الإنتخابات الأميريكية … النتيجة …. والتداعيات 1

09 Nov 2016

الإنتخابات الأميريكية … النتيجة …. والتداعيات 1

————————————————–

طبعا كلنا بقالنا كتير بــ نتابع اللى الإنتخابات الأميريكية ومناظراتها وتحليلاتها .. وكلنا برضوا تابعنا الإنتخابات الأميريكية إمبارح وما تلاها من تحليلات .. وكل القنوات تقريبا ، بل والمحللين والقيادات السياسية فى كل الدول بــ تتكلم عن فوز دونالد ترامب ومستقبل السياسة الأميريكية فى العالم ، ومستقبل العلاقات بين جميع دول العالم وبين أميريكا .. وإحنا النهاردة هــ نتكلم برضوا عن الموضوع ده .. لكن بوجهة نظر مصرية خالصة .. لأن اللى يهمنا أولا وأخيرا هى مصر !

بس لازم الأول نوضح حاجة مهمة جداً وهى مبدأ إنه مافيش فرق بين هيلارى كلينتون ، ودونالد ترامب .. والكلام ده صح وغلط فى نفس الوقت !! … لييه بقى !!؟ .. المبدأ صحيح من منطلق إن السياسة الأميريكية ، وإن كان هناك فروق بين أداء الرؤساء فيما يخص بعض الملفات لكن الهدف النهائى واحد .. والمخطط بتنفذه ناس بتستلمه من ناس .. وهلمّ جرة … إنما فى نفس الوقت المبدأ غلط لأن الأدوات بتختلف ، واسلوب التنفيذ بيختلف ، والتطبيق على أرض الواقع بيختلف .. وهو ده اللى يفرق معانا إحنا كمصر .. وعلشان كدة كنا بنقول إن ترامب أفضل لمصر من كلينتون .. ولو هم الإثنين زى بعض ، ما كناش نلاقى يتامى البنا وكل مراكيبهم ، وأيقونات الثورة فى مصر ، وأراجوزات الإعلام زى باسم يوسف ويسرى فودة ومعتز مطر وكل قنوات الإخوان فى تركيا .. وكمان الممولين هناك فى قطر ، والداعمين لكل فرق الإرهاب ، ألخ ألخ  .. بيدعموا كلينتون بجنون ، وبيهاجموا ترامب برضوا بجنون .. وجالهم إمساك مزمن بعد إعلان النتيجة اللى خيّبت كل ظنونهم ، وحطتهم فى موقف ، مش خسارة بصراحة فى طيبة قلبهم =D …

هيلارى كلينتون زيها زى أوباما وسياستها كانت هــ تكون إمتداد لسياسته واللى هى سياسة الحزب الديموقراطى فى إدارة كل الملفات من خلال أقنعة بيتعاملوا بيها مع الجميع وبيغيروا الأقتعة على حسب هم بيتعاملوا مع مين ، وإتباع سياسة العصا والجزرة .. وماعندهمش مانع أبدا إنهم يتعاملوا مع منظمات وجماعات وتنظيمات إرهابية فى سبيل تحقيق أهدافهم ، لأنهم بيعتبروا إن الكيانات دى من أدواتهم … لكن الجمهوريين اللى بينتمى لهم ترامب ، مش كدة خالص …. سياستهم بتبقى واضحة .. و وشّهم مكشوف .. وبيستخدموا سياسة اليد القوية والعظمة الأميريكية القادرة فى فرض إرادتهم ومخططاتهم .. مع الوضع فى الإعتبار إنهم لأنهم حاسسين بقوتهم ، فــ  ما بيتعاملوش مع منظمات وكيانات غير رسمية ، لكن بيتعاملوا مع كيانات رسمية .. يعنى مؤسسات و دول كاملة من خلال التمثيل الرسمى للدول دى .. وكل ده ليه !؟ .. علشان هم واضحين سواء كان الوضوح ده أبيض أو أسود … وعلشان كدة تلاقى حالة الولولة اللى فيها التنظيمات الإرهابية ، وعلى رأسهم الإخوان وكل الداعمين لهم ، بشكل واضح وظاهر ..  لأن فترة أوباما كانت هى العصر الذهبى بالنسبة لهم.

هيلارى كانت جاية تكمل ساسة فترة أوباما اللى أدت دورها تماماً فى تدمير وحرق معظم دول المنطقة ، وإضعاف اللى فاضل منهم .. وما فلتش منهم غير مصر ، اللى وقفت فى 30 يونيو وقالت لأ ، وقلبت الترابيزة على دماغ الكل ، ونسفت مخطط إتصرف عليه تريليونات على مدار سنين ، وكان رايح فى سكته ، لولا وقفىة مصر اللى فرملت المخطط ده ، ومش كدة وبس .. لكن كمان ساهمت فى بدأ تشكيل النظام العالمى الجديد ، ووضع أميريكا فى موقف حرج عالميا بعد ما بدأت تفقد تأثيرها الإستراتيجى وشخصيتها كأكبر دولة فى العالم .. و ده طبعا غير إزدياد الوضع الإقتصادى الداخلى سوء .. وعلشان كدة كان لازم يبقى فيه تغيير فى السياسة والأدوات .. وخصوصاً إن الإنتخابات الأميريكية ماشية 8 سنوات ديموقراطى ، و 8 سنوات جمهورى من سنة 1933 نقريبا لحد النهاردة  ، بإستثناءات بسيطة جداً .. علشان كدة ، كان لازم ترامب ييجى النهاردة 🙂

نيجى بقى للبوست اللى نشرناه فى فى ديسمبر 2014 ، واللى أعدنا نشره النهاردة الصبح علشان بس نفكركم ، بإن العالم والسياسات الدولية مش متروكة للصدف .. وإن الدول الكبيرة والمحورية اللى زى مصر ، مش بتتحرك على الساحة الدولية إعتباطياً … ولما يكون فيه تصريحات تخرج من مصر وروسيا والسعودية والإمارات فى نفس التوقيتات تقريبا ، تتكلم عن فترة سنتين ، لازم نستحمل فيهم ونشتغل عليهم كويس .. يبقى أكيد التصريحات دى ، ماكانتش من قبيل الصدف .. وخصوصا إن اللى حصل فى خلال السنتين دول ماكناش شوية ، واللى إتعمل برضوا فى المقابل ماكانش قليّل …. خالص 😉

وزى ما نشرنا البوست بتاع السنتين ,, ،فيه كمان المقال اللى إتكلمنا فيه عن الإنتخابات الأميريكية .. وونوهنا عن موضوع السنتين ده .. وكانت ردودنا على التعليقات إننا عندنا توقع معين بس مش هــ نفصح عنه غير فى حينه .. بس كتير من أصدقائنا ما أخدوش بالهم

تعالوا بقى نشوف لييه سنتين .. وإييه اللى حصل فى خلال السنتين دول !!

سنتين علشان نهاية فترة رئاسة أوباما ، ومجئ رئيس جديد بسياسة جديدة ، وسواء كان الرئيس القادم ديموقراطى ، أو جمهورى وهو الأقرب .. فكان لازم يتم الإستعداد ، وبالذات لو كان جمهورى ، لأن الجمهوريين عودونا إنهم بــ يضربوا بقوة ، وبوضوح وبيستخدموا القوة العسكرية خارج نطاق حدودهم ، طالما هم متأكدين إنهم هــ يكسبوا وخصوصاً لو الطرف اللأخر فى الموقف الأضعف ..

اللى حصل فى السنتين دوول إن دول العالم المعنية بالنظام العالمى الجديد إشتغلت بقوة ، وقررت إنها تعدى السنتين دوول بأى ثمن وبأقل الخسائر ، و ترسخ تواجدها على الأرض ، علشان لما ييجى الجمهوريين ، يلاقوا إن الأرض مستعدة تماماً لإستقبالهم ، فــ يبقى اللجوء للقوة اشبه بالإنتحار ، مش بس لأميريكا ولكن للعالم كله ، لأن الدول المعنية بالخطر أصبحت كبيرة وجامدة أوى .. وعلشان كدة فرنسا دعمت قدراتها القتالية ، ووطدت علاقاتها العسكرية مع مصر والهند .. وزودت ورسخت تواجدها فى مستعمارتها فى غرب أفريقيا ، وتحملت كل اللى حصل فيها فى السنتين اللى فاتوا… والروس دخلوا سوريا ونشروا منظومتهم الصاروخية ، وغرزوا رجليهم فى المنطقة وفتحوا صدرهم للمواجهة لدرجة التهديد بحرب عالمية ، ووطدوا علاقتهم مع مصر وإيران وتركيا ، وبيسلحوا مصر وبيستثمروا فيها إقتصادياً .. وعملوا علاقات معقولة مع دول الخليج .. والصين عملتهم أصبحت عملة دولية ، وعندهم أذون خزانة فى أميريكا بالمليارات ، و بدأت ترفع راسها وتحمّر عينها لأميريكا ، وإفتكروا اللى حصل فى مؤتمر قمة العشرين ، واللى ماكانش ممكن يحصل لو رئيس أميريكا هو شخصية زى ترامب .. وكمان بــ يدخلوا الشرق الأوسط إقتصادياً من خلال مصر وبيستثمروا فى العاصمة الإدارية الجديدة وفى المنطقة الصناعية فى قناة السويس ..  وكوريا بتعمل تفجيرات نووية وبتسلح نفسها … والإمارات قربت أكثر من مصر ، وبتستثمر فيها وبتدخل تحت جناحها ، لأنهم كدة بيستثمروا فى نفسهم علشان شايفين القادم ..

طب بالنسبة لمصر بقى عملت إييه !!؟؟ .. مصر كانت بتسابق الزمن .. و ده كان شئ مستغرب جدا حتى من الدوائر السياسية والإقتصادية على مستوى العالم .. وكان دايما التساؤل .. “هو إنتم بتجروا بسرعة كدة لييه ؟؟ .. و بــ تستعدوا لإييه !؟” … مصر كانت بتعمل مشروعات بنية أساسية بشكل كامل ، ومشروعات تنموية ، وبتصلح المنظومة الإقتصادية ، وبتعمل علاقات إستراتيجية دولية سواء كانت إقتصادية أو عسكرية ، وبتوقع إتفاقيات ، وبتنتشر فى أوروبا وأسيا وافريقبا سياسيا وإقتصاديا ، وبتقوّى علاقتها بالصين وروسيا وفرنسا والهند وإيطاليا وألمانيا والإمارات ومعظم الدول المحورية فى العالم واللى بــ تهم الأمن القومى المصرى .. وبتنتشر فى المنظمات الدولية ، وبتاخد عضوية ورئاسة لجان دولية ، وبتعمل تنمية حقيقية فى طول مصر وعرضها ، وبتبنى مدن كبديل للعشوائيات ، وبتبنى عاصمة إدارية جديدة ، وبتدعم البورصة والإقتصاد وبتحرر سعر الصرف ، وبتاخد قرض من صندوق النقد .. وبتسلح الجيش وبتجيب رافال وميسترال وفرقاطات وغواصات وطائرات تمساح .. وبتعمل مناورات عسكرية مشتركة .. ألخ ألخ ألخ .. كل ده علشان لما يخلصوا السنتين يكون التعامل مع مصر من خلال إنها قوة (إقليمية/دولية) إقتصادية ، وعسكرية ، وسياسية .. ويبقى التعامل معاها من منطلق القوة أو محاولة الضغط عليها ، هو ضرب من الجنون ، لأن الرد مش هــ يكون مصرى بس .. لكن إقليمى دولى كمان 😉

التعامل مع مصر الفترة القادمة هــ يكون فى إطار الإحتواء والموائمة السياسية والإقتصادية .. و ده هــ يتيح لمصر إنها تشم نفسها شوية ، وتفوق للمشروعات الإنتاجية والإصلاح الداخلى ومحاربة الفساد و ….. والإخوان 🙂

طيب .. توقعاتنا إييه فى خلال الفترة القادمة ..

ترامب فى البداية هــ يركز على تنمية علاقاته مع بعض الدول ، على رأسهم مصر .. وهــ يركز فى بعض الملفات الداخلية علشات ترتيب البيت من الداخل .. لكن فى نفس الوقت .. هــ يبدأ التعامل مع ملف التنظيمات الإرهابية بعنف .. وهــ يضرب بشدة بالتنسيق مع حلفاء أميريكا ، و ده اللى التنظيمات الإرهابية مرعوبة منه .. وطبعاً قناة الجزيرة عاملة مناحة على فوز ترامب لإنها لسان حال التنظيمات الإرهابية والممولين للإرهاب بدون ذكر أسماء (قطر) =D

ترامب شخصية تصادمية لكنها مش شخصية حمقاء زى ما حاولت الميديا الأميريكية تصويره علشان ده يصب فى صالح كلينتون اللى كانوا بيدعموها بشدة … والشخص التصادمى ده هــ يخلى أميريكا عاملة زى القنبلة الموقوتة اللى ممكن تنفجر فى أى لحظة ، وخصوصا إن الحزب الجمهورى إنتصر إنتصار كاسح بعد سيطرته على الرئاسة ومجلس النواب ومجلس الشيوخ .. و ده ماحصلش من أيام الرئيس الأميريكى رونالد ريجان .. و ده هــ يعطى لترامب قوة وظهير سياسى صلب فى إتخاذ قراراته ، على الأقل لمدة سنة ونصف ميعاد التجديد النصفى لإنتخابات الكونجرس

المستقبل الأميريكى على كف عفريت .. وعلشان مانطولش عليكم ، ده ممكن يكون له مقال أخر نتكلم فيه عن إيقاع الحركة للإدارة الأميريكية الجديدة وعلاقتها بمصر ودول الخليح إسرائيل وإيران وكل دول العالم الأخرى ..

والجاى أفضل لمصر بإذن الله

لمتابعة تعليقاتكم