت فحوى الرسالة فى المجمل ، مليانة خوف وقلق على مصر ، وإحساس بإننا متحاصرين من كل الجهات ، وإن فيه خطوات متسارعة للضغط على مصر لتوريطنا خارجيا فى مواجهات عسكرية ، .. و ده غير محاولة إشعال الرأى العام الداخلى ضد الدولة ..

والحقيقة إن الرسالة دى على قد ما كان فيها من حقائق تثير القلق فعلا .. إلا إن الحقائق دى نفسها لما تبص للصورة بعمق وتمعّن ، هى اللى تخليك تطمئن على مصر ..

أصل يا جماعة اللى بيحصل ده فى حد ذاته هو اللى يخليك تفهم حجم مصر إييه .. لأن التحديات الكبيرة ، ماتخلقتش غير للكبار .. أو بمعنى أخر .. التحديات دايما على قد القدرة … و لو مصر دولة ضعيفة كان زمان الجييم خلص من بدرى .. ماهو لو مصر دولة ضعيفة أو هفأ .. ماكانوش عملوا الكماشة دى عليها .. و ده معناه إننا كبار .. وكبار قوى كمان .. 🙂

بصوا للصورة كويس .. بصوا للصورة بعيون مصرية .. شوفوا الدول الضعيفة بيتعمل معاها إييه .. و إزاى بــ يتم إنتهاكها .. و إزاى بــ يتم تقطيعها وتقسيم ثرواتها وتهجير شعوبها .. عيانا بيانا كدة .. وعلى مرأى ومسمع من العالم كله … لكن ده ماحصلش معاك .. ومش هــ يحصل بإذن الله .. لا جيش ولا حكومة و لا شعب هيسمحوا اصلا إنه يحصل .. عارفين لييه !؟ ..

لأننا وصلنا لمرحلة مفصلية مختلفة عن كل تاريخ مصر اللى فات … مرحلة فيها الغلطة بــ فورة … والصورة باينة قدامنا .. والرئيس قبل كدة قالها .. الدولة اللى بتقع مش بتقوم تانى .. وإحنا ماينفعش نقع .. لأن مصر هتفضل حاملة لواء الحق فى مواجهة الشر و أهله .. وطالما المواجهة أصبحت مباشرة بين الخير والشر زى ما شرحنا قبل كدة فى أكثر من مقال .. يبقى مصر مش هــ تقع .. لأنه إتكتب عليها إنها تفضل واقفة .. مصداقاً للحديث الشريف “لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة” .. وياريت ترجعوا للمقال اللى فى الرابط التالى .. واللى هــ تلاقوا كمان جواه مجموعة روابط لمقالات أخرى ذات صلة ، ياريت تقرأوها وتفهموها كويس

إنت النهاردة قوى جدا عسكرياً ، وماحدش هــ يقدر يهزر معاك .. وعندك مايكفى من قوة الردع اللى تخلى أى حد يفكر مليون مرة قبل ما يواجهك .. ولسة كمان بتتعملق عسكرياً لدرجة إن موقع جلوبال فاير وصف الجيش المصرى فى 2019 بإنه جيش إقليمى ، مش مجرد جيش بيحمى حدود دولته

إنت بتكبر إقتصاديا .. وبتربط العالم كل بيك بخيوط إقتصادية شديدة القوة ، و بــ تتحول لمركز إقليمى وبتعمل شبكات ربط دولية لملفات إقتصادية كبيرة زى الكهرباء والغاز والمناطق الإقتصادية العملاقة ، ومحور قناة السويس وغيرها .. ويكفى إن مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة اللى المنظمات الإقصادية الدولية توقعت لها معدل نمو إقتصادى 4% فى خلال عام 2020 برغم توقعاتها السلبية بمعدلات إنكماش لكل دول أفريقيا والشرق الأوسط وكثير من القوى الإقصادية فى العالم بسبب أزمة فيروس كورونا .. و كل ده إتكلمنا عنه فى القسم الخاص بالمقالات الإقتصادية اللى هتلاقوها فى الرابط ده:

لدرجة إننا بنشوف مصر بتعلن النهاردة عن أكبر موازنة فى تاريخها بقيمه 2.2 تريليون جنيه للعام القادم ..

إنت كمان قوى جداً سياسياً ، وأصبحت تمتلك فى إيديك مفاتيح كتيرة جدا ، خلت القوى الكبرى زى الصين وروسيا وفرنسا والهند وحتى أميريكا وغيرهم ، هم اللى يسعوا إليك .. ويحاولوا يضموك لأحلاف ومنظمات وتكتلات دولية مش العكس … و الكلام ده إتكلمنا عنه كتير أوى فى مقالات مطولة سابقة .. وبالأحداث والتواريخ

و ده ياخدنا من إيدينا بسرعة كدة للى حصل فى موضوع إستعادة المصريين المحتجزين فى ليبيا .. ويفهمنا إزاى الدولة المصرية بــ تدير ملفاتها بعيدا عن صخب السوشيال ميديا ، وأراء خبراء الفيسبوك الإستراتيجيين اللى ربنا إبتلانا بيهم … لأنه تخيلوا معايا كدة إنه بعد نشر الفيديو الخاص بالإساءة للمصريين فى ليبيا ، لم يخرج عن الدولة المصرية أى تعقيب أو بيان رسمى ، غير مجرد تصريح شفوى من الوزيرة نبيلة مكرم إن فيديو الإعتداء على المصريين فى ليبيا مش هــ يعدى على خير .. وفجأة بعد 3 أيام نلاقى المصريين دوول بيعبروا منفذ السلوم ، وبيستقبلهم محافظ مطروح بنفسه !

يعنى تبقى فى ووهان فى الصين ، أو تبقى فى أمريكا ، أو تبقى فى طرابلس .. هى مسافة السكة مافيش غيرها … والحقيقة دى فرصة للرد على عشاق الدونية ، اللى هرونا على السوشيال ميديا تنظير وفذلكة ، إن دى لعبة من تركيا ، و جر رجل لمصر من حكومة الوفاق .. وكأن مصر دى دولة هفأ ، والقائمين على إدارتها ناس بريالة ..

ياحبيبى صدقنى ، المشكلة فيك إنت ، و فى عقدة الدونية اللى إتغرست فيك من زمان ، ومش عارف تطلعها من جواك … !!

ياحبيبى ده شوية فيديوهات إتصورت على طريق مطروح عن نقل كام دبابة على ظهر شاحنات نقل حربية .. خلت الإخوان ومراكيبهم وحكومة الوفاق وتركيا ، يولولوا ، وخلّى أردوغان يقولك الحل العسكرى فى ليبيا مش صح .. !!

يا حبيبى بغض النظر عن اللى حصل ده حصل لييه ، وإزاى .. لكن سواء تركيا أو حكومة الوفاق أو المليشيات ، ماكانش عندهم إستعداد إنهم يعطوك الذريعة إنك تتدخل عسكرياً وتستخدم ذراعك الطولى زى ما عملت قبل كدة فى حادثة قتل المصريين فى سرت .. لأنك طبقا للقانون الدولى كنت تقدر تخش تهرسهم .. وماحدش كان هــ يفتح بقه .. لأنك فى حالة دفاع شرعى عن مواطنيك فى مواجهة مليشيات مسلحة

اللى بيقولك اصل اللى حصل ده أكسب حكومة الوفاق شرعية .. ياحبيبى المبادرة المصرية دخلت كل الأطراف فى إطار واحد لحسم الملف الليبى … يعنى هم كدة كدة موجودين فى الصورة ، ومش محتاجين حركة زى دى ..

قولنالكم فى مقال سابق ، إن وقت الجد ، مصر قدرت تجمع كل الفرقاء فى سوريا عندها هنا فى القاهرة ، وكانت هى الضامن والراعى لوقف إطلاق النار بين كل الأطراف بناء على طلب روسيا .. و حصل …. والنهاردة مصر بتجيب مصريين كانوا محتجزين فى ليبيا من قلب النار .. و ده معناه إن القيادة السياسية ، والأجهزة الأمنية المصرية برغم كل شيئ تمتلك قنوات إتصال مع الجميع ، وعندها القدرة إنها توصل لأخر الدنيا من أجل أبنائها … إزاى بقى … ده مش مجال شرحه على السوشيال ميديا .. خالص

و مع كل اللى قولناه .. وبرغم القدرة العسكرية والسياسية والإقتصادية ، وقول زى ما إنت عايز تقول .. لكن يبقى أولا وأخيراً ، واللى واضح للأعمى فى خلال السنين اللى فاتت .. إن ربنا واقف معانا … و بينصرنا … برغم صعوبة التحديات

ربنا وقف معانا فى اصعب لحظاتنا و اشد فترات ضعفنا … و عمره ما هيتخلى عننا لما بقينا اقوياء .. بحول الله وقوته … لأن ربنا دايما بينصر أصحاب القضايا العادلة

حفظ الله مصر وشعب مصر

لمتابعة تعليقاتكم