11 Oct 2016
القمة الثلاثية .. ورسائل من خلف الكلمات .. !!
بدون مقدمات .. النهاردة كان الإجتماع الرابع للقمة الثلاثية (مصر/قبرص/اليونان) بحضور الرئيس المصرى والرئيس القبرصى ورئيس الوزراء اليونانى .. وطبعاً مش محتاجين نقول إن لقاءات الدول على المستوى الرئاسى مش بتكون لقاءات بغرض الفسحة وتقضية وقت سعيد مع بعض .. وإنعقاد قمم رئاسية متعددة الأطراف ، وبجدول زمنى ، معناه إن الدول دى بتتفق وبتخطط وبترسم إستراتيجيات محددة .. وخصوصاً لما تتكرر الإجتماعات دى 4 مرات فى خلال 3 سنوات .. و ده طبعا غير الإتصالات المؤسسية بين الدول دى وبعضها .. بالإضافة للإعلان عن اللقاء الخامس قبل منتصف العام القادم 2017 فى العاصمة القبرصية نيقوسيا ، زى ما أعلن الرئيس القبرصى .. و ده معناه تعاون شامل على المستوى السياسى والإستراتيجى .. وهو ده الخلاصة من المؤتمر الصجفى اللى كان فيه رسائل موجهة وقصف جبهة لأطراف متعددة إقليمية ودولية هــ نتكلم عنها فى مقال النهاردة !!
القمة النهاردة كانت قمة لها طعم خاص لأن كلام الرؤساء فى المؤتمر الصحفى عن نتائج المباحثات كان كلام موجه وفيه تحدى معلن .. ولو أضفنا كمان الــ (Body Language) والنظرات المتبادلة بين أطراف القمة ، وبالذات بين الرئيس السيسى ورئيس الوزراء اليونانى أثناء وبعد كلمة اليونان هــ تعرف إن رئيس وزراء اليونان كان صريح أكثر من اللازم .. فــ ياريت تحاولوا تشاهدوا المؤتمر الصحفى تانى وإنتم تفهموا قصدنا إييه .. وعلشان كدة إحنا مش هــ نتكلم عن كلمة كل رئيس منفردة لكننا هــ نتكلم عن المؤتمر الصحفى ونحلله ككل ..
المؤتمر الصحفى بشكل عام كان بيتكلم عن الخطط التنموية والعلاقات الإستراتيجية بين البلدين وخاصة فيما يخص الخطط الإسترتيجية وتنمية مصادر الطاقة المتجددة ، والتعاون فى مجالات السياحة والزراعة والنقل والمواصلات والمعرفة التقنية فى بناء شبكات الطرق ونقل التكنولوجيا وتنمية المجالات التعليمية و ده كان واضح فى كلمتى الرئيس القبرصى أو رئيس الوزراء اليونانى وكمان أكد الرئيس القبرصى على إن البرامج اللى تم الإتفاق عليها فى الإجتماع السابق بدأ تنفيذها بشكل عملى .. و ده معناه إن المقابلات الثلاثية دى بيترتب عليها تنفيذ خطط وبرامج .. مش مجرد لقاءات بروتوكولية فقط ..
.
لكن أهم نقطة فى الجزئية دى لما قام رئيس وزراء اليونان بالحديث عن ترسيم المناطق الإقتصادية الخالصة وتعميق التعاون فى تنمية مصادر الطاقة ، و نقل الغاز فى مصر وقبرص إلى أوروبا .. والكلام ده ضربة موجهة ، لأنه بيقول للأوروبا إنكم لازم توطدوا علاقتكم وتأمنوا مصالحكم الإقتصادية مع مصر وقبرص بعد إكتشافات أبار غاز شرق المتوسط .. وخصوصاً إن الشراكة والعلاقات الإقتصادية دى هــ تكون مع طرف قوى زى مصر وبالذات بعد تنامى الدور المصرى الإقليمى والدولى .. وعلشان كدة قال الرئيس القبرصى فى بداية المؤتمر إن الرؤساء الثلاثة إتفقوا على إن إكتشاف إحتياطيات كبيرة فى شرق المتوسط هــ يؤدى للقيام بدور حاسم فى التعاون مع أوروبا .. و ده معناه إن التعاون الثلاثى هــ يكون فى إيديه مفاتيح ضغط اقتصادية هــ تأثر بشكل كبير فى القرار السياسى الأوروبى وبالذات بالنسبة لمصر وقبرص …. لأ بجد ملعوبة 🙂 ..
الرئيس القبرصى قال إن القمة كانت ناجحة تماماً ، وإن أهداف القمة هو تعميق العلاقات علشان تكون نموذج يحتذى به ، مبنى على تنفيذ القانون الدولى لإستقرار المنطقة .. لكن اللى إحنا بنعتبره قصف جبهة هو تعليق رئيس وزراء اليونان لما قال إن التعاون الثلاثى بالنسبة لليونان يعتبر إختيار إستراتيجى يدفع بإتجاه الأمن والتنمية المشتركة .. وخصوصاً إن البحر بيربط بيننا كدول واللى بيخلينا نتشارك فى مواجهة التحديات (وحط التحديات دى بين قوسين) .. وإن علينا إستشعار موقعنا الإستراتيجى فى مفترق طرق بين 3 قارات … والجملة دى بقى لازم نحط تحتها مليون خط لأنها رسالة واضحة لتركيا بخصوص التهديدات التركية لليونان وقبرص ومصر .. وكمان رسالة لأوروبا إن مكاننا مهم جداً للسيطرة على الهجرة الغير شرعية اللى بتيجى من كل مكان وخصوصاً من السواحل الليبية .. 😉
الرئيس القبرصى إتكلم برضوا عن المشكلة القبرصية بشكل عام وبدون ذكر أسماء أشخاص أو دول .. و ده طبعا من باب الديبلوماسية .. وعبّر عن شكره لمصر لدعمها المتواصل للقضية القبرصية فى المحافل الدولية وبالذات فى مؤتمر التعاون الإسلامى ، للوصول لحل عادل للقضية .. و ده اللى أكد عليه رئيس وزراء اليونان بوجه مكشوف جداً لما قال إن الحل العادل ده لا يمكن أن يكون بالإبقاء على قوات إحتلال فى الأراضى القبرصية .. وإن اليونان مع هذا التوجه وبتدعمه بشدة .. وطبعا مش محتاجين نقول إن الفقرة دى كلها موجهة بشكل مباشر لأحد الدول الإقليمية بدون ذكر أسماء (تركيا) =D =D .. وعلشان كدة ختم كلامه فى الجزئية دى بالتحذير بإن أمن أوروبا يعتمد على أمن الدول المجاورة ، كما يعتمد أيضاً على تعاون أوروبا مع مصر مش مع الناس التانيين 🙂 🙂
الرؤساء الثلاثة كان كلامهم واضح فيما يخص بعض الأطراف الإقليمية اللى مش عاجبهم التعاون الثلاثى ده ، وإن فيه عملية تحفز تجاه هذا التعاون اللى مش موجه لأى طرف من الأطراف .. وإنه من المزعج جداً إنه يبقى فيه أطراف بتشكك فى إتفاقيات التعاون دى ، واللى القائمة على إتفاقيات دولية وعلاقات تاريخية .. مع المطالبة بإنه لازم يكون فيه موقف ثابت وواضح سواء من المجتمع الدولى أو من الدول المجاورة لإحترام القانون الدولى لضمان أمن المنطقة .. وطبعا الكلام ده موجه بشكل حاد و مباشر لقوى إقليمية .. من غير ذكر أسماء برضوا (إسرائيل وتركيا) =D =D
الرئيس القبرصى قال إنه هــ يقوم بتوصيل الصورة كاملة بكل ماتم الإتفاق عليه للإتحاد الأوروبى ، علشان مكافحة الإرهاب ومكافحة تدفقات المهاجرين .. وإن الدور ده ماحدش يقدر يلعبه بقوة غير الدولة الصديقة مصر 🙂 … و دخل رئيس الوزراء اليونانى على الخط فى أخر المؤتمر وقال إنه تم الإتفاق على وضع إستراتيجية إقليمية لمواجهة تدفقات اللاجئين يتم من خلالها مواجهة نقاط عبور المهربين والتعامل مع مشكلة الوضع الليبى ومكافحة جذور الإرهاب (حلوة جذور الإرهاب دى) 🙂 … و ده طبعا زى ما هو لمح قبل كدة هــ يكون من خلال مصر .. يعنى مصر دلوقتى زى ما قولنا قبل كدة هى اللى بتلوى ذراع اوروبا فى ملفات اللاجئين والإرهاب 🙂
رئيس الوزراء اليونانى كان بجد فضيحة فى المؤتمر وهو بيلقح كلام على تركيا وعلى إسرائيل وبيلقح كلام عن إيجاد حل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة تكون عاصمتها القدس .. وراح ناقل بعدها على إنهم زرعوا 3 شجرات بشكل رمزى .. وإن يتوقع إن ألاف الأشجار سوف تزرع فى سيناء =D =D فى إشارة واضحة للى بتعمله ولسه هــ تعمله مصر فى سيناء .. و ده اللى خلى الرئيس السيسى يبتسم بشدة على مجمل كلام رئيس الوزراء اليونانى 🙂 .. وعقب المؤتمر أعلن رئيس وزراء اليونان إن أثينا هــ تستضيف قمة أوروبية عربية للأعمال فى مطلع نوفمبر القادم !
وخلاصة الموضوع ..
القمة الثلاثية هى رسالة شديدة اللهجة لتركيا بخصوص القضية القبرصية علشان أراضى قبرص المحتلة .. بالإضافة لتهديد تركيا للجزر اليونانية ، وخصوصاً بعد ما أعلن أردوغان فى سبتمبر الماضى إنه غير راضى عن حدود تركيا الحالية .. يعنى يا عم أردوغان إوعى تفكر تقل عقلك وتتهور …. وفى نفس الوقت هو للتأكيد على التعاون الثلاثى ، وإقرار جهود ترسيم الحدود اللى هــ يساعد مصر وقبرص على حل أزمتهم الإقتصادية بعد إكتشافات الغاز المهولة … وأخيراً القمة دى وماقبلها وما سيأتى هى برعاية روسية صينية بدليل المناورات العسكرية اللى إتعملت فى فى خلال السنتين اللى فاتوا مع مصر وقبرص واليونان فى ظل نظام عالمى جديد بدأت تظهر ملامحه بقوة ..
يعنى لما كنا بنقول مصر قلب النظام العالمى الجديد ماكناش بنألف
ملحوظة:
من اول قمة إنعقدت فى نوفمبر 2014 ، وصفحة كلام فى الصميم كانت شايفة ومتوقعة كل اللى بيحصل .. وكنا الصفحة الوحيدة يمكن اللى إتكلمت عن التحالف الثلاثى دى ، وإتهاجمنا كتير بإعتبار إننا مؤيدين لضياع ثروات مصر فى شرق المتوسط وكل الهليلة اللى إتعملت وقتها عن الموضوع ده بكمية أكاذيب وشائعات على عهدة خبراء الفيسبوك .. ومش عارف الخبير البهنساوى فى أميريكا بيقول إييه .. والخبير البنهاوى فى كوكب المريخ معاه خرائط إييه .. وكل الكلام ده .. وادى لينكات المقالات للى عايز يراجع كلامنا القديم
وبإذن الله مكملين والنصر لمصر