مصر و نجاح إصلاح الصورة الذهنية

24 Jun 2021

مصر و نجاح إصلاح الصورة الذهنية

———————————–

مقال النهاردة بيتكلم على موضوع في غاية الأهمية  و هو الصورة الذهنية للأوطان ….. لأن ناس كتييييير داخل مصر مش واخدين بالهم منه … و أكتر ناس حتتفهم المقال ده هم المغتربين أو اللى عاشوا فترة من حياتهم بالخارج لأن اللى حنقوله ده هم عاشوه و شافوه بعنيهم …..

فـ الصورة الذهنية عن الدول بتعبر عن نتيجة و حجم قوتها الشاملة في محيطها …. ففي فترة الخمسينات و الستينات …. نجحت مصر فرض بإستخدام أدوات قوتها الشاملة أنها تزرع صورة ذهنية إيجابية جدا عنها في محيطها في الشرق الأوسط و أفريقيا و العالم …. فأصبح مجرد السفر الى مصر أو التعليم فيها أو العيش بها …. من أكبر أحلام الشباب العربي و الأفريقي و الأسيوي .

و بالرغم إن مصر عمرها ما كانت دولة غنية … و بالرغم من إنتشار مشاكل الفقر و التهميش و قلة جودة الخدمات و الجهل و الأمية و غيرها من المشاكل المزمنة …. لكن في نفس الوقت كان أي مواطن في المنطقة أول ما تذكر كلمة “مصر” أمامه …. كان أول حاجة تيجي في ذهنة :-

  • الطرب المصري (أم كلثوم و عبد الوهاب و بليغ حمدي و السنباطي …… و غيرهم)
  • حفلات الأوبرا المصرية.
  • الجامعات المصرية و التعليم.
  • الطرق و المدن و التحضر و الذوق ….. و غيرها من الأمور الإيجابية.

و من بداية الثمانينات … و لأسباب سياسية دولية تكلمنا عنها بإستفاضة في مقالات مفصلة سابقة …. إنكفأت مصر على نفسها و إستسلمت طواعيةً لما يحاك لها دوليا …. و إنكمشت طواعيةً و إكتفت بالفرجة فقط …. لتترك الساحة للهجمات المنظمة لإستهداف القومية المصرية و هدم الصورة الذهنية المصرية في عيون أجيال كاملة من منطقتها العربية و الإفريقية …. و للأسف مع إن القرار كان بإرادة سياسية مصرية … إلا أنه إشترك في هذه الجريمة و لسنين طويلة جيش جرار من شباب الإخوان المصري و العربي و اليسارجية اللى كانوا مش بيفوتوا فرصة إلا و بيستغلوها لهدم الصورة الذهنية الإيجابية عن مصر و ترسيخ أبشع صورة ذهنية عن مصر سواء في كتب أو مقالات او أفلام أو حتي في مناقشات على القهوة في الشارع. 

ليصل الأمر أنك عندما تذكر إسم “مصر”  أمام أي شخص غير مصري …. فتجد أن أول شىء ييجي في ذهنه و يحدثك عنه بإقتناع كـ حقيقة راسخة لا تقبل النقاش هو :-

  • الفقر و الناس اللى بتموت من الجوع.
  • فيفي عبده لأن مصر بلد الراقصات و الفجر و المجون و كدهون و الناس بتموت من الجوع.
  • العشوائيات و سكان المقابر و الناس بتموت من الجوع.
  • الفساد و القهر و الذل و الناس بتموت من الجوع.
  • الزحام و البلطجة و التحرش و الناس اللى بتموت من الجوع.
  • انهيار التعليم و الصحة و البحث العلمي و الخدمات الحكومية و الناس اللى بتموت من الجوع.
  • و أخيرا و أهم حاجة … الناس اللى بتموت من الجوع.

و بالرغم من إن العمالة المصرية خريجي المنظومة التعليمية دي هم حتي الآن من يقود قاطرة العمل في السوق الخليجي … و إبتعاث مئات الآلاف من العرب و الأفارقة و الأسيويين للتعليم في مصر ….. و بالرغم من إتجاه مئات الآلاف من العرب على مر السنين للعلاج في مصر … و إتجاه الإستثمارات العربية الدائم لمصر …. و ماتلاقيش حد عربي و بالذات من الشام متيسر الحال إلا و يكون مشتري شقة على الأقل في مصر.

إلا إن المواطن المصري كان لعشرات السنين بيتعرض لحفلات من التنمر من الجنسيات المختلفة إما بحقد أو بحسن نية لأن الصورة الذهنية قد تم تكوينها و أصبحت حقيقة لا تقبل النقاش.

و علشان تعرف أهمية الصورة الذهنية و إن الموضوع ممنهج و بيتم إدارته بواسطة قوي عظمي و قوى إقليمية ….. تعالي ناخد بعض الأمثلة :-

فرنسا كقوى عظمي صاحبة النفوذ في لبنان …. أخذت قرار أن تصبح بيروت هي باريس الشرق … و نجحت بنفوذها الإعلامي اإنه عندما تذكر كلمة “لبنان” … أول حاجة تيجي في ذهنك …. هو ان الشعب كله لابس البنطلونات الجينز الحريمي الضيقة و بيرقصوا في  شارع الحمرا دبكه و هم بياكلوا فتوش …. طب مشاكل الطائفية و القتل على الهوية و الفساد و السرقة و دولة لا يوجد بها مصانع و لا صناعة و لا كهربا و لا خدمات صحية او اسكان و لا وقود و لا جيش …. و وصل الأمر بمعدلات الفقر الى استعمال نظام المقايضة لان مفيش فلوس و الاغلاق التام للصيدليات و يوجد قرى بالكامل بتغلي ورق الشجر لسد جوع أطفالها …. و غيرها من المآسي ….. لكن حضرتك مش هتسمع و لا هتشوف غير الرقص و الحياه و الفتوش و شوووووو و اوووووو

مثال تاني … إيران … أول ما تيجي سيرتها ييجي في دماغك الصواريخ اللى حتنطلق على اسرائيل و الجيش الجرار اللى حيفرتك المنطقة …. طب تعرف معدلات الفقر هناك ايه ؟؟؟ طب الإقتصاد ؟؟ طب الناس عايشة هناك إزاي ؟؟؟ طب الخدمات الصحية و التعليمية ؟؟؟ طب جيشها اللى تسليحه عبارة عن خردة من أيام التسعينات و لا تمتلك حتي سلاح طيران و إن وصل الأمر بسلاح البحرية إنه أصبح عبارة عن مجموعة من اللانشات اللى بنشوفها في المناورات بتاعتهم ؟؟؟ ….  طبعا الإجابة هي لأ … لأن الصورة الذهنية خلاص اترسخت.

تركيا ….. بلد الخلافة الإسلامية …. طب الدعارة و قتل المسلمين في سوريا و ليبيا و العراق و ارسال الإرهابيين الى مصر … و قائدها اللى كل يوم يتم تهزيقه من كل قادة العالم و إقتصاده اللى لما عمل التعويم في التسعينات و انهارت الليره … تم حذف 6 أصفار من قيمتها … و تم دعمها بقروض تخطت 400 مليار دولار عدأ و نقدأ و رجع إقتصادها إنهار تااااني و خسرت الليره 900% من قيمتها …. طبعا الإجابة لأ … لأن الصورة الذهنية خلاص إتكونت

حتي الخليج تم إستهدافه زينا بالظبط …. فالصورة الذهنية عن السعودية أنهم ناس غلاظ ماشيين يضربوا الناس في الشارع و بيضربوا الستات في البيوت و الرجالة عبارة عن مجرد شوال فلوس مرمي تحت رجلين الرقاصات في الكباريهات …. و محدش واخد باله من إن السعودية فاقت للموضوع ده و لقينا تغير كبيييييير في المجتمع السعودي لتغيير الصورة النمطية و الذهنية دي …. فـ النهاردة مثلا حضرتك بتشتري داخل مصر بكل ثقة المنتجات السعودية بعد الإهتمام بالصناعة و التعليم هناك و أكيد كلنا حاسيين إن المجتمع السعودي بيتحول ليكون أكثر إنفتاحا و تطورا بالإعتماد على العلم و الشباب.

نرجع بقي تاني لمصر … و النهارده بقي و بعد 8 سنين من العمل و النجاح المتواصل و الإنجازات اللى من كترها أصبح من الصعب ملاحقتها أو متابعتها ….. نجحت مصر في تكسير الصورة الذهنية السلبية عن مصر في أذهان ملايين العرب و الأفارقة و العالم كله … و فرحتي و فخرى ببلدي لا توصف بالذات لما بسمع :-

مواطن لبناني …. ياريت عندنا جيش وطني زيكم أو قائد زي رئيسكم …. إنتوا الشقق اللى بنيتوها في 3 سنين بس قد الشقق اللى في لبنان كلها ؟؟؟ …. ده إحنا عددنا كله مايجيش حي في القاهرة .

العراقي …. دفعنا 150 مليار دولار عشان الكهرباء و فشلنا في بناء محطة واحدة … و إنتم بقي عندكم كهرباء تكفي منطقة الشرق الأوسط كله …. ياريت عندنا ناس بتحب بلدها زيكم.

سوري …. بلدنا ضاعت بسبب الأنانية و الطمع … ياريت عندنا قادة و جيش وطني زيكم.

المواطن الخليجي …. إحنا بنتعجب و مش ملاحقين على التطور السريع اللى بقي عندكم … مش بيعدي يوم إلا و بنفتح التليفزيون و نلاقي إفتتاح مشروع أو مصنع أو مدينة جديدة …. أخيرا رجعت مصر تاني زي زمان …. كملوا و إحنا في ضهركم ……..  مصر القوية صمام امان لنا.

التونسي … بدنا سيسي في تونس … بدنا جيش و قادة وطنيين يعملوا زي ما المصريين ما عملوا في بلدهم.

مش بس كده …. اللى عايش دلوقتي بره مصر متابع التريند العام الحقيقي اللى على الأرض دلوقتي في الوطن العربي اللى شغال من الشوام و العراقيين و دول شمال افريقيا …. و هو …. ماتعرفش إزاي اجيب إقامة في مصر و أجي أعيش فيها.

موضوع تغيير الصورة الذهنية السلبية المغلوطة عن مصر في عيون الأجيال الجديدة في منطقتنا الى صورة إيجابية ….. أمر لو تعلمون عظيم … و في صميم الأمن القومي المصري …. فصورة قاهرة العشوائيات و التلوث اللى بيتحول دلوقتي الى قاهرة الأبراج و الطرق السريعة النظيفة و المساكن الآدمية و تطوير الصحة و التعليم و تأكد الأجيال العربية و الإفريقية من تحقيقة على أرض مصر …. أمر على أكبر قدر من الأهمية الإستراتيجية لمصر و شعبها.

و لكم ان تتخيلوا حسرة قلب الخواجه و أذرعه اللى كان بيستخدمها و بيشتغل بيها على الارض …. على شقى عمرهم اللى بنوه على مدى عشرات السنين و هو بيتكسر قدامهم بدون رحمة …. و ساعتها حتفهم كمية الترفيس و الانكار و كلمة فنكوش و اللى اتحولت الى “و انا استفدت ايه” 😊😊

و أخيرا ….. ماتقلقوش من حاجة خاااااالص 😊 …. و لا من موضوع الواد الحبشي 😊 … و لا تخلّوا حد يهزكم 😊 . 

المجد للثابتين……. تحيا مصر. 

 

#مقالات_ذات_صلة

لمتابعة تعليقاتكم