الإرهاب .. عقيدة .. وفِكر

17 Nov 2017

الإرهاب .. عقيدة .. وفِكر … !!

————————————–

 سواءً إتفق البعض او إختلفوا حول حلقة الأمس على قناة الحياة ، واللى إستضاف فيها الإعلامى عماد أديب ، إرهابى الواحات اللى تمكنت قوات الشرطة لمكافحة الإرهاب من  القبض عليه بعد العملية الناجحة اللى تم فيها تحرير بطل الشرطة محمد الحايس .. وتم منع تنفيذ مخطط قذر إتكلمنا عنه بالتفصيل فى مقال سابق ” العمليه و الرد المميت “ ..

فــ الواقع بيقول إن اللقاء خلاص إتذاع … والحقيقة إحنا مش عارفين ، هو الناس كانوا متوقعين يشوفوا إييه !!؟؟ .. هل كان عماد اديب يضرب الإرهابى بالرصاص .. أو يفضل يشخط فيه ويهزأه طول الحلقة !!؟؟ … طبعا الناس معذورين .. إحنا كلنا نفسنا نشوف ده علشان نشفى غليلنا .. لكن مش هو ده الهدف من إذاعة اللقاء إعلامياً خالص !

طبعا إحنا مش محتاجين نفكركم إن اللى اعلن عن وجود اسير من الإرهابيين اللى نفذوا عملية الواحات كان هو الرئيس السيسى أثناء فعاليات منتدى شباب العالم .. وهو اللى أعلن كمان إنه هــ يتم بث إعترافه إعلامياً … وسواء كانت المادة اللى تم عرضها عجبتنا أو لأ .. فــ اسمحولنا نفكركم برضوا إن ظهور الإرهابى فى الإعلام ، ماتمش إلا بموافقة امنية .. وإختيار الإعلامى اللى يقوم بكدة كان برضوا بموافقة أمنية .. والأسئلة والحوار اللى تم تبادله مع الإرهابى القاتل كان برضوا تحت إشراف امنى .. يعنى مافيش حاجة متسابة صدفة ..

طب السؤال بقى .. لييه تم عرض هذا اللقاء وإييه الهدف من تسويق الموضوع إعلامياً ؟

تعالوا الأول نشوف المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واللى بــ تنص على الأتى:

«ليس فى هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعى للدول، فرادى أو جماعات، فى الدفاع عن أنفسها إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء (الأمم المتحدة)، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين، والتدابير التى اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فوراً، ولا تؤثر تلك التدابير بأى حال فيما للمجلس (بمقتضى سلطته ومسئولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق) من الحق فى أن يتخذ فى أى وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولى أو إعادته إلى نصابه» …

يعنى من الأخر كدة .. أى دولة من حقها تتحرك عسكرياً علشان تدافع عن نفسها لو تعرضت لخطر مباشر يهدد سلمها وأمنها لغاية لما يبقى مجلس الأمن يجتمع ويشوف له صرفة 🙂  …. وهى دى المادة اللى إتحركت أميريكا بناءً عليها وضربت أفغانستان والعراق .. وهى دى نفس المادة اللى تحركت السعودية من خلالها وضربت اليمن .. وهى دى برضوا المادة اللى صنعت الغطاء الشرعى للضربات العسكرية اللى قامت بها مصر قبل كدة ضد معسكرات الإرهابيين داخل الحدود الليبية ..

إحنا بقالنا كتير بنقول إننا فى حالة حرب .. وفيه ناس مصدقة وناس تانية مش مصدقين ماعرفش إزاى .. وفيه دول مش عارفة إننا فى حالة حرب .. و دول عارفة إننا فى حالة حرب لأنهم اصحابها و هم اللى بيحاربونا برجالتهم .. و دول تانية عارفين بس بيستعبطوا .. وبالتالى فــ الإعترافات اللى قالها إمبارح القاتل الإرهابى ده .. بتوصّل للعالم كله رسالة إن التجمعات الإرهابية اللى فى ليبيا ، شايفين إن مصر هى أرض جهاد .. وإن الجهاد فرض عين عليهم علشان يخلصوا مصر من الظلم .. وإنهم كلهم بايعوا أمرائهم على الجهاد وعلى السمع والطاعة من اجل إقامة دولة الخلافة التى لا تعترف بالحدود .. وإن كلهم مسلحين ومدربين على إستخدام الأسلحة .. ألخ الخ ألخ من كل ما ورد على لسان سعادة البيه الإرهابى !! .. و ده معناه إن مصر من حقها تتخذ كل الإجراءات للدفاع عن نفسها من غير ماترجع لأى حد !

اللقاء ده كمان رد على كل الشائعات اللى كانت بتقول إن دوول مجموعة من تجار المخدرات مش إرهابيين ولا حاجة .. وشائعات إن عملية إستعادة البطل المصرى محمد الحايس ماكانش بطولة ولا حاجة ، لكن ده كان عملية تبادل اسرى بين الجانبين .. و ده طبعا كذب أَشِر .. وفى نفس الوقت فكر مريض .. لييه !؟ .. لأنه بــ يضع مجموعة من الكلاب الضالة فى مساواة مع الدولة المصرية على إعتبار إنهم طرفى صراع متساويين .. و ده طبعا شئ غير صحيح .. لأنه فيه فرق كبير بين دولة ذات كيان مؤسسى وبين عصابات ماجورة ممولة .. أياً كان الغطاء اللى بــ يحاولوا يشرعنوا بيه أهدافهم

والجميل فى اللقاء هو عمل مقارنة بين فكر الإرهابى وبين فكر أبطال مصر من رجال الشرطة والجيش .. علشان يفضح مين فيهم صاحب رسالة سلام ومين صاحب رسالة دم .. مين اللى بيقاتل فعلا فى سبيل الله وعنده ثقة وإيمان بالله .. ومين اصحاب فكر فاسد قائم على لا شئ

والأهم إن اللقاء ده وضح للناس البسطاء اشياء مهمة جداً :-

أولاً .. إن الإرهابى ده هو النموذج الفكرى اللى بــ يتبناه معظم اصحاب الفكر التكفيرى اللى افسدوا بلادهم ودمروها تحت مسمى الثورة .. سواء كانت الثورة الليبية او السورية او اليمنية .. هو هو نفس الفكر الخربان … ولسة بتلاقى ناس عندنا هنا فى مصر بتقولّك على اللى حصل فى البلاد دى ثورة

ثانياً .. اللقاء ده وبغض النظر عن ضحالة الفكر الدينى والمرجعية الفقهية عند المحاور عماد أديب فى إحراج هذا الإرهابى بالحجة والأسانيد (و ده ماكانش الهدف من اللقاء على فكرة) .. فالحوار اثبت مدى فساد الفكر والإستدلال الدينى عند هذه الشريحة من المغيبين ذهنياً وعقلياً ودينياً بالكامل .. بعد ما تحولوا إلى شبه ألات مهمتها الوحيدة فى هذه الدنيا هى القتل والتخريب والتدمير على وعد بدخول الجنة والتمتع بالحور العين .. وحتى لو كان مخطئ فــ له اجر الإجتهاد .. شوفوا المصيبة السودة اللى إحنا فيها !!!!

ثالثاً .. الإرهابى القاتل لا يحمل فى داخله ولا تظهر على ملامحه أى لمحة من لمحات الندم .. حتى بعد ما حاول عماد أديب إبتزاز مشاعره إنسانيا بالحديث عن اليتامى والأرامل والثكالى … وحتى فى اخر الحوار لما قال له “إنت تعرف لو اخدتك من إيدك وسيبتك فى اى ميدان من ميادين مصر الناس هــ تعمل فيك إييه !؟” .. رد وقال بإبتسامة بعد ما حاول يتهرب من الإجابة “عارف هــ يقطعونى حتت .. بس أنا ماكانش نيتى شئ سيئ” !! .. يعنى إصرار وإستكبار !!

رابعاً .. الحوار ده وضّح بصورة مباشرة إن اصحاب العقول دى وصلوا خلاص لمرحلة لارجعية .. يعنى ماعادش ينفع نكلّمهم بالحسنى وبالأدلة والأسانيد ونعمل لهم علاج نفسى ومراجعات فكرية وكل الكلام الفاضى ده .. لأنهم ببساطة خالص تم غسيل عقولهم بالكامل وإفساد فكرهم لدرجة لا يمكن معها الإصلاح .. ومثال على كدة “طارق الزمر” اللى خرج من السجن فى أواخر 2010 وإتقال إنه هو واللى كانوا معاه إتعمل لهم مراجعات فكرية .. وهو بنفسه اعلن إنه اخطأ لما شارك فى قتل السادات .. ولكن بمجرد عزل مرسى وعصابته ، عاد كما كان .. بل أسوأ …. وعلشان كدة .. أى حد بيتكلم عن مصالحة او مراجعات فكرية ، أو إحتواء ، أو الدمج فى الحياة السياسية ، أو كل ما شابه ذلك من الكلام المعسول والعناوين البرّاقة والمنمقة دى .. كل ده مجرد ضحك على الذقون ..

وعلى فكرة .. لو أى حد فينا له اصدقاء او زملاء او حتى معارف من الإخوان اللى موجودين فى مجتمعنا وحوالينا .. وفكرت تتناقش معاه فى الموضوعات دى .. هــ تلاقيه مؤمن بنفس المبادئ ومتشبع بنفس الأفكار حتى وإن أظهر العكس .. لأنهم إتربوا على الأفكار والمبادئ دى من و همّ لسة أطفال .. وعلشان كدة .. فــ الإخوانى اللى حمل السلاح هو إرهابى مجرم … أما الإخوانى الذى لم يحمل السلاح فهو ايضا إرهابى ومجرم لم تصدر له الأوامر من الجماعة بحمل السلاح على إعتبار أنه له دور تانى يلعبه قبل ما يصل لمرحلة حمل السلاح …. واللى إحنا بنشوفه منهم فى حياتنا اليومية يؤكد الكلام ده .. بس إحنا للأسف كدولة ملتزمين بالقوانين الجنائية !

اللقاء مع هذا الإرهابى لقاء كاشف لهذا الفكر .. وفاضح بكل شك لكل من يقومون بتمويل أصحاب هذا الفكر المشوه …. والكلام ده بإعترافه هو ومن خلال كلامه هو .. ولسة كمان لما يتم التحقيق معاه بمعرفة النيابة العامة بعد ما الأمن الوطنى وأجهزة الإستخبارات المصرية اخدوا منه كل اللى هم عايزيين يعرفوه 😉 🙂

وإلى اللقاء فى عمليات أخرى 

لمتابعة تعليقاتكم