التقرير .. والصدمة

26 Sep 2016

التقرير .. والصدمة

——————

فى والوقت اللى بتحتفظ مصر فيه بمؤشر آمن فى تصنيف المؤسسات الإقتصادية العالمية ونظرة مستقبلية مستقرة كإقتصاد واعد ومناخ إستثمارى آمن .. ، النهاردة  حصل اللى كان متوقع .. واللى كنا مستغربين هو إتأخر لييه .. وهو قرار وكالة “موديز” للتصنيف الإئتمانى بخفض التصنيف الائتماني لديون أنقرة الحكومية إلى درجة “junk” أو “رديئة” مع نظرة مستقبلية سلبية ، إستناداً إلى الظروف السيئة اللى بــ يمر بيها الاقتصاد التركي… واللى ترتب عليه تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة النهاردة ، وعلى رأسهم مؤشر القطاع المصرفي بنسبة 5.12% ..

القرار ده مش هــ تتوقف نتائجه عند الحد ده .. لكن هــ يكون له تداعيات تانية ، زى خروج بعض الإستثمارات من تركيا بقيمة 3 مليار دولار أو أكثر ، زى ما توقع المستشار الإقتصادى لأردوغان .. بالإضافة لتوقعات برفع نسبة الفائدة على القروض الخارجية بالنسبة للسندات الحكومية  لمستوى 10% ، فى الوقت اللى تركيا فيه بتعانى من إرتفاع مستوى الدين الخارجى عندها واللى بيكسر حاجز الــ 411 مليار دولار بنسبة تتخطى الــ 56% من إجمالى الناتج المحلى .. وإحنا كنا إتكلمنا عن الديون الدولية مقارنة بتركيا ومصر فى مقال سابق ابحث عن الحقائق و بلاش ينضحك عليك

طبعا الرد التركى كان رد غير عملى لأن رئيس الوزراء التركى نعمان كورتولموش وجه إنتقادات لاذعة  لوكالة “موديز” وإتهمهم  إن القرار ده قرار سياسى ، وإن دى مؤامرة غربية على تركيا .. وطبعا بهاليل الخليفة عندنا هنا فى مصر إعتبروها مؤامرة … لكن لما مصر تقول إن فيه مؤامرة لإسقاط النظام ، نبقى بنعمل فزاعة ، ومافيش مؤامرة ولا حاجة ، وإحنا بس اللى بيتهيألنا =D =D ..  وعلى العموم تقارير الوكلات الدولية للتصنيف الإئتمانى المفروض إنها محايدة .. يعنى بتشتغل بالحسابات والأرقام طبقا لمعايير إقتصادية محددة .. وعلشان كدة إكتسبت المصداقية الدولية !!

طبعاً إحنا صفحة كلام فى الصميم كنا توقعنا تدهور الإقتصاد التركى نتيجة سياساته الخاطئة وقولنا إنه فى طريقه للسقوط ، و أفردنا مقالات عن إحتمالية سقوط النظام الإخوانى فى تركيا بحد أقصى منتصف 2017 .. لكن الموضوع ممكن يتأخر عن كدة شوية ، بغض النظر عن اللى حصل النهاردة  .. لأنه من قبل حدوث الإنقلاب الأخير فى تركيا ، وبعد خروج إنجلترا من الإتحاد الإوروبى وتوقعات مستقبلية بإنهيار الإتحاد الأوروبى ، وبدأ المشاكسات السياسية بين أميريكا وأردوغان ، واللى خلّى أردوغان يقرأ الموقف ويعرف إن ظهره اصبح مكشوف ، وإن دوره قادم .. وعلشان كدة جرى وإترمى فى حضن الدب الروسى بهدف حمايته من السقوط .. ودى طبعاً كانت فرصة العمر بالنسبة لبوتين .. أولا لأنه جاب أنف السلطان التركى فى الأرض بعد الإعتذار المهين عن إسقاط الطائرة الروسية .. وثانيا إن ده تأمين لحدود روسيا الجنوبية من ناحية البحر الأسود 🙂

عام 2016 هــ ينتهى بكل مافيه علشان يقفل الباب على سنوات صعبة ، وهــ تبتدى مرحلة جديدة فى 2017 بتغيير فى القيادات العالمية واللى بدأت ببريطانيا وهــ يعقبها أميريكا و ألمانيا و فرنسا .. وزى ماقولنا فى مقالنا عن الإنتخابات الأميريكية إن الفائز فى الإنتخابات هــ يحدد شكل السياسة الدولية وتوجهاتها فى الــ سنوات المقبلة .. وهــ يتم إعادة التقييم بالنسبة للأدوات اللى تم إستخدامها فى الفترة الماضية زى تركيا وقطر وإيران ومعاهم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم تنظيم الإخوان المجرمين 🙂 .. وعلشان كدة مصر وروسيا والإمارات والسعودية كانوا فى 2014 بيتكلموا دايما عن سنتين مهمين لأن بعدهم هــ تتغير أليات المعركة وشكل الصراع وأساليبه .. وعلشان كدة ، كله كان بيسابق الزمن علشان بنهاية 2016 يكون كله مأمن نفسه تماماً على رقعة الشطرنج الدولية لمواجهة القادم .. وبالذات مصر 😉 🙂 

وإوعوا تفتكروا إن حديث الرئيس النهاردة عن قدرة الجيش على الإنتشار فى مصر فى 6 ساعات دى كانت كلمة إعتباطية ، برغم إن الجيش عملها فى 2011 وفى 2013 فى اقل من كدة .. لكن دى كانت رسالة موجهة لأطراف عديدة .. ولو حطينا على التصريح ده ، إتفاقية الدفاع الجوى المشترك مع اليونان اللى تم تفعيلها من كام يوم ، .. نعرف إن مصر أصبحت مأمّنة نفسها تماماً ، وجاهزة لكل السيناريوهات (واللى مش من ضمنها الحرب على فكرة) .. لإن ماحدش بيحارب حد وهو جاهز له ومستنييه 😉

وهــ يكون لنا مقال قادم بإذن الله عن إتفاقية الدفاع الجوى المشترك واللى هدفها سماء شرق بحر متوسط نظيفة ..

وللحديث بقية ..

لمتابعة تعليقاتكم