قانون العدالة لمكافحة الإرهاب و … والفوضى

30 Sep 2016

قانون العدالة لمكافحة الإرهاب و … والفوضى .. !!

———————————————-

كل اللى بيحصل دلوقتى ، هو أليات الدفع بالعالم بإتجاه فوضى شاملة على خلفية تداعيات إقتصادية كبرى تؤدى لأزمات طاحنة ، فى محاولات مستميتة لإبطاء عملية السقوط الدراماتيكى اللى بيواجه النظام العالمى الحالى ، وبداية ملامح تشكل نظام جديد هــ تبتدى تبان فى 2017 .. و”قانون جاستا” أو مايسمى بــ “قانون العدالة لمكافحة الإرهاب” هو أحد أدوات هذه الفوضى واللى حذر منها رئيس المخابرات المركزية الأميريكية ..

اللى إحنا هــ نقوله فى مقال النهاردة مش هــ تسمعه أو تقرأه فى أى صفحة تانية غير بعد ما يتم نشر مقالنا بالفعل .. وبالرغم من كدة .. فالكلام ده هو مجرد رأى ووجه نظر مبنية على رؤية سياسية ، وتحليل للظروف المحيطة ، وإستشراف لما سيحدث فى المستقبل .. وإحنا كنا نشرنا من فترة مقال أو إتنين ، إتكلمنا فيهم عن السقوط الأميريكى ، وقولنا إزاى إن تداعيات الأحداث ممكن تؤدى لهذا السقوط .. ومنهم مقال امريكا تفقد اعصابها اللى نشرناه من أكثر من سنة ونصف .. ياريت تقرأوه كويس 🙂

طب الأول هو قانون جاستا بيقول إييه !!؟؟ .. بيقول ياسيدى إنه “لا يجوز لدولة أجنبية أن تكون في مأمن من اختصاص المحاكم الأميركية في أي قضية من القضايا التي تطالب بتعويضات مالية ضد دولة أجنبية جراء إصابات جسدية لشخص أو ممتلكات أو حوادث قتل تحدث في الولايات المتحدة”، وتكون نتيجة عمل من أعمال الإرهاب الدولي في الولايات المتحدة” .. وبيسمح القانون برفع دعاوى مدنية ضد أي دولة أجنبية أو مسؤول أجنبي في قضايا الإصابات أو القتل أو الأضرار الناجمة عن أي فعل من أفعال الإرهاب الدولي .. كما يخول القانون للمحاكم الفيدرالية بـ “ممارسة الولاية القضائية الشخصية وفرض محاسبة لأي شخص يرتكب مثل هذه الأفعال أو يقدم المساعدة أو يحرض أو يشرع في ارتكاب أي عمل من أعمال الإرهاب الدولي ضد أي مواطن أميركي” !!! … لكن الأهم من ده كله هو اللى ورد فى المادة الخامسة من القانون واللى قالت إن الأشخاص أو الجهات أو الدول اللي بــ تساهم أو تشارك في تقديم دعم أو موارد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لأشخاص أو منظمات تشكل خطراً داهماً وارتكاب أعمال إرهابية تهدد سلامة مواطنى الولايات الأمريكية أو أمنها القومي أو سياستها الخارجية أو اقتصادها ، يُتوقع جلبها للمثول أمام المحاكم الأمريكية للرد على أسئلة حول تلك الأنشطة .. 🙂

اللى أميريكا عايزة تعمله بالقانون ده حاجتين مهمين جداً .. الأول هو محاولة إستعادة زعامة كاذبة على أنقاض احداث 11 سبتمبر 2001 لما قامت أميريكا بفرض بلطجتها العالمية بإعتبارها القوة العظمى والقطب الأوحد فى العالم وإستخدمت كذبة الحرب على الإرهاب فى فرض هيمنتها وتنفيذ بلطجتها بمبدأ “من ليس معى فهو ضدى” .. لدرجة إن كل الدول حتى الدول العظمى قررت إنها تلزم الصمت وتنحنى للموجة لحد ما تعدى .. وكانت النتيجة هى اللى بيحصل النهاردة فى العالم كله ….. والثانى وبنفس المبدأ هو إستخدام سلاح الإقتصاد بالذات لتهديد الدول اللى ممكن تخرج عن الطوع الأميريكى (وبالذات الدول اللى بتدعم مصر) واللى لهم إستثمارات وأصول وأموال طائلة فى أميريكا يُمكن السيطرة عليها ، زى دول الخليج وإيران والصين ألخ ألخ .. وخصوصاً إن أميريكا بتعانى من أزمة إقتصادية حادة وصلت لإنها تكون الدولة الأولى على العالم من حيث الديون الخارجية بإجمالى 20 تريليون دولار ..

القانون ده يعتبر قانون سياسى بالدرجة الأولى ونتائجه هــ تكون نتائج كارثية على الولايات المتحدة سواء كانت نتائج إقتصادية أو سياسية أو أمنية !!! … طب إزاى !؟

أولا من الناحية السياسية … هــ يكون له نتائج سياسية سلبية على المعسكر الأميريكى لأنه هــ يدعم خلق تكتلات سياسية بتتكون _مش النهاردة بس_ ولكن بقالها فترة كبيرة لمواجهة الهيمنة الأميريكية ولكسر النظام العالمى الحالى وفرض أمر واقع على الأرض يتيح لكل الأطراف ، وكل القوى التغريد خارج السرب .. وخصوصاً إن أميريكا ماعادتش هى القوة المرعبة اللى بتتحرك وتعيث فى الأرض فساداً بمنتهى الأريحية والبلطجة ، مش لأن الألة العسكرية الأميريكية ضعفت ، ولكن لأن العالم إتغير ، والقوى العسكرية تنامت وبدأت تكشر عن أنيابها ، والأحلاف بدأت تواجه أميريكا بوجه مكشوف مع إستمرار الموائمات السياسية .. وأظن اللى حصل من الصين مع الرئيس الأميريكى أوباما فى قمة العشرين ، واللى كانت فضيحة سياسية ، وبعده تطاول رئيس الفلبين على الرئيس الأميريكى .. وقبلها وبعدها المواجهات السياسية والعسكرية اللى بتعملها روسيا مع أميريكا يمكن بشكل يومى ، و ده غير كوريا الشمالية .. كل ده بيخلينا نقول إن عالم الأمس غير عالم اليوم !

ثانيا من الناحية الأمنية … ده هــ يمثل تهديدات للمواطنين الأميريكيين خارج وداخل أميريكا .. وخصوصاً إن أى حد عايز يورط اى دولة علشان تسقط تحت طائلة قانون العدالة ، ممكن يجيب أى إرهابى أو اى شمام كله ، ويغسل له دماغة المغسولة أصلا ، ويخليه يعمل اى عملية إرهابية تجاه اى مواطن اميريكى أو مؤسسة أميريكية ، علشان يتم توريط الدولة المنتمى إليها المواطنين دوول …  .. ولو إحنا بقى بنتكلم عن نظرية المؤامرة ، يبقى ممكن الأجهزة الأمنية الأميريكية نفسها تعمل الكلام ده ، وهى محضرة ومجهزة أدلة الإتهام لأى حد (سواء اشخاص او دول) هى عايزة تتهمهم أو …. أو تبتزهم … وطبعا غير إن ده زى ما بــ يلغى الحصانة لأى مواطن أجنبى تابع لدولته داخل أميريكا .. فهو كمان هــ يخلى الدول الأخرى تتعامل بنفس الطريقة .. ويمكن هو ده اللى خلّى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان يحذر من إن قانون جاستا هــ تكون له تداعيات جسيمة على الأمن القومي للولايات المتحدة، لإن مبدأ “الحصانة السيادية” للدول التي تحمي المسؤولين الأميركيين يوميا قائم على أساس المعاملة بالمثل .. وهو ما يتناقض مع اتفاقية أميركا مع الأمم المتحدة لحصانات الدول وممتلكاتها من الولاية القضائية لسنة 2004.

ثالثاً من الناحية الأقتصادية … و الكلام هنا له شقين:

1 – إن زى ما أميريكا هــ يبقى من حقها تمارس البلطجة الإقتصادية على مواطنين وممتلكات الدول الأخرى وجعلها تدخل تحت طائلة القانون إستغلالا لفكرة أو لتهمة دعهم وتمويل وتنفيذ عمليات إرهابية .. ممكن الدول الأخرى كمان تقوم بنفس الشئ .. و داخل المولايات المتحدة الأميريكية وبإستخدام القانون الأميريكى طالما إمتلكت دليل على تدعيم أفراد او مؤسسات اميريكية للإرهاب … ونعتقد إن توفير أدلة زى دى مش شئ مستحيل على الأجهزة الأمنية للدول المعنية .. وخصوصاً إن اميريكا لها تاريخ كبير فى دعم وتدريب الإرهابيين وتدمير الدول من أول اليابان لكوبا لفيتنام لإيران لليبيا للعراق لسوريا .. ألخ ألخ ألخ .. وبالذات الربيع العبرى واللى حصل فيه ..

طب ياترى مين هــ يدفع كل الفواتير دى !؟

2 – إذا كان القانون ده هــ يقلل ويمكن يوقّف إستثمارات الأفراد والدول بتريليونات الدولارات داخل أميريكا نتيجة الخوف من الوقوع تحت طائلة قانون جاستا بسبب اى عقوبات ممكن يتم إقرارها على أى دولة من الدول .. فــ القانون ده هــ يعجل ويدفع بشدة فى إتجاه التحرر من منظومة الدولار الإقتصادية المسيطرة على العالم .. ويمكن ده ظهر فى الإعلان عن بدأ التداول المباشر لليوان الصينى مع الريال السعودي والدرهم الإماراتي في سوق النقد الأجنبي زى ما نشرت صحيفة عكاظ السعودية واللى ذكرت إن بكين اتفقت على تأسيس نظام لأسعار الصرف المباشرة بين عملتها اليوان والريال السعودي والدرهم الإماراتى 🙂 …. و ده ياخدنا للكلام اللى كان بيتم تداوله من اسبوع عن تطبيق نفس السياسة مع الجنيه المصرى .. و ده غير إن دى هــ تكون فرصة لدول مجموعة البريكس (البرازيل – روسيا – الهند – الصين – جنوب أفريقيا) لتفعيل الإتفاقية الخاصة بهم ، واللى أكيد هــ ينضم له دول أخرى على راسهم مصر 🙂 ..

من كل ما سبق .. نقدر نقول إن القانون زى ما هــ يطلق إيد أميريكا علشان تقدر تبتز دول كتير على رأسهم السعودية .. لكن فى نفس الوقت هــ يكون له تداعيات كبيرة على الجانب الأميريكى .. بس ما ينفعش ننسى إن الضغط على السعودية هــ يكون هدفه الأول والأخير هو إجبار السعودية على رفع مظلة الدعم والتوئمة الإستراتيجية من على مصر ، وكمان تقبل بالجلوس على  مائدة المفاوضات مع إيران .. !! .. لكن السعودية لازم تفهم إن خروجها من المأزق ده حله الوحيد هو الإرتماء فى حض مصر أكثر وتقوية أواصل العلاقات بين الدوليتين وعمل تحالف إستراتيجى كامل وحقيقى بين البلدين ، لأن فعلا المنطقة اصبحت على المحك ، وأى تخاريف سياسية قائمة على نزعات طائفية هــ يكون الخاسر الوحيد فيها هى المنطقة العربية بالكامل .. وياريت ماحدش يشمت فى السعودية أو غيرها ، ويطلع حد يقولك يستاهلوا وكل الكلام الساذج ده .. لأن المعركة فعلا معركة مصير ..

طيب إحنا لييه قولنا إن العالم بيتم الدفع به فى إتجاه الفوضى !؟؟

لأن ده بالفعل اللى حاصل النهاردة …

منطقة الشرق الأوسط شبه منهارة .. وروسيا فى صراعات سياسية وعسكرية اثرت على إقتصادها .. ومنظومة البترول بتعنى بشكل كبير .. والإتحاد الأوروبى بيواجه شبح السقوط فى القريب ، ومع  توالى الهجمات الإرهابية على بعض الدول سواء كانت بتدبير شركاء أو لأ .. بالإضافة لمشاكل اللاجئين .. وإنجلترا بتخرج من الإتحاد الأوروبى زى اللى بينط من المركب قبل ماتغرق .. وحتى بعض دول الإتحاد الحالى بتواجه بعض دعاوى الإنفصال زى مقاطعة كتالونيا اللى عايزة تنفصل عن أسبانيا .. وإسكتلندا اللى عايز تنفصل عن المملكة المتحدة .. وأميريكا اللى بتعانى من التخبط السياسى والإقتصادى وبتتجه إلى طريق النهاية فى خلال سنوات .. والعالم كله بيعانى من أزمات إقتصادية طاحنة حتى فى الدول الكبرى .. وبــ يتم تخريب وتسميم وعى الأجيال الصاعدة فى معظم دول العالم ، وبالذات فى بلادنا العربية .. ألخ ألخ ألخ .. وزى ماقولنا قبل كدة إنه من بعد 30 يونيو وفشل المخطط اللى إتصرف عليه تريليونات ، فــ كان لازم الدور يتهد ويتلعب من جديد … والفاعل قد …. وأقول ((قد))  يكون مجهول .. 😉 🙂

القادم على العالم مش سهل أبداً .. ومصر جزء من العالم .. ومافيش حاجة هــ تنقذنا غير التكاتف والتازر والتوحد .. وإفشال محاولات إختراق العقول … وهو ده اللى مصر ماشية فيه بقوة دلوقتى .. وهــ نعدى بإذن الله .. ماتقلقوش على مصر 🙂 … النصر قريب 😊

لمتابعة تعليقاتكم