محاولة هدم الدولة المصرية باستهداف قوتها الناعمة – الجزء الثاني

17 Nov 2018

محاولة هدم الدولة المصرية باستهداف قوتها الناعمة – الجزء الثاني
——————————————————————
أعزاؤنا أصدقاء صفحة كلام في الصميم ……. اتكلمنا في الجزء السابق عن احد اهم عناصر القوة الشاملة للدولة المصرية و هي القوة الناعمة الحضارية للدولة المصرية …. و عن تأثيرها الرهيب على شعوب محيطنا في مجال امننا الحيوي ….. و قد اييه العنصر ده كان الدرع الواقي لينا و الصخرة الصلبة اللى دائما و ابدا كانت بتتكسر عليه كل محاولات تفكيك الدولة المصرية ، و كانت حماية لينا و حماية للمنطقة كلها ضد مخططات التقسيم بضرب المجتمع المصري المتماسك حتي الان بالرغم من التركيز الشديد عليه لتفكيكه …. و انه بالفعل لوغاريتم الشخصية المصرية اللى فشلت كل محاولات حله… لانه متعمق في جذور الشخصيه المصريه و في جينات المصريين على مر العصور …. و ياريت اللى ماتابعش الجزء الاول … يتابعه من خلال اللينك التالي

النهارده هنبدأ نتكلم على جزء صغير من الصورة الكلية لضرب الهوية و الشخصية المصرية المتفردة عن اي شخصية وطنية في العالم كله …. و مع ان القصة لها تأصيل تاريخي من آلاف السنين …. نقدر نفسر بيه ليه مصر هي دائما و ابدا الهدف و الجائزة الكبرى … لان الصرع الدائر الان ، و اللى حيفضل موجود الى آخر الزمان و هو الذي بنيت عليه الصهيونية المسيحية و اليهودية اللى تحالفت معا لتحقيق هدف واحد واللى المسيحية و اليهودية منهم براء …. أصله ببساطة هو صراع أبناء لأب واحد هو سيدنا ابراهيم ابو الانبياء عليه السلام…. و أصل الصراع و النزاع هو بين ابناء السيدة سارة ام سيدنا اسحاق ابو انبياء بني اسرائيل …. و ابناء السيدة هاجر المصرية ام اسماعيل ابو العرب ….. و هو ده الاساس اللى قام عليه العداء التاريخي بين ابناء يحقرون من ابناء الجاريه هاجر (على حد اعتقادهم) و انهم الاحق بالسطوة الدينيه و الاحق بالسيطره على المقدسات الدينية … و هو ما يفسر سر العداء للعرب بشكل عام …. و لمصر و شعبها و حضارتهم بشكل خاص …. و بالذات عندما يقارنون بتاريخهم الملىء بالخيانه و الدم و الحقاره … و بين تاريخ الشخصية المصرية المتفردة صاحبة الارث الحضارى الغير مسبوق … و خصوصية مصر و شعبها في كل الاديان … و بصمتهم الحضارية الايجابية على الحضارة الإنسانية في كل العصور…. و لانهم وعلى مر آلاف السنين … و بعد كل مؤامراتهم و كيدهم لضرب الحامي للهوية المصرية و العربية ….. و بعد كل محاوله يظنون انهم نجحوا في الاجهاز عليها ……. تنتفض الشخصية و الجينات المصرية لتعاود الاخذ بعناصر قوتها كالعنقاء التي تخرج من الرماد و تقف لهم بالمرصاد …. و لذلك تعتبر بالنسبة لهم هي رأس الافعي التي لو قطعت … لنجحوا و حققوا اهدافهم و قضوا على نسل السيدة هاجر جميعا ….. و عشان كده … دايما بنسمع القادة العرب بيقولوا ان مصر هي عمود الخيمة و لو راحت مصر … لراح العرب جميعا.

لكن علشان ما نبعدش كثير … خلونا نركز في آخر 50 سنة و بإختصار شديد … كان الهدف الرئيسي هو هدم الهوية و الشخصية المصرية اللى هي العمود الرئيسي للتأثير الحضاري للقوة الناعمة المصرية … عن طريق:

  • محو و تشويه الحضارة المصرية القديمة و مخزونها الحضاري …. لان اللى مالهوش ماضي مالهوش حاضر و لا مستقبل …. و بمبدأ (كلم الجماعه تلهيك ) …. يحاولوا يقنعوك انهم افضل منك و انهم هم اللى ليهم تاريخ و قيم انسانيه حضاريه و انك ولا حاجه و مالكش اصل و لا فصل.
  • ضرب العمود الفقري للمجتمع المصري و هو المرأة المصرية.
  • هدم الفن و الادب و التراث الفني المصري.
  • هدم القيم و الاخلاق المصرية المتجذرة في شخصيته.

و الادوات اللى بتستخدم لتحقيق الاهداف دي كتييييير جدا …. منها على سبيل المثال … ضرب و التحكم في المؤسسات الدينية للسيطرة عليها لاخراج الفتاوى الدينية لتحقير الحضارة المصرية و تحقير المرأه و دورها في المجتمع …. و التحكم في الاعلام للاغتيال المعنوى للتاريخ و الشخصيات التاريخية و نشر الاحباط و تعميق عقدة الدونية الوطنية و ترسيخ مبدأ الانبهار بالمجتمعات الغربية ، اللى لا تمت لنا بصله … و التسفيه من الشخصية المصرية … و ضرب المنظومة التعليمية …. و ضرب منظومة الادب و الفن المصري بكل فروعه ….. و غيرها من الادوات الكتيييييير.

و عشان ده يتم … يبقي لازم يكون له منفذين على الارض …. و المنفذين دول لازم يكون ليهم سلطة مجتمعية و حرية حركة داخل المجتمع … او بالاصح يكونوا هم النخبة المجتمعية المتحكمة في اجندة النقاش المجتمعي في كل المجالات …. و كمان يكون ليهم حماية تحميهم من مقاومة المجتمع ليهم … و الحماية دي تكون مدعومة بمنظومة اقتصادية كبيرة متغلغلة داخل المجتمع زي السرطان لخلق شبكة مصالح واسعة النطاق مع مكونات المجتمع المختلفة و داخل الهرم الوظيفي للسلطة التنفيذية اللى كلها بتخدم على بعض.

الخواجه اللى كان بيخطط لضرب المجتمع المصري … او بالاصح … مراكز الابحاث و الخبراء و الاكاديميين …. وجدوا ان اي مجتمع لازم يكون فيه ثلاثة اصناف و هم اللى حيتم دعمهم عشان يتم تكوين النخبه دي و زرعها داخل المجتمع على مدار عشرات السنين حتي تنتشر فيه كالسرطان اللى صعب التخلص منه لاحقا…… و لو جينا نفرز الاصناف دي من النخبه … اللى حنتكلم بالتفصيل لاحقا عن تصنيفهم و كيفية زرعهم داخل مجتمعنا …. نقدر نقسمهم الى 3 مجموعات … المجموعة الاولي هي مجموعة القيادة …. و دي اللى بـ تتلقى تعليماتها من الخواجه اللى بيديرهم بالخارج و بتقود النخبة دي داخليا … و المجموعة التانية هي شخصيات من الأفاقين و الفشلة و المرضي النفسيين المرضي بمرض الشهرة و مركبات النقص الباحثين على الشهرة او التقدير المجتمعي الزائف حتي و لو على حساب مجتمعهم … و المجموعة الثالثة هي مجموعه من الفاسدين و الوصوليين اللى يبيعوا نفسهم للشيطان ذات نفسه مقابل النفوذ و السلطة و المال.

و لانه خواجه اجنبي عن مصر …. فهو بيتبع مدرسة التصنيف الكلاسيكية … وهى ان اي مجتمع ينقسم الى يمين متشدد و الى يسار ليبرالي … و دول اللى حيكون عليهم دور جذب حزب الوسط لاي منهم …. اليمين المتشدد المنفذ له حيكون عن طريق افيون شعوب منطقتنا و هو الدين و اللى لازم تسحب السجادة من تحت المؤسسات الدينية الوسطية في المجتمع و تتصدر هي المشهد الديني في مصر … و اليسار حيكون عن طريق تفكيك و السيطرة على اليسار الوطني اللى كان بالفعل بيعمل بقوة في المجتمع المصري باجندة وطنية حقيقية …. و التانين دول لازم يبان ظاهريا للمجتمع انهم اعداء و بيكرهوا و بيحاربوا بعض عشان تحصل حالة من الاستقطاب اللى نتيجتها برضوا واحدة لانه بيتحكم في الاتنين و كل الطرق تؤدي الى روما …… و بكده … يقدر يتحكم في اجندة النقاش الوطني للمجتمع و يوجهه زي ما هو عايز … لانه انتج نفس المنتج بس بمذاقين مختلفين …. اللى بيحب شيبسي بطعم الجبنه موجود … و اللى بيحبه بطعم الخل موجود … المهم … ان الاتنين شيبسي و المصنع واحد.

النهارده حنتكلم عن التيار الديني اللى تم زرعه في مصر بداية من 1928 بزرع جماعة الاخوان في المجتمع المصري …. مع اننا اتكلمنا كتييييير قبل كدة و بالتفصيل في مقالات مفصلة سابقة عن الموضوع ده … و بخاصة عن زرع التيار الديني في المنطقة كلها …. بزرع الاخوان في مصر و التطرف في الجزيرة العربية و ثورة الخوميني في ايران …. اللى كلهم اعتمد ترسيخ اقدامهم في المجتمعات العربيه على الاستقطاب الديني بمبدأ التنوع عشان يقدروا يستقطبوا اكبر قدر من شباب المنطقه باختلاف توجهاتهم العقائديه … فكان لازم يكونوا ظاهريا اعداء و مش بيطيقوا بعض و بيسبوا و يطلعوا سنسفيل بعض … لكن على المستوى الاستراتيجي هم بالفعل حبايب … و يدينون بالولاء الكامل للخواجة اللى أنشأهم و بيدعمهم …. فتلاقي ايران مدخلتش مصر و رئيسهم مدخلش الازهر و بدأت الخطوات للبدء في عودة السياحة الدينية لايران غير في عهد الاخوان …. و حتى تلاقى إن الحليف الاستراتيجي لنظام الاخوان في تركيا هي ايران …. و اكبر حليف عسكري و اقتصادي لاسرائيل هي نظام خليفتهم في اسطنبول.

و حتي على الارض …. فتلاقي استقطاب الشباب و رمي كل فصيل منهم شبابه في اتون الحروب في المنطقه بدعوى انهم يقاتلون بعض … لكن في الحقيقه اللى على الارض … هم ينفذون اجندة الخواجه في تفكيك المجتمعات و تدميرها و تدمير الجيوش الوطنية و القيام باعمال التطهير العرقي و تنفيذ اجندة الخواجه بتغير التركيبة السكانية المتماسكة للمناطق … الى كانتونات سكانية حسب العرق او الدين لتقسيمها لاحقا ….. و اللى يأكد انهم كلهم بدون استثناء ولاؤهم للخواجه و ان الموضوع فلوس و بس ….. و مع انهم صدعونا بالخطب الحنجوريه عن الموت لاسرائيل و يجب رميها في البحر و عن خيانة شعوب المنطقه للاسلام و انهم حامي الحمى عن الاسلام …. الا ان محدش منهم ضرب طلقه واحده على اسرائيل …. و لا اي شيخ من شيوخهم اصدر فتوى بالجهاد ضدها …. لكن الفتاوى كلها بالجهاد ضد الجيوش الوطنية العربية لان الخواجه بيسلحهم و يدربهم و بيحميهم يخدم عليهم عسكريا على الارض ….. و لذلك بينفذوا اللى هو عايزه.

المهم خالونا في موضوعنا …. ففي فترة السبعينات … و مع توحش النفوذ الديني التكفيري في المنطقه مع توحشهم و ظهورهم بقوه في منطقة الخليج ماليا و في مصر تسليحيا كمليشيات مسلحه في صورة خلايا نائمة استغلالا لإنشغال الدول العربيه و حكوماتها و بخاصة مصر في حربها مع اسرائيل …. بدأوا يعلنوا عن تواجدهم عن طريق مسارين متوازيين ….. المسار الاول كان بالقوه المسلحة الفاعله على الارض في الخليج و بمصر ….. و ده ظهر جليا في حادث الفنية العسكرية بمصر عام 1974 و في حادث مجموعة جهيمان العتيبي بالسعوديه سنة 1979 داخل الحرم المكي … و الثوره الاسلاميه في ايران في نفس العام 1979 ….. و ده واكبه زرع العديد من الشخصيات اللى بدأت تتبلور و تاخد مساحة كبيرة في الاعلام المجتمعي بنشر ثقافة شرائط الكاسيت سواء في مصر او السعوديه او ايران … فتم صنع شخصيات أسطورية وهمية في المجتمعات دي … و اللى كانت بتكلم الناس بخطاب حنجورى شعبوى يمس المشاعر الدينيه …. بمدخل الرجوع الى الدين الاسلامي و الفرار الى الله و الجنه و البعد عن النار و العذاب العظيم … و ذلك بتكفير الدولة و المجتمع و الحض على محاربة الدولة و اجهزتها المختلفة و محاربة المجتمع و تغييره بالقوة.

اما المسار الثاني و هو موضوعنا في المقال هو استهداف القوة الناعمة الحضارية للمجتمع المصري …. بتحريم الفن و الادب و التحقير من المرأه و تجريم المجتمع و غيرها من الاساليب اللى بتهد المجتمع و تحقر و تغير من قيمه الحضاريه … فكلنا نذكر ان اول من اطلق على سيدات مصر العظيمات انهم رقاصات و غواني و ان فنانين مصر مجموعة من الشواذ و العاهرات هو الاخواني عبد الحميد كشك و اللى كان لا يخلوا درس من دروسه الا وكان بيتعمد ترسيخ هذه المصطلحات بتركيز شديد …….. و ان الفن و الغنا حرام …. و لان المدرسة واحدة و المصدر واحد ….. كان الكثير من الشيوخ سواء الاخوانية او المحسوبين على السلفيين من هذا الوقت و حتي يومنا هذا يعملون بكل جد و اجتهاد و بتركيز على نفس المواضيع و استخدام الفتاوى الدينيه لكل ما هو يخرب المجتمع اقتصاديا و علميا و مجتمعيا و حتي اخلاقيا.

فـ لان الدولة عصب حياتها الاقتصاد … و يجب ان لا يقوم للاقتصاد المصري قائمة … فكانت فتاوى تحريم التعامل مع البنوك على اشدها … ادينا انت بس فلوسك يا اخي و احنا نشغلهالك بالحلال بدل الحكومة الكافرة دي … و فلوسك تتاخد يتمول بيها سلاح يتم قتلك بيه بعد كده…. لكن الهدف ان يكون الفلوس خارج النظام المصرفي للدولة و اللى احنا بنعاني من نتائجه النهارده بوجود اقتصاد موازي غير رسمي يقدر بضعفين او ثلاثة أضعاف الاقتصاد الرسمي.

و لان اكبر خطر على اقتصاد اي دوله هي الزياده السكانية … فكان التركيز على عموم افراد الشعب المصري في النجوع و الكفور ان الاسلام يحث على الانجاب الكثيف … و حرموا تنظيم النسل … حثوا الناس على الخلفة الكتيرة بنشر كلام خايب ما انزل الله به من سلطان ان العيل بيجي برزقه … المهم تخلف و ترمي في الشارع … و هو برزقه … فانتشرت العشوائيات و اطفال الشوارع … و وصلنا اننا النهارده بيزيد عددنا 2.5 مليون فرد في السنة … يعني كل سنه بيزيد علينا تعداد دول بحالها و افواه مفتوحة محتاجة فصول و مدارس و مستشفيات و طرق و مساكن و خدمات و اصلا احنا مش ملاحقين نكفي اللى عندنا … فاصبحنا كغثاء الثيل … عدد بيزيد و انتاج مفيش…. و كله بالدين … المهم الشيخ راضي عني و مبسوط.

و تلاقي فتاوي تحريم عمل المرأة و كبتها و التلاسن عليها و تحقيرها لا يخلوا منها حديث لهم … فشيوخ ما يسموا بالسلفيين يقولون بكل تفاخر ان المرأه هي حيوان مكلف … زيها زي البقره اللى بينتفع منها الراجل لكن ربنا كلفها ببعض العبادات … فتلاقيه يقولك ان فهمنا عن الاسلام هو ان الاسلام كرم المرأه لكن هي برده بقره او حيوان مكلف …. لازم تختفي من المجتمع و يتقفل عليها …. فهي خلقت لمتعة الرجل فقط … و لانهم مرضي صدقوا نفسهم ….. فانتشرت فتاوي ما انزل الله بها من سلطان انها ممنوع تسوق العربية و ممنوع تشتغل و ممنوع تطلع من البيت و لا يكون ليها رأي …. لانها كائن لا يبحث الا عن الجنس مع اي رجل … و اي واحده تحاول بتقوم بدور مجتمعي سواء ادبي او فني او وطني او توعوى او قيادي … فهي امرأة ساقطة غانية ….. و كله بالفتاوي الجاهزة.

طب عايزين بقي نضرب تاريخ المصريين و ماضيهم تماما و نسلخهم منه و نخاليهم يستعروا منه ….. يبقي لازم ندلس و ننسي المصريين انهم من اول الشعوب اللى ترسخ في وجدانهم التوحيد و ان سيدنا ادريس اول من خط بالقلم و علم العالم الكتابة ، و ننسيهم ان يوسف و موسي و الخضر كانوا في مصر .. و ان المصريين ماكانوش بيؤمنوا بالبعث و الحساب و الخلود و لا هم اول شعوب الارض كانوا بيصوموا و لا ان ربنا كرم مصر و اصطفاها على بلاد العالم اجمع و تجلي عليها …. و لازم نركز كل دروسنا و كتاباتنا و فتاوينا ان المصريين القدماء كانوا وثنيين و بيعبدوا الاصنام …. و ان كل تاريخ مصر يتلخص في فرعون عدو الله … و ان الجيش المصري ده ما هو الا سليل جيش فرعون … و ان المصريين دول احفاد الطاغوت …. و ان الاثار المصرية دي يجب ان تدمر او تزال لانها اصنام …. مع انهم في نفس ذات الوقت … ركزوا بكثافة بفتاويهم الجاهزه على وجوب التجارة في الاثار و عدم تسليمها للدولة لتفريغ مصر من آثارها …. او تدميرها و محوها من الوجود …. المهم تنسي كل ده و تلبس الجلبية القصيرة و تعيش على التمر و تربي دقنك و تتجوز بدل الواحده 4 .

و عشان الموضوع يكمل … يبقي لازم نفكك نسيج المجتمع ده … و نهدم خصوصية المجتمع المصري المتماسك …. يبقي ندق اسفين داخل المجتمع بين افراده … يبقي الفتاوي جاهزة بتكفير المسيحي و وجوب عدم التعامل معه و معاملته على انه دخيل على المجتمع المصري … مينفعش تسلم عليه و لا تهنيه بعيده و لا حتي تضحك في وشه … و حتي لو اتجوزت مسيحية … فلازم تعاملها باحتقار و ماتسلمش عليها و لا تكلمها و تحسسها بالدونية … على اساس انها ميته في دباديبك و حتستحمل العيشه المهينه دي لمجرد انك لابس عباية قصيرة …. و مايمنعش انك تطلق فتاوي ان الكنايس دي بيوت كفر و لازم تتحرق او تدمر … او انك تجيُش الناس عشان تمنع بناء كنيسة حتي لو تطور الامر للقتل …. حتي توصل الى انهم يحلوا دم المسيحيين اللى عمرنا ما شوفناهم بيقابلوا كل الكره ده من الفئه دي غير بالصبر و الوطنيه للحفاظ على تماسك الوطن …. المهم ان المجتمع يكره بعضه.

و لان المنهج ده ماينفعش معه اعمال العقل و التفكير و التحليل … يبقي لازم نكفر الازهر و لا نعترف بيه … و لا نعترف بدار الافتاء … و الهجوم و الاغتيال المعنوي لاى دكتور اكاديمي ازهري او شيخ يفند مزاعمهم …. عشان هم اللى يكونوا اوصياء على عقول الناس …. و بيبان جدا الموضوع ده لما تكلم حد من تلاميذهم و هو بيكلمك و تحس ان قرصته عقربه لما تقوله الازهر بيقول او الدكتور فلان بيفند كلامهم …. تلاقيه يقولك متسمعش ليهم لان العلم عندنا احنا بس ….. لان الهدف هو محو الفهم المصري الوسطي الناضج للدين ….. و مش بس كده …. تلاقيهم اعداء لكل ما هو علم … لان العلم هي العلمانية الكافرة بتاعة الغرب الكافر …. لكن مفيش مشكلة انهم يكذبوا و يستشهدوا بابحاث علمية غير موجودة اصلا ان اطلاق اللحيه يزيد من القدرة الجنسية لكن الغرب اخفي هذا الاكتشاف نكاية في الاسلام.

و الاغرب ان الناس دي كلهم بدون استثناء …. بيجذبوا الناس ليهم باحاديث عن التقوى و الورع و الزهد في الدنيا و هم يبكون و الدموع بتشرّ من عنيهم … مع ان الشباب اللى ماشي وراهم مسألش الشيخ بتاعه انت جايب ثمن عربية واحدة من اسطول عربياتك الحديثة منين و اللى تمن واحدة منهم تحل مشكل شباب حي بحاله منين و لا هل العيشة في قصر واحد من قصوره مخالف لدروس الزهد في الدنيا اللى بتكلمنا عنها …. و الغريب انه برضوا مالفتش نظر الشباب دول … منين انت عمال تشتم في الغرب الكافر و تشجع الناس انها ترسل الشباب للجهاد و الحرب … و في نفس الوقت لا ترسل اولادك الى الجهاد و تبعتهم للغرب الكافر يعيشوا عيشة كبار الاغنياء فيه….. طب بالذمة حد فيهم اصدر فتوى للجهاد لتحرير اسرائيل …. لأ …. طب فتوى لمحاربة امريكا …. لأ …. طب طلع من فلوسه و اعلن عن وجوب الجهاد بالمال ضد اسرائيل …. لأ.

الخلاصة ان ما يسمى بالتيار الديني الدخيل ده …. نهش في جسد الهوية المصرية بطريقة مسعورة للاجهاز عليها …. و تنفيذ الاجندة المخططة لهم بكل جد و اجتهاد في انك تنسي اصلك و فصلك … و تتمحي شخصيتك الوطنية و هويتك المصرية … فكان هدم الشخصية الوطنية بالدين …. و التحقير من شأن المرأة بالدين …. و هدم الاقتصاد بالدين …. محو التاريخ بالدين … و قتل الشباب بالدين … و حتي تغيير الملابس و طريقة الكلام و حتي الابتعاد عن تسمية الاولاد باسماء مصرية كان بالدين .

ونعتذر ليكم لطول المقال … مع اننا اختصرنا من تفاصيله الكثيييييير …. و نتكلم ان شاء الله في الجزء القادم عن تكوين نخبة مزعومة من اليسار المصري.

تحياتنا ليكم

لمتابعة تعليقاتكم