23 Dec 2016
السيناريوهات الثلاثة .. والطريق إلى جهنم .. !!
إييه البرود ده !؟ .. وإزاى بوتين يقول كدة !؟ .. و يعنى إييه الموضوع يعدى كدة من غير حساب !!؟ .. وفين كرامة روسيا !!؟ .. و اشمعني تم منع السياحة عن مصر لما الطيارة وقعت …. ألخ ألخ ألخ …. ده كان جزء ضئيل جداً من ردود الأفعال وحالة الدهشة اللى سيطرت على الكثيرين بعد عملية اغتيال السفير الروسى فى أنقرة ، .. والحقيقة انه على عكس توقعات الجميع ، كانت تصريحات و ردود الأفعال الروسية هى الرد الطبيعى والمنطقى ، اللى ممكن يصدر من دولة كبيرة بحجم روسيا ، بتخوض حرب عالمية فى شكل حرب وكالة ضد نصف العالم تقريبا .. !!
اللى بتشوفوه دلوقتي ده توقعناه و شرحناه بالتفصيل طول عامين في مقالات مفصله …. و عشان منعيدش الكلام تاني …. و للى مكانش متابعنا و عايز يفهم … يقدر بمنتهي البساطه يقارن بين وضع روسيا من ثلاث سنوات ، و وضعها الان 🙂 🙂 ….
من ثلاث سنوات الغرب يزحف و يصل الى الحدود الغربية لروسيا على حدود أوكرانيا …. و يهددها جيوسياسياً و اقتصادياً و عسكرياً …. و النظام الاخواني التركي يقود حرب تفتيت المنطقة عبر حدوده ، و هو أيضا يتحكّم في منفذ روسيا الى بحر المتوسط ….. و اللى لو نجح مشروعهم في سوريا و تم انشاء خط غاز نابكو لتصدير غاز الخليج و شرق المتوسط لأوروبا ، بعد الاستيلاء على مصر و تقسيمها وتفتيت جيشها …. كان هــ يتم توجيه كل الارهابيين الفائزين على الارض الى دول القوقاز للهجوم على روسيا نفسها للبدء في تفكيكها في حرب استنزاف ارهابية مباشرة مركزة مرهقة طويلة الامد …. و علشان كدة كانت نقطه التحول الفاصلة اللى حولت المعادلة في المنطقة تماماً ، و كانت نقطة بداية الهجوم المضاد و طرد النفوذ الامريكي من المنطقه و بداية الهجوم المضاد … كان تحرك الشعب المصري في 30 يونيو..
أما الان … فــ روسيا استولت على اقليم القرم ، واللى كان خط الغاز الغربي المزعوم هــ يمر من خلاله …. و تم تامين حدود روسيا الشرقيه داخل أوكرانيا …. و روسيا وضعت اقدامها العسكرية بقوة لم تكن تحلم بيها في سوريا … و تم وضع نظم الـ S400 و نظم الدفاع الجوي على الحدود التركية لتعطي الفرصة للروس للكشف و التحكم في أجواء المنطقة بالكامل … و ده غير التواجد البحري و الجوي المكثف … و مش كده و بس …. دي أخدت النظام الاخواني التركي في حضنها … و حولته الى تابع ذليل ليها يأتمر بأوامرها … و يترك تماماً توجهاته الى الغرب ….. و تتحالف معه لتنفيذ و فرض إرادتها على الارض في سوريا و شمال الشرق الاوسط ….. مش بس كده …..دي جعلت تركيا تحول مصالحها في التحكم في الغاز لأوروبا من خلال المشروع الغربي الى دعمها الكامل لمشروع روسيا لنقل الغاز الروسي عبر اراضيها الى اوروبا ….. و ده يعتبر نصر جيوسياسي منقطع النظير لروسيا …. و هزيمة مذلة لم يسبق لها نظير للمشروع الغربي …. عشان كده …. مهما حصل من دق أسافين بين تركيا و روسيا الان …. روسيا استحالة تهاجم تركيا …. مش حباً فيها و لا في نظامها … لان النظام الاخواني التركي ليس الا ورقة مناديل حمام سيتم رميه في اقرب فرصة … و لكن الموضوع انه استخدام مؤقت لترسيخ النفوذ و الارادة و النصر الروسي على الارض … و بعد كده … يبقي لكل حادث حديث 🙂 🙂
وعامةً الكلام ده شرحناه بالتفصيل الممل في مقالات مفصلة …
وعلشان في الاعادة افادة … و اللى عايز يراجع … ممكن تراجعوا المقالين دول .. و هــ تلاقوا المكتوب من أكتر من سنه و نص … هو اللى بيحصل بالفعل على الارض دلوقتي … و تقدروا تستشفوا ايه اللى هــ يحصل خلال الفترة القادمة .
وبالرجوع مرة أخرى لموضوعنا .. لازم نفهم إن رد الفعل الروسى مش معناه ان الموضوع هــ يمر كدة مرور الكرام ، لأن الروس بشكل عام ، ورجال المخابرات الروس بشكل خاص مش بينسوا ثأرهم ، فما بالنا لو كان رئيس الدولة هو أحد ضباط المخابرات .. واللى فاهم جدا طبيعة التحديات اللى بتواجه روسيا بشدة وعنف .. واللى يخليه مدرك بشكل عام أو حتى متأكد بصورة كبيرة مبنية على معلومات حقيقية ، مين المسئول عن عملية اغتيال السفير الروسى .. واللى مش ممكن تخرج من وجهة نظرنا عن أحد السيناريوهات الثلاثة الآتية:
السيناريو الأول … واللى ممكن يتبادر للأذهان بشكل مباشر هو تورط المعسكر الغربى ممثلا فى انجلترا أو اميريكا أو كليهما فى عملية الاغتيال دى .. وإذا كنا بنتكلم فى البداية عن حرب بالوكالة ، يبقى من الطبيعى إن اللى يقوم بعملية الاغتيال هو أحد عرائس الماريونيت اللى بيتم اللعب بيهم وغسل دماغهم واقناعهم أن اللى بيعملوه ده هو الجهاد فى سبيل الله ، وان التضحية بنفسهم هو قمة السمو الدينى والتعبدى لله عز وجل ، وبالتالى لما يموت مش هــ يمثل أى خسارة بالنسبة للمخططين للعملية لأنه بالنسبة لهم هــ يبقى كلب وراح !! .. وطبعا الهدف النهائى معروف وهو دق إسفين بين النظام الروسى والتركى وخصوصاً إن الضحية المرة دى هى السمعة والكبرياء الروسى !!
السيناريو الثانى … ياخدنا مباشرةً لعملية الإنقلاب الأخيرة اللى حصلت فى تركيا .. وبغض النظر ، وسواء اتفقنا أو اختلفنا حول ما إذا كان الانقلاب ده حقيقى أو تمثيلية ، لكن تفضل النتيجة الاكيدة وهى توحش رجب طيب أردوغان وقيامه بــ إنتهاك واذلال الجيش والشرطة وكل الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة .. والتحجج بعملية الانقلاب للإطاحة بكل المعارضين حتى داخل مجلس الشعب نفسه .. واذلال وقتل وسحل وسجن عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك بدعوى الاشتراك فى الانقلاب أو حتى تأييده ، والإندفاع بشكل جنوني لمزيد من التمكين لجماعة الإخوان .. و ده فى حد ذاته يولد حالة من الغضب العارم والمكبوت لدى الشعب التركى ، وبالذات عند المعارضين المنتمين للأجهزة الأمنية ، واللى ممكن برضوا بنفس الفكرة يقوموا بشكل غير مباشر ، بإستغلال أحد الموتورين والمؤمنين بفكرة الجهاد ضد الكفار للقيام بعملية قتل السفير .. والهدف طبعا هو توريط النظام التركى مع روسيا ووضعه فى موقف صعب أمام الدب الروسى المرعب .. بالإضافة لإحراج تركيا أمام العالم واظهارها بمظهر الدولة الغير آمنة !!
السيناريو الثالث … و ده ناس كتير مش واضعاه فى اعتبارها .. وهو إن التقارب الروسى التركى ، أو الإذعان التركى للروس ، والاتفاق بشأن الملف السورى واللى انتهى بخروج الأتراك من سوريا وخروج المليشيات المسلحة بعد هزيمتهم فى حلب وبعد قتل المئات منهم .. الوضع ده عامل مشكلة بالنسبة لجماعة الإخوان اللى بتمثل الحكومة التركية من خلال حزب العدالة والتنمية الإخوانى المتطرف اللى هو الحزب الحاكم بكل أذرعته ومليشياته وعلاقتهم بالتنظيم الدولى للإخوان وعلاقتهم بممولين الفكر التكفيرى المتطرف .. وبنفس الطريقة والغباء الإخوانى المعهود اللى ممكن يخليهم يضربوا رجلهم بالرصاص وهم مش واخدين بالهم ، .. يمكن الإيعاز لأحد العناصر المتطرفة المغسول دماغهم بالقيام بالعمل الإرهابى ، باعتبار أن ده يخدم قضية الدين .. فى حين أن الهدف الأساسى للمخططين للعملية هو قلب الترابيزة وإحداث شق فى العلاقة بين أردوغان و بوتين على أمل إحداث أى تغيير على مسرح الأحداث!!
وفى كل السيناريوهات ومهما اختلفت المحرضين أو المخططين للحادث .. كان لازم القاتل يتقتل علشان يتم قطع الخيط اللى ممكن يقود إلى خيوط أخرى تقودنا فى النهاية لكل اللى خططوا للعملية دى … وسواء كدة أو كدة .. وعلى كل الاحتمالات فى ارجحها أو اقلها ترجيحاً.. مش ممكن العملية دى تخرج عن تخطيط جهاز استخبارات أو تنظيم أمنى رفيع المستوى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر … وهو ده اللى خلّى أردوغان يصرح ويقول ان اللى حصل ده هدفه التأثير على العلاقات التركية الروسية 😉
طيب ياترى إييه نتائج وتداعيات اللى حصل ده على تركيا وعلى النظام الأردوغانى .!!؟ … طبعا النتائج كارثية .. و وتيرة الأحداث هاتبقى تتسارع .. والاقتصاد التركى هــ يتأثر بشدة نتيجة إحجام رؤوس الأموال عن الاستثمار نتيجة الوضع الغير مستقر .. وكمان خروج الكثير من الأموال من البورصة التركية .. بالإضافة لارتفاع نسب الفائدة على الإقتراض نتيجة ارتفاع مستوى المخاطر .. واللى فى النهاية هــ يتسبب فى تدهور فى مستوى العملة .. مع استمرار حالة عدم الاستقرار فى الدولة وخصوصاً لو حصلت عمليات أخرى واللى هــ يأثر على التدفقات السياحية لتركيا بشكل عام !!
وفى كل الأحوال .. احتمالات اشتعال حرب أهلية تتزايد مع حالة الاستقطاب الشديدة داخل المجتمع التركى .. أو حدوث انقلاب عسكرى آخر .. واللى هــ يكون إنقلاب دموى بعد اللى حصل فى الانقلاب الأخير .. وهــ تحصل صدامات بين الجيش والمليشيات الإخوانية وبالتالى تدخل الدولة التركية فى نفق مظلم ..